الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم توجه الملك المنصور والعسكر إلى آمد، واجتمعوا بمن كان بها من عسكر الروم، وأقاموا ينتظرون وصول عساكر الروم، مع الدهليز، لمنازلة ميافارقين.
وتوفي الملك الحافظ أرسلان شاه، ابن الملك العادل، بقلعة عزاز ونقل تابوته إلى مدينة حلب. وخرج السلطان إلى الملك الناصر وأعيان البلدة، وصلوا عليه، ودفن في الفردوس، في المكان الذي أنشأته أخته الملكة الخاتون. وتسلم نواب الملك الناصر قلعة عزاز، من نوابه من غير ممانعة، وذلك كله، في ذي الحجة، من سنة تسع وثلاثين وستمائة.
موقعة المجدل
واتفق أن خرج التتار إلى أرزن الروم، واشتغل الروم بهم، أغاروا إلى بلد خرتبرت، وخاف الملك المنصور والعسكر، من إقامتهم في تلك البلاد، وأنهم لا يأمنون من كبسة تأتي من جهة التتار فعادوا إلى رأس عين فخرج الملك المظفر والخوارزمية، إلى دنيسر، فخرج الملك المنصور إلى الجرجب، وساروا إلى جهتهم. فوصلهم الخبر أنهم قد نزلوا الخابور. فساروا إلى جهتهم، ونزلوا المجدل.
وكان قد انضاف إلى الخوارزمية جمع عظيم، من التركمان، يقدمهم أمير يقال له ابن دودي، حتى بلغ من أمره أنه قال للملك المظفر: أنا أكسرهم بالجوابنة الذين معي. وكان عدتهم سبعين ألف جوبان غير الخيالة من التركمان. ورحل الملك المظفر، حتى نزل قريباً من المجدل، فعلم به الملك المنصور، فأشار الأمير شمس الدين لؤلؤ الأميني بمبادرتهم، والرحيل إليهم في تلك الساعة، فرحلوا ووافوهم، وقد نزلوا، في يوم الخميس، الثالث والعشرين، من صفر، من سنة أربعين وستمائة.
فركبوا، والتقى الصفان، فما هو إلا أن التقوا، وولى الملك المظفر منهزماً، والخوارزمية، وحالت الخيم بينهم وبينهم، فسلموا، وقتل منهم جماعة، ووقع العسكر في الخيم، والجركاهات، وبها الأقمشة والنساء، فنهبوا جميع ما في العسكر، وأخذوا النساء وجميع ما كان معهن من الأموال، والحلي، والذهب، ولم يفلت من النساء أحد.
ونزل الملك المنصور، في خيمة الملك المظفر، واستولى على خزانته، وعلى جميع ما كان في وطاقه، وغنم العسكر من الخيل، والبغال، والجمال، والآلات، والأغنام، ما لا يحصى.
وبلغت الأغنام المنهوبة إلى الموصل وحلب وحماة وحمص، بحيث بيع الرأس من الغنم في العسكر، بأبخس الأثمان، وضربت البشائر بحلب، وزينت أياماً سبعة.
وتوجه الملك المنصور، والعساكر إلى حلب، وخرج السلطان الملك