الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذلك كله لحسام الدين تمرتاش، وفتح طنزة فاستبقاها لنفسه.
وتزوج أتابك صاحبة خلاط ابنة سقمان القطبي.
واستولى أتابك على العقر وشوش وغير ذلك من قلاع الأكراد، وأغار في هذه السنة سوار على الجزر وحصن زردنا، وأوقع بالفرنج على حارم، وشحن على بلد المعرتين، وعاد بالغنائم إلى حلب.
واستوزر زنكي في هذه السنة ضياء الدين أبا سعد الكفرتوثي، وكان مشهوراً بحسن الظريفة والكفاية وحب الخير والمذهب الحميد، وقدم معه إلى حلب، وعزم على قصد دمشق ومضايقتها.
وذكر العظيمي في تاريخه: أنه حصرها، في هذه السنة مدة، ثم رحل إلى حلب، ثم شرق إلى الموصل.
والصحيح: أنه حصرها في سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
مقتل شمس الملوك وتسلم شهاب الدين
وذلك أن صاحبها شمس الملوك أبا الفتح إسماعيل بن بوري، انهمك في المعاصي والقبائح، وبالغ في الظلم، وأعرض عن مصالح الدين والنظر في أمور المسلمين، بعد اهتمامه أولاً بذلك.
واستخدم بين يديه رجلاً كردياً يعرف ببدران الكافر جاءه من بلد حمص، وكان قليل الدين متنوعاً في أبواب الظلم، ليس في قلبه لأحد رحمة، فسلطه على ظلم المسلمين ومصادرة المتصرفين بأنواع قبيحة من الظلم، وظهر منه بخل عظيم وسفت نفسه إلى تناول الدنايا وغير ذلك من الأفعال الذميمة.
وعزم على مصادرة كتابه وحجابه وأمرائه، فخاف منه أصحابه، واستشعروا منه، ووقعت الوحشة بينهم.
وعرف عزم أتابك زنكي على قصد دمشق، وأنه متى وصلها سلمت إليه، فكاتب أتابك زنكي وحثه على سرعة الوصول إليها ليسلمها إليه طوعاً، وشرط عليه أن يمكنه من الإنتقام من كل من يكرهه من المقدمين والأمراء والأعيان، وكرر المكاتبة إليه في ذلك، وقال: إن أهلمت هذا الأمر استدعيت الفرنج وسلمت دمشق إليهم، وكان إثم المسلمين في عنقك.
وشرع في نقل أمواله وأحواله إلى صرخد، فظهر هذا الأمر لأصحابه، فأشفقوا من الهلاك وأعلموا والدته زمرد خاتون بذلك، فقلقت له، وحسنوا لها قتله، وتمليك أخيه شهاب الدين محمود فرجح ذلك فى نظرها، وعزمت عليه، فانتظرت وقت خلوته من غلمانه وسلاحيته، وأدخلت عليه من أصحابها من قتله.
وأخرجته فألقي في ناحية من الدار ليشاهده غلمانه وأصحابه فسروا بذلك.
وذلك في يوم الأربعاء الرابع عشر من شهر ربيع الآخر، سنة تسع وعشرين وخمسمائة.
وقيل: أنه اتهم يوسف بن فيروز حاجب أبيه بوالدته، فهرب منه إلى تدمر، فأراد قتل أمه، فبلغها الخبر فقتلته خوفاً منه.
وأجلست والدته مكانه أخاه شهاب الدين محمود بن بوري، وحلف الناس له. وتوجه أتابك زنكي من الموصل مجداً ليتسلم دمشق من شمس الملوك، فوصل إلى الرقة وقال: أشتهي أن أدخل الحمام. فأحضر صلاح الدين مسيب بن مالك صاحب الرقة، وقال له: أتابك يشتهي دخول الحمام، وهذه خمسمائة دينار تسلمها واعمل له بها دعوة فلم يشك في ذلك، ودخلوها، فلما حصلوا بها أخذوها منه، وذلك في العشرين من شهر ربيع الآخر.
وبلغه ما جرى بدمشق، فلم يقطع طمعه فيها، وسار فنزل العبيدية، وراسل أهل دمشق، فلم يجيبوه إلى مطلوبه وردوا عليه جواباً خشناً، يتضمن أن الكلمة قد