الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال في (تلبيس إبليس): «والفقيه من نظر في الأسباب والنتائج وتأمل المقاصد، فإن النظر إلى الأمرد (1) مباح، إن أمن ثوران الشهوة فإن لم يؤمن لم يجز
…
فتأمل هذه القاعدة» (2).
-
قاعدة «النظر للأزمنة والأشخاص - لا من حيث أصل شرعي - أمر جاهلي»
(3):
وهي قاعدة تستلزم عدم التسليم المطلق بالصواب لكل قول سابق لمجرد أنه سابق، وتستلزم النظر إلى ذات القول لا إلى قائله، وفي هذا السياق يقول المبرّد (4):«وليس لقدم العهد يُفضَّل القائل، ولا لِحِدْثان عهد يُهتضمُ المُصيب، ولكن يُعطى كلٌّ ما يستحق» (5). وقال ابن مالك (6): «وإذا كانت العلوم منحًا إلهية، ومواهب اختصاصية،
(1)«الأمرد: الشاب الذي بلغ خروج لحيته وطرّ شاربه ولم تبد لحيته» . [لسان العرب، (14/ 50)، مادة (مرد). ويُنظر: معجم مقاييس اللغة، (5/ 317)، مادة (مرد). و: معجم الفقهاء، (89)].
(2)
عبد الرحمن بن علي بن الجوزي، (215).
(3)
قواعد التصوف على وجه يجمع بين الشريعة والحقيقة ويصل الأصول والفقه بالطريقة، أحمد بن أحمد البرنسي المشهور بزروق، (201)، قاعدة (149). وساق الأدلة عليها.
(4)
هو: أبو العباس، محمد بن يزيد بن عبد الأكبر، الثمالي، الأزدي، البصري، النحوي، الإخباري، المعروف بالمبرد، إمام النحو، أخذ الأدب عن أبي عثمان المازني وأبي حاتم السجستاني، وأخذ عنه نفطويه وغيره من الأئمة، وله التواليف النافعة في الأدب: منها كتاب الكامل، وكتاب الروضة، والمقتضب. توفي ببغداد سنة 286 هـ.
[يُنظر: سير أعلام النبلاء، (13/ 576). و: وفيات الأعيان، (4/ 313)].
(5)
الكامل، محمد بن يزيد المبرد، (1/ 43).
(6)
هو: أبو عبد الله، محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك الطائي الجياني، المالكي حين كان بالمغرب، الشافعي حين انتقل إلى المشرق، جمال الدين، صاحب التصانيف السائرة، أخذ العربية عن غير واحد، وكان إماما في اللغة إماما في حفظ الشواهد وضبطها إماما في القراءات وعللها،
وكان نظم الشعر عليه سهلاً رجزه وطويله وبسيطه، من تصانيفه: تسهيل الفوائد، الكافية الشافية، وشرحها، ومختصرها الخلاصة، ولامية الأفعال، عدّة اللافظ وعمدة الحافظ، وإعراب مشكل البخاري، وغيرها. توفي سنة 672 هـ.
[طبقات الشافعية الكبرى، (8/ 67). و: نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن المقري التلمساني، (2/ 222)].
فغير مستبعد أن يدخر لبعض المتأخرين ما عسر على كثير من المتقدمين، أعاذنا الله من حسد يسد باب الإنصاف، ويصد عن جميل الأوصاف» (1).
ويُنبه إلى هذا المعنى الرهوني (3) فيقول: «هذا ومما علم بالمشاهدة من حال علماء هذه الأمة أن جلالة من تصدى للتأليف من الأئمة، لا تمنع من الكلام معهم من أمّه،
…
على أنه لا يستغرب صدور الحكمة عن أيدي من ضعف من الطلاب
…
إلا من استولى على قلبه الحجاب، أما من علم أن ما يصدر على أيدي العباد على الخصوص والعموم من حكم وعلوم ومعارف وفهوم
…
هو من الواحد الأحد
…
بلا واسطة ولا أسباب، فلا يستغرب شيئًا من ذلك على الإطلاق،
…
فكن أيها الناظر إلى هذا التقييد (4)
…
سالكًا مسلك أهل التوحيد واقفًا مع الحقيقة؛ حتى لا تستغرب ما تقف عليه
(1) تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد في النحو، محمد بن مالك الجياني، (2).
(2)
قواعد التصوف، (53)، قاعدة (37).
(3)
هو: أبو عبد الله، محمد بن أحمد بن محمد بن يوسف، الرهوني: فقيه مالكي مغربي .. نشأ وتعلم بفاس. أكثر إقامته بوزان، وتوفي بها. له مؤلفات، منها: أوضح المسالك وأسهل المراقي حاشية على شرح الزرقاني لمختصر خليل، وحاشية على شرح ميارة الكبير للمرشد المعين) لم تكمل، والتحصن والمنعة ممن أعتقد أن السنة بدعة. توفي سنة 1230 هـ.
[يُنظر: شجرة النور الزكية، (1/ 387). و: الأعلام، (6/ 17)].
(4)
يعني حاشيته.
من صحاح النصوص وغرائب النقول التي خفيت على كثير ممن سبق من الفحول، وتعلم أنها - وإن ظهرت على يد من قصر باعه
…
- فإنما هي من فعل من لا شريك له في فعلٍ ما وصنعه» (1).
إذا تقرر هذا فعلى الناظر في الفقه أن ينظر بنقد ومراجعة وبحث، فإذا تبين له خلل استدركه، ولا يتوقف ويجمد على جهود السابقين، ولْيقل: كم ترك الأول للآخر؟ !
(1) حاشيةالرهوني، (1/ 5).