الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب التاسع: التعليق
.
وأناقشه على غرار المطالب قبله على النحو التالي:
المسألة الأولى: حقيقة التعليق لغة
.
مادة (علق) ترجع إلى معنى واحد وهو «أن يُناط الشيء بالشيء العالي، ثم يتسع الكلام فيه» (1). «وعلّق الشيءَ بالشيء، ومنه، وعليه تعليقًا: أناطه به» (2).
والتعليق تفعيل من علَّق، بمعنى صيّره مُعَلَّقًا بشيءٍ آخر (3)، أي مُناطًا به.
المسألة الثانية: حقيقة التعليق اصطلاحًا
.
التعليق في الاصطلاح يُستعمل في تعليق كلام على كلام، مكتوبًا كان أو منطوقًا، ورُوعي العُرف الاصطلاحي في التعليق مع الحقيقة اللغوية، فلم يكن التعليق على الكلام مجرد إناطة كلام بكلام - أي إلحاقه به - بل أُضيف إلى هذا المعنى هدفُ هذه الإناطة، فتقول: «علَّق الرجلُ
…
على كلام غيره: تعَقَّبه بنقد أو بيان أو تكميل أو تصحيح أو استنباط» (4). ومنه سُميت (التَّعْلِيقَة) وهي «ما يُذكر في حاشية الكتاب من شرح لبعض نصِّه وما يجري هذا المجرى» (5). وعلى هذا جرى استعمال الفقهاء في التصنيف (6)، وكذا غيرهم في غير علم الفقه.
والتعاليق قد تطُول عباراتها فتقرُب من (الشروح والحواشي)، وقد تقصُر فتقرب من (النُّكت)(7).
(1) معجم مقاييس اللغة، (4/ 125)، مادة (علق).
(2)
تاج العروس، (26/ 197)، مادة (علق).
(3)
لأن (فَعَّل) من معانيه التصيير. يُراجع: الطرة شرح لامية الأفعال، (67، 100).
(4)
المعجم الوسيط، (622)، مادة (علق).
(5)
المعجم الوسيط، (622)، مادة (علق). ويُنظر: أقرب الوارد، (2/ 822)، مادة (علق).
(6)
ففي معجم لغة الفقهاء عُرفتْ بأنها: «ما يذكر في حاشية الكتاب من شرح وبيان» . [(137)].
(7)
يُنظر مثلاً: التعليق الممجد على موطأ محمد، وغيره من كتب التعاليق.