الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والرقة، وسبى عسكره أهل البلاد كما يسبى الكفار، وذلك في ذي الحجة، من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة.
وسار الملك الكامل نحوها، فاندفع ملك الروم، فعاد الملك الكامل واستولى على البلاد، وخرب قلعة الرها وبلدها، وسير إليه السلطان العسكر إلى الشرق، والزردخاناه، وذلك في الجماديين، سنة ثلاث وثلاثين وستمائة.
ودام الملك العزيز، في ملكه بحلب، وسمت همته إلى معالي الأمور، ومال إلى رعيته، وأحسن إليهم إلى أن دخلت سنة أربع وثلاثين وستمائة.
فغضب على وزيره زرين الدين بن حرب، وألزمه داره بقلعة حلب، وولى الديوان مكانه، الوزير جمال الدين الأكرم أبا الحسن علي بن يوسف القفطي الشيباني.
موت العزيز محمد بن غازي
وخرج في أواخر شهر صفر إلى النقرة، ثم توجه منها إلى حارم، وحضر في الحلقة، لرمي البندق، واحتاج إلى أن اغتسل بماء بارد، فحم، ودخل إلى حلب، فالتقاه الناس، وهو موعوك، ودامت به الحمى، إلى أن قوي مرضه واستحلف الناس لولده الملك الناصر صلاح الدين يوسف ابن الملك العزيز. وسيرني إلى أخيه الملك الصالح إلى عين تاب، يستحلفه له، ولابنه الملك الناصر، وعدت، وقد مات، في شهر ربيع الأول، من سنة أربع وثلاثين وستمائة
القسم الثاني والثلاثون تدبير الدولة وتولى تدبير دولته الأميران: شمس الدين لؤلؤ الأميني، وعر الدين عمر بن محلى ووزير الدولة القاضي جمال الدين الأكرم وجمال الدولة إقبال الخاتوني، يحضر بينهم في المشورة. وإذا اتفق رأيهم على شيء، دخل جمال الدولة إقبال الخاتوني، إلى جده السلطان الملك الناصر، والدة الملك العزيز، وعرفها ما اتفق رأي الجماعة عليه، فتأذن لهم في فعله، والعلامات على التواقيع، والمكاتبمات إلى الستر العالي الخاتوني، والدة الملك العزيز. فاتفق رأيهم، على أن سيروا القاضي زين الذين - قاضي حلب - والأمير بدر الدين بدر بن أبي الهيجاء، إلى مصر، رسولين إلى الملك الكامل، ليحلفاه للملك الناصر، ويتوثقا من جهته، واستصحبا معهما كزاغند السلطان الملك العزيز، وزرد يته، وخوذته، ومركو به.
فلما وصلا إليه، أظهر الألم والحزن لموته، وقصر في إكرامهما وعطائهما وحلف للملك الناصر، على الوجه الني اقترح عليه، خاطب الرسولين بمأ يشيران به، عنه، من تقدمة الملك الصالح ابن الملك الظاهر "، على العسكر، وأن تكون تربية الملك الناصر إليه، فلم ير الجماعة ذلك.
واتفق بعد ذلك بمدة، أن سيّر الملك الكامل خلعة للملك الناصر، بغير مركوب، وسير عدة خلع لأمراء الدولة، وسير مع رسول مفرد خلعة " للملك الصالح"، على أن يجيء إليه إلى "عين تاب"، فاستشعر أرباب الدولة التدبير