الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظمي وذووه
اللقط الجديدة
تتمة
وبعد هذا كله أشير إلى نظمي في ما جاء في مجموعة تاريخية بالتركية عندي في ذهاب موسى باشا إلى كريد بالأسطول السلطاني وفي الوقائع التي جرت، وفي المجموعة أيضاً خمس وعشرون صفحة من النثر تروي ما حدث في بغداد في قسم من سنة 1057 و1058 للهجرة (1647 و1648) من أمر عصيان واليها إبراهيم باشا وقتله ودخول موسى باشا والياً فيها ما لا تجده في كلشن خلفاً من الإفاضة والاسترسال وتفصيل الوقائع وتسمية المواضع كميدان قنبر علي وآق شرعه (آق شريعة أي الشريعة البيضاء) وقوشلر قلعه سي (قلعة الطير) وهناك طائفة من الرجال كان لهم في الحوادث شأن ويد بينهم: شاهبندر بغداد (خوجة حسب الله). وقد دون صاحب المجموعة أيضاً المنازل التي أجتاز بها من الأستانة حتى قدم إلى الإمام موسى الكاظم (الكاظمية) في 16 من محرم سنة 1058 وقال في آخر ذلك ما تعريبه: (وإذ قد ولي بغداد ملك أحمد باشا الحافظ لديار بكر فقدم متسلمه إليها في 20 ذي الحجة سنة 1058 فتسلم الايالة عبرنا (إلى الجانب الغربي) - ومعنا (تعلقاتنا)(الأقرباء أو المنسوبون إلينا أو كلاهما معاً) و (الاوتاق) وخيامنا فنزلنا الموضع المسمى (المنطقة) أهـ.
والظاهر أن المدون كان من ذوي موسى باشا أو من الذين ينتمون إليه وان
خروجه كان مع الباشا فان التاريخ الذي ذكره يوافق ما قاله كلشن خلفا من أن ولاية موسى باشا انتهت في 21 ذي الحجة سنة 1058. ثم يقول المدون في صدر جدول ذكر فيه المنازل ووجهته الموصل فشمالها: (إن التوقف في (المنطقة) عن المسير دام حتى قدوم (ملك أحمد باشا) فمرت أيام بلغت أربعة وعشرين).
وفي المجموعة ما عدا النثر قصيدة أبياتها خمسون فيه وصف ما جرى في بغداد من الحوادث المذكورة وهذا مطلعها:
ويلا لازم كلور ذكر ايلمك أحوالي (كذا) بغداد
…
انكجونكه ظهور ايتدى انواعي (كذا) بي
آدي
والبيتان التاليان وردا قبل البيت الأخير من القصيدة وفي أحدهما التاريخ:
بو ذو قيله نوله كر تازه لنسه ذكر تاريخي
…
جويكي فتح ايله دار الأمان اولدي اونك يادي
(1058)
سخن بولدي كمالن من بعد نظمي! سر أغاز ايت
…
دعايي حضرت صاحب قران ملك
إرشادي. . .
وتعريب هذا البيت هو: لقد بلغ الكلام تمامه فمن بعد ذا؛ يا نظمي! اشرع بالدعاء لحضرة صاحب القران (كناية عن السلطان) ملك الإرشاد.
وفي صورة لوثيقة تأريخها (تاريخ الوثيقة) في 16 ذي الحجة سنة 1170 (1756) فيها من الشهود من كبار رجال ذلك العهد مثل مفتي بغداد الشيخ محمد أفندي ونقيب أشرافها السيد محمود أفندي وخطيب الإمام الأعظم الحاج السيد أحمد أفندي وأمثالهم الذين من هذه الطبقة وبينهم (زكريا جلبي أبن عبد الرحيم أفندي نظمي) و (صاري محمد أفندي ابن علي جلبي نظمي) و (الحاج زكريا ابن محمود أفندي نظمي) وهم الذين أشرت إليهم في صدر المقال. وإذ كان هؤلاء الرجال من أهل ذلك العصر كان جدهم نظمي من أهل القرن الحادي عشر فيوافق أن يكون نظميهم نظمينا الذي عليه وعلى بيته مدار البحث. فهل لأهل التحقيق والتدقيق أن يكشفوا الغامض ويأتونا بعلم جديد؟
وقد وقفت على أن (لنظمي زادة بغدادي) شرحاً بالتركية لقصيدة الفرزدق الشهيرة ببيتها: (هذا الذي تعرف البطحاء وطأته.)
ولكني لا أعرف لأي فاضل من هذه الأسرة هو هذا الشرح.
ومن الغريب أن أوليا جلبي لم يذكر نظمي في رحلته مع أنه خص فيها (4: 421) قطعة بشيوخ بغداد وشعرائها يوم كان فيها في سنة 1066 هـ (1655 م) فقال: (ويعد من العلماء العاملين شيخ الإسلام مصطفى أفندي الكردي ومفتي الأنام زين العابدين أفندي وغراب أفندي وابنه محمود أفندي وفيها أربعون شاعراً فصيحاً بليغاً مشاهيرهم: شيخ زادة جلبي، بالي ضيايي جلبي ملا زادة، محمود أفندي الغرابي) أهـ. فهل كان هؤلاء أعلى ذروة من نظمي وأرقى كعباً وان لم تصلنا قصائدهم؟
هذا والحقيقة بنت البحث.
يعقوب نعوم سركيس
حاشية
تذكرة الأولياء أو جامع الأنوار
قلت في ما سبق أن صاحب كتاب (آثار نو) قد غلط في أمر كتاب جامع الأنوار وهو تذكرة الأولياء والآن أوضح ذلك: جاء في كشف الظنون من الطبعة الإفرنجية (6: 559) تحت عدد 14627: (تذكرة أولياء تركي لمؤلفه نظمي زادة مرتضى أفندي البغدادي تأليف حدود سنة عشرين ومائة وألف (1708 م)
أوله: (حمد وثناي بي غايه وشكر وسباس بي نهايه الخ). وتحت عدد 14628 كذلك (تذكرة أوليا تركي سماه جامع الأنوار لمؤلفه أحد علماء الشيعة من بغداد تأليف سنة اثني وتسعين بعد الألف في شهر جمادى الآخرة أوله: (أي دوست علم واجب الوجود. . . الخ) أهـ. أما نسخة خزانة الأوقاف - وقد كنت ذكرتها (7: 518) ثم ذكرها العزاوي ونقل أولها (ص 433) - ففي أعلى الصفحة من مقدمتها ما يلي: (هذا كتاب تذكرة الأولياء ومراقد اصفيا (كذا) في أطراف بغداد دار السلام.) أهـ. وأول المقدمة هو كالذي ذكره آثارنو تحت عدد 14628. وقد حكى المؤلف في هذه المقدمة - ولم يشهر اسمه - سنة شروعه بتأليف الكتاب في سنة 1077 (1666) وتسميته إياه جامع الأنوار في مناقب الأبرار ثم أجالته القلم فيه في سنة 1092 (1681) - وكما قال - (فأتمه وأكمله ونقحه وذيله). وجاء في وصف النسخة المحفوظة في المتحفة البريطانية (فهرستها ص 74 - 75) عن مضمون مقدمتها مثل ما جاء في نسخة خزانة الأوقاف ومثل ما ورد في تعريب البندنيجي للمقدمة (7: 520).
قلت أن ما ذكره آثارنو عن كتاب تذكرة الأولياء الموسوم بعدد 14627 من أنه لنظمي زادة مرتضى وما رأيناه في نسخة خزانة الأوقاف ونسخة المتحفة وتعريب البندنيجي يلزمنا أن نقول أن هذا الكتاب هو جامع الأنوار بعينه وانَّ ذكر صاحب آثارنو تأليف ذلك الكتاب في حدود سنة 1120 (1708) وهي السنة التي عرفنا أن جامع الأنوار صنف فيها. وإذ لا تقول ذلك النسخ القديمة التي ذكرتها ولا تعريب البندنيجي بل توضح أن آخر
عهد المؤلف بكتابه كان في سنة 1092 أضحى صاحب آثارنو من الواهمين. وأما جوابنا على مخالفة مقدمة تذكرة الأولياء الموسومة بعدد 14627 لمقدمة تذكرة الأولياء الموسومة بعدد 14628 والمسماة اسماً آخر أي جامع الأنوار، هو - على ما يلوح لي - أن مقدمة 14627 هي مقدمة الكتاب عند أول تصنيفه قبل أن ينظر المؤلف فيه ثانية، وإذا أردنا البحث عن الكتاب الموسوم بعدد 14628 فأوله وسنة تأليفه يوافقان ما في نسخة الأوقاف ونسخة المتحفة فلا يكون هذا الكتاب إلا الذي نظر فيه صاحبه نظمي زاده مرتضى وتصرف فيه، فجامع الأنوار هو تذكرة الأولياء