الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأقر عين تاب بيد صاحبها، وسلم تل خالد إلى بدر الدين دلدرم، صاحب تل باشر، وكان من كبار الياروقية. وأقطع عزاز الأمير علم الدين سليمان بن جندر. وولى الملك الناصر قلعة حلب سيف الدين يازكج الأسدي. وولى شحنكية حلب حسام الدين تميرك بن يونس، وولى ديوان حلب ناصح الدين ابن العميد الدمشقي. وأبقى الرئيس صفي الدين طارق بن أبي غانم ابن الطريرة، في منصبه على حاله، وزاد إقطاعه.
وكان الفقيه عيسى كثير التعصب، فما رال به، حتى نقل الخطابة عن الحنفية إلى الشافعية، وعزل عنها عمي أبو المعالي. ووليها أبو البركات سعيد بن هاشم. وفعل في القضاء كذلك، فسير إلى القاضي محيي الدين محمد بن زكي الدين علي إلى دمشق، بسفارة القاضي الفاضل، فأحضر إلى حلب وولي قضاءها، وعزل والدي عن القضاء، وامتدحه محيي الدين بن الزكي، بقصيدة بائية، قال فيها:
وفتحكم حلبا بالسيف في صفر
…
مبشر بفتوح القدس في رجب
فاتفق من أحسن الإتفاقات، وأعجبها، فتح القدس في شهر رجب من سنة ثلاث وثمانين وخمسمائة.
وأقام محيي الدين في القضاء بحلب مدة، ثم استناب القاضي زين الدين أبا البيان نبأ بن البانياسي في قضاء حلب، وطار إلى بلده دمشق.
ثم إن السلطان الملك الناصر أقام بحلب، ورحل منها في الثاني والعشرين من ربيع الآخر، من سنة تسع وسبعين وخمسمائة. وجعل فيها ولده الملك الظاهر غازي وكان صبياً وجعل تدبير أمره إلى سيف الدين يازكج.
صلاح الدين والفرنج
وسار إلى دمشق، ثم خرج إلى الغزاة في جمادى الآخرة، وسار إلى
بيسان، وقد هرب أهلها، فخربها، ونهبها، وخرب حصنها. ثم سار إلى عفر بلا، فخربها، وجرد قطعة من العسكر، فخربوا الناصرة والفولة وما حولهما من الضياع.
وجاء الفرنج فنزلوا عين الجالوت، ودار المسلمون بهم، وبثوا السرايا في ديارهم، للغارة والنهب، ووقع جورديك، وجاولي الأسدي، وجماعة من النورية على عسكر الكرك والشوبك، سائرين في نجدة الفرنج، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، وأسروا مائة نفر، وعادوا.
وجرى للمسلمين مع الفرنج وقعات، ولم يتجاسروا على الخروج للمصاف، وعاد السلطان إلى الطور في سابع عشر جمادى الآخرة. فنرل تحت الجبل، مترقباً رحيلهم ليجد فرصة، فأصبحوا، ورحلوا راجعين على أعقابهم. ورحل نحوهم، وناوشهم العسكر الإسلاي، فلم يخرجوا إليهم، والمسلمون حولهم، حتى نزلوا الفولة راجعين. وفرغ أزواد المسلمين. فعادوا إلى دمشق، ودخل السلطان دمشق، في رابع وعشرين من جمادى الآخرة ثم عزم علىغزو الكرك، فخرج إليها في رجب، وكتب إلى أخيه الملك العادل، وأمره أن يلتقيه إلى الكرك، وسار السلطان إلى الكرك، وحاصرها، ونهب أعمالها، وهجم ربضها، في رابع شعبان. وهدم سورها بالمنجنيقات،