المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب المكاتبة والمذاكرة - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٩

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 86

- ‌سنتنا التاسعة

- ‌تلو أي تل هوارة

- ‌هيكل أدب

- ‌طبع كتاب الإكليل

- ‌قصر ريدة

- ‌رسالة ذم القواد

- ‌آل الشاوي

- ‌فوائد لغويةٌ

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 87

- ‌كيفية إصلاح العربية

- ‌هيكل أدب

- ‌الزقزفة أو لسان العصافير

- ‌آل الشاوي

- ‌معنى تدمر

- ‌مقاله في أسماء أعضاء الإنسان

- ‌قمرية أم القمرية

- ‌السعاة

- ‌اللشمانية الجلدية

- ‌فَوائِد لُغَويَّةٌ

- ‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 88

- ‌الشمسية في التاريخ

- ‌لسان العصافير

- ‌أيتها الطبيعة

- ‌من كلام الجاحظ

- ‌جامع سراج الدين وترجمة الشيخ

- ‌البسذ والمرجان

- ‌العمارة والكوت

- ‌البغيلة

- ‌آل الشاوي

- ‌الساقور

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة المذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 89

- ‌في نشوار المحاضرة

- ‌تمثال ملك أدب

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌أليلى

- ‌نظمي وذووه

- ‌كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 90

- ‌معجم أسماء النبات

- ‌البيات

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌جنك أو جنكة أو صنكة لا منكة

- ‌كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل

- ‌نظمي وذووه

- ‌الصابئة

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌حب الكتب

- ‌هيكل أدب

- ‌السيرة الحسنة

- ‌زواجنا

- ‌سبيل العز

- ‌الحدائق

- ‌آل الشاوي

- ‌الحياة الصالحة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 91

- ‌أبناء ماجد النجديون

- ‌تحية العلم العراقي

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌في ضرورة معرفة طب البيت

- ‌إرشاد

- ‌الطيارون العراقيون

- ‌الهولة

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌شباب العراق

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌كلمات كردية فارسية الأصل

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ومجاورة

- ‌العدد 92

- ‌البزغالبندية

- ‌حاجات البلاد

- ‌كتاب السموم

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌الأعمال

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌حديقة النصائح

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌آداب المائدة

- ‌برج عجيب في أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكر

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 93

- ‌الخنساء

- ‌تحية العلم

- ‌الراية واللواء وأمثالها

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌مراث وأشعار قديمة مخطوطة

- ‌الزهور

- ‌الحر حر

- ‌الرضم في شمالي العراق

- ‌نظمي وذووه

- ‌التركمان

- ‌فَوائد لُغَوية

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمْذاكَرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 94

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌بدرة وجسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌اليقظة

- ‌نصيحة

- ‌حكم

- ‌أمثلة من كتاب الجماهر للبيروني

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌الراية واللواء وأمثالهما

- ‌لا ضمير بلا دين

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 95

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌موقع هوفة

- ‌في المتحفة العراقية

- ‌تعصب الجهلاء

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌عبدة الشمس

- ‌نخل نجد وتمرها

- ‌البحر الأحمر لا بحر القلزم

- ‌ذييل في المشعشعيين

- ‌الدوالي أو العريش

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌باب المكاتبة والمذاكرة

‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

ورد إلينا من حضرة صاحب المعالي يوسف بك غنيمة ما هذا نصه:

ألفاظ في رسالة ذم القواد

لقد اطلعت على الرسالة الموسومة (ذم القواد) التي نشرها الدكتور داود بك الجلبي في لغة العرب الغراء (9: 26 إلى 38) فقدرت سعي صديقي الدكتور الجلبي حق قدره في نشر هذا الأثر النفيس للجاحظ.

رأيت في ص 35 من مجلة عبارة: (فلو رميت بحالس ما سقط إلَاّ على رأس ملاح) وفي الأبيات الواردة بعدها جاء اللفظ (حواليش) ولقد شرحتم الكلمتين في ذيل الصفحة المذكورة في الرقمين 4 و7.

والذي أراه أن (الحاليش) مفرد (الحواليش). وفي الآرمية (حلشا) بمعنى الميل (راجع ص 245 من المعجم دليل الراغبين في لغة الآراميين) وربما اقتبس الآرميون هذا الحرف من اليونانية من فعل ومنها الإفرنجية ومما يقارب هذا المعنى، اللفظ المستعمل حتى اليوم عند أهل السفن في العراق وهو الهالوش وجمعه الهواليش. والهالوش معناه: الوتد (راجع لغة العرب 2: 402). ولا يبعد أن يكون الجاحظ ذكر الهاليش والهواليش فحرفتهما أيدي النساخ وأبدلت الحاء هاء، وهو أمر محتمل للتشابه بين رسم الحرفين المذكورين، ومعنى اللفظين الواردين في رسالة الجاحظ، يحتمل هذا التفسير فما رأيكم حفظكم الله؟

(ل. ع) هذا الأمر غير بعيد التأويل. وكان قد عن لنا حين طالعنا رسالة الجاحظ لكننا عدلنا عنه؛ لأن الجاليش لا يتطلب تلك التمحلات العديدة، ولأن معنى البيت يوجب أن يكون ما يفيده الجاليش، - وأما أن اللفظة (حلاشا) الآرمية تتصل بالإغريقية (هليكس) فلا نرى ذلك، وإن كانت المشابهة بين الكلمتين بينة. فالمجانسة لا تكفي في مثل هذا الأمر ولا سيما أن معنى الواحدة غير معنى الثانية. فالحرف الآرمي يعني المكحل والمردي،

ص: 132

مردي السفينة وكلاهما مستقيم، بخلاف الحرف الاغريفي، فإنه يدل على اعوج أو مستدير أو متعرج كالدوارة والعقصة وارتعاص البرق. ويجانس اللفظة اليونانية في لغتنا الحلز والحلقة والعلق بمعنى البكرة. على أننا نسلم أن الهالوش وهو الوتد الكبير الذي يغرس في الأرض

المجاورة للماء من اصل ارمي لكن صابئي أي نبطي لأن الأنباط يبدلون الحاء هاء وليس لهم حرف حلقي مفخم على ما هو معهود عند كل مستشرق.

وورد في الصفحة عينها في أحد الأبيات (قمايا). وقد شرحتموه في الحاشية 8، والذي اعتقده أن هذا الحرف الرمي يدل على معنى المقدم كمقدم السفينة، لأني سمعت القرويين من الآرميين يقولون:(بترا وقمايا) بمعنى الوراء والأمام وليس لي متسع في الوقت لتحقيق المعنى، فربما توفقون له).

(ل. ع) نعم (بترا) بالأرمية معناها الخلف والوراء. وربما كان هذا المعنى معروفاً أيضاً عند السلف، لأننا نقول: بتر الذنب (كعلم): انقطع فلا جرم أن البتر كان يفيد الذنب أي الذيل والخلف والوراء، ومنه أيضاً الأبتر: المقطوع الذنب والذي لا عقب له. وضد (بترا) الأرمية: (قوادما). وأما (قمايا) فتعني هذا المعنى لكن بالنبطية العامية؛ أما في الفصحى فلا اثر لها. أذن لا نظن أن (القمايا) في البيت المذكور يعني مقدم السفينة؛ ولو فرضنا أن الجاحظ تلقى اللفظ عن عوام النبط، يبقى أن لا معنى للمقدم يوجه توجيها مقبولا سياق البيت، إذ المطلوب هناك معنى يدل على عاقل لا على غير العاقل.

ونشكر حضرة ألبك على ما تفضل به علينا وعسى أن يحذو حذوه سائر الأدباء الذين لهم اطلاع على الغريب من ألفاظ لغتنا الصادية.

لمحة في رسالة ذم القواد

قرأت بلذة لا توصف هذه الرسالة الجاحظية النفيسة. ثم كررت مطالعتها مثنى ومثلث ومربع، فوجدتها من أمتع ما خطته أشاجع أبي عثمان. واشكر شكراً جزيلاً الأستاذ الدكتور داود بك، ذلك الأديب الكبير الذي اخرج هذا الكنز الدفين، ونفضه من غباره، وجلاه من صدإه، فاعاده لي نصابه على أحسن وجه.

وقد بدا لي نظر بخصوص بعض الألفاظ. فجئت اعرضها على دقيق نظره اللغوي، فان أصبت فبها ونعمت، وإلَاّ فليضرب بها عرض الحائط.

ذكر حضرته في حاشية ص 29 السادسة: إن اليرقان هو المن مع أن اليرقان عند علماء الزراعة هو وبالفرنيسة وبالإنكليزية وأما المن فانه مرض آخر اسمه العلمي والفرنسي ويكون

ص: 133

سببه هوام دقيقة اسمها المن. فسمي الداء بها.

(ل. ع) ليس هذا الموهم من حضرة الدكتور العلامة، بل من صاحب التاج في مادة ي ر ق.

2 -

وفي ص 33 جاء قول الجاحظ: (حاف كاتشكن) فصحح الدكتور بك حاف بحاق وهو في منتهى الإصابة، ولم يصحح لنا كاتشكن، إذ وضع بجانبها علامة استفهام والذي عندنا أن الكلمة مصحفة، وأصلها كانشر (بنون قبل الشين وبراء في الآخر) وهي لغة في كنشكار الفارسية ومعناها العامل والصانع فيستقيم معنى العبارة.

3 -

وفي تلك الصفحة جاء على لسان الحائك: (فما كان إلَاّ بقدر ما يسقي الرجل باشيراً (؟)) ونحن لا نجد في هذا الكلام ما يوافق مصطلح الحائك، والذي عندنا أن صحيحه هو:(إلا بقدر ما يسدي الرجل باشيراً) والباشير: امتداد السدى من العود الواحد المنصوب للتسدية إلى العود الآخر. والكلمة من الأرمية الصابئية بهذا المعنى.

4 -

أما قول الجاحظ (فلو رميت بحار) فمن تصحيف الناسخ الماسخ. والصواب بخار (أي بخاء معجمة) والخار كلمة فارسية معناها: الشوكة والسفاة والمسمار الدقيق الخشب يمكن به عود السدى المغروز في الأرض.

5 -

وجاء في ص 36: (فما كان إلَاّ بقدر ما يغرز الرجل تشتيكا). وعندنا أن (تشتيكا) هنا مصحفة. والأصل (بشتيكا) بباء موحدة تحتية في الأول. والبتشيك: خرج الراعي يعلقه على التيس. والكلمة مصرية وعربيتها الكرز (كقفل). راجع تاج العروس في مستدرك مادة ب ش ك.

وفي الختام نشكر مرة ثانية سعي الدكتور الجلبي ونستزيده من نشر مثل هذه الرسائل التي بثها بين الناطقين بالضاد. مما يدل على حسن ذوقه. وحبه للغة الحنيفية، وتعميمه علوم السلف. بارك الله في حياته!

فينة 11 - 1 - 1431:

أ. ف

(ل. ع) أننا نستصوب الآراء التي ذهب إليها حضرة المستشرق الكبير ونعدل عن رأينا الأول، إذ نجد تحقيقه فوق تحقيقنا وكذلك نفعل كلما وجدنا أديباً يفوقنا بعلمه

ص: 134

ودرايته وتدقيقه، ونتوقع أن يجري وراءه سائر المستشرقين أو غيره من لغويي ديارنا الشرقية

على اختلاف مواقعها.

كتاب الإكليل

قرأت باهتمام الصفحات المنتزعة من كتاب الإكليل، ولاحظت أنكم وطدتم العزم على طبعه ونشره؛ ولكني وجدت بعض هفوات، أظنها من أغلاط الطبع، فقد ذكرت (تلفم) مرة بعد أخرى بالفاء، في حين أن ياقوت ضبطها (تلقم) بالقاف.

وجاء صدر بيت قصر ريدة الأول: (لئن قرع الناعي قلوباً فصدعه، وأنا أظن أنها: (فصدعا)، فهل أنا على الصواب فيما رأيت؟

حيفا في 9 كانون الثاني 1931:

عبد الله مخلص

(ل. ع) تلفم وردت في ياقوت (تلقم) بالقاف وهو غلط صريح لأن الهمداني اعرف ببلاده من غيره. وفي تضاعيف الإكليل يضبط اللفظة بعبارة صريحة وبأنها بالفاء لا بالقاف، ثم يقول: ويصحفها بعضهم بالثاء المثلثة ويقول: (تلثم). والبكري ضبطها أيضاً بالفاء في كتابه: (معجم ما استعجم) فلتراجع. وأما (صدعه) فهي من غلط الطبع والصواب (فصدعا) كما أشار إليها الصديق. فنشكره على التصحيح كما نشكر سلفاً كل من يدلنا على أغلاطنا وأوهامنا.

في رسالة ذم القواد

1 -

ورد في ص 26 من ضمن الرسالة المذكورة (واصف يعرف به الأشياء. . ومعز يرد به الأحزان) فأنث الدكتور داود جلبي الأستاذ هذين الفعلين فصارا (تعرف) و (ترد) والأصل جائز على ما نص عليه النحاة لأن المسند إليه ظاهر جمع تكسير، قال تعالى في سورة الرعد (أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى) ووضع في ص 34 (تعمل حرارته) بدلا من (يعمل حرارته) والأصل جائز مثل (كيف كان عاقبة. .)

2 -

وقال في حاشية ص 27 (ألقت هو الاسفست وهو النبات الذي تعلف به الدواب وتسميه عوام العراق (الجت) ويسمى في حلب فصفصة) قلنا:

ص: 135

إن ألقت ليس بمقصور على ذلك النبات بل يشمله ويشمل حبه قال أبو هلال العسكري في ص 33 من جمهرة الأمثال

مفسراً قول العباد بن عبد الله الضبي للنعمان بن المنذر:

لا آكل ألقت في الشتاء ولا

أرقع ثوبي إذا هو انخرقا

ما صورته: (ألقت: حب اسود من ثمر العشب تطحنه العرب وتأكله في الجدب) وفي المختار (وألقت: الفصفصة لواحدة قتة كتمر وتمرة) وفيه: (الفصفصة بكسر الفاءين: الرطبة واصلها بالفارسية إسفست) ولا نعرف حقيقة قول العوام.

(ل. ع) نظن أن الأستاذ المصطفى واهم هنا. فألقت المذكور في جمهرة الأمثال هو الفث بالثاء المثلثة لا بالمثناة.

4 -

وجاء في ص 30 عن صاحب الحمام (لقيناهم في مقدار بيت الأنبار) وما أدري كيف ناسب الانبار الحمام فلعله (بيت النار) وفي (2: 486) من مجلة دار السلام عن الآرميين (وعلى تعبيرهم جرى أيضاً بعض لعرب من النقلة بل ومن غير الآرميين فقد قالوا: بيت الله وبيت النار وبيت المال إلى نظائرها).

5 -

وورد في حاشية هذه الصفحة عن (أوقد) فعل أمر ما نصه (أمر من أوقد يوقد) والصواب (من أوقدت توقد) لأن الغائب لا فعل أمر له.

6 -

وجاء فيها عن ابنة وردان ما وصفها عن اللغويين ويستحسن إضافة: (ويسميها أهل بغداد وتوابعها: (مردانة) إلى ذلك الوصف.

7 -

وورد في ص 38 (ثم جعل الاختصار له عقلا والإيجاز له مجالا) والأولى (عقالا) لتناسبه السجعة المقابلة له (مجالا) وذلك الكلام مسجوع. وفيها (الهادي إلى أقوم طريقة. . . سيما فاروقه وصديقه) والأولى (إلى أقوم طريقه) بالإضافة إلى طريق.

مصطفى جواد

ص: 136

على مقالة تلو

اشكر لصديقي الفاضل يعقوب سركيس الأستاذ المحقق توفره على الحقائق التاريخية واستخراجه ما استعجم على الآثاريين من أن (تلو) في هذا الزمان هي: تلهوارة، وأؤيده في أن (تلهوارة) أرمي النجار فأسماء كثير من تلك البقاع تظهر عليه المسحة الآرمية. ففي أخبار أبي العباس ابن أبي احمد الموفق طلحة بن المتوكل على الله العباسي في حربه لصاحب الزنج كما في (2: 344) من شرح ابن أبي الحديد (وأمر أبا حمزة أن ينزل فوهة

بردودا فوق واسط). وفي أخبار أعدائه ما نصه (ثم أن سليمان استعد وحشد وفرق أصحابه فجعلهم في ثلاثة أوجه: فرقة من نهر أبان وفرقة من برتمرتا وفرقة من بردودا، فلقيهم أبو العباس فلم يلبثوا أن انهزموا فلحقت طائفة منهم بسوق الخميس، وطائفة بمازروان، وطائفة ببرتمرتا، وسلك آخرون نهر الماذيان واعتصم قوم منهم ببردودا) وفيها (واقبلوا إليه وقد كمنوا زهاء عشرة آلاف في برتمرتا ونحوه من العدة في بئر هثا) وفيها (فكانت معركة من قرية الرمل إلى الرصافة) وفي ص 345 (ومضى جيش الزنج بأجمعه لا ينثني أحد منهم حتى وافوا تهيثا) وفي ص 346 (طهيثا) وكذلك في ص 347 ف (بردودا وبرتمرتا وهثا وطهيثا) من جنس (تل هوارة) ولنا على المقالة تعليقات:

1 -

ورد في ص 5 (يعرف عند أهل ذلك الصقع بأبي اسحق) والصواب (بأبي السحق) مصدر الفعل (سحق) لأنه حجر لا بشر ويؤيد لنا التعليل الذي علل به التسمية ونصه (لأنه يتعاطى قوم من أهل القوة شيله فيسحقهم. . .) فلسحقه الناس عرف بأبي السحق.

2 -

وذكر في ص 8 أن الشيخ علي الشرقي لما ذكر مدن البطائح لم يذكر صاحب العمرانية والشاهينية) قلنا: قد قرأنا مقالة في (4: 145) مجلة دار السلام عنوانها: (شطرة المنتفق) وفيها: (وكانت طائفة من الغرافيين قد أسست قرية كبيرة في أراضي خفاجة في الغراف ومحل تلك القرية يقال له حتى اليوم: الشاهينية، وهو اسم مدينة معروفة في كتب التاريخ للأمير عمران بن شاهين) وتوقيع الكاتب (غرافي) فلعل صاحبه الشيخ علي الشرقي على ما ظهر لي من أسلوبه.

3 -

وقال في ص 12 (ومنها من الآثار أبو زوفر. . . وأصلها: بزوفر

ص: 137

في أنحاء البغيلة التي غدونا نسميها النعمانية لقربها من النعمانية المندرسة) وفي (3: 141) من دار السلام قال الأب انستاس (وأما أن موقع النعمانية كان في ما نسميه البغيلة فيخالف نصوص المؤرخين صريحاً وان لم يخالف قول الأتراك وهؤلاء هم قوم أغراب لم يعرفوا في عصر من العصور تاريخ هذه الديار) ثم نقل عن مراصد الإطلاع) النعمانية بالضم: منسوب إلى رجل اسمه النعمان بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة) ونقل عن ياقوت في مادة طفسونج (قرية كبيرة في شرقي دجلة مقابل النعمانية بين بغداد وواسط وبها آثار خراب قديم) ثم قال (وطفسونج أو طيسفون هي اليوم المسماة بسلمان باك فالنعمانية

بازائها. . فان هذه القرية تبعد ثلاث مرات عن بعد النعمانية الحقيقية عن بغداد) قلنا: وفي ص 343 من شرح ابن أبي الحديد المذكور عن جنود صاحب الزنج (وفي أوائل سنة خمس وستين (ومئتين) دخلوا إلى النعمانية وجرجرايا وحبل فنهبوا وخربوا وقتلوا وأحرقوا وهرب منهم أهل السواد فدخلوا إلى بغداد) وفي ص 145 من نكت الهميان (والدير قرية من النعمانية).

4 وقال في ص 13 (ففي الغراف على ضفته اليمنى من الخرائب غير المشهورة لدى الأثريين. . . بأسمائها العربية أم الطحيم والمدينة) وعلق بالأخيرة ما نصه (تقع في غرب الشطرة بينها وبين شط الكار في نحو منتصف الطريق. روي لي أنه وجد فيها آثار قديمة) قلنا: فيظهر لنا أن شط الكار الآن هو نهر (قورا) القديم ومن نواحيه (بنورا) قرب سورا بينهما نحو فرسخ. قال ياقوت في مادة نهر قورا (طوسج من ناحية الكوفة عليه عدة قرى منها سوارا) وفي مادة سوارا قال (موضع بالعراق من ارض بابل وهي مدينة السريانيين. . . وهي قريبة من الوقف والحلة المزيدية) راجع دار السلام (4: 121) لأننا ما نملك معجم البلدان بل نقتنص الفوائد من بسط أهل الكتب، ومن البليدات المحافظ على اسمها القديم إلى الآن (سابس) فوق واسط، قال في القاموس

ص: 138

(سابس كابل بلدة بواسط ونهر سابس مضاف إليها) وهي إلى الآن تسمى سابس في شرق النهر المعروف بالدجيلة وقرب كوت الحي قبر سعيد بن جبير. قال ابن خلكان بعد ذكره أمر الحجاج بضرب عنق سعيد المذكور (فضرب عنقه وذلك في شعبان سنة خمس وتسعين وقيل أربع وتسعين للهجرة بواسط ودفن في ظاهرها وقبره يزار بها - رض - وله تسع وأربعون سنة) وأهل الحي الآن يعديون عند مقبرة سعيد بن جبير هذا.

5 -

وقال في ص 6 عن جزيرة احمد الرفاعي (وهي في جنوب المنارة (واسط) بخط مستقيم نحو خمسة وأربعين كيلومتراً بميل ستة كيلومترات إلى جهة الشرق في الجانب الغربي من النهر المندرس المسمى الأخضر على بعد نحو سبعة كيلومترات منه ولعل الأخضر هو دجلة نفسها) قلنا: لم نر في الخريطة التي أشرنا إليها في الحاشية جنوب المنارة سوى الدجيلة نفسها ونهير يسير إلى الشرق تماماً وبعد نزول الدجيلة إلى الجنوب الشرقي يقع عليها موضع يسمى (الصدرانية) وفي جنوبها كتب عليها (مجرى القناة

القديمة) وفي شرقها نهير دارس كتب عليه (حضرة رفاعي) ولا اثر لنهر الفضل وهو في اسفل واسط كما في ترجمة سعيد بن احمد النهر فضلي من نكت الهميان وكما روى الصديق.

مصطفى جواد

نظر في جواب عن التفاني

قدس ابت منار الحق المبين

اشكر لحضرتكم اهتمامكم بنشر سؤالي في مجلتكم الممتعة (8: 10: 787) عن لفظ (تفاني) غير أن الذي استوقفني منه، ما وقع للمنضد من السهو بإنزال الكلمتين اللتين لا معنى لهما في آخر السطر الثاني. وما أورث من التشويه في مفتتح جواب الوارد في السطر 6 حيث قلت (حالة كون لا كلام في - أن لغتنا إنما اختصتها حكمة الواضع. . .) فحذف المنضد من هذه الجملة الخمس الكلمات الأولى وأنزل في منزلها (أم تريدون - أن لغتنا إنما اختصتها حكمة

ص: 139

الواضع. .) فتنكرت بهذا التلاعب صورة الجواب وانقطعت لحمة المعنى وضاع المراد!

على أن هذا التشويه لم يكن هو وحده علة كل ما شعرت له بالأسف والامتعاض، ولكن جنوح الأستاذ المصطفى إلى التخريج كلامي على المناحي المحيادة لمنحاي فيه فيغالطني في الأمثلة التي سقتها على أثره ويتعقبها برواشق التفنيد والتنديد، لما كان له أسوأ أثر في نفسي، فقضيت العجب من نزوعه الذي لم ارتضه:

وإثباتاً لما ذكر وتنزيهاً لكلامي وأمثلتي عن المناقف والمغامز التي أخذها علي انقل هنا تلك المآخذ واتقفاها بما ينجلي به وجه الصواب.

فأول ما فاجأني به من ذلك قوله في الباب (3) من جوابه (إن احتجاج السائل بتعاطى وتحاشى الخ لا وجه له. لأن تعاطى مطاوع عاطاه).

وعقيب ذلك أورد في الباب (4)(إن تمثيله بتعامى ليس بالوجه. . وتعلقه بها تنبيه على إرادته تفانى بمعنى - تماوت - وهو مخالف لتعاطى وأشباهه فاختلاف الأمثال يدل على اضطراب الحال في هذا السؤال).

وإذ آنس ميدان الاتهام والملام فسيحاً لم يدخر سعياً في إعادة الكرة علي في الباب (5) حيث قال: (إن الحاجة لا تدعونا إلى صوغ - تفاني - بالمعنى الذي يريده السائل - على ما استبان لي -. وبهذا يسقط كل ما جاء به السائل من شبهات الحجج ومدخول الأدلة).

ومقتضى هذا الكلام انه يفرض (على ما استبان له) أن جل غرضي من طرحي ذلك السؤال على حضرتكم. الدفاع عن وجوب استعمال (تفاني) بمعنى تماوت. فلم يكن له محيد عن ضرورة رمي أمثلتي بأحكام المخالفة أو المناقضة وهي أحكام ما أنزل بها من سلطان.

وهذا ما حداني إلى إعادة النظر في عبارة سؤالي المروي عنه قصد أن اعلم من أين استفاد أو (استبان له) أن تمثيلي بتعامي وتعلقي بها تنبيه على إرادتي تفاني بمعنى تماوت) فلم أتوصل إلى طائل حيث لم يرد في ذلك السؤال الماع ولا شبه الماع إلى مثل هذه الإرادة، فعند ذلك تيقنت أن قوله (على ما استبان

ص: 140

لي) إنما هو من قبيل التمحل ليس إلَاّ. وتأييداً لهذا يتعين علي أن آتي في هذا الموضع بأهم ما جاء في سؤالي من الكلام وذلك من باب الحصر دون التلخيص لأنه جدير بالاطراح في مقام الاستشهاد والتمحيص.

(أوردتم غير مرة أن لفظ (تفاني) غير عربي، فهل تعنون أن أهل العربية قد نهوا بناء صيغة - تفاعل - فيلزمنا الوقوف عندما قالوه؟. وهل لاح لنظركم الغرض الذي أداهم إلى تجريد مادة - فني - من رشاقة تفاعل؟. وان تعقيم هذه الصيغة في تلك المادة إلا يعد من موجبات الإستنكار؟ وإلا فلماذا تضافروا على صوغ تعاطى وتحاشى إلى ما لا يحصى وتناكصوا عن بناء تفاني؟)

فان صح تطبيق هذا النقل على نص الأصل؛ لزمني ضرورة أن أدعو حضرتكم لتصوبوا إليه أشعة أبصاركم (الرتنجية) فتستشفوا ما إذا يبدو لنظركم من ورائه شر أو جزء شطر من معنى المطلب الذي (استبان) لنظر الأستاذ فتشايعوه في حكمه؟ أم تروا أن الحق يتقاضاكم أن تقضوا بأن ما تراءى من ذلك لمرآه لم يتراء منه شيء لمرآكم لا تضمناً في المعنى ولا نصاً في اللفظ فيبطل رأيه؟.

وأما مسألة تعرضه للغض من احتجاجي اثر ما تبدى له من مخالفة أمثلتي بعضها لبعض ولمعنى تفانى؛ فان من يعير سؤالي الذي كررت صورته هاهنا نظراً ضادقاً أخاله لا يتوقف عن الحكم باني إنما حاولت أن أتثبت ما يأتي:

(1)

ما هي علة تطرفكم في القطع بان لفظ (تفاني) غير عربي؟

(2)

هل هذا البت متناول عن نص من أرباب اللغة أم عن عدم السماع به؟

(3)

إذا كان أرباب اللغة هم الذي منعوا صوغ تفانى فما هو سبب ذلك؟ ولماذا تهافتوا على صوغ مواد لا يأخذها الحصر من صيغة تفاعل كنحو تعاطي وتحاشي الخ دون تفاني.

إذا تقرر هذا، اتضح أن احتجاجي بهذه الأمثلة في مثل ذلك المقام لم يكن باعتبار المعنى المادي الذي تأوله الأستاذ لتترتب علي لوازمه من مراعاة التمثيل عليه من بابه أي من اصل معنى الفعل. ولكن احتجاجي المذكور إنما كان باعتبار القياس الاشتقاقي المحض لاطراد المعنى الصيغي فيه كما ترون كل عبارتي ناطقة

ص: 141

به من غير أن يتوقف دونها الفهم. فان صدق هذا. فهل تكون الأمثلة التي أوردتها على أثره غير واقعة في حيزها؟ أم هي مما ينطبق على المقصود كما يستدرك بأدنى لمحة؟

بيد أن هذه اللمحة. لمحة تطابق التمثيل على غرضي وتبين القصد من سؤالي لم تفت في بادئ الرأي بصر من وافقتموه على ما يرى ذلك صريحاً فيما أقره في الوجه (الأول) من جوابه إذ قال:

(إن كان السؤال عن وجود صيغة تفانى فما اسهل الإجابة عنه بان تفانى من الأفعال الواردة المشهورة فقد قيل - تفانيا - أي أفنى أحدهما الآخر. وتفانوا بمعنى أفنى بعضهم بعضاً الخ).

فهذا الجواب انطق دليل على أن الأستاذ البصير قد أدرك من أول وهلة الغرض من سؤالي فكشف الحجاب عن حقيقة مشكلي. إلَاّ انه لما كان هذا الأستاذ قد استهامه حب استقراء المباحث كما يرى ذلك من تتبع مذهبه، آثر أن ينسل إلى إشباع الكلام في مسألة (تفانى) من الباب الذي دخلة، وفي ذلك ما فيه. وإلا فلم أتبين إلى الآن أن في تركيب عبارتي التي أعدت نصها قريباً مسحة لبس أو إشكال مما يستدعي المعذرة للأستاذ من إخراجها عن حقيقة معناها فلم يكن عليه بأس من الحملة الشعواء التي حملها علي.

فعند مراجعة حضرتكم سؤالي وما أوردت هنا من الرد على اتهامي أتخيلكم لا تترددون في استدراك ما قال الأستاذ المشار إليه استداركا (جدياً) على مثال ما يرى في جميع مواقفكم الانتقادية التي برهنت على أنكم ليس ممن يقبل على الحق رشوة، أو يرضى من أمانة

العلم ثمناً، ولله سبحانه الهادي إلى قصد السبيل.

مرسيلبة في 12ك2 سنة 1930:

ي م

(ل. ع) أننا لا نبت في هذه المسألة شيئاً لأننا قد سبقنا فوافقنا على ما ذكر حضرة الأستاذ المصطفى وعلى القارئ الحكم لا علينا. وقد أدرجنا هذا الرد بحرفه إلَاّ بعض الألفاظ الجارحة فأننا أبدلناها كلمات غير (شائكة).

ص: 142