المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌معجم أسماء النبات - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٩

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 86

- ‌سنتنا التاسعة

- ‌تلو أي تل هوارة

- ‌هيكل أدب

- ‌طبع كتاب الإكليل

- ‌قصر ريدة

- ‌رسالة ذم القواد

- ‌آل الشاوي

- ‌فوائد لغويةٌ

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 87

- ‌كيفية إصلاح العربية

- ‌هيكل أدب

- ‌الزقزفة أو لسان العصافير

- ‌آل الشاوي

- ‌معنى تدمر

- ‌مقاله في أسماء أعضاء الإنسان

- ‌قمرية أم القمرية

- ‌السعاة

- ‌اللشمانية الجلدية

- ‌فَوائِد لُغَويَّةٌ

- ‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 88

- ‌الشمسية في التاريخ

- ‌لسان العصافير

- ‌أيتها الطبيعة

- ‌من كلام الجاحظ

- ‌جامع سراج الدين وترجمة الشيخ

- ‌البسذ والمرجان

- ‌العمارة والكوت

- ‌البغيلة

- ‌آل الشاوي

- ‌الساقور

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة المذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 89

- ‌في نشوار المحاضرة

- ‌تمثال ملك أدب

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌أليلى

- ‌نظمي وذووه

- ‌كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 90

- ‌معجم أسماء النبات

- ‌البيات

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌جنك أو جنكة أو صنكة لا منكة

- ‌كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل

- ‌نظمي وذووه

- ‌الصابئة

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌حب الكتب

- ‌هيكل أدب

- ‌السيرة الحسنة

- ‌زواجنا

- ‌سبيل العز

- ‌الحدائق

- ‌آل الشاوي

- ‌الحياة الصالحة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 91

- ‌أبناء ماجد النجديون

- ‌تحية العلم العراقي

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌في ضرورة معرفة طب البيت

- ‌إرشاد

- ‌الطيارون العراقيون

- ‌الهولة

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌شباب العراق

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌كلمات كردية فارسية الأصل

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ومجاورة

- ‌العدد 92

- ‌البزغالبندية

- ‌حاجات البلاد

- ‌كتاب السموم

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌الأعمال

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌حديقة النصائح

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌آداب المائدة

- ‌برج عجيب في أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكر

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 93

- ‌الخنساء

- ‌تحية العلم

- ‌الراية واللواء وأمثالها

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌مراث وأشعار قديمة مخطوطة

- ‌الزهور

- ‌الحر حر

- ‌الرضم في شمالي العراق

- ‌نظمي وذووه

- ‌التركمان

- ‌فَوائد لُغَوية

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمْذاكَرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 94

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌بدرة وجسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌اليقظة

- ‌نصيحة

- ‌حكم

- ‌أمثلة من كتاب الجماهر للبيروني

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌الراية واللواء وأمثالهما

- ‌لا ضمير بلا دين

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 95

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌موقع هوفة

- ‌في المتحفة العراقية

- ‌تعصب الجهلاء

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌عبدة الشمس

- ‌نخل نجد وتمرها

- ‌البحر الأحمر لا بحر القلزم

- ‌ذييل في المشعشعيين

- ‌الدوالي أو العريش

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌معجم أسماء النبات

‌العدد 90

- بتاريخ: 01 - 05 - 1931

‌معجم أسماء النبات

صنعة الدكتور أحمد عيسى بك

طبع بالمطبعة الأميرية بالقاهرة بقطع الربع في 291 صفحة

لكل كتاب حسنات وسيئات، وهذا المعجم لا يشذ عن إخوانه وأخواته. ولذا يحسن بنا أن نذكر ما أنضم عليه هذا السفر مما يؤخذ به وينبذ منه.

1.

حسنات هذا الديوان أنه بديع الطبع والورق والحرف كسائر ما يطبع في المطبعة الأميرية المصرية، فان ما تخرجه يزري بالدر واللآلئ، ويكاد ينافس الدراري بفاخر ما تبثه من أنوار العرفان وأشعة أضواء العلم.

2.

هذا الديوان يحوي في صلبه الكلم العلمية النباتية أي باللغة اللاتينية وبازاء كل كلمة ما يقابلها في لغتنا الضادية. وفي الآخر ثلاثة معاجم الواحد بالفرنسية، والثاني بالإنكليزية، والثالث بالعربية، فإذا عرفت أسم نبات في إحدى هذه اللغات الأربع وقعت عليه من غير ما عناء ولا نصب، ففي المعاجم الثلاثة الأخيرة يقفك المؤلف على موطن ورود اللفظة في معجمه ذاكراً لك رقم الصفحة ثم رقم الكلمة. ولهذا جاء هذا السفر من أنفع الأسفار العلمية. وهو صنعة

ص: 321

رجل مارس التأليف وزاول مطالعة مدونان أبناء الغرب فهو (يضع الهناء موضع النقب).

3.

ضبط الأوضاع النباتية بالشكل الكامل وهو أمر لابد منه في مثل هذا المقام، إذ الحركة الواحدة على حرف دون حرف، ووضع الحركة الواحدة بدل الأخرى، وزيادة حركات الكلمة الواحدة، كل واحد من هذه الأمور قد يخرج المعنى من واد إلى واد، ويحله نادياً دون ناد. إذن لقد أحسن الأستاذ الدكتور عيسى بك في كل هذه الأعمال وبارك الله في حياته.

أما السيئات فتربو على الحسنات وتنزل كفة الميزان إنزالاً حتى لتبلغ الحضيض ولا يمكنها أن تجاوزه، من ذلك:1. إنه ساوى بين الفصيح والقبيح، بين العامي والصحيح، بين المعرب قديماً والمعرب حديثاً، بين ما وضعه من تلقاء نفسه وما وضعه من تقدمه، بين الوضع السالم والوضع العليل، بين ما سماه العرب وما صحفه الإفرنج أقبح تصحيف. ففي كل ذلك من الخلط والخبط ما لا يشاهد مثاله في سائر التأليف المطرزة بهذا الطراز.

والأمثلة على ما نقول لا تحصى، بل نؤكد لحضرته أنه لا تخلو صفحة واحدة من هذه المعايب، ولما كان سرد هذه الشواهد يوجب وضع كتاب برأسه على حد كتابه وقده نذكر شاهداً واحداً لكي لا نتهم بما نبرئ منه ذمتنا، ألا إننا عند حاجة الناس إليها نزيد هذا القدر.

أول صفحة وقع بصرنا عليها ص 117 فقد ذكر للنبات المسمى باللاتينية: هذه الألفاظ العربية الثلاثة: شنان (ككتاب). نفل (كقصب) نفله (كقصب). قلنا: فأما شنان فلا وجود له في العربية الفصيحة بمعنى ضرب من النبات، إنما هو جمع شن وهي القربة الخلق أو ما يضاهي هذا المعنى، وواد في الشام. وقيل صوابه شنار كساحب، إذن نقل المؤلف هذه الكلمة عن أحد المصنفات التي لا ثقة لنا فيها ولم يذكر منزلة هذا المعتمد. والكلمة بهذا المعنى مغربية لا غير. وقوله نفل بالتحريك هو شبه جمع نفله مثل شجر وشجرة فهو ليس لفظاً جديداً حتى يورده لنا. وكان يجب حذفه بتاتاً لان اللفظة اللاتينية التي نص

ص: 322

عليها مفردة وكان ينبغي أن يذكر للمفرد مفرداً وللجمع جمعاً. فلم يميز بين هذين المنحيين. هذا فضلاً عن أنه ذكر للنفل عدة ألفاظ علمية منها: أما العلامة اوباك فقد ذكر في كتابه - ص 338 أن أهل سينا يسمون نفلة ما يعرفه العلماء باسم وحضرة الدكتور ذكر لهذا النبت: حندقوقي مر (كذا. والصواب مرة. لان حندقوقي مؤنثة على ما في لسان العرب) - رقراق - عشب الملك (بالجزائر الآن)(كذا. والعشب شبه جمع عشبة والصواب عشبة الملك، وان كان العوام لا يميزون بين المفرد والجمع) ريام، اهـ. ففي مثل هذه الكلمات المتراكمة المتراكبة كان يحسن أن يوضع لكل كلمة علمية كلمة (عربية واحدة) أو أن تترجم إلى لغتنا. فيقال للأولى: نفلة محددة تعريباً لقولهم والثانية نفلة هدبية، والثالثة نفلة حرشة، والرابعة نفلة ساحلية، والخامسة نفلة مأكولة والسادسة مفلة ظريفة، والسابعة نفلة هندية. وعلى هذا المنحى نكون في مأمن عن هذا الغرق، غرق الألفاظ الآخذة بالخناق.

نحن هنا لم نتعرض إلا لكلمة واحدة وردت في رأس ص 117 ولو أمعنا في التعرض لما ورد فيها لطال بنا النفس إلى كلام طويل عريض يقع في عدة صفحات من هذه المجلة.

2.

ضعف نظر المؤلف في اللغة

الدكتور عيسى بك طبيب ماهر وجراح شهير، إلا أنَّ الإنسان قد يبرع في فن ولا يبرع في

آخر، والذي تحققناه أن حضرته ضعيف البصر في اللغة، فقد فسر بقوله:(نخل. (بالفتح) دقل (بالكسر)(عبرانية) ثمرها الغض بلح (كقصب) - وهمرها الجاف تمر (ولم يضبطها لشهرتها) وأعوادها - تسمى جريد وأوراقها الخوص وشوكها السل وطرف الجريد الذي يلي جسم النخلة قحف والعرجون قحف (بالفتح) والعرجون هي الشماريخ التي تحمل البلح والعزق هو الذي فيه الشماريخ وهو العردام وأصله في النخلة). أهـ نقله بحرفه. ففي هذه العبارة الصغيرة عشرون غلطاً ونحن

ص: 323

نسردها هنا:

1.

قوله نخل في غير موطنه والصواب نخلة، لان اللفظة العلمية مفردة. ويجب أن يذكر بازاء المفرد مفرداً. وبازاء الجمع جمعاً.

2.

قوله دقل (عبرانية) يجب إهمالها بتاتاً. وما عمل العبرية في هذه اللغة. نعم في لغتنا الدقلة وجمعها الدقل (كقصبة وقصب) وهو أردأ التمر أو ما لم يكن أجناساً معروفة. بل جاء عند كثيرين من المؤلفين بمعنى النخل والنخلة. فالكلمة إذن عربية وعبرية في وقت واحد.

3.

قوله: ثمرها الغض بلح لا يوافق مصطلح السلف. لان اللغة ذكرت لهذا المعنى: الرطب والواحدة رطبة. وهو بهذا الاسم معروف إلى يومنا هذا في ديارنا، أما البلح تحقيقاً فهو ما كان بين الخلال والبسر، نعم إننا لا ننكر أن إخواننا المصريين يسمون الرطب بلحاً لكن العامي شيء والفصيح شيء آخر. والعامي لا يقتل الفصيح أبداً ولا يمكن أن يقتله.

4.

قوله: ثمرها الجاف تمر، غير معروف اليوم وان عرفه الفصحاء، أما المعروف اليوم، والفصيح معاً فهو القسب.

5.

قوله: (أعوادها) أصح منها (عيدانها) لأنها جمع كثرة كما يقتضيه المقام أو الأعواد جمع قلة كما لا يخفى على أحد.

6.

قوله: (تسمى جريدة) صوابه: جريداً بالنصب.

7.

والجريد هنا في غير محلها. لان الجريد ما يجرد عنه الخوص، ولا يسمى كذلك ما دام عليه الخوص بل يسمى سعفاً. وهو الاسم المشهور في العراق كله كما أن الجريد مشهور بمعنى ما جرد عنه الخوص.

8.

قوله: (أوراقها) غير فصيح والأحسن هنا ورقها لتدل على الكثرة.

9.

قوله: (الخوص) لا يطرد مع قوله قبل ذلك: (وأعوادها تسمى جريداً) فجريداً غير محلاة بالتعريف فكان يجب أن ينحو هذا المنحى بالتنكير ويقول: (وأوراقها خوصاً.)

10.

قوله: (وشكوكها السل) وربما كان (السل) في مصطلح عوام مصر لكن ليس ذلك بل بحجة غلط شنيع لا يغتفر. والصواب: (سلآء).

ص: 324

11.

قوله: (وطرف الجريد الذي يلي جسم النخلة) تعبير ضعيف. والمشهور بهذا المعنى (جذع النخلة).

12 و13. قوله: (قحف) فيه غلطان. الأول: قحفاً. والثاني أن القحف لم يأت بهذا المعنى إلا في اللغة العامية المصرية وكان يحسن به أن ينبه عليها. أما الفصيح فهو الكرب والواحدة كربة. والكرب معروف عندنا في العراق إلى يومنا هذا وهو كذلك في اللغة الفصحى.

14 و15 و16. قوله: والعرجون هي الشماريخ فيه ثلاثة أغلاط. والصواب: والعرجون هو (لأنه مذكر) أو أن يقال: والعراجين هي. والصحيح أن العرجون شيء والشمروخ شيء آخر. فالعرجون: العذق، أو إذا يبس واعوج، أو أصله، أو عود الكباسة الذي عليه الشماريخ، هذا هو المشهور لكن بعضهم قال أيضاً: هو الشمراخ وهو رأي غير مجمع عليه، والمجمع عليه ما قلنا وهو كذلك في لسان العراقيين.

17.

قوله: التي تحمل البلح. هو من التعبير الإفرنجي، والعرب تقول في مثل هذا المعنى: الشماريخ التي عليها التمر أو البلح.

18.

قوله: (العزق)(بالزاي) خطأ. والصواب: العذق بالذال المعجمة والأول مكسور وهو كذلك في اللغة الفصحى ولسان العراقيين.

19.

قوله: (والعزق هو الذي فيه الشماريخ). تعبير إفرنجي ضعيف نحيف، ركيك، متفكك، والأحسن: والعذق: ما عليه الشماريخ.

20.

قوله: (والعزق هو الذي فيه الشماريخ وهو العردام) لا يوافق اللغة. والمشهور أن العردام: العود فيه الشماريخ فهذه عشرون غلطة.

3.

وضع الألفاظ في غير مواضعها

ذكر حضرة الدكتور في ص 138 بازاء اللاتينية هذه الحروف العدنانية: قصب (واحدته

قصبة) - غاب - بوص - قصب السياج - وكل نبات ساقه أنابيب وكعوب فهو قصب - يراع (كسحاب) - حجن (كسبب)(سوريا) - برسوم (العراق) - بنج ني (فارسية) (بنج

ص: 325

بكسر الباء) - فرغميط (بفتح الأول والثاني) ناسطس (يونانية القصباء، جماعة القصب - تغنيمة - تنيمة (بربرية). أهـ

فلنا: وأغلب هذه الكلم في غير مواطنها. نعم أنه رآها في بعض الدواوين العلمية فتلقفها على علاتها من غير أن ينعم النظر في تصحيحها أو تعليلها، في جرحها أو تعديلها، وهذا لا يجوز لعالم أو باحث، لا سيما إذا أراد جعل كتابه مورداً أو مشرعاً ينتابه من يحتاج إلى ارتشاف زلاله. فكم من غلط في هذه العبارة! - وأول شيء علينا أن نعرفه أن اللفظة اللاتينية تعني ضرباً من القصب تتخذ منه المكانس ولذا يسمى قصب المكانس أو الحجن (بفتح وكسر) وسبب تسميته بذلك أن الحجن مأخوذ من الشعر الحجن وهو المتسلسل المسترسل الرجل الجعد الأطراف. وهذا القصب يمتاز بكل ذلك فغلبت الوصفية عليه فصار موصوفاً ومثل هذا كثير في لغتنا.

وإذ قد عرفنا ذلك لننظر إلى الألفاظ التي سردها حضرة الواضع. فقوله: قصب في غير موضعه لسببين: الأول: إن القصب جمع واللاتينية مفرد، والثاني: إن القصبة أسم عام يقابل لا أسم خاص.

ثالثاً: قوله: (غاب) في غير موطنه أيضاً لان الغاب شبه جمع غابة والغابة الأجمة من القصب تغيب فيها السباع ونحوها. فهي باللغة العلمية فأين الغابة من الحجنة؟.

رابعاً: قوله: (بوص) هو في اللغة العامية المصرية ويراد به كل قصب ولاسيما المصري منه وهذا لا صلة له بذاك من جهة التحقيق.

خامساً: قوله: (قصب السياج) في غير موطنه أيضاً، لأنه قد يتخذ للاسوجة غير هذا القصب.

سادساً: قوله: (وكل نبات ساقه أنابيب وكعوب فهو قصب) هو صحيح من جهة، لكنه غير صحيح من جهة المعنى الذي نتطلبه.

سابعاً وثامناً: قوله: (يراع) لا يوافق الموضوع، لان اليراع شبه جمع يراعة واليراعة القصبة أياً كانت من غير تخصيص فوقع في الكلام غلطان: غلط الجمع في حين أننا بنا

حاجة إلى المفرد وغلط وضع الشيء في غير محله.

ص: 326

تاسعاً: قوله: (حجن) هو المسموع في سورية (لا سوريا كما كتبها) لكن اللغة تريد أن توجه الكلمة وجهاً صحيحاً مقبولاً لا تأباه أحكامها، فيجب أن يقال الحجن كحذر لان العوام تكره هذا الوزن ولا تأنس به، بل لا تعرفه.

عاشراً: قوله: (برسوم)(العراق) اليوم هذه الكلمة غير معروفة ولعلها كانت كذلك في الزمن السابق.

حادي عشر: قوله: (بنج (بكسر الباء) ني (فارسية) لا يوافق المطلوب لان معنى (بنج) عقدة و (ني) قصب، فيكون معنى الفارسية قصب العقدة. وعلى كل حال لا دخل للفارسية هنا، فالمعجم علمي عربي لا غير، اللهم إلا أن تكون الكلمة الفارسية عربت فذلك أمر آخر.

ثاني عشر: قوله: فرغميطس هو الاسم اليوناني فذكره هنا وعدم ذكره سيان، نعم، إن أبن البيطار أستعملها، فهل من حاجة في صدرنا إلى استعمالها؟

ثالث عشر: قوله: (ناسطس) ثم اردفها بالحرف الإفرنجي غير موافق للصواب لان ناسطس ضرب آخر من القصب ليس الفرغميطس منه والكلمة الإفرنجية لا تكتب كما كتبها بل هكذا بلا حرف الهاء الإفرنجي، وهناك غلط ثالث هو أن اليونانية هي لا وهذه الأخيرة هي صورة الكلمة العلمية أي اللاتينية لا اليونانية. فوصلنا إذن إلى الغلط الخامس عشر.

أما الغلط السادس عشر: فهو أنه أعتبر القصباء التي هي جماعة القصب داخلة في اللفظة العلمية المذكورة وهي بعيدة عنها كل البعد ولا صلة لها بها.

والغلط السابع عشر أنه ذكر البربرية: (تغنيمة، تاغانتمت. تنيمة) ولا نرى في نفسنا حاجة إلى ذكر ألفاظ اللغات كلها. فتزداد المادة بين يدي الباحث فيحار في انتقاء ما يوافقه وفي كل ذلك من إضاعة الوقت ما لا يخفى على البصير. ثم إن الكلمة البربرية تكتب هكذا (ثغانيمث) لا كما ذكرها وتجمع على ثغونام وهي لا تفيد إلا القصبة العادية المألوفة أي لا هذا الضرب من القصب الذي يجري عليه كلامنا.

ص: 327

فأين هذا مما يجب أن يكون المعجم العلمي الذي نريده؟ فيجب على الباحث أن يلقي جميع

هذه الكلم في بحر النسيان ولا يتخذ منها سوى لفظة واحدة لا غير هي (الحجن) بفتح الحاء وكسر الجيم وفي الآخر نون، وان شئت فزد عليها قصبة المكانس ليفهم القارئ غير الخبير مؤداها بكلمتين ألفهما.

4.

يخطئ أحياناً في ضبط الألفاظ

يجب أن يكون المعجم بعيداً عن كل خطأ بقدر ما يتمكن منه المؤلف. والذي لاحظناه في هذا الديوان تدفق أغلاط الضبط في كل صفحة أو يكاد، ففي ص 138 ضبط الحنبل (الذي هو كهدهد) بضم الحاء وفتح الباء، - وكتب في تلك الصفحة (فصولية) والمعروف فاصولية (معجم ديران كلكيان) والكلمة جاءتنا عن طريق الترك. - وفي تلك الصفحة ذكر الذنون والمعروف أنه الذؤنون، وتكررت الغلطة ثلاث مرات سطراً بعد سطر. - وضبط الترفاس بضم التاء والذي في محيط المحيط (والكلمة عامية سورية. وصاحب محيط المحيط سوري)، بكسر التاء - وفيها جاء: البرنوك بفتح الباء وهي بضمها. - وفيها: لم يضبط الزغبج وهي كجعفر. - وفيها: فيلورا والصواب: فلورية، بكسر الفاء وضم اللام المشددة.

5.

كثيراً ما يتخذ النكرات أعلاماً

نحن لا نريد أن نخرج من الصفحة 138 لنري القارئ ما فيها من الأغلاط وليقيس عليها ما في سائر الصفحات. فقد ذكر أعلام أنبتة: زهيرة، وزيتوناً جبلياً ومغربية وأذنية وقصباً وغاباً وبوصاً ويراعاً وهي نكرات للجنس لا للنوع. والواجب في المعاجم ذكر الأعلام المقابلة للأعلام الإفرنجية.

6.

تعريف الكلمة وتنكيرها في المادة الواحدة

وكثيراً ما يجمع في الرسم الواحد التعريف والتنكير. فلنعد إلى تلك الصفحة فانك تراه يقول فيها: (العتم - زيتون جبلي - الزغبج (ثمره وهو حب أسود) - فيلورا (يونانية) - الشحس) فكان ينبغي أن يقول: الزيتون الجبلي - الفيلورا (إن أردنا أن نوافقه على رسم الكلمة كما فعل) - وقد بينا كيف نكر الألفاظ مرة وعرفها مرة أخرى في كلامه على النخل وقال: قصب. . . القصباء. . .

ص: 328

ولو مضى في وجهه تنكيراً أو تعريفاً لكان أصوب

وأصحز والأحسن التنكير في جميع الكلم لأننا تقابل الألفاظ الغربية المنكرة بحروف عربية منكرة.

7.

كثيراً ما يعتمد على كتابة الكلمة بالصورة التي يرسمها

الإفرنج

ذكر مثلاً في ص 139 الكاكنج وذكر بجانبها صور هذه الكلمة على ما يرسمها بعض جهلة الإفرنج فجعل بجانب الأولى: ككنج وققنج. فما كان أغناه عن مثل هذه الكتابة المغلوط فيها!.

8.

كثيراً ما يجمع في الرسم أو المادة الواحدة أسماء ليست

مترادفة

فقد ذكر مثلاً في ص 139 التنوب وجعل في جانبه ومرادفاً له ما يأتي: ((صنوبر أنثى صغير) - أرز - صنوبر صغير - كركر (فارسية) ثمره يسمى قضم قريش - الخضراء - فيطس - بيطس.) أهـ. فأين التنوب من الصنوبر، من الأرز، من قضم قريش، من الخضراء؟ فهذا ما يسمى خلطاً وخبطاً.

9.

ربما قدم الأعجمي على العربي وهذا مخالف للإنصاف

قال حضرة المؤلف في ص 79 ناقلاً اللفظة العلمية ما هذا نقله بحروفه: (ما هو بداله (وتأويله بالفارسية القائم بنفسه أي أنه يقوم بنفسه في الإسهال) - ما هو دانه - حب الملوك - حب السلاطين (وسمي بذلك لسهولته على من يعاف الدواء أول أخذه) - شاب - لاثوريس (يونانية) - معشوق - سمكاً (سريانية أي سمك لان ورقها يشبه السمك الصغار) - طارطقة (بعجمية الأندلس وحبه يسمى حب الملوك وفلفل الاخوص وجوز الخمس - سيسبان (عند بعضهم في المغرب).) أهـ

قلنا: كان يحسن أن يقدم حب الملوك على الكلمة الفارسية، ولا سيما أنَّ الفارسية نفسها مركبة من كلمتين كالعربية، فلماذا قدم الدخيلة على الأصلية؟ فليس ذلك من الإنصاف في شيء.

وقوله: (وتأويله بالفارسية القائم بنفسه أي أنه يقوم بنفسه في الإسهال) كلام في منتهى الغرابة ومأخوذ عن ابن البيطار في كلامه عن الماهودانه، فأي فارسية يريد حضرته؟ والذي نعهده أن معنى (ماهو) أو (ماهوب) أو (ماهي) هنا: الزينة. و (دانه) الحب، فيكون محصل التركيب (حب الزينة)، كما

ص: 329

قالوا: حب الملوك. وإلا فالتأويل لا يوافق اللغة الفارسية الشائعة، أو لعل المؤلف وقع على هذا التأويل في كتاب غير صحيح التأليف، فنقله على علاته، وهو كثيراً ما يعمل هذا العمل. فكان جديراً به أن يتحقق بالأمر قبل تدوينه.

وقوله بعد ذلك (ماهودانه) كان يحسن به أن يأتينا بجميع مرادفات الكلمة عند الفرس، بما أنه يضع لنا معجماً حاوياً لألفاظ جميع لغات الشرق والغرب ليعمي على الباحث الكلمة الحقيقية اللازمة له بينما يجب أن تكون واحدة لا غير بقدر الإمكان. وأما سائر الألفاظ فهي: ماهي دانه وطاريقه وباتو إلى غيرها. لكننا نقول أن هذه الألفاظ لا تدل على النبات بل على ما فيه من الحب أي ثمره وبلسان العلماء أفهذا هو التحقيق الذي يطلب من كل مؤلف لغوي؟

وقوله: (حب الملوك) هو للثمر أيضاً وليس للنبات، اللهم إلا أن يكون من باب تسمية الشجر باسم الثمر، وهو جائز في العربية وأمثاله كثيرة لكن ذلك لا يدخل في مدونات المعاجم، إذ ذلك يقلب المصطلحات رأساً على عقب، وإنما يجوز مثل هذا في المقالات غير العلمية لان العلم غير الشعر والأدب.

وقوله: (حب السلاطين (وسمي بذلك لسهولته على من يعاف الدواء أول أخذه)). أهـ. كل ذلك غريب. وأول فساد هذا القول أنَّ صاحب البرهان القاطع قال: (وحب الملوك غير حب السلاطين) أما حضرته فجعل الاثنين واحداً وهو غير صحيح عند الثقات. نعم أنَّ بعض المؤلفين (غير المحققين) نطقوا بمثل ذلك، بيد أن المحقق لا يلتفت إلى فاسد الآراء بل إلى صحيحها. وأما التعليل الذي ذكره، فتعليل لا يركن إليه البصير، والذي يظهر للمتروي أنه سمي كذلك لان حبته كبيرة بالنسبة إلى حبة الانبتة التي من صنفها، فهو كقولك:(شاه بلوط) وشاه أمرود وشاه بانك وشاهترج وشاهدانج وشاهسبرم وشاهبانك وشاهلوج وشاهنجير وشاهمرج إلى غيرها.

وكلها أضيفت إلى الشاه وهو الملك أو السلطان للعلة التي أشرنا إليها. - هذا فضلاً عن أن حب الملك أو الملوك وحب السلطان أو السلاطين وردا بمعنى

ص: 330

آخر أي القراسية والخروع وكل ذلك يهدم مشرعة التحقيق والبلوغ إلى قلب التدقيق.

وقوله بعد ذلك: (شاب) فكلمة غريبة لم يضبط لنا باءها وهي الحرف الأخير. والظاهر أنها غير مشددة ولو كانت كذلك لضبطها لنا بالشد، والكلمة بهذا اللفظ ليست في لغة من لغات العالم، وصحيح الرواية شباب ككتاب والكلمة فارسية وتعني النبات نفسه لا الحب، وهي اللفظة المقابلة للاتينية.

وقوله بعد ذلك: (لاثوريس)(يونانية)، غير صحيح الرسم، والصواب (لاثورس) بحذف الياء السابقة للسين، لأنها في اليونانية غير ممدودة بل مقصورة أي أنها كسرة لا ياء، وهذا مما يجب الانتباه له، وان لا تنقل الألفاظ إلينا بصورة منكرة دميمة ذميمة.

وقول: (معشوق) غلط ظاهر. والصواب (مغموق) وذلك أن بعض العراقيين يأخذون حب هذا النبت قبل بلوغه بأيام قليلة، ويغمونه عندهم غماً كما يغم البسر ليدرك وينضج ويزعمون، أنه إذا أخذ قبل إدراكه وغم يكون أقوى فعلاً في المعدة من أخذه ناضجاً.

وقوله: (سمكاً (سريانية أي سمك لان ورقها يشبه السمك الصغار).) أهـ لا يوافق الصواب. وأول هذا الوهم أن سمكاً بالسريانية بمعنى السمك، أو السمكة لم يرد البتة، لكن المؤلف وجد هذا الكلام في مفردات ابن البيطار في ما هو دانه فأخذه بعلاته وحذافيره. أما اللفظة التي تعني السمكة فهي (نونا) عندهم، فأين (نونا) من (سمكا)؟ - أو لعله نقل هذا اللفظ عن بعض ضعفاء الكتبة وسخفاء متقوليهم ولم ينعم النظر فيه ولم يتثبت فيه.

وقوله: (طارطقة (بعجمية الأندلس) غير صحيح أيضاً، والصواب والمراد بعجمية الأندلس الأسبانية.

وقوله: (وحبه يسمى حب الملوك) تكرار لا معنى له سوى التهويل على الباحث ووضع كلمات لا تفيده.

وقوله: (وفلفل الاخوص) كلام يدل على أن المؤلف لا يتدبر ما يكتب. فما عمل الأخوص هنا والاخوص الغائر العين؟ أيتصور حضرته أن هذا الحب

ص: 331

أو هذا الفلفل لا يفعل إلا في الخوص؟ أنَّ ذا لمن أغرب الغرائب! والصواب: (فلفل الخواص) كما سموه حب الملوك.

فليس للاخوص هنا أدنى عمل.

وقوله: (جوز الخمس) هو من باب وضع الشيء في غير موطنه. فجوز الخمس على ما قاله ابن البيطار: (جوز مدور هندي المنبت أكبر من البندق، أسود اللون، وفيه نكت تضرب إلى البياض، وهو مع ذلك أملس، وداخله حب يشبه القرطم البري، وهو حار يابس مسهل للطبع، ويستخرج الفضول البلغمية والاحتراق السوداوي، إذا شرب منه وزن درهمين بماء حار). أهـ. وزاد داود البصير: (ويقال أنه لا يوجد في الشجر أكثر من خمسة؟) فأين هذا من حب الملوك؟ - فبالحقيقة أنَّ في مطالعة هذا المعجم أضراراً عظيمة لا تقدر حتى أن المطالع ليتوهم أن صاحبه لا يعرف شيئاً من علم النبات، وهو مما نجله عن ذلك، فعسى أن لا ينقم علينا لهذا النقد النزيه.

وقوله: (سيسبان (بكسر فسكون) عند بعضهم في المغرب.) من الأقوال التي لا فائدة فيها. وأول عيب في هذا الكلام أنه ضبطه بكسر السين. والذي أجمع عليه النباتيون والشجارون والزراعون واللغويون أنه بفتح السين وإسكان الياء المثناة التحتية. والعيب الثاني أن الكلمة شاعت بمعنى فما معنى الاعتماد على كلام جماعة من الناس لا ثقة لها فيهم؟ وما كل ذلك إلا لأنه رأى هذا القول في مفردات ابن البيطار كما نقل عنه رأيه في تأويل ماهودانه فوقع تلك الوقعة الهائلة التي صرخ لهولها ملائكة السماء العليا، وسكان الأرضين السفلى. وهذا كلام ابن البيطار بحرفه:(ماهودانه، تأويله بالفارسية أي القائم بنفسه أي إنه يقوم بذاته في الاسهال، ويسميه عامة الأندلس طارطقة وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً، ويعرف بحب الملوك أيضاً عند أطباء المشرق). أهـ

فأنت ترى من هذا أن الدكتور الأستاذ حاطب ليل ينقل كل ما يقع عليه من غير أن يتروى فيه، وليس هذا من شأن المؤلفين المتدبرين، فإنَّ ابن البيطار ضبط السيسبان بفتح السين أما هو فذكرها بكسرها نقلا عن لكلير، وإبن البيطار قال:(ويسميه عامة الأندلس طارطقة وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً). فقال

ص: 332

حضرته: (عند بعضهم في المغرب) وكان حقه أن يقول: عند بعض عامة الأندلس في سابق العهد. وما كان أغناه عن إثبات رأي جماعة من العوام لا شأن لهم ولا بال!.

ومن الغريب أنه مع حرصه على تدوين السفاسف والفسافس لم يذكر لغات الماهودانه التي

هي: الماهوبذانه والماهوذانة والماهوذانج.

وهناك مرجعات أخر منها: إن حضرة المؤلف جعل جميع تلك الألفاظ على مستوى واحد وإجحاف ظاهر بهذه اللغة التي نصعت ديباجتها، وأضاء نجم مجدها، وهي لا تريد أن يجعل بجانبها ضرائر لا شأن لها من العروبة ما لها. فكان يحسن به أن ينبه - بعلامات أو باصطلاحات أو برموز - إلى طبقة كل لفظة ومقامها من لساننا المبين، لئلا يختلط الحابل بالنابل، ويفسد علينا الصحيح والسالم، بل علينا أن نفعل ما يفعله الغربيون بدواوين لغاتهم فيميزون بالغثاء من الاتاء، ينبذون القبيح ويتمسكون بالفصيح، بالإشارات التي وضعوها لهذا الغاية.

ونقول بعد هذا: إننا ذكرنا لكل مغمز مثالاً واحدا، لأننا لو أردنا أن نعدد منها عشرات أو مئات لما صعب علينا الأمر، إلا أن الكلام يطول على غير جدوى. وعلى كل حال إننا مستعدون لان نبين في كل صفحة لا أقل من عشرة غلطات في أدنى تقدير، وذلك من باب المعادلة؛ وإلا فف بعضها ما ينوف على عشر، وفي بعضها قد يقل عنها.

ونختم هذا المقال بما بدأناه أي: إن في هذا المعجم حسنات وسيئات إلا أنَّ مساوئه تذهب بمحاسنه، لان هذا العمل ليس عمل رجل واحد، إنما هو عمل عدة رجالات يتمالؤون على الوضع، والنقل، والتنقيح، والتصحيح. والكمال لله وحدة.

ص: 333