الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والملك الأشرف في حران، وابن المشطوب في اقطاعه رأس عين، وقد داخل صاحب ماردين، وقرر الأمر معه على العصيان على الملك الأشرف، وجمع جماعة من الأكراد، فنمي الخبر إلى الملك الأشرف.
وخاف ابن المشطوب، فسار إلى سنجار، فاعترضه والي نصيبين، من جهة الملك الأشرف، وقاتله فهزمه، واستباح عسكره، وسار إلى سنجار، فأجاره قطب الدين صاحبها. وأرسل الملك الأشرف إليه، في طلبه، فلم يجبه إلى ذلك، فسار الملك الأشرف نحوه، فترك سنجار، ومضى إلى تلعفر، فعصى بها، فوصل إليه ابن صبره وعسكر الموصل.
ووصل الملك الأشرف إلى سنجار، وفتحها، وعوض صاحبها بالرقة عنها، وفتح لؤلؤ تلعفر، وسلمها إلى الملك الأشرف، واستجار ابن المشطوب بلؤلؤ، فأجاره على حكم الملك الأشرف، فيها، وسلمه إلى الملك الأشرف، فقيده وسجنه بسنجار.
تحرك الأشرف إلى الموصل ومصر
وسار الملك الأشرف إلى الموصل، ومعه عسكر حلب، فأقام مخيماً على ظاهرها، حتى أصلح أمرها مع صاحب إربل، وهادنه.
ووصل الملك الفائز من الديار المصرية، مستصرخاً، وطالباً للنجد، ووصل إلى حلب، وأنزل بالميدان الأخضر، وسار إلى الموصل، إلى أخيه الملك الأشرف، فأقام عنده، بظاهر الموصل، شهراً ومات.
وانفصل الملك الأشرف عن الموصل، بعد إصلاح أمورها، وشتى بسنجار، وقبض على حسام الدين بن خشترين وكان أميراً من أمراء حلب لغدر بلغه عنه، وقيده، وسيره، وابن المشطوب إلى قلعة حران، فحبسهما فيها إلى أن ماتا. وقبض على ابن عماد الدين صاحب قرقيسيا، وأخذها، وعانة
والبلاد التي كانت معه من يده، وقدم حران، فوصل إليه أخوه الملك المعظم في محرم سنة ثمان عشرة من دمشق، فوافقه على الصعود إلى الديار المصرية، لإزاحة الفرنج عنها، فجهز العساكر، واستدعى عسكر حلب، وعبر الفرات، والتقى بعسكر حلب.
وسار إلى دمياط، مع أخيه الملك المعظم، وخرج الفرنج عن دمياط،، ونزلوا في مقابلة المسلمين، فأرسلوا الماء عليهم، فمنعهم من العود إلى دمياط، ولم يبق لهم طريق إليها وزحف المسلمون عليهم، واستداروا حولهم، فطلبوا الأمان وتسليم دمياط، فتسلمها المسلمون في العشرين من شهر رجب سنة ثمان عشرة وستمائة.
وكان الملك المنصور صاحب حماة قد توفي في ذي القعدة، سنة سبع عشرة وستمائة. وكان ابنه الكبير الملك المطهر، في نجدة خاله بدمياط، فاستولى ابنه الملك الناصر، على حماة، وسير إلى الأتابك شهاب الدين، يطلب الإعتضاد به، والسفارة بينه وبين خاله الملك الأشرف، على أن ينتمي إليه، ويخطب له، على أن يمنع عنه من يقصده، وروسل في ذلك، فأجاب، وحلف له على ذلك. ونزل الملك الأشرف في الديار المصرية، ووصل إلى بلاده، وسير كتاباً إلى الأتابك شهاب الدين، يتضمن أنه: لما وقع الاتفاق في الابتداء، وعرض علي الجبول وبزاعا وسرمين أجبت إلى ذلك، ليعلم المخالف والعدو، أن البلاد قد صارت واحدة، والكلمة متفقة، والآن فقد تحقق الناس كلهم ذلك، وأوثر الآن التقدم إلى نواب المولى الملك العزيز في قبضها، وإجرائها على العادة، وصرفها في مصالح بلاده فأجبت إلى ذلك.
ورفع الملك الأشرف أيدي نوابه عنها.
وتوجه الملك الصالح ابن الملك الظاهر إلى الشغر وبكاس، وأضيف