الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المشارفة والانتقاد
23 -
دمية القصر وعصرة أهل العصر (هدية)
للباخرزي المتوفى سنة 467
أهدى إلينا هذا الكتاب أحد الأصدقاء وطلب إلينا نقده. وقد طبعه وصححه محمد راغب الطباخ في مطبعته العلمية بحلب في سنة 1348 هجرية (كذا أي الهجرية أو للهجرة) و1930 ميلادية (كذا) فوقعت هذه النسخة في 316 ص بقطع الثمن، يليها 54 ص بعنوان (الملتقط من ديوان. . . الباخرزي، يليها 9 صفحات فهارس.
وأول شيء وقع بصرنا عليه عند فتح هذا السفر الجليل حاشية الصفحة 7 إذ هذا ما فيها شرحاً لما في المتن (ولا نكاد نعينها إلَاّ اوارير لاياً نتبينها.) - الاوارير جمع أرير وهي رابطة الدابة واللاي الإبطاء. يعني لم يبق إلَاّ مواضع مرابط دواب الماضين نتبينها بعد الإبطاء. أهـ هامش (النسخة) الاحمدية. ولم أر (ارير) بهذا المعنى في القاموس. فليحرر. أهـ ما جاء في الحاشية.
قلنا: ما وقع بصرنا على هذا الكلم إلَاّ وتطيرنا من هذه الطبعة إذ قلنا كيف لم يصحح الناشر كل ما في هذه من الأوهام؛ وأول شيء لا يمكن أن يجمع اوارير على اوارير، إذ ارير وزنه فعيل واوارير وزنه أفاعيل. وفعيل لم يرد مجموعاً على أفاعيل. فهذا غلط أول. والغلط الثاني قوله رابطة الدابة. فلو قال رباط الدابة أو مربط الدابة لكان للكلام معنى مفهوم. أما رابطة الدابة فما معناه؟ - وفسر اللاي بالإبطاء. نعم وهذا بعض معانيه، لكن أهذا هو المعنى المطلوب في هذا التعبير، أفليس هناك معنى آخر يوافق سياق الكلام موافقة أحسن وأتم؟
والغلط الثالث أن حضرة الناشر قال: (ولم ار (ارير) بهذا المعنى في
القاموس) - أفما كان يستطيع أن يعلم من هذه النتيجة أن في الكلمة تصحيفاً فيفيد الكلمة إلى نصابها الأول؟ كل ذلك حملنا على أن نظن النسخة لم تأت بالصورة التي كنا أن نتمنى أن تكون عليها، ولاسيما أنه لم يذكر روايات النسخ التي عثر عليها.
أما رأينا في ما أورده فهو أن صحيح الأوارير: الأواري بتشديد الياء وتخفيفها وهو جمع
الآري بالمد في الأول والتشديد في الآخر ويخفف وهو الاخية (راجع القاموس والتاج واللسان والصحاح في آري). قال ابن السكيت: في قولهم للمعلف آري، قال: هذا مما يضعه الناس في غير موضعه، وإنما الآري محبس الدابة وهي الأواري والآواخي واحدتها آخية.) أهـ - أما اللاي في العبارة المنقولة في النص فهي عندنا بمعنى الجهد والمشقة وان كان تأويلها بالإبطاء صحيحاً، إلَاّ أن تفسيرها هنا بالجهد احسن فهي تقابل الإفرنجية قال في لسان العرب:(قال الليث:. . . يقولون لأياً عرفت، وبعد لأي فعلت أي بعد جهد ومشقة.) أهـ - وأما الغلط الثالث فهو أن فعيلا لم يأت أبداً مجموعاً على أفاعيل أو فواعيل فالنسخة القائلة أن الأوراير جمع ارير مخطئة. تعم لو قالت جمع آرير بالمد لكان الخطأ أهون - وفي الصفحة 7 أوهام طبع أخر لم تصحح في الآخر. من ذلك قوله: (ثم نقف (عنهم) على اطلاع (س 4) ونصوغ على (وزان) أسجاعها شدواً (س 6) ولولا عنايته. . . لبقيت الفائدة (فارة)(بتشديد الراء) من مسكها (الفايق)(كذا بياء منقوطة) الطيب غير مفتقة. - والصواب: منهم. . أوزان. . . فارة (براء خفيفة) العابق.
وقد ذكر حضرة الناشر النسخ التي رآها أو سمع بها. منها: نسخة خزانة المدرسة الاحمدية. ونسخة الخزانة المارونية في حلب ونسخة الموصل. ونسخة لندن. ولو كتب إلى صاحب الخزانة التيمورية في مصر القاهرة لاستفاد منها. وقد كان المرحوم احمد باشا تيمور كتب إلينا في 29 ك2 (يناير) سنة 1924 ما هذا نقله: (وفي الخزانة التيمورية نسخة من هذا الكتاب (دمية القصر) نقلت عن النسخة الموجودة في خزانة عارف حكمت بك في المدينة، ثم استعار النسخة التيمورية لشيخ محمد محمود الشنقيطي فنقل عنها نسخة ولعلها باقية في
كتبه التي كانت له والتي أوقفها إلى دار الكتب بمصر القاهرة).
ونزيد على ذلك أن كان عندنا نسخة من الدمية كتبت في سنة 1064 وسرقت منا في سنة 1929 (راجع لغة العرب 7: 506 و589) وهي النسخة التي كنا قد نقلنا عنها نسخة في سنة 1923 وهذه النسخة الابنة هي بيدنا إلى الآن. وبينها وبين المطبوعة اختلافات شتى والظاهر أن التي بأيدينا هي حسنة ويمكن أن يصلح بها مواطن عديدة من الدمية المطبوعة.
24.
معنى النجم في القرآن
أهدى إلينا المستشرق الروسي الشهير اغناطيوس كراتشكوفسكي مقالة بالألمانية بالعنوان الذي ذكرناه. وقد استشهد الكاتب عدة إثبات من الكتبة لإقرار معنى النجم الوارد ذكره في سورة الرحمن فأبدع في ما قال على مألوف عادته.
25.
أبو نواس والكأس الساسانية المصورة
هذه رسالة أخرى لحضرة الأستاذ الروسي المذكور واضطر إلى تحقيق ما أورد إلى مطالعة تأليف جمة يدهش لها الإنسان، حتى لقد ساوت الحواشي ما جاء في الصفحات من المتن. فله دره من مدقق!
26.
اللغات الآرامية وآدابها
رسالة من تأليف الأب شابو عربها الأستاذ انطوان شكري لورنس ونشرها مراد فؤاد جقي. وهي مفيدة لمن لا يعرف شيئاً من هذه اللغات. ونأخذ على أصحابها أنهم ضبطوا (الآرامية) بمد الأول. والعرب لم تنطق به. إنما قالوا أرام كسحاب أو إرم كعنب. وقد قال الناشر: (إن العربية أقربهن (أقرب اللغات السامية) إلى الأصل السامي الذي تفرعت منه، إلا إن السريانية أقدم منها عهداً) وهذا كلام لا يأتلف أواخره وقوادمه. فلو حصر بان السريانية أقدم من العربية عهداً بما أبقت من الرقم أو الكتابات لكان صحيحاً. أما ما ذهب إليه بهذا الإطلاق فخطأ صريح يعمي الأبصار.
27.
خلاصة مقررات مجمع دير مارمتي المقدس
المنعقد في الدير المذكور من 11 - 25 ت1 ش 1930
نتمنى من صميم قلبنا أن يحقق السريان ما عقدوه في مجمعهم وان يفرغوا كل وسعهم في هذه الغاية، ولا يعتبروه حبراً على ورق.
28.
المنارة
مجلة دينية علمية أدبية تاريخية
تصدر كل شهر مرة في 80 صفحة في جونية (لبنان)
بإدارة الأباء المرسلين اللبنانيين
ورد إلينا الجزء الأول من السنة الثانية من هذه المجلة، فألفيناها حافلة بالمواضيع المفيدة وبدل اشتراكها السنوي في خارج لبنان سبعون فرنكا فنتمنى لها الرواج والانتشار.
29.
كتاب داعي الرشاد إلى سبيل الاتحاد
تأليف السيد إبراهيم الراوي الرفاعي في بغداد
السيد إبراهيم الراوي من الرجال المعروفين في العراق بعلو الهمة وصدق العمل وهو يسعى في دعاء الأماميين الجعفرية إلى الاتحاد والاتفاق. وفي إيران شيخ جليل آخر معروف بمثل هذه الصفات وهو السيد السري محمد مهدي العلوي السبزواري وقد وقفنا على ما كتبه إلى السيد الراوي مستحسنا رأيه. وهو أهدى إلينا هذا التأليف. وكنا نود أن ينقح هذا الكتاب من أغلاط الطبع التي تفسد المعنى بل ربما تعكسه. ففي ص2 من المقدمة جاء: (قبل الشروع فيما يدعو للإتلاف. . .) والمؤلف يريد أن يقول: يدعو للائتلاف. فأين هذا من ذاك؟
30.
زهرة رمال الساحل (بالفرنسية)
تأليف غي دافلين (عقيلة غزالة بك)
كل من يطالع هذه المجلة يرى في كل سنة السيدة جان غزالة بك تأليف لها تدل على حسن اختيار في المواضيع وإنشاء سلس يتدفق السلسبيل من معينه. وقد أهدت إلينا هذه (السيدة المصونة) هذه (الزهرة) فوجدناها
موافقة لأسمها، وفيها إحدى عشرة أقصوصة لا يطالعها القارئ إلا ويود أن يقف على أمثالها لما فيها من الموعظة فعالة والعبارة البديعة الخالصة من كل شائبة.
31.
سكن بيننا (بالفرنسية)
هذا تصنيف آخر للكاتبة المبدعة. وقد أودعته إحدى عشرة قصة أخرى وكلها شائقة. لا تأتي على واحدة منها إلا ويدفعك الأدب وحب الإطلاع إلى مطالعة ما بعدها. وتشغفك هذا الشغف إلى أن تأتي على هذه القصص كلها. ويا ليت يعني أحد مترجمينا بنقلها إلى لغتنا ليتعلم رواتنا كيف يسدون الحكايات ويلحمونها فتأتي ثوباً يخلع على مطالعي الكتاب.
32.
منهج معهد المباحث الإسلامية (بالفرنسية)
جاد علينا عمدة هذا المعهد، المسيوس. شارليتي بنهج معهد المباحث الإسلامية للمحاضرات التي تلقى في تلك الدار في سنة 1930 - 1931 فوجدنا أكابر المستشرقين يلقون خطبهم في أعلى المباحث الإسلامية. وقد قسمت تلك الدروس بين المواضيع الآتية: 1 - الإسلام المؤتم. 2 - تاريخ الآراء والعلوم. 3 - تاريخ البلاد وجغرافيتها. 4 - الآداب والفنون. 5 - الألسنة الوطنية الإسلامية. 6 - المنشآت الاجتماعية الإسلامية.
وهناك قسم آخر موقوف على حياة القبائل البربرية السياسية في المغرب الأقصى - مبادئ الرواسيم. في بلاد البربر. فهذه المباحث وغيرها تدل على عناية العلماء بكل ما يتعلق بالإسلام. ومن الأسف أن لا نرى مثل هذه الخطب تلقى في مدارسنا العظمى على اختلاف البلاد والمناطق.
33.
تركية الحرة
هي جريدة فرنسية يومية تبرز في الأستانة ويتولى تحريرها شبان ترك متفرجون ليس لهم من مبادئ الدين الإسلامي شيء ولذلك نراها من الصحف المخطرة على المجتمع.
34.
عنوان المجد في تاريخ نجد (هدية)
تأليف عثمان بن بشير النجدي الحنبلي
الجزء الأول والثاني بمطبعة السلفية بمكة المكرمة سنة 1349
عنوان المجد من الكتب اللازمة لكل عربي يريد الوقوف على ما جرى في ديار العرب منذ نصف المائة الثانية عشرة إلى أكثر من نصف المائة الثالثة عشرة للهجرة. وهذا الكتاب حافل بجزئيه بجميع التفاصيل اللذيذة للوقوف على الأحداث التي جرت للشيخ محمد بن عبد الله الوهاب في دعوته لأهل نجد وسائر ديار العرب إلى الإصلاح الديني.
إلا أن هذا السفر المفيد طبع على غرار الأقدمين أي بلا الفهارس التي تعينك على إيجاد
ضالتك إذا ما أردت نشدها، فقد أكتفي بطبع فهرس واحد هو فهرس المحتويات، ولم يزد على القدر. فذهب معظم الفائدة من مراجعة تلك الصفحات. وهناك أسماء مدن لم يشر إلى ضبطها ولا إلى محل وقوعها من ديار الجزيرة. ففي ص 147 مثلا ذكر الزبارة. ولو راجع الناشرون ما جاء في لغة العرب 6: 737 إلى 745 لرأوا شيئاً جليلاً عنها، وقد أتحفنا به صديقنا المحقق المدقق يعقوب أفندي نعوم سركيس. - كما إن هناك أغلاط طبع لم تصحح في بابها. كقول المؤلف فيها: 147: 20 أخذ جميع خيلهم وبخابئهم. والصواب نجائبهم. - وجاء في تلك الصفحة اسم أبن سويط (الذي هو مصغر سوط) فرواها على الحكاية العامية أي صويط وهو غير صواب. نعم إن مؤلف الكتاب أوردها بالصورة التي طبعت. لكننا نجيب على ذلك إن الناشرين لم يلتفتوا مراراً إلى هذا الأمر. فقد أصلحوا مثلا في باب التصحيحات كلمة (مسكة) بمسقط (أسم مدينة في عمان) كل مرة وردت مع إن العوام يقولون (مسكت) ومنهم من يكتبها (مسكة) كما فعل المؤلف. أذن كان يحسن أيضاً أن يصلح اسم (سويط) على هذا الوجه. ومثل هذه الكتابة المخطوء في رسمها شيء كثار لا يحتمل ذكره المقام. وهذا وأمثاله لا يثلم شيئاً من محاسن الكتاب وفوائده، أذن ليتقن لمحتوياته ونفاستها.
35 -
ملتقى اللغتين: العبرية والعربية (هدية)
تأليف (مراد فرج بك المحامي في القاهرة ومصر الجديدة)، طبع في سنة 1930 الجزء الأول يحوي حرف الألف والباء والتاء والثاء والجيم.
وقع هذا الجزء الأول في 418 صفحة بقطع الثمن. ومن غريب ما في هذا الجزء، أن المؤلف كتب كلمة (تأليف) بالعربية واسمه ولقبه ومحل وجوده بالفرنسية، فالناطق بالضاد الذي يجهل قراءة الحرف الإفرنجي لا يهتدي إلى قراءة اسم المؤلف. فما معنى هذا العمل الذي يدل على شذوذ في الخلق والرأي والمصطلح؟.
ومن غريب عمل المؤلف أيضاً انه ينص بكلام عريض على كيفية لفظ الكلمة العبرية ولو اتخذ رسم الكتابة الخاصة بالعلماء أو اتخذ ضبط الكلمة بعلامات يصطلح عليه هو نفسه أو ضبط الكلمة بالحرف الإفرنجي لما أمل القراء من هذه الطريقة المضجرة ولا زاد في حجم كتابة على غير طائل. وهناك عيب آخر هو إن المؤلف ضعيف النظر في بعض ما ينقل
أو يرتئي فقد قال مثلا في ص 25 ما هذا حرفه: (الالا بالهمز والالا بالقصر: شجر مر. . .) وكان عليه أن يقول هكذا: (الالآء بالمد كسماء والالا كالملا بالقصر. . . وقال بعد ذلك: والبطمة: شجر الحبة الخضراء. وكان حقه أن يجعل التفسير من جنس المفسر فيقول مثلا: والبطمة: شجرة (لا شجر) الحبة الخضراء.
وكثيراً ما يذكر حضرته الترجمة العربية للتوراة، ولا يذكر أياً منها، لا في المقدمة ولا في الحواشي ولا في الآخر، فالترجمات غير متشابهة وهي كثيرة، فكيف جاز له هذا الإطلاق في الكلام. ولو أردنا أن نتعرض لنقد هذه الصفحات بتفصيل لوقع كلامنا في جزء واحد من هذه المجلة، إلا أننا نقول بوجه العموم إن الكتاب لا يخلو من فائدة لمن يريد الإمعان في اللغة العربية واكتناه أسرارها.
36.
تاريخ اللغات السامية (هدية)
تأليف الدكتور إسرائيل ولفنسون (أبو ذؤيب) مدرس اللغات السامية بالجامعة المصرية، مطبعة الاعتماد بشارع حسن الأكبر بمصر سنة 1348 - 1929.
ليس في لغتنا كتاب يضاهي هذا السفر المفيد لمن يجهل اللغات الإفرنجية. أما الذي يحسنها فله في مصنفات الأجانب ما يغني عنه كل الغناء. لان المؤلف لم يأت في وضعه في لسننا شيئاً جديداً يستفيد منه المستشرقون. إنما وضعه - على ما يظهر لنا - لأبناء عدنان. فهو - من هذه الجهة فقط - مفيد.
والذي يطالع ما يكتبه هذا الدكتور يتحقق أن في يراعته العربية بعض الضعف والركة. فكان يليق به وبأمثاله أن يعرضه على نظر أحد الفضلاء ليزيل عنه هذه الشائبة التي تعثر القارئ عثرات كان يود أن يكون في مندوحة عنها.
من ذلك مثلا ما جاء في ص 3 فقد قال: (إن التوراة عدت آل عيلم وليديا من الساميين) مع انه نقل في ص 2 عن التوراة: (عيلام وآشور وارفكشاد ولود وآرام. . . فنقول إن الذي يكتب في العربية يحسن به أن يروي الأعلام على ما يرويها العرب، لاسيما تلك الأعلام المشهورة في مصنفاتهم. فصواب: عيلم: غليم (بغين وبالتصغير) كما في القاموس والتاج في مادة غ ل م وكما في ابن خلدون 2: 7 و 13 من طبعة مصر. أو أن يقول: عيلام على اللفظ العبري. وأما قوله (ليديا) فبعيد عن (لود) ولود هو (لاوذ) عند العرب فأين ديار لوذ
من بلاد (ليديا)؟ - وكتابته لآشور بالمد مخالف لمصطلح أبناء لغتنا والمشهور أشور بهمزة مفتوحة فشين مشدودة مضمومة أو آثور بمد فثاء مثلثة، وارفكشاد هو ارفخشد أو ارفخشذ أو ارفخشاد عند السلف. على إن ضبط الأعلام ورسمها ليس العيب الفاشي في هذا الكتاب من أوله إلى آخره. إنما الأغلاط المهمة فيه هي: القطع ببعض الآراء التي لا تزال يتردد فيها بين الشك واليقين. تراه مثلا يقول في ص 3: (قبل خروج بني إسرائيل من الجزيرة العربية التي كانت وطناً مشتركاً لجميع الأمم العبرية والكنعانية. . .) فهذا كلام
يشعر بان ديار العرب كانت - ولا شك في ذلك - وطناً لجميع الأمم العبرية والكنعانية. والحال إن هذا الرأي حديث العهد وليس جميع العلماء عليه، فسوقه مساق أمر تاريخي لا ريب فيه تعد على التاريخ وصحاح الأخبار. نعم كان يستطيع أن يصرح به، لكن لا من باب الحقائق المقطوع فيها، بل من باب الإمكان أو من قبيل رأي جماعة من البصراء حتى يتصل كلامه هذا بما أورد في ص 4 عن رأي العلامة غويدي الذي يقول:(إن المهد الأصلي للأمم السامية كان في نواحي جنوب العراق على نهر الفرات، ولاسيما قول المؤلف نفسه إذ يرى: (إن من العسير أن نجزم برأي) في المهد الأصلي للأمم السامية. . . ص 5 وكان قد قال قبيل ذلك (ص 4): (وللتوراة نظرية خاصة عن اقدم ناحية عمرها بني نوح، وهي ارض بابل، وقد تكون هذه النظرية اقرب إلى الحقيقة، فقد أثبتت البحوث التاريخية. إن أرض بابل هي المهد الأصلي للحضارة السامية.) فالكاتب على هذا التناقض الذي تراه في كتابه كله.
وكان حضرة الأستاذ الصديق مصطفى جواد بين قبلنا في هذه المجلة (8: 123 إلى 128) المتناقضات التي يقع فيها، إذ كتابه (تاريخ العرب) مضروب على هذا الطراز الغريب، ونحن لا نريد أن نتقفى المؤلف في جميع ما دونه في سفره هذا الثاني، فهو صنو الأول، وصاحبه هو أبو ذؤيب، ولعل في تذؤبه شيئاً من أسمه. فعسى أن لا يكون كذا. والكتاب يبقى نافعاً لمن لا اطلاع له على مصنفات الغربيين الحافلة بالفوائد والعوائد.
37.
لمناسبة الأعياد
تخليداً لذكرى فقيد حيفا والشباب والصحافة العربية الشهيد المرحوم جميل البحري
جميل البحري هو مؤسس المكتبة الوطنية وجريدة الزهور ومجلة الزهور ومطبعتها، وقد
وضع له شقيقه حنا البحري رسالة صغيرة بقطع 22 في 18 ص كنا نود أن تكون أكبر من هذا الحجم حاوية لكل ما قيل فيه وكتب عنه لتكون أحسن ذكرى للشهيد العزيز فعسى أن تحقق هذه الأمنية عند ذكرى السنة.