الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أليلى
أليلى ما لحزنك لا يجارى؟
…
فان لهيب عينيك استطارا
فان كنت امتلأت أسى وحزناً
…
فقلبي مفعم مرضاً ونارا
تعالي نحتسب بالصبر حتى
…
نزحزح عن مآربنا الستارا
عهدتك جلدة في كل خطب
…
فمم أبنت آلاماً جهارا؟
ألا ليت الخطوب تعاف قوماً
…
تمنوا: لو يموتون انتحارا
أليلى خففي الأحزان إني
…
زميلك صرت انتظر الدمارا
عيون الحق قد نامت طويلا
…
ولم توقظ ليال أو نهارا
لئن جحدوا حقوقك فارقبيهم
…
فسوف ترين للظلم انهيارا
دعيني كي أحدثك حديثاً
…
به طير الحقيقة نحوي طارا
ألم تري البلاد فقد أصيبت
…
بقوم إربهم أضحى النصارا
أراهم عند خستهم صحاة
…
وعند مرام موطنهم سكارى
لهم وجهان وجه نحو غدر
…
ونجه يقنع لقوم الحيارى
فويلي أن أطالبهم بحق
…
بذاك اعد متبعاً شرارا
أناس لم أجد فيهم رؤوفاً
…
ولا شهماً رحيماً أو غيارى
أراهم اظهروا الإخلاص غشاً
…
ويقترفون آثاماً كبارا
فهم ترك إذا حكمتك ترك
…
وهم ظلم إذا الغربي جارا
أليلى كفكفي دمعاً سجيماً
…
هل انحسرت لك العقبى انحسارا؟
أنحن أولي الحمية والتعالي
…
نقاسي ظلم من في الغي سارا؟
فموطننا بموقفنا شهيد
…
وقد عرف الألى لزموا الفرارا
فسل عنا (الفرات) بكل فخر
…
إذا (استقلالنا) منه استنارا
وسل عنا (ديالى) عن حروب
…
لنا من حين أن كنا صغارا
ثبتنا في مواقف محرجات
…
ولاقينا مدافع وانفجارا
وذدنا عن حمى وطن ذليل
…
ورمنا في معاركنا انتصارا
وثرنا ثورة المسجون ظلماً
…
ولم ترهب طعاناً أو حصارا
وهبنا الموت أرواحاً خفافاً
…
إلى عز البلاد لكي ندارى
وشمنا في القنابل خير لهو
…
وطقنا في لظى الحرب اصطبارا
وعمنا في المنايا لا نبالي
…
نزيل الذل والعار الشنارا
لقد ساقوا أغرتنا حزيقاً
…
إلى الموت الزؤام وليس عارا
مواقف تخلب الألباب خوفاً
…
وتحتقر الإلى هربوا احتقارا
وقفنا وقفة الجبار نحمي
…
عراقاً ود أن يحيا مجارا
سلوا عنا البنادق قاذفات
…
تحدثكم لنا خبراً مطارا
بأنا الصابرون على لظاها
…
وفي الهيجاء لم نبد اندحارا
لئن نادوا بإخلاص لقول
…
أرادوا فيه للغش استتارا
فما الأقوال كالأفعال حاشى
…
وما الرعديد مثل من استثارا
وما المفضال مثل فتى دنيء
…
قد اتخذ الخداع له شعارا
على شرف البلاد لنا بنود
…
وباغي الموت ما رام اشتهارا
أليلى ما لعيني قد أصيبت
…
بآلام تزيد القلب نارا؟
رأيت بها مصير الشهم صبحاً
…
فليت الصبح كان لها سرارا
رأيت دماءهم هدراً أريقت
…
رأيت دماءهم صبراً توارى
شباب اعرسوا بالموت مرداً
…
وكان رصاص قاتلهم نثارا
(وزغردت) البنادق في رجاهم
…
وكان لهم طريق الناس دارا
وتابعهم كهول العرب زفاً
…
فيا حزناً لمن تركوا الديارا؟
وظل نجيعهم ختماً بصك
…
من العز الذي نالوا منارا
إذا ما قلت: ممن؟ قيل: عرب
…
لذا بالعز تعلمهم جدارا
إذا الأعراب ماتوا أجل عز
…
فما لبسوا به ثوباً معارا
مصطفى جواد