الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ويح قطر وأهله، أن عليه
…
سيق منهن فيلق جرار
أيها الشعب كيف أنت وما
…
فيك عليهن قوة واقتدار
كنت جربتها وليس بعيداً
…
ما جنى من بلائها الثوار
لست تدري ماذا به سيوافي
…
الدهر يوماً وتحكم الأقدار
لا تصان الأوطان بالبؤس
…
والجهل ولا بالأعزل يحمي الذمار
فتعهد بنيك بالعلم وأحذر
…
إنما أول الحريق شرار
حبة منه انبتت خير زهر
…
قد أقرت بطيبه الأغيار
وانجلى عن بسالة وذكاء
…
واعتزام لم تروه الأسفار
وشباب أمضى من السيف عزماً
…
منه هانت عليهم الأخطار
لك هم أن أردت رغيداً
…
قدوة فاتبعهم ومنار
يا نسوراً إليهم في حنايا
…
كل قلب من قومهم أوكار
عدتم والوجوه تطفح بالبشر
…
إليكم وتشخص الأبصار
أنا فيكم لمعجب وجدير
…
إن يجد الإعجاب والإكبار
وجدير أن يحتفي القطر فيكم
…
وجدير أن تنثر الأزهار
اعذروني فان عصتني القوافي
…
فلكم من عواطفي أشعار
الهولة
يذكر القراء الكرام، سلسلة المقالات التي نشرها في السنة الرابعة من هذه المجلة (لغة العرب)(1926 - 1927) بعنوان (الألفاظ الارمية، في اللغة العامية العراقية) ومما جاء فيها أن عدداً من الألفاظ الزراعية في العراق ارمية الأصل منها: (اشكارة) و (دريخ) و (حويجة أو حويكة) و (نابور) و (سكم أو سقم وتسقام) و (شرش أو هرش) و (شلب) و (شتل) و (ترعوزي أو تعروزي) وغيرها.
ولم أكن قد سمعت يومئذ بلفظ (الهولة)(بضم الهاء وإسكان الواو وفتح اللام وفي آخر هاء). ويقصد به طائفة من الاتن تجمع لدوس سنابل الحنطة أو الشعير سحقاً بقوائمها. وأول ما طرق سمعي هذا اللفظ، ذهبت إلى انه ارمي الأصل. فبحثت عنه في (معجم دليل الراغبين في لغة الآراميين) فوجدته يقول في ص 166:(هـ ب ل ا)(والباء تقرأ واواً فيكون لفظه هولا) بمعنى الإبل والقطار والقافلة من الجمال. ومثله كلمة (هـ ب ل ت ا) الباء تقرأ كذلك واواً. (هولتا) بالمعنى الأول أو قطيع الخنازير.
وعليه فأصل الكلمة (هولة) أو (هولا) المستعملة عند زراع العراق بمعناها الذي ذكرناه من الآرمية وتدل على قافلة من الجمال أو القطيع الخنازير أو من باب التوسع على القافلة من الحمير كما يراد بها اليوم عند زراع العراق. (يوسف غنيمة).
(ل. ع) مادة هيل الآرمية تقابل مادة ابل العربية، ومنها الإبل بمعنى الجمال. على ما هو مدون في دواوين اللغة. والذي ينعم النظر في هذه المادة يرى أن الإبل لم تأت في قديم الزمن بمعنى الجمال فقط، بل أيضاً بمعنى جماعة من الحيوانات كالجمال مثلا والشاء إلى غيرها. ومنه الإبل للحاذق في مصلحة الإبل و (الشاء). ومنها الإبول بكسر الهمزة وتشديد الباء المفتوحة. وهي الجماعة أو القطعة من (الطير) و (الخيل) و (الإبل) والمتتابعة منها (اللغويون) أما عدم ذكر لغوي العرب سائر المعاني فمن باب الاكتفاء بذكر الكبير عن ذكر الصغير أو بذكر الأهم عن ذكر المهم. فالابول تعني أيضاً القطعة من الشاء والخنازير والبقر والمعزى على حد ما جاءت اللفظة الآرمية (هولا) أو (هولتا).
أما قراءة باء (هبلا) واواً، معهود في الآرمية كما في العربية. وفي الآرمية اشهر. من ذلك
قولهم: (آوا) و (اورا) مثلا، وتكتبان:(آبا) و (ابرا) أي آب وابن إلى غيرهما. وذلك اشهر من أن يذكر. وأما في العربية فهذا الإبدال غير مجهول أيضاً، فيقولون: الشعبذة والشعوذة، جارية بكباكة ووكواكة أي سمينة. ومثلها كباكبة وكوكاة (واصلها كوكوة فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها). البزمة والوزمة وهي الوجبة من الطعام. قال أبو سعيد:(يقال: ما له حبربر ولا حورور). والباشق والواشق. إلى غير هذا. وهو كثير لا يحصى وراجع ما كتبناه في هذه المجلة 8: 113.