الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مسألة [9]: هل يصح السلم فيما يكال وزنًا، وفيما يوزن كيلًا
؟
• أكثر أهل العلم على جواز ذلك، وهو مذهب الشافعي، ومالك، وابن المنذر، وأحمد في رواية؛ لأنَّ المقصود هو تحديد المقدار، وذلك يحصل بالكيل، أو بالوزن، ورجَّح هذا الإمام ابن عثيمين.
• وعن أحمد رواية بمنع ذلك، وعن بعض الشافعية منع السلم في الموزون كيلًا.
والصحيح قول الجمهور، وإنما اعتبرنا الكيل والوزن في باب الربا؛ لأنه يشترط التماثل، والشرع اعتبر التماثل في المكيلات بالكيل، وإن اختلف وزنها، وفي الموزونات بالوزن، وإن اختلف كيلها.
(1)
مسألة [10]: السلم في غير المكيل والموزون من الأطعمة
.
• ذهب جماعة من أهل العلم إلى صحة السلم في ذلك، وهو مذهب الشافعي، وأبي حنيفة، والأوزاعي، وأحمد في رواية؛ لأنَّ كثيرًا من ذلك مما يتقارب وينضبط بالصغر والكبر، وما لا يتقارب ينضبط بالوزن.
• ونقل ابن المنذر عن أحمد، وإسحاق أنهما قالا: لا خير في السلم في الرمان، والسفرجل، والبطيخ، والقثاء، والخيار؛ لأنه لا يكال، ولا يوزن، ومنه الصغير والكبير، ونقل عن الشافعي أنه قال بالمنع من السلم في البيض والجوز.
(1)
انظر: «المغني» (6/ 400)، «الفتح» (2240)، «شرح مسلم» (11/ 42)، «الشرح الممتع» (9/ 74).
قلتُ: والراجح هو الجواز، والله أعلم.
(1)
• واختلف القائلون بالجواز هل تسلم عددًا، أم وزنًا، وهي على نوعين:
1) ما يتباين ويتفاوت في كبره وصغره، كالرمان، والبطيخ، والسفرجل، والخيار، فأكثر أهل العلم على أنه يسلم فيها وزنًا، وهو قول أبي حنيفة، والشافعي، ووجهٌ للحنابلة، وهذا هو الصواب.
وللحنابلة وجه أنه يسلم فيها بالعدد، ويضبطه بالصغر والكبر.
2) مالا يتباين كثيرًا كالجوز، والبيض ونحوهما، فيسلم فيه عددًا عند الحنابلة، وأبي حنيفة، والأوزاعي، وقال الشافعي: يسلم فيها كيلًا، أو وزنًا، ولا يجوز عددًا لتباينها كالبطيخ.
قلتُ: والأظهر هو جواز إسلامها عددًا؛ لأنَّ التباين يسير، والأحوط وزنًا، والله أعلم.
(2)
الشرط الثالث: أن يكون الأجل معلومًا.
ويدل على هذا الشرط حديث ابن عباس الذي في الباب.
قال ابن قدامة رحمه الله في «المغني» (6/ 403): ولا نعلم في اشتراط العلم في الجملة اختلافًا. اهـ
(1)
انظر: «المغني» (6/ 389 - 390).
(2)
وانظر: «المغني» (6/ 401 - 402).