الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
آل الشاوي
سليمان بك الشاوي
2 -
شعره:
لم نر إلَاّ القليل من شعره القديم - قبل وفاة والده - مثبتاً في مجموعة خطية ولم نعثر على كل شعره، خصوصاً ما كان في الأغراض السياسية لمعاناته لها، واهتمامه بها، بحيث صارت شغله الشاغل وهمه الوحيد.
وجدت له قصيدة في الوزير عمر باشا، أيام نال الوزارة، فروج سياسته وانتصر لخطته، وذلك قبل أن تشتد البغضاء بينه وبينه، منها:
ألبست خصمك حلي الغانيات وما
…
أنجاه منك علوم الرمل والزبر
ظن النجاة بغير البيض مكمنها
…
وما درى سلفاً ما الصارم الذكر
وخال أن الردى الذل مندفع
…
وان ذا المكر لا يصطاده القدر
ثم مضى في مدحه والثناء عليه حتى قال:
عناصر الدين وافتنا مؤرخة
…
وقمت بالعدل والإسلام يا عمر
وله قصيدة أخرى، في مدح هذا الوزير وانتصاره عل الخزاعل منها:
شم العرانين نالوا في العلى رتباً
…
بالطعن والضرب وسط الهام بالسمر
أسد رأوا طعنة الأعداء منقصة
…
ما لم تكن في مبيح الثغر من ضجر
وقد توصل إلى ذم الخزاعل بسبب عصيانهم، وأرخها سنة 1179هـ. وفي الدوحة أن هذه الوقعة حدثت عام 1178هـ.
وله قصيدة أخرى في كسرة الخزاعل مطلعها:
لولا ابتسامك لم تبك العيون دماً
…
والسحب لم يبد منها الودق والمطر
ومنها قال عن شيخ الخزاعل:
وظن أن أبا الخطاب صولته
…
لدى الوغى كعلي باشا الذي قهروا
حمود ويلك لا تغررك سابقة
…
حمود فانج سريعاً أن ذا عمر
إلى أن يقول عن الشيخ المذكور:
ورام من شومه ملكا يدين له
…
ملوك تبع أن غابوا وان حضروا
وغره أن أعواناً له صبر
…
على اللقا كل جمع أمهم كسروا
وما درى أن مولانا الوزير أبا
…
حفص يبيدهم قلوا وان كثروا
ومضى في مدحه. والقصيدة طويلة. وأبياتها 41. وفي هذه الأبيات الثلاثة معنى واضح، فان العشيرة كانت تشعر بقوتها؛ وانه تنزع إلى العلو وترمي إلى الاستقلال، خصوصاً بعد أن انتصرت على الوزير علي باشا. ومهما غالى رجالنا في المماشاة للحكومة لا ينقصون من شأن القبيلة؛ وإنما يبدون حقيقة وضعها وان تجاوزوا في الذم إرضاءً للوزير.
لذا لا نقدر أن نقف على حقيقة التاريخ ما لم نستنطق أناساً كثيرين خصوصاً من كانت نظرته صادقة. وبهذا كشف سليمان بك مكانة هذه القبيلة، وآمالها في وقت كانت السياسة في يد والده ولم يكن بينه وبين الحكومة عداء ما.
ومن العبث أن نحاول تدوين التاريخ دون أن نستحكي الأشخاص العظام، لا الكتاب الرسميين المأجورين، فالنفوس الكبيرة تأبى الكذب، وان غالت في المدح أو الذم.
وأما شعر المترجم بعد وفاة والده، فكاد يكون في حكم العدم. ونأمل أن يوافينا القراء بما لديهم، أو ما يعثرون عليه من شعره، سواء بعد وفاة والده أم قبل ذلك. ولهم الفضل.
وهنا يلاحظ أن الأسباب التي دعت إلى إمحاء شعره في أغراضه السياسية ظاهرة المغزى. لأن بقاءها حينئذ يكون بمثابة دعاية مضرة وتشويق للقيام على الحكومة ومعاداتها.
ولا عجب أن سعت هذه لمحوها، وأماتت كل ما من شأنه إثارة الخواطر، وتحريك الوتر الحساس، ولو بعد موت الوزير وموت الشاوي.
وعلى كل حال، أن المترجم كان في هذه المدة في وئام مع الوزير، ولكن الأيام لا تقصر حوادثها الوبيلة على القضاء على السياسة الموافقة لها وعلى آثارها، بل أبادت ما في المحيط من آثار آخر مهمة.
رأيت مقطوعة للمترجم، قالها في أثناء مخاصمته للوزير سليمان باشا، وتغلبه على جيشه، ذكرها العمري في (غرائب الأثر) وكان أرسل بها إلى الوزير معرضاً بعدوه الألد احمد
باشا الخربنده. قال:
يا زارعاً بيمينه
…
شجر المودة بالسباخ (بالصباخ. كذا)
ومنوماً بيض القطا
…
تحت الحدا يبغي الفراخ (ورد (منيماً))
ذهب الزمان بأهله
…
فاختر لنفسك من تؤاخ
إن الذي تودهم
…
هم ناصبون لك الفخاخ
ولم تظهر هذه الأبيات للوجود، حتى قام الشعراء لتشطيرها وتخميسها. مما يدل على أن في القوم روحاً حساسة، تشعر الحادث، وتأخذ بالإشارة، وتندد بمن سخط عليه القوم.
أقوال الأدباء فيه:
لا يسعنا هنا أن نذكر كل ما قيل فيه، ولكننا نقتصر على أديب مشهور، هو البيتوشي وكان بعث برسالة إليه ولا يزال أبوه آنئذ في قيد الحياة. نختار منها ما نصه:
(إلى جانب من لا ينبح كلبه ضيفه، ولا تخمد ناره شتاءه وصيفة، حلال أفانين المشكلات، ومقيد أوابد المعضلات، ذي الكمال المالك ملاك الكمال، والعبارة البارعة على كل ما يقال، أعني به سيدي سليمان بك، لا زال جيد الزمان متحلياً بحلي أياديه؛ وفضائله مردية لا عاديه.
وبعد فيا سيدي! العبد منذ أزمان، ولست في هواك ممن نام أو مان، يأمل من الله الوصول، إلى شريف الخدمة وهو لفم المحصول، وكلما رحلت عيسي، وقلت طوبى لك ولنفسي، حلت أيدي المقادير تلك العقد، وشكلت رجلي بحبل من مسد. وما ذاك، لا يخلو ذراك، إلَاّ من جدي الناقص، وحظي
الناكص، وواثق الرجاء ممن فرج الأحزان عن يعقوب، أن تستخلص عن قريب القابة من القوب، وتتسنم مطايا كل مطلوب.
وان بلغت وقف نفسي، للوقوف بخدمة فرقدي هالة نفائس العلوم، وقطبي دائرة المنطوق والمفهوم، سيدي سلطان بك ومحمد بك، والنجوم العالية السامية من الأخوان الباقية. . . فهو المأمول وغاية المسؤول.
ولقد والله يا سيدي ما دريت بعزم القاصد، إلَاّ في قطع من الليل، بعدما هدأ الخليط، وسكن الغطيط والأطيط، فالعذر من خبط لسان القلم فقد عمشت عين السراج، وتراكمت علي دواب الظلام الداج.
وان رأى مولانا عرض التعرض لخدمة من اجله عن لساني، وأنزه ثناءه عن بياني وبناني، والدكم ذي الفخار، والكرم والخفار، الذي لو حلف الزمان ليأتين بمثله لألزمناه الكفارة. لا زال لها باقياً، وفي المعالي راقياً، والسلام، ختام الكلام.) انتهى من مجموعة عندي تحتوي على عدة مراسلات لأدباء بغداديين واحسائيين.
وهذه التعابير لا تكال كيلا لكل أحد، ولا تعطى جزافاً، خصوصاً ممن يقيم للكلام وزناً، ويفهم للقول معنى، كما أنها تعرف بمقدرة الكاتب الأدبية وهو اشهر من أن يذكر، وله رسالة أخرى فيه سيأتي القول عنها في محلها.
ما قيل فيه من الشعر:
أما الشعراء فان المادحين منهم لكرمه وعلمه وأدبه كثيرون جداً بحيث يمكننا أن نقول لم يقفوا في عصره على باب احد، قدر ما وقفوا على بابه، فخلد ذكراً جميلا، وبهذا جدد الروح الأدبية في العراق وراجعت سوق الشعر. ومن ثم استخدم أو صار يستخدم بعض الولاة الشعراء إقتداءً به فلم يتوفقوا لأن يكونوا مثله.
وهنا لا مجال لذكر مطالع ما قيل فيه من قصائد لكثرتها خشية إملال القارئ ولكن اكتفي ببيان الإحصاء التالي من ثلاثة دواوين شعر، مكتفياً باسم الشاعر وعدد ما قال من قصائد. والكل يؤلف ديواناً ضخماً. . .
عدد القصائد
2 عبد الرحمن أفندي السويدي في مجموعة حسين العشاري صحيفة 35 و 43.
7 حسين العشاري مجموعة صحيفة 38 و 41و 43 بالاشتراك مع محمد بك و71 بالاشتراك مع سلطان بك و 81 في عبد الله بك وأبنائه سليمان بك وسطان بك و 98 و 102 رسالة منظومة.
3 خليل بكتاش الموصلي في المجموعة المذكروة صحيفة 46 و 49 و 50
7 الشيخ احمد السويدي منها 61 و 67 وفي إفحام المناوئ خمس قصائد
1 السيد علي بن عبد الله المولى 65
22 للشيخ محمد كاظم الأزري جاء في ديوانه صحيفة 3 و14 و17 و23 و26 و37 و40 و52 و53 و59 و74 و88 و96 و106 و116 و122 و135 و150 و160 و164
و166 و188
42
فالمجموع 42 قصيدة سوى أن من قصائد الازري ما يظهر انه يعود للوزير سليمان باشا وهي المذكورة في الصحيفة 188 فإنها مقطوعة في أنها تعود للوزير وكذا ما جاء في الصحيفة 23 و116 وفي 122 ولعل الاشتباه حصل من جراء الاشتراك في الاسم. وكذا بعض القصائد يشتبه في عائديتها له، لموضوعها لا بصورة القطع. والقصائد الكثيرة تصرح بوضوح في أنها تعود للشاوي.
وأهم ما في هذه القصائد ما قيل من جانب الازري. فهي من الشعر الخالد ومنها ما يتغنى به في ديارنا ويستشهد به دائماً. منها ما جاء في الصحيفة 3 من ديوانه المطبوع:
لمعت بروقهم على الدهناء
…
فانحل عقد الدمعة الحمراء
عرب متى انتشق العليل عرارهم
…
كانت رياحهم رياح شفاء
إلى أن قال:
خانت بذمتي الخطوب وهل لها
…
إلا الكريم بقية الكرماء