الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد لغوية
نقد تاريخ الأدب العربي للأستاذ الزيات
(تلو)
ونقل في ص 145 قول بعضهم في الصاحب بن عباد (لو رأى سجعة تنحل بموقعها عروة الملك ويضطرب بها حبل الدولة لما هان عليه أن يتخلى عنها) وقال في ص 159 (ولنظرة عجلى في فهرس اليتيمة للثعالبي تكفيك لتعلم أثر ذلك التشعب السياسي في نهضة الشعراء) فكيف أنكر أولا من هذا الكتاب وغيره ما يدركه الآن بنظرة عجلى في فهرست اليتيمة؟ ونقل في ص 177 قول الأصمعي (إن شعر أبي العتاهية كساحة الملوك يقع فيها الجوهر والذهب والتراب والنوى) أفلا يدل هذا على تتبع منهم للشعر؟ ونقل في ص 174 قول الجاحظ في بشار بن برد (كان بشار خطيباً صاحب منظوم ومنثور ومزدوج وسجع ورسائل وهو من المطبوعين أصحاب الإبداع والاختراع المتفننين في الشعر القائلين في اكثر أجناسه وضروبه) وفي ص 181 قوله في أبي نواس (ما رأيت أحداً كان اعلم باللغة من أبي نواس ولا أفصح لهجة منه مع حلاوة ومجانبة استكراه، ولج أبواب الشعر كلها إلَاّ انه امتاز من كل الشعراء بفحش مجونه وصراحة قوله وصدقه في تصوير خليقته وبيئته ووصفه الخمر وصفاً لو سمعه الحسنان
لهاجرا إليها وعكفا عليها) ونقل في ص 210، 211 قول الثعالبي في الشريف الرضي (وهو اشعر الطالبيين من مضى منهم ومن غبر على كثرة شعرائهم المفلقين ولو قلت انه اشعر قريش لم أبعد عن الصدق. . . ولست ادري في شعراء العصر أحسن تصرفاً في المراثي منه) فهذه المقتطفات التي وضعها الأستاذ الزيات غيض من فيض مما ذكره علماء العرب على تطور الثر والنظم ومراتب الكتاب والشعراء فيه، فلا يقال انهم لم يبينوا ما بين الشعراء والكتاب من علاقة في الصناعة والغرض والأسلوب ولم يذكرا ماغرا النظم والنثر من تحويل وتقليب، ولكن يقال: ذكروه مفرقاً مشتتاً.
5 -
عصر انحطاط الأدب العربي
وقال الأستاذ في ص 3 مقسماً الأدب بحسب اعصره (3 - العصر العباسي ومبدأه قيام دولتهم ومنتهاه سقوط بغداد في يد التتار سنة (656) وأيد هذا القول في ص 123 بأن قال (ولكن العربة بقيت في حمى القرآن تدافع سيل الفارسية والتركية الجارف وقد عز النصير من أهلها حتى غلب التتار على بغداد فغلبت على أمرها وخضعت لقانون الطبيعة القاهر بعدما خلفت في تلك البلاد شرائع وعلوماً وآداباً لم تقو على محوها الأيام) ثم نقض رأيه هذا في ص 160 فقال: (حتى تجرم القرن الخامس للهجرة فذهب معه جمال الشعر العربي من الشرق وفقد تأثيره في النفوس لذهاب المعضدين له من بني بويه وقلة الراغبين فيه من آل سلجوق واستشعار النفوس لذل الغلبة القهر بتوالي الفتن والإحن) فأين بقي العصر الذي أشار إليه إذا كان جمال الشعر العربي قد انصرم بانصرام القرن الخامس؟ ولماذا جعل هذا القسم موافقاً للعصر السياسي مع أن له عصراً أدبياً أولى به من ذلك؟.
وما أدري كيف قال هذا وفي هذا العصر من الشعراء (الغزي الكلبي) و (شميم الحلي) و (مهذب الدين) و (ابن الآمدي) و (ابن السوادي) و (هبة الله بن الفضل) و (الطغرائي)(الذي قال هو فيه بصفحة (221) ما مثاله (شعر الطغرائي عامر الأبيات، متين القافية، مختار اللفظ) وفيه (ابن خياط الدمشقي) و (القاضي ابن الذروي) و (الابيوردي) و (ابن
الهبارية) و (حيص بيص) و (ابن الدهان الموصلي) و (ابن القيسراني) و (الأبله البغدادي) و (ابن التعاويذي) و (ابن المعلم) و (موفق الدين الاربلي) و (المؤيد الآلوسي) و (نضر النميري) و (أبو الفتوح بن قلاقس) و (البديع الاسطرلابي) و (ابن سعيد المنبجي) و (الخطيب الحصفكي) و (أبو الجوائز الواسطي) و (دلال الكتب الحظيري) و (ابن حمديس الصقلي) و (الرصافي الأندلسي) و (ابن أبي الصلت الأندلسي) و (ابن الصائغ) و (أبو العرب الصقلي) و (أبو بكر القرطبي) و (جمال الدين) و (مهذب الدين) و (ابن الساعات) و (عمارة اليمني) و (ابن الحداد) و (القاضي الارجاني) و (الرشيد ابن الزبير الغساني) و (ابن سناء الملك) و (أبو بكر بن طفيل) و (علي بن حزمون) و (أيو بكر يحيى المرسي) و (شبل الدولة) وغيرهم من فحول الشعراء؟
فقد كان الشعر محبوباً إلى أهله حتى إلى النساء، قال أبو محمد الحسن ابن عسكر الصوفي الواسطي: كنت ببغداد في سنة إحدى وعشرين وخمسمائة جالساً على دكة بباب ابرز
للفرجة، إذ جاء ثلاث نسوة فجلسن إلى جانبي فأنشدت متمثلا:
هواء ولكنه جامد
…
وماء ولكنه غير جار
وسكت، فقالت لي إحداهن: هل تحفظ لهذا البيت تماماً؟ فقلت: ما احفظ سواه، فقالت: إن أنشدك تمامه وما قبله فماذا تعطيه؟ فقلت: ليس لي شيء أعطيه ولكني أقبل فاه، فأنشدتني الأبيات المذكورة، وزادت بعد البيت الأول:
إذا ما تأملتها فهي في
…
هـ تأملت نوراً محيطاً بنار
فهذا النهاية في الابيا
…
ض وهذا النهاية في الاحمرار
يتبع
مصطفى جواد