الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من ذلك، وحصل عند جده السلطان وحشة من ذلك.
واتفق رأيهم، على أن لبس السلطان خلعته، ولم يخلع على أحد من الأمراء شيء، مما سيره لهم، وردوا الرسول الوارد إلى الملك الصالح بخلعته، ولم يمكنوه من الوصول إليه، واستوحشوا من جهة الملك الكامل.
خلافة الأخوين
وكان الملك الأشرف، قد تتابعت من أخيه، الملك الكامل أفعال أوجبت ضيق صدره، وكان يغض على نفسه، ويحتملها، فمنها أنه أخذ بلاده الشرقية، حين أعطاه دمشق، وأخذ من مضافات دمشق، مواضع متعددة.
واتفق أن كيقباذ ملك الروم، أخذ خلاط، فضاق ما في يد الملك الأشرف جداً، وكان ينزل إليه في كل سنة إلى دمشق، في عبوره إلى الشرق، فيقيم بدمشق مدة، فيحتاج الملك الأشرف، في ضيافتة إلى جملة.
وقبض على أملاكه التي كانت له بحران، والرقة، وسروج، والرها، ورأس عين، وعلى جميع تمليكاته التي ملكها بتلك الناحية، وفتح آمد، وهو في صحبته، فلم يطلق له من بلادها شيئاً، وخذله في انتزاع خلاط من يد الرومي.
فاتفق هو، والملك المجاهد صاحب حمص والملك المظفر صاحب حماة وعزموا على الخروج عليه، وعين لكل واحد منهم شيء من بلاده، وأرسل إلى الملكة الخاتون والأمراء بحلب، وطلبوا موافقتهم على ذلك، وخوفوهم من جهته، وذكروا ما تمتد أطماعه إليه فوافقوهم.
وتحالفوا عليه، وسيروا رسلاً من جهتهم إلى ملك الروم كيقباذ، يطلبون منه مثل ذلك. فوصلوا إليه ومات كيقباذ، قبل اجتماعهم به فذكروا رسالتهم لابنه كيخسرو، فحلف لهم على ذلك.
واتفقوا كلهم على أن أرسلوا رسلاً من جهتهم، إلى الملك الكامل، إلى مصر، ومعهم رسول من حلب، وقالوا له: إننا قد اتفقنا كلنا، ونطلب منك أنك لا تعود تخرج من مصر، ولا تنزل إلى الشام.
فقال لهم: مبارك، أنتم قد اتفقتم، فما تطلبون من يميني، احلفوا أنتم أيضاً لي: أن لا تقصدوا بلادي، ولا تتعرضوا لشيء مما في يدي وأنا أوافقكم على ما تطلبون.
ونزل رسوله، ومرض الملك الأشرف، واشتغل بمرضه، وطال إلى أن مات على ما نذكره.
ومما تجدد في حلب، في سنة أربع وثلاثين وستمائة: أن شهاب الدين صاحب شيزر، وكمال الدين عمر بن العجمي، اتفقا، على أن سيرا من جهتهما رجلاً، يقال له العز بن الأطفاني إلى دمشق إلى الملك الأشرف، وحدثاه في أن يقصد حلب، وأنهما يساعدانة بأموالهما.
وأوهمه صاحب شيزر أن معظم الأمراء بحلب، يوافقونه على ذلك، وأوهمه ابن العجمي أن أقاربه، وجماعة كبيرة من الحلبيين، يتابعونه، ويشايعونه، ويوافقونه، على ذلك، واشترط على الملك الأشرف، أن يوليه قضاء حلب.
فمضى رسولهما إلى الملك الأشرف، واجتمع ببعض خواصه، وذكر له الأمر الذي جاء فيه، فلم يحضره إليه، وأجابهما بأنه: لا تتصور أن يبدر مني غدر، ولا قبيح في حق أحد من ذرية الملك الظاهر.
وأخبرني فلك الدين بن المسيري أنه هو الذي كان المتكلم بين الملك الأشرف، وبين رسولهما.
ونمي هذا الخبر إلى الملكة، والأمراء، فسيروا من يوقف الرسول واتفق وصوله إلى حلب فقبض في باب العراق وأصعد إلى القلعة، وسئل عن ذلك، فأخبرهم بالحديث على فضه، فحبس الرسول، وحلقت لحيته، وسير إلى دربساك وحبس بها.
وأصعد ابن العجمي، وصاحب شيزر، واعتقلا بالقلعة، وأخذت أموال صاحب شيزر جميعها، ولم يتعرض لأموال ابن العجمي، تطييباً لقلوب أهله. وداما في الاعتقال، من جمادى، من سنة أربع وثلاثين إلى أن مات الملك الكامل، في سنة خمس وثلاثين وستمائة، وأطلقا.