الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مدن العراق القديمة
فنسان م. ماريني
تابع
ومن حسن حظ البعثة أنها تمكنت من أن تطلع على مجمل تاريخ المدينة، لمدة نحو ثلاثة آلاف سنة، وذلك في موضع على بضعة أمتار من اوجه الزقورة الغربية، في المحل الذي ينزل الزائر منه من الزقورة. وقد جد الأثريون هنالك وأزاحوا طبقات أنقاض البناء الواحدة بعد الأخرى، وهم يصورون كل واحدة في حينها، ويرسمونها حتى أتوا على آخر التاريخ من أزمنة الفرس، إلى فجر التمدن والعمران، حين شيد أول هيكل لإله القمر. وكان هذا البناء من الآجر المسطح المقبب، والمنظم نظاماً مائلا يشبه عظام الطريخ (نوع من السمك) وفوقه هذا البناء الذي يرجع إلى عصر سلالات أور الأول: اكتشف المنقبون الجدار المائل إلى الوراء الذي أنشأه (أور نمو) مؤسس السلالة الثالثة، ليسند السطح الكبير المعروف ب (إي تمن ني إل) أي دار المصطبة التي أقامها، ذلك السطح الذي كانت الزقورة الهائلة قائمة عليه. ويرى إلى هذا اليوم ذلك الجدار الذي شيده (أور نمو) وكان من لبن، وحلاه بدعامات صغيرة. واثبت الآجر في الجدار من آن إلى آخر. إثباتاً مخروط الشكل، وذكر فيه اسم الملك وبنى (أور نمو) في شمال غربي الزقوره في محل يبلع عرض السطح نيفاً ومائة قدم دار ننر (هو سن، ابن اله الأرض انلل في نفر. وأخو نرجل رب العالم الأدنى) اله القمر ورب الحكمة.
ولما سما مجد سلالة إسن ولرسا بعد العيلميين (1: 23 ق. م) مدينة أور، جدد أحد ملوك لرسا وجه السطح، واتخذ الآجر لبنائه. كما أنه أعاد دار (ننر) وشيدها على بعد قليل من موضعها الأول وفي غربيه. وهناك ملك آخر اسمه (ورد سن) من السلالة نفسها، ولكنه احدث عهداً من الملك السابق الذكر، شيد برجاً كبيراً ذا درج ينحدر إلى طبقة الأرض السفلى وراء السطح.
وضعت شوكة أور مرة أخرى. وربما كان ذلك من جراء ثورتها على مملكة بابل الأولى؛ وخرب (شمشويلونه) نجل (حمرب) قسماً من البلدة فظل هيكل اله القمر خرباً زمناً طويلا.
ثم أعاده الملك الكشي (كوريجلزو) - ولعل سبباً سياسياً دفعة إلى هذا العمل - فأقيم الجدار الساند (إي تمن ني إل) مرة ثانية، ولكنه بني أيضاً على بعد من أساس البرج، وكذلك جدد الهيكل بيد أنه لم يدم طويلا، إذ معظم اساساته. أقيم على أنقاض مبان. وكاد نبو كدر أصر الثاني، لا يرى شيئاً من معبد اله القمر وزقورته قائماً غير الدمار وما ورد عنها في الحديث المأثور، مع أنه يظهر أن (سنبلتسو إكبي) حاكم البلدة الآشوري، رممهما في نصف القرن السابع ق: م. .
وباشر العمل معمار الهياكل هذا، على قياس عظيم جليل، وكان ذلك من عادة حميته، وشمل جداره المقدس الهائل منطقة أوسع مما كانت عليها في بادئ أمرها. وكان ذلك الجدار مزدوجاً، وتتخلل الجدارين غرف، وهناك أيضاً دعامات في طرفي الجدار: الطرف الخارجي منه، والطرف الداخلي منه. وفضلا عن ذلك، نقل معبد الإله إلى القسم الشمالي الشرقي من الزقورة، وضم إليه الفناء الرحب الفسيح، الذي يظن أنه كان في السابق خاناً، تتسلم فيه واردات الهيكل من البضاعة وغيرها، وذلك لتشيد منها دار أخرى كبيرة ل (ننر)، واسم تلك الدار (إي نن مخ).
وظهر تاريخ المدينة مجملا أيضاً، لما حفرت المباني الكبيرة الأخر الواقعة في المنطقة المقدسة المسماة (أي جش شرجل) أي المنطقة التي تشتمل على (جج فراسج) هيكل (نن جل) زوجة اله القمر، و (إي دبلل مخ) ردهة العدل. وكذلك أخذت صور هذه الأبنية ورسمت طبقة بعد طبقة، واكتسح القسم الأعلى منها قليلاً قليلا حتى أتي على القسم الأدنى.
واكتشف معبد (نن جل) الذي يرجع إلى العصر البابلي الحديث، إزاء وجه الزقورة الجنوبي الشرقي، فأزيح الهيكل كله. ولا جرم أن ذلك الهيكل شيده (سنبلتسو إكبي) حاكم أور الآشوري في القرن السابق لذلك العصر. ثم أعاد
(نبونيد) أقساماً منه. ولما المنقبون هيكل (نن جل) عثروا في الثرى تحت طبقات السفلى على بعض عاديات مفيدة جداً، منها صحائف الأسس ل (جودياء) الفاتشي في (لجش) نحو سنة 2600 ق. م. وصحائف (وردسن) ملك (لرسا) وصحائف (كوريجلزو) الكشي. وبنى (كوريجلزو) الهيكل الواقع دون (نن جل) فوق أساسات بماء اقدم منه. ربما كان من عصر (لرسا). وكان الهيكل الذي أقامه (كوريجلزو) تحت مستوى سطح (إي تمن ني إل) وله بابان يطلان على طريق
مبلطة تمتد مؤازية للوجه الجنوبي من الزقورة، وتؤدي إلى فناء (أي دبلل مخ) ردهة العدل.
وأزيح أيضاً هيكل (كوريجلزو) فظهر تحته (جج فر اسج) الدار الهائلة لمعبودة القمر التي بناها (برسن) ثالث ملك من ملوك بلك السلالة العظيمة. وأعاد هذا المعبد ابن من ملوك (أسن). وكانت هذه الدار بناءاً مربعاً كبيراً يبلغ كل طرف من أطرافه ثمانين يرداً. وهو محصن بأبراج وأسوار ثخنها خمس وعشرون قدماً. وفي الحقيقة كان هذا البناء الواسع يحتوي عل هيكلين تحول دونهما طائفة من معابد اصغر منهما، وكان أحد المعابد مرصداً (لبرسن) نفسه. ومن هذين الهيكلين: هيكل (نن جل) الذي كان أبهى رونقاً. ومن ظريف ما عثر عليه من العاديات وراء محراب مطبخ الهياكل، كل العدة اللازمة للطبخ، من مواقد، وأوعية، ومقال، وحياض مقيرة، وارحية، والجميع موضوع في محله. وكانت هناك أيضاً حلقة من الشبه، أثبتت في الرصيف بالقرب من البئر المبنية حولها بالآجر، وكان يربط برشاء الدلو. ووقع على كثير من العاديات المفيدة الاطلاع في أنحاء الهيكل غية ما سبق ذكره، ولكن يتضح أن أهم هذه العروض النفيسة سلبت أو انكسرت لما فتح أور جند (شمشويلونة) البابليون.
ولكن كان ل (نن جل) معبد قبل ما يشيد (ب سن) هيكله لهذه المعبودة بمدة طويلة، لأنه عثر بين أنقاض تلك الدار على هدية نذر، قدمتها ابنة (سرجون) ملك (أكد). وهناك أيضاً صحيفة من حجر الكلس، هي اقدم من عصر (سرجون)، تصف كيف كان يصب الماء أمام الملك وكيف في
باب هيكل.
واهم المباني التي حفرت في (أور) المبنى الواقع في شرقي هيكل (نن جل) وتحت الزاوية الشرقية من المسطبة المسماة (إي تمن ني إل) وتاريخ (إي دبلل مخ) الذي كان ردهة العدل وهيكل اله القمر في آن واحد، اقتفي أثره في جميع الأزمنة التي ذكر فيها اسم الجدار الساند ل (إي تمن ني أل) واسم هيكل معبودة القمر. ويظهر هذا البناء في يومنا هذا، كأنه كان دار عبادة، أقامها أحد ملوك (لرسا) على أساس مباني الملك (برسن) فأعادها (كوريجلزو) وفحصت الأرض تحت أبنية (برسن) فدلت نتيجة الحفر. على أنه كان هناك آجر سابقاً لزمان ذلك الملك. و (إي دبلل مخ) مركب من ردهتين: الردهة الداخلية منهما
أعلى من الخارجية، وهي في الحقيقة قائمة فوق مسطبة (إي تمن ني إل) ولا ريب في أن هذا المعبد كان في أول أمره ممراً يؤدي من البناء الأسفل إلى هيكل اله القمر الذي فوقه، على أن المعبد المذكور مغلق من ورائه الآن. وكانت هناك الذبائح إلى الاله؛ ويفرز الحق عن الباطل، وكان ذلك من عادات السلف في القدم. ولكن لما فتح باب جديد لفناء (إي دبلل مخ) حجب الباب الأول. لأنه أقيم في وجهه جداران يتقاطعان، فاصبح معبداً مألوفاً فيه حجرتان حجرة خارجية، وأخرى داخلية يؤدي إليهما درج. ومن ظريف ما أعاده (كوريجلزو) الطيقان التي في جوانب الردهة الخارجية، ولا يزال أحدها قائماً على حاله، وهو اقدم طاق آجر شيد في وجه بناء على ما يعرف.
وكان يقع أمام الهيكل فناء فسيح، تحيط به مساكن الكهنة وأبنية أخر لشؤون الإدارة؛ ولهذا الفناء بابان فيهما غرف للحراس. وكان يؤدي أحدهما إلى ما كان يسمى (طريق الاحتفال) في الشمال الشرقي، والآخر إلى الطريق التي تمر بهيكل (نن جل) في الجنوب الغربي.
ووقع في هذا الفناء على شقف نصب من حجر الكلس، وعرض النصب خمس أقدام؛ في طول خمس عشرة قدماً؛ وهو من احسن مصنوعات الشمريين المعروفة. ويرى فيه الملك (أورنمو) متسلماً أوامر الإله لبناء برج الهيكل؛ ويظهر الملك في رسم آخر، مائلا مثولا صادقاً حاملاً أدوات لبناء برج الهيكل
وهناك صور أخر تري بسالته في الحرب، وما قام به من حفر القني. ولكن ألف الرسوم الملائكة المجنحة المحلقة فوق رأسٍ الملك. ولا ريب في أن ذلك النصب كسر في غابر الأيام، وربما كسره أحد الفاتحين العيلميين الذين أبادوا هذه السلالة الجليلة التي أسسها (أور نمو).
وحفظ هذا المعبد في أيام (نبونيد) وأعيد على نحو خطته القديمة. ولكن وضعت رسوم غرف (إي جج فر) وفنائه على خلاف ما كانت عليها، وكان (أي جج فر) دير (بل شلتي ننر) ابنة (نبونيد) والكاهنة العليا في (ننر) وأزيحت تلك الأبنية لما تم تدوين تاريخها لكي يظهر (إي دبلل مخ) هيكل (كوريجلزو) الواقع تحتها. واهم ما يعرف عن الصومعة التي ارصدها (نبونيد) لسكني ابنته على ما اتضح في البناء للوسائل التي اتخذتها لتسلي نفسها بها، وتنسي وقتها حين سآمة نفسها. وكان والدها نصحها خير نصيحة، ورشدها في حياتها الجديدة في مستقبلها. ويظهر أن ابنة (نبونيد) جدت في التثقيف والتهذيب، لأنه عثر هنالك
على صفائح صلصال. فيها خط التلامذة، وصفائح أخر بمربعات كانت لتعلم الحساب، أو للعبة تشبه لعبة الدمة. وفضلا عن ذلك وقع في إحدى الغرف على هذه أشياء، يختلف تاريخ الواحد منها عن الآخر كل الاختلاف، فلا يقبل لذلك تعليل سوى أن الكاهنة العليا ورثت عن والدها حب الآثار القديمة، فاتخذت لها متحفة صغيرة. وكانت مجموعة (بل شلتي ننر) تحتوي على مخاريط مكتوب عليها بالخط المسماري، وأشكال صغيرة، ورؤوس صوالجة منذورة، وحجر التخم ومواد شتى، فضلا عما استنسخ من العاديات التي اكتشفت في (أور) في القرن السابق لذلك العصر وكان مخطوطاً عليها بالخط المسماري. وورد في تلك النسخ أنها صنعت (ليتعجب منها العالم).
وهناك أيضاً بناء آخر تستحسن معرفته، هو قصر (دنجي) المسمى (إي هر سج) أي (دار الجبل) يقع في مسطبة كبيرة من صنع اليد في الزاوية الجنوبية من المنطقة المقدسة. واصل هذه الدار اقدم من زمن (دنجي) وعثر فيها في إثناء التنقيب على عروض كثيرة مفيدة جداً من زمن عريق.
(تل العبيد)
هو على مسافة أربعة أميال من (أور) بالسيارة، وفي الغرب الشمالي الغربي منها.
اكتشف الدكتور (هل) من المتحفة البريطانية هذا التل سنة 1919 وفيه فائدة جزيلة وان كان صغيراً. وحفر (هل) بعضاً منه، فاستخرج عدداً كثيراً من مصنوعات نحاسية، واسود، رؤوس، وما يشبه ذلك. وكانت هذه العاديات جزءاً من بناء بارز الشكل أقيم للزخرفة.
وأتم المستر (س. ل. وولي) تنقيب هذا الهيكل المهم في موسم سنة 1923 - 1924 نيابة عن المتحفة البريطانية ومتحفة جامعة (بنسلفانية) المشتركتين في هذا البحث، واظهر الأثري الآنف الذكر، أن هذا المعبد أعيد في ثلاثة أزمنة مختلفة، زكم حسن الحظ أنه عثر هنالك على صفيحة رخام مخطوط عليها بالخط المسماري ما يلي:(ننخرسج، بنى أأنيبده) ملك أور وابن (مس أنيبده) ملك أور هيكلا ل (ننخرسج).
ويدل كلا التاريخين على أن البناء الأصلي يرجع إلى سلالة أور الأولى، كما أنهما يذكر أن المعبودة التي كان الهيكل مرصداً لها. وكان هناك أيضاً جعل من ذهب فيه اسم (أأنيبده) فيحتمل أنه كان جزءاً من مستودع الأساس. ولا يعرف شيء عن المعمار الثاني
لهذا الموطن؛ سوى أنه اتخذ للبناء آجراً كبيراً مربعاً مطبوعة عليه أصابع الصانع، ولكن لم ير في أي آجرة منه الخط المسماري. والملك الثالث؛ وهو الأخير الذي أقام البناء في ذلك المكان، هو (دنجي) ثاني ملوك (أور) ومن سلالتها الثالثة.
واعجب مزية هيكل (تل العبيد) زخرفة المعبد الاقدم، إذ هو آية في صنع الحفر والإتقان، ويظهر فيه الحيوان منحوتاً في حجر الكلس والمحار، وتبرز الحيوانات منه بروزاً، وعيونها مرصعة بالنحاس الأحمر، وترى الأزهار موضوعة في أصص. وشرفاتها من حجر الكلس، ويتخللها حجر الرمل الأحمر والمعجون الأسود، فضلا عن الأعمدة المزينة بالمكعبات المصنوعة من جحر الرمل والصدف والمعجون، فاصبح الكل بدعة في الزينة، تألق بها معبد الآلهة أيما تألق. ومن ظريف ما رسم في إفريز حجر الكلس، الحيوانات التي فيها صورة حلب اللبن،
لأن هذه الصورة تمثل الحياة البيتية في تلك الأيام. ويرى معظم بلك العاديات المستخرجة من (تل العبيد) في متحفة بغداد (راجع ما يخص (كسش) وما فيها من الآثار الشبيهة بها).
وظهرت في المقابر المجاورة للهيكل جثث مدفونة منذ قديم الأيام، حين كان الناس يستعملون الخزف الملون المصنوع باليد، وسكاكين الصوان، والمناجل الخزفية حتى العصر الكيشي، وفي الحقيقية يحتمل أن الربة (ممر خرسج) كانت لها علاقة ما بالاعتقاد أن الإنسان يولد مرة ثانية في حياة أخرى.
اريدو (أبو شهرين)
تبعد عن أور أربعة عشر ميلا بالسيارة، وهي في الجنوب الغربي منها، ولكن الطريق وعرة، ولا ماء في هذا الموقع
أن هذه المدينة اقدس مدن شمر القديمة بعد (نفر)، فقد ورد في حديث الشمريين المأثور، إن (أريدو) أقيمت قبل الطوفان، والخزف الملون، وسكاكين الصوان، والجرار ذوات البلبل، ومناجل الخزف التي اكتشفت في الطبقة السفلى من البلدة تدل دلالة لا ريب فيها على قديم اصل (أريدو).
وعمت عبادة (أيا)(انكي) في أنحاء القطر كافة، و (أيا) اسم معبود (اريدو) رب الماء الأعظم، ويتضح أن (ننجرسو) اله الري في (لجش) وزوجته (ننه) ملكة المياه، وهي أيضاً
ابنة (أنكي) كان في عبادتهما بعض رموز لها علاقة (أنكي) حتى أنه كانت كأس كبيرة مزينة بالذهب في (إي سجلا) معبد (مردوك) بن (أنكي) واله البابليين (راجع ما يختص ب (لجش) و (بابل) وفي الحقيقة يظهر أن لعبادة (أنكي) دخلا في عبادة كل مدينة في تلك الديار، مع أن البلدة التي تأسست فيها هذه العبادة هجرت بعد حكم حمرب على ما يبين. وأعاد هيكل الرب (أيا) المسمى (إي ابزو) أي (دار البحر الأدنى) كلا الملكين:(أور نمو) من سلالة أور الثالثة، و (نور ادد) ملك (لريا). ولكن ملوك كيش وآشورية، وملوك بابل الحديثة، الذين اهتموا كل الاهتمام بترميم هياكل أور. أهملوا بالمرة هذا المعبد الأصلي، مع أنهم لم يربحوا عبادة ربه. وعليه لا يشك في أن (اريدو)
أصبحت غير قابلة للسكنى بعد أن غير (رم سن) ملك (لرسا) مجرى الفرات من غربي (أور) إلى شرقيها؛ ويقتضي أنه كادت (اريدو) تترك فلاة.
ومن الواضح أن (اريدو) كانت متصلة بالبحر حيناً ما، إلا أن اعلم الهلك يدلنا على أنها لم تكن على ساحل البحر. بل ربما كانت قائمة في مستنقع كان ينفذ إلى البحر.
وكانت ل (اريدو) رواية خيالية على حد ما كان يروى لسائر أخواتها من مدن شمر القديمة. وورد في رواية لها عن خطيئة الرجل الأول اسم (ادفة) السماك الحكيم، وكان بطل تلك الحكاية، وقيل أن (ادفة) أستدعى أمام (انو) رب السماء، لكسره جناحي الريح الجنوبية التي مزقت قلع زورقه. ولكن (تموز) و (جشزدة) تضرعا إلى رب السماء، ودافعا عن السماك ببلاغة فصيحة، فسكنا غضب هذا الرب. وقيل أنه عرض على (ادفة) خبزاً وماءاً تكون في تناولها حياة خالدة. بيد أنه من سوء طالع السماك، كان هناك الإله (إيا). وكان قد من عيه بالحكمة، فسمع بذلك وحسد (انو) وانذر (ادفة) بان يرفض الطعام والشراب، ولذا بقي السماك أنساناً عرضة للموت.
وحفر (لفتس) في (1852) في (اريدو) وكذلك حفر فيها (تلير)(1855) و (كمبل ثرمسن) سنة 1918 والدكتور (هل) من سنة 1919 إلى 1920، ولكنهم لم ينقبوا فيها تنقيباً طويلا؛ كما أنه لم تكشف بعد خزانة هيكل (إي ابزو).