الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المكاتبة والمذاكرة
حكومة الأدارسة في عسير
أسست سنة 1327هـ - 1909 م
أسس هذه الحكومة السيد محمد بن علي بن محمد ابن شيخ الطريقة الشهير، السيد احمد بن إدريس. وكان تأسيسها في حين ثورته على الترك العثمانيين في سنة 1327هـ؛ ولم يدع بالحكم قبله أحد من آبائه ولا من أجداده في عسير.
ونعد وفاته تولى الحكم ابنه السيد علي المقيم الآن بمكة. ثم ثارت عليه البلاد فاخرج من عسير إلى عدن، فتولى قيادة الإمارة بعده عمه السيد حسن، شقيق السيد محمد المؤسس للحكومة.
ومن طالع كتب الأخبار والتواريخ مثل رحلة الشريف الحسين بن علي إلى بلاد عسير، تأليف الشريف شرف. وتاريخ اليمن للواسعي. وتاريخ سيناء وبلاد العرب لنعوم بك شقير، يظهر صحة ما قلناه. وما جاء في ص 238 من الجزء الثالث من لغة العرب في سنتها التاسعة، نقلا عن (رائد العلم المسيحي) يعد من خطأ بعض الكتبة الإفرنج في تاريخ البلاد العربية.
وقد ترجم السيد محمد بن علي الإدريسي صاحب حكومة صبيا وما جاورها من بلاد عسير، المؤرخ نعوم بك شقير في كتابه (تاريخ سيناء وبلاد العرب) في ص 665 و666. وذكر الأب لويس شيخو عسير والادرسي في المشرق 18: 425 إلى 429. فلخص كلامه على عسير معتمداً على معلمة الإسلام في مادة عسير وترجم الادريسي نقلا عن نعوم بك شقير وعن معلمة الإسلام في رسم (الادريسي) (2: 479 من الترجمة الفرنسية) ومن عدة مواطن أخر.
ومما يجب التمسك به أن (عسير) لا تدخلها أداة التعريف. ومن حلاها
بها فقد شط عن والصواب.
جدة (الحجاز) في 29 ذي القعدة 1349 الموافق افريل 1931.
محمد نصيف
(ل. ع) نشكر للشيخ الجليل محمد نصيف تحقيقه هذا. ونحن لا نشك في غزارة المعروف بها. وإفادته من اثمن الإفادات ويجب على كل أديب أن يأخذ بها أتباعاً للحق الذي لا ريب فيه.
كتاب النبي العربي إلى النجاشي ملك الحبشة
أوفدت مجلو (الالستراسيون) الفرنسية المعروفة مندوبها الكونت دي سيانلي دي سيران إلى بعض أنحاء الشرق، ومنها بلاد الحبشة بوجه خاص ليجمع لها المعلومات والمستندات والرسوم والوثائق الهامة المتعلقة بتاريخ الحبشة القديم، والحديث لتنشره في عدد خاص ممتاز.
واتصل بالمندوب. - وهو اليوم نزيل بيروت - أن الأمير سليم نجل السلطان عبد الحميد، يملك الرسالة التي وجهها النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى نجاشي الحبشة مكتوبة على رق غزال، فاهتم كل الاهتمام بان يراها ويقتنيها إذا قدر له. فتوجه إلى جونية يقطن الأمير. فاطلعه هذا على الرسالة وقد حفظها في محافظ من الحرير الأخضر المذهب، واعلمه أن إحدى المؤسسات في مصر قد فاوضته على أن يبيعها إياها بمائتي ألف جنيه فأبى إجابة الطلب.
فقال مندوب الالستراسيون أن إدارة مجلته تدفع مليونين ونصف مليون فرنك ثمناً للرسالة على أن تحافظ عليها إذا اقتنتها حفظها للمقدسات، فرفض الأمير ذلك.
وفيما يلي صورة الرسالة:
السنة السابعة للهجرة.
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى النجاشي ملك الحبشة.
أما بعد فإنني أحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن واشهد أن عيسى بن مريم من روح الله وكلمته ألقاها إلى البتول الطاهرة
المطهرة الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخه كما خلق آدم بيده وإني أدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته فان تابعتني وتؤمن بالذي جاءني فأني رسول الله وأني أدعوك وجنودك إلى الله تعالى، وقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي. وقد بعثت إليك ابن عمي جعفراً ومعه نفر من المسلمين. والسلام على من اتبع الهدى.
وقد قابل هذه النسخة حضرت الأستاذ مصطفى أفندي جواد على نسخة الطبري (طبعة الإفرنج) فإذا نصها كما يأتي:
السنة السادسة (الطبري ج1 ص 1560 والكتاب في ص 1569).
بسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلى النجاشي الاصحم ملك الحبشة:
سلم أنت فأني احمد إليك الله الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن واشهد أن عيسى بن مريم روح الله وكلمته ألقاها إلى مريم البتول الطيبة الحصينة فحملت بعيسى فخلقه الله من روحه ونفخة كما خلق آدم بيده ونفخه وأني أيدعوك إلى الله وحده لا شريك له والموالاة على طاعته وان تتبعني وتؤمن بالذي جاءني فأني رسول الله، وقد بعثت ابن عمي جعفراً ونفراً معه من المسلمين، فإذا جاءك فاقرهم ودع التجبر، فأني أدعوك وجنودك إلى الله، فقد بلغت ونصحت فاقبلوا نصحي، والسلام على من اتبع الهدى.
مصطفى جواد
سلوقية هي رومية المدائن
جاء في 9 ص 260 من لغة العرب كلام على سلوقية، وهي عندنا، رومية المدائن التي قتل فيها أبو مسلم عبد الرحمن أو عثمان الخراساني. قال ابن خلكان (وهي بليدة بالقرب من الانبار، على دجلة، بالجانب الغربي ممدودة من مدائن كسرى، تحت بغداد بينهما سبعة فراسخ، بناها الاسكندر ذو القرنين على صورة إنطاكية لما أقام بالمدائن وكان قد طاف الأرض شرقاً وغرباً لما اخبر البارئ تعالى في القرآن الكريم ولم يختر منها منزلا إلا المدائن فنزلها، وبنى رومية المذكورة إذ ذاك). وقال ابن الجوزي: (ولما كانت المدائن قريبة من بغداد، بينهما
بعض يوم، وكانت كالمتصلة بها، حسن أن يذكرها، وإنما سميت المدائن، لكثرة ما بني فيها من الأماكن، في أيام الملوك والأكاسرة، واثروا فيها الآثار. وهي مدينتان شرقية وتسمى العتيقة، وفيها القصر الأبيض الذي لا يدرى من بناه. . . ومدينة غربية تسمى بهرسير ويقال: إن الاسكندر الذي يقال له ذو القرنين المذكور في الكتاب العزيز بناها. . . وبنى بها مدينة عظيمة وجعل لها سوراً أثره باق إلى الآن (وإلى الآن) وبنى المدينة التي تسمى (الرومية) في جانب دجلة الشرقي (كذا) فأقام بها إلى أن مات بها
وحمل إلى أمه بالإسكندرية) قلنا: إن قوله (جانب دجلة الشرقي) غلظ إما منه وأما من الناسخ لأنها في الجانب الغربي من دجلة على الحقيقة، وعلى ما ذكر ابن خلكان، وفي القاموس (رومية بلد بالمدائن خرب).
مصطفى جواد
(لغة العرب) نحن لا نوافق حضرة الأستاذ على رأيه، لأن المدائن كانت سبع مدن. قال حمزة:(اسم المدائن بالفارسية توسوفون، وعربوه على الطيسفون والطيسفونج. وإنما سمتها العرب المدائن، لأنها سبع مدائن، بين كل مدينة إلى أخرى، مسافة قريبة أو بعيدة، وآثارها وأسماؤها باقية، وهي: اسافابور، ووه اردشير، وهنبوشافور، ودرزنيدان، ووه جنديوخسره، ونونيفاذ، وكردافاذ، فعرب اسفابورعلى اسفاندر، وعرب وه اردشير على بهرسير، وعرب هنبوشافور على جنديسابور، وعرب درزنيدان علىدرزيجان، وعرب وه جندخسره على رومية، وعرب السادس والسابع على اللفظ).
(عن ياقوت في المدائن).
والذي ذكره ج. ب. شابو في (مجموعة المجاميع النسطورية) ص 682 أن سلوقية مدينة دار إمارة الساسانيين على بعد نحو 30 كيلو متراً تحت بغداد على ضفة دجلة اليمنى بازاء طيسفون التي كانت على عدوته اليسرى وتعرف المدينة أيضاً باسم المجوزة أو المدائن. ومن أسماءها الرسمية (وه اردشير) وكثيراً ما تذكر مع طيسفون. وقد اشتهرت كنيسة (كوخى) في سلوقية وكانت بيعة البطريرك) (أو الجاثليق). أهـ.
وأما رومية المدائن فقد قال عنها في ص 676: (محوزا حدثاً، وبالعربية المحوزة الجديد هي نيابلس ومن المألوف أن هذا الاسم يدل على المدينة التي شادها كسرى
انو شروان على مثال إنطاكية وسماها العرب الرومية (راجع كتاب هوفمان الرقم 834). أهـ كلام الأبيل شابو.
قلنا: فيؤخذ من هذا أن رومية المدائن أو محوزة الجديدة أو الحديثة (وهذا معنى نابلس اليونانية) وإنطاكية المدائن والرومية شيء واحد. وسلوقية هي المدينة التي كانت بازاء طيسفون المعروفة في يومنا هذا باسم سلمان باك أي سلمان الطاهر وهو سلمان الفارسي المدفون فيها.
النصيرية والقزلباشية
جاء في 9: 267 من لغة العرب (ولم يكونوا بدرجة النصيرية، ويعرفون عندنا بعلي اللهية) وعلق به ما صورته: (الذي عندنا أن العلي اللاهية غير النصيرية إنما هم القزلباشية) قلنا: والذي عندنا أن القزلباشية كانوا من السنية، ولكون هذه البدعة ابتدعت في إيران، سمى الترك الإيرانيين (قزلباش) وسموا بلاد إيران بلاد القزل باش. وخلاصة أمرهم أن الشيخ صفي الدين ابن اسحق الاردبيلي، جد شاه إسماعيل ابن الشيخ حيدر (وإليه تنسب الأولاد. فيقال لهم: صفوية) كان صاحب زاوية في أردبيل، وله سلسلة في المشايخ، واخذ عن الشيخ زاهد الجيلاني، وتنتهي إجازته بوسائط إلى احمد الغزالي وهو سني مشهور، وتوفي الشيخ صفي الدين في سنة (735) هـ، وهو أول من ظهر من هذه الأسرة بطريق المشيخة والتصوف، وأول من اختار السكنى في أردبيل.
وجلس بعد موته في مكانه أبنه الشيخ صدر الدين موسى، وكانت السلاطين تعتقد فيه الولوية. وتزوره، وممن زاره:(تمور الأعرج) وذلك لما عاد من الروم أي آسية الصغرى، وطلب إليه أن يسأله ما يريد من الحاجات فقال:(واطلب منك أن تطلق كل من أخذته من بلاد الروم سركنا) فأجابه إلى سؤاله وطلق السركن جميعهم، فصار أهل الروم يعتقدون الشيخ صدر الدين وجميع الاردبيليين من ذريته.
وحج ابنه بالسلطان خواجا علي بن موسى، وزار النبي - ص - وتوجه إلى بيت المقدس للزيارة، فتوفي هناك، وقبره معروف في القرن العاشر الهجري، وكانت ممن يعتقد فيه الصلاح ميرزا (شاه رخ بن تيمور الأعرج). فلما جلس الشيخ (جنيد بن خواجا بن علي) في الزاوية باردبيل كثر مريدوه واتباعه فخشيه صاحب آذربيجان السلطان (جهان شاه قرا يوسف) التركماني من طائفة (قراقوينلو) أي الخروف الأسود فأخرجهم من اردبيل فتوجه الشيخ جنيد مع بعض مريديه إلى ديار بكر وتفرق عنه الباقون، فالتجأ إلى طائفة (آق قوينلو) أي الخروف الأبيض فصاهره (أوزن حسن بك) وزوجه بنته (خديجه بينكم) فولدت له الشيخ (حيدراً) ولما استولى أوزن حسن على البلاد وطرد عنها ملوك (قراقوينلو) وأضعفهم عاد الشيخ جنيد مع ابنه الشيخ حيدر إلى اردبيل وكثر مريدوه واتباعه وتقوى باوزن حسن بك لأنه صهره فلما توفي حسن المذكور ولي موضعه السلطان خليل ستة
اشهر، ثم ابنه الثاني السلطان يعقوب فزوج بنته (حليمة بيكم) فولدت له شاه إسماعيل في يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من رجب سنة اثنتين وتشعين وثمانمائة.
وكان الشيخ جنيد جمع طائفة من مريديه وقصد قتال كرجستان ليكون من المجاهدين في سبيل الله فتوهم منه شراً سلطان (سرنيوان) فخرج إلى قتاله فانكسر الشيخ جنيد وقتل وتفرق مريدوه، ثم اجتمعوا بعد مدة على الشيخ حيدر المذكور وحسنوا له الجهاد والغزو في حدود كرجستان وجعلوا لهم رماحاً من عيدان الشجر وركبوا في كل عود سناناً من حديد وتسلحوا بذلك وألبسهم الشيخ حيدر تيجاناً حمراً من الجوخ فسماهم الناس (قزلباش). وهو أول من البس اتباعه التيجان الحمر، فاجتمع إليه خلق كثير فأرسل (شروان شاه) إلى السلطان يعقوب بن أوزن حسن يخوفه خروج حيدر على هذه الضفة فأرسل أميراً من اسمه (سلمان) بأربعة آلاف نفر من العسكر وأمر أن يمنعهم من هذه الجمعية فما أطاعه حيدر فاتفق يعقوب مع شروان شاه وقاتلا
الشيخ حيدراً فقتلاه واسر ابنه شاه إسمعيل وهو طفل وأسر معه أخوته وجماعة وجاء بهم سليمان بك إلى السلطان يعقوب فأرسل بهم إلى قاسم بك الغرناك حاكم شيراز إذ ذاك وأمره أن يحبسهم في قلعة اصطخر واستمروا في الحبس إلى أن توفي السلطان يعقوب في سنة (876) هـ.
وكان الشاه إسمعيل في (لاهجان) في بيت صائغ يقال له: (نجم زركر) وبلاد لاهجان فيها كثير من الفرق، كالرافضة والحرورية والزيدية وغيرهن، فتعلم منهم شاه إسمعيل في صغره مذهب الرفض فأن آباءه كان شعارهم مذهب السنة ولم يظهر الرفض غيره. فالقزلباشية كانوا من السنة لا من الرافضة، وبقي على إخلافهم هذا الاسم كما قدمنا. قال مؤلف كتاب الأعلام بأعلام بيت الله الحرام قطب الدين الحنفي في (ص 5 من الكتاب):(الباب السابع في ذكر ملوك آل عثمان. . . وذكر نبذة من أخبار شاه إسمعيل القزلباش). وقال في (ص 129) عن السلطان سليم الأول (فأنه كان قد اصرف في هذين السفرين وهما السفر إلى بلاد قزلباش والسفر إلى إقليم مصر). وقال في (ص 130): فلما أراد سفراً ثالثاً لقطع جادرة طائفة القزلباش، وكررها في ص 145 وص 148 وكثير من الناس يبتلون بألقاب آبائهم بحكم العرف والشيوع.
وحدثني جماعة من ارناووط نواحي اشقودرة بشمال بلاد اليونان أن القزلباشية على كثرة
في جبل (درسم) وقد تبلغ عدتهم مليوناً، وذكروا أنهم على أحوال مختلفة، فمنهم من يقوم بالعبادات الإسلامية ومنهم من يغفلها جملة وأنهم لا يزاوجون غيرهم من الفرق. وإذا طلب إليهم مخالفهم حاجة عبثوا بها قبل إعطائهم إياها، فالمستسقي مثلا يبصقون في مائه، وكانوا من المستعصين على الدولة التركية العثمانية لا يرضخون لها ضربية ولا يطيعون لها أمراً.
ومن مواطن القزلباسية (تيسين) قرب كركوك وطاووق (دقوقا) ومندلي ويسمون (قلم حاجية) وقراتبة، وقد سألت أحدهم عن عقيدته في الإمام علي بن أبي طالب فقال (معناه:(إنه رازق خالق ينوب عن الله كل أعماله) وسبب إطالة شواربهم - على زعمهم - أن الإمام علياً لما غسل جسد
الرسول - ص - بقي في سرته نطفة، فعبها بقمه، وتعلقت قطرات بشعرات شاربه الدنيا، فهي مقدسة، يحرم أخذها، مع أن رسولي (بأذان) والي اليمن لكسرى في عهد النبوة لما دخلا على الرسول - ص - وقد حلقا لحاهما، وأعفبا شواربهما، كره النظر إليهما، ثم اقبل عليهما فقال:(ويلكما من أمركما بهذا) قالا: (أمرنا بهذا ربنا) يعنيان كسرى. فقال رسول الله: (لكن ربي قد أمرني بإعفاء لحيتي وقص شاربي).
وتوفي أحدهم في دلتاوة، وكنت قد قلت له في وقت مرضه:(من ربك؟) فتمنع علي أولا، ثم قال بعد الحاحي عليه:(أما تعرفه؟ أنه موسى ابن جعفر).
ويشاع عن هؤلاء أنهم لا يغتسلون أبداً لأن نظرهم إلى الماء عندهم جازئ عن تطهرهم بصبه على أجسامهم، ونرى أن اكثر هؤلاء من التركمان الشيعة الذين كثروا في زمان الإمام الناصر لدين الله أبي العباس احمد بن المستضيء (575 - 622) لأنه كان شيعياً محضاً. وتشيع في زمانه اكثر الأمراء والجند وغالب الجند إذ ذاك من الأتراك والأكراد. والناس - كما قيل - (على دين ملوكهم). ألا ترى أن صاحب المخزن (أي وزارة المالية) في خلافة الناصر لدين الله لما اعسف رجلا من أهل بعقوبا بعلة الخراج اخذ ذاك يسبه فسمع بخبره صاحب المخزن وأمر بإحضاره وقال له: لم تسبني؟ فقال له: أنتم تسبون أبا بكر وعمر لأخذهما فدك من فاطمة عليها السلام، وهي عشر نخلات، وأنتم تأخذون مني ألف نخلة، ولا أسبكم فعفا عنه فانظر إلى تشيع الأمراء إذ ذاك فلولا أن حقيقة لأنكر عليه
قوله وعزره، ولكن هو ما قلت لك.
أما النصيرية فهم شيعة محمد بن نصير النميري والحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاني أبي عبد الله وقال في الثاني الحسن بن يوسف بن علي بن مطهر الحلي الشيعي الإمامي الاثني عشري في (ص 102) من كتابه (كشف المقال في معرفة الرجال): (كان فاسد المذهب كذاباً صاحب مقالة ملعونة لا يلتفت إليه)
وقال محمد الباقر بن محمد تقي المجلسي المتوفى سنة (1111) هـ في كتابه (الرجال) وهو الرسالة الوجيزة: (وابن حمدان الحضيني ضعيف) أي ضعيف الإسناد. وابن مطهر الحلي أدرى من المجلسي في التوثيق والتجريح، وكان الحسين بن حمدان بث دعوته في جهات بغداد والبصرة فصادف عثرات جمة، واضطهده الحكام حتى اضطر إلى الفرار إلى سورية، فقدم دمشق واستأنف التبشير بمذهبه، فلم يوافق روح القوة الحاكمة هنالك، فالقوه في غيابة السجن وبقي مدة طويلة ثم تمكن من أغراء السجان بعقيدته فاستماله إلى مذهبه وفرا كلاهما إلى حلب. وكان ملكها سيف الدولة بن حمدان فلم يمهله إلَاّ قليلا حتى قبض عليه وسجنه، ثم عفا عنه واختصه لنفسه فألف له كتاب (الهداية) ومن مذهبه واوابده جواز ترك الحجوعدم جواز الصلاة إلَاّ وراء أحد من أبناء علي، واحدث تعاليم سرية يلقنها شيعته، ولا يباحون ذكرها لأحد غيرهم، وحرم اطلاع النساء على شيء من أوامر الدين ونواهيه.
توفي هذا الرجل في حلب بعد أن انتشر مذهبه انتشاراً هائلا خصوصاً في جبال حماة واللاذقية المسماة بجبال الكليبة وجبل العلويين وكان له اتباع في دمشق والشام ومدينة حماة وحلب والعراق، ولم يمت إلَاّ بعد أن قال بمقالته من يزيد عددهم على (300) ألف إنسان. ولم تمت دعوته. بل بقيت إلى يومنا هذا.
والمعتقدون لمذهبه الآن في سورية وكبلكية زهاء نصف مليون نسمة وأما العلي اللهية فهم القلم حاجية والكاكائية، قال لي أحد المشتغلين بينهم في (طوز خورماتو): إنهم يرسلون شعورهم فلا يحلقونها ولا يقصرونها، وإذا ضنت عليهم السماء خرجوا للاستسقاء جميعاً بصرنايهم وطبولهم إلى الجبل وهناك