الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
واجتمعت عساكر حلب معه، وساروا إلى حماه، فقاتلوها.
فأرسل الملك الناصر، وبذل لهم تسليم حمص وحماة، وأن يقر بيده دمشق، وأن يكون فيها نائباً عن الملك الصالح، فلم يجيبوه إلى ذلك. وقالوا. لا بد من تسليم جميع ما أخذه من الشام، وعوده إلى مصر.
فسار الملك الناصر إلى عز الدين وزلفندار، فالتقوا في تاسع عشر شهر رمضان، على قرون حماة. فانهزم عسكر الموصل، وثبت عز الدين بعد الهزيمة، فقال الملك الناصر: إما أن يكون هذا أشجع الناس، أو أنه لا يعرف الحرب. وأمر أصحابه فحملوا عليه حتى أزالوه عن موقفه، وتمت الهزيمة، وتبعهم الملك الناصر، وغنموا غنائم كثيرة، وأسر جماعة كثيرة، فأطلقهم.
بعد صلح تحرك صاحب الموصل
ونزل الملك الناصر على حلب، محاصراً لها، وقطع حينئذ خطبة الملك الصالح، وأزال اسمه عن السكة في بلاده، فلما طال الأمر عليهم راسلوه في الصلح، على أن يكون له ما بيده من بلاد الشام، ولهم ما بأيديهم، وأخذ المعرة، وكفر طاب، وانتظم الحال بينهم على ذلك.
ورحل عن حلب، في العشر الأول من شوال، إلى حماة، فوصلته خلع الخليفة بها مع رسوله. ووصل خبر الكسرة إلى سيف الدين، وهو محاصر سنجار، فصالح عماد الدين على ما بيده، ورحل إلى الموصل، وشرع في جمع العساكر. وسار الملك الناصر من حماة إلى بارين، وفيها نائب عز الدين ابن الزعفراني، ولم يبق بيده غيرها، فحصرها إلى أن سلمها واليها إليه بالأمان، فعاد إلى حماة، وأقطعها خاله شهاب الدين محمود بن تكش الحارمي، وأقطع حمص ناصر الدين محمد ابن عمه أسد الدين، وعاد إلى دمشق.
وخرج سيف الدين غازي صاحب الموصل، في سنة إحدى وسبعين وخمسمائة. وسار إلى نصيبين، واستنجد صاحب حصن كيفا وصاحب ماردين، فاجتمع معه عسكر كثير بلغت عدتهم ستة آلاف فارس. وأقام بنصيبين حتى خرج الشتاء، فضجرت العساكر وفنيت نفقاتهم.
ثم سار إلى حلب، فعبر ب البيرة وخيم على جانب الفرات الشامي، وراسل كمشتكين والملك الصالح، لتستقر قاعدة يصل عليها إليهم. ووصل كمشتكين إليه، وجرت مراجعات كثيرة، عزم فيها على العود مرارا، حتى استقر اجتماعه بالملك الصالح، وسمحوا به، فسار ووصل إلى حلب.
وخرج الملك الصالح للقائه بنفسه، فالتقاه قريب القلعة، واعتنقه، وضمه إليه، وبكى، ثم أمره بالعود إلى القلعة فعاد، وسار هو، فنزل بعين المباركة، وأقام بها مدة، وعسكر حلب تخرج إلى خدمته في كل يوم، وصعد إلى قلعة حلب جريدة، وأكل فيها شيئاً، ونزل، وسار منها إلى تل السلطان، ومعه عسكر حلب، مضافاً إلى العساكر الواصلة معه.
وخرج رجل ادعى أنه المنتظر، وادعى النبوة بجبل ليلون، واستغوى أهل تلك الناحية، وأظهر لهم زخارف، ومحالاً، وقال لهم: إذا جاء العسكر إليكم، فسوف أرميهم بكف من تراب فأهلكهم وأغاروا على تركمان بجبل سمعان وكان مقيماً بأتباعه بكفرند، فخرج طمان من العسكر، وسعد الدين كمشتكين بجماعة من العسكر، ووصلوا إليهم، فجعل أتباعه يصيحون: وعدك يا مولانا! والسيف يعمل فيهم، فألقى التراب، فزحف إليه العسكر، وقتل الرجال وسبى