الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العدد 91
- بتاريخ: 01 - 06 - 1931
أبناء ماجد النجديون
كنت أظن أن كتب ابن ماجد النجدي، وسليمان المهري. في فنون الملاحة التي عني بطبعها ونشرها وتعريفها والتعليق عليها العلامة الفرنسي (غبريال فران)، وبحث عنها في كتاب عنوانه ب
أقول كنت أظن أنها عين الكتب التي حوته مجموعتي البحرية المذكورة في كتابي (مخطوطات الموصل)(ص 280) إلى أن اطلعت على نسخة من كتاب غبريال فران عند الأب الجليل صاحب هذه المجلة، فإذا بالمتن العربي المنشور لا يحتوي على ما في مجموعتي من الكتب، لا كله ولا بعضه. فأيقنت أن لا قرابة بين ما نشر، وبين ما حوته مجموعتي الخطية، إلا ما سأذكره من قرابة بين المؤلفين وإليك البيان:
1 -
مجموعتي صغيرة، طولها 17س وعرضها 10. 5 س. ورقها رقيق. عدد أوراقها الحاضرة 97. وقد سقطت ورقة من أولها، وبين هذه الأوراق السبع والتسعين، ثمان منها غفل (أي ليس عليها كتابة)، ومن
المحتمل أنها أعدت لنقش بعض الصور ثم أهملت. وتقع الورقات الغفل بين نهاية كتاب وابتداء كتاب يليه في المجموعة.
أما الكتاب الذي نشره فران بالزنكو غراف فكبير الحجم يفع في مجلدين وسطين.
2 -
تبتدئ مجموعتي بصور سفن شراعية قد صورت بألوان يرى فيها كيفية نصب الأشرعة. ويتخلل المجموعة صور آخر سنأتي على ذكرها.
أما الكتاب المنشور فخلو من الصور والرسوم والخرائط.
3 -
مجموعتي تشتمل على أربعة كتب. بعضها جداول وبعضها كلام منثور وليس فيها شئ منظوم.
أما كتب احمد بن ماجد المنشورة فجلها منظوم أراجيز.
4 -
جاء في أول صفحة من الكتاب الأول في مجموعتي ما نصه بحروفه: (هذا الميل المشهور مصنفه شيخنا العالم العلامة البحر الفهامة. الشيخ شهاب الدين حاج الحرمين، أستاذنا الشيخ محمد بن ماجد بن عمر بن فصل بن يوسف بن دويك ابن أبي البركان النجدي). أما الكتب الثلاثة الباقية فلم يذكر مؤلفها.
أما مؤلف الكتاب الذي نشره فران فقد جاء اسمه في ظهر الورقة ال 88 من الكتاب هكذا: (أسد البحر الزخار، شهاب الدين احمد بن ماجد بن محمد بن عمرة بن فضل بن دويك بن أبي الركائب النجدي). وفي وجه الورقة ال 128: (المعلم شهاب الدين رابع الثلاثة احمد بن عمرو بن فضل بن دويك ابن يوسف بن حسن بن حسين بن أبي معلق السعدي ابن أبي الركاب). وفي وجه الورقة ال 137 (ناظم القبلتين مكة وبيت المقدس حاج الحرمين الشريفين خلف الليوث احمد. . . .). وفي ظهر الورقة ال 145 (حاج الحرمين الشريفين راتع الليوث احمد بن ماجد بن محمد). وفي وجه الورقة ال 165 (حاج الحرمين خلف الليوث شهاب الدين احمد بن ماجد ين عمرو). وفي المجلد الثاني في الورقة ال 93 (شهاب الدين احمد بن ماجد بن عمر السعدي). ومثله في ظهر الورقة ال 109 من المجلد عينه.
يلخص من ذلك أن مؤلف كتاب (الميل) في مجموعتي مشتهر بابن ماجد النجدي ومؤلف الكتاب المنشور مشتهر بعين الشهرة. ولكن اسم الأول محمد بن ماجد ين عمر بن فضل. واسم الثاني احمد بن محمد بن عمر بن فضل. فيظهر من ذلك أن ذلك مؤلف كتاب (الميل) هو أبو مؤلف الأراجيز وغيرها في الكتاب المنشور. يتقى هناك اختلاف طفيف بين (عمر) و (عمرو) ولا بد من أنه عمر وخالفهما المجلد الأول. واختلاف طفيف آخر بين (. . . ابن فضل بن يوسف بن دويك) وبين (. . . ابن فضل بن دويك بن يوسف). وهذا تقديم وتأخير في النسب. أما الاختلاف بين (بركات) و (ركاب) و (ركائب) فلابد من أنه من النساخ لتقارب رسم الأحرف.
وفي نعت احمد بن ماجد بأسد البحر الزخار ثم نعته في محل آخر بخلف الليوث دليل على أن احمد الماهر في الملاحة سليل ملاحين ماهرين ميله.
ولم يفت ذلك غبريال فران. فقد أشار إليه في ج3 ص 221 من كتابه المار الذكر.
وهذه بعض العبارات الواردة في كتاب احمد بن ماجد النجدي المنشور الدالة على أن أباه وجده أيضا كانا معلمين واشتغلا في الفنون البحرية. وفيها يصرح احمد أن أباه نظم وألف فيها:
في وجه الورقة ال 78 عند كلامه على بحر القلزم يقول: (وقد كان جدي عليه الرحمة
محقق فيه ومدقق ولم يفر لأحد فيه وزاد عليه الوالد وحمة الله عليه بالتجريب والتكرار وفاق علمه علم أبيه).
وفي ظهر الورقة عينها يقول: (وكان الوالد عليه الرحمة يسمونه الربابين
ربان البرين ونظم الأرجوزة المشهورة الحجازية فوق ألف بيت ومع ذلك كله قد أصلحنا له منها ما رأينا فيه الخلل ورتبنا ما لم يكن فيها).
وفي ظهر الورقة ال 86: (وقد ذكرنا في الأرجوزة السبعية جميع القياسات التي يليق بهذا البر المجودة ولم نترك شيئاً. والوالد عليه الرحمة والغفران، ذكرها بحسن (كذا) طرق الباحة، وبر العجم، وبر العرب، والأوساط بين الجزر، ولم يدع شعب ولا جزيرة إلا وذكره. ومع كل ذلك ختم أرجوزته وقال فيها في شعره من الأرجوزة شعراً:
وقد فرغ القرطاس والمداد
…
وما بلغت من العشر أعداد
وفي وجه الورقة ال 87: (. . . وبعدهم المرما وظهرته. فظهرته. كان والدي يربط فيها فأنها مكوز وهي رأس الخريق. لم يكن شاميها شيء. فسموها اكثر أهل ذلك الزمان ظهرة ماجد).
الكتاب الأول
وهاك الآن نموذجاً من كتاب (الميل) لمحمد بن ماجد النجدي كما جاء في صفحته الأولى في مجموعتي:
الحمل الأولالثور الأولالجوزة الأول
روز درجات دقايق روز درجات دقايق روز درجات دقايق
01 00 24 01 12 01 01 20 30
02 00 47 02 12 21 02 20 42
03 01 11 03 12 41 03 20 53
04 01 35 04 13 01 04 21 04
05 01 58 05 13 20 05 21 14
06 02 22 06 13 39 06 21 25
07 02 45 07 13 58 07 21 34
08 03 09 08 14 16 08 21 44
09 03 32 09 14 36 09 21 53
10 03 56 10 14 55 10 22 02
وهكذا تتسلسل الأرقام تحت حقل (روز) إلى 31 مع ما يقابلها من الدرجات والدقائق في كل صفحة. وبعد انتهاء البروج الاثني عشر تتكرر من جديد باسم الحمل الثاني، الثور الثاني، الجوزة (الجوزاء) الثاني، السرطان الثاني. . . الخ. ثم الحمل الثالث. . . الخ. ثم الحمل الرابع. . . الخ.
يعقب ذلك صفحة عليها صور ثماني سفن ملونة. وضعت لاراءة كيفية اخذ ميل قرص الشمس بأوضاع شتى.
تأتي بعد ذلك جداول بالأرقام وقعت في 46 صفحة. عنوان الحقول في أعلاها: (مساج)، (عرض)، (طول).
ثم تأتي وردة الرياح ملونة بألوان. سمي فيها الشمال (الجاه)، والجنوب (القطب)، والشرق (المطلع)، والغرب (المغيب). وسميت الجهات الفرعية بأسماء كواكب. وهي من الشمال (الجاه) إلى الشرق والجنوب كما يلي: الفرقد، النعش، الناقة، العيوق، السماك، الثريا، المطلع (الشرق) الجوزة، التير، الإكليل، العقرب، الحماران، سهيل، السنبار، القطب (أي الجنوب). هذا لمطالعها في الشرق. ويقابلها مثلها في الغرب لمغايبها.
يعقب ذلك جدول في صفحة واحدة عينت فيه أيام النوروز في سني الهجرة من 1280 إلى 1309 وما يقابلها من السنين الميلادية من 1863 إلى 1892.
الكتاب الثاني
أما الكتاب الثاني من المجموعة فقد خطط على أول صفحة منه شبه إطار لكتابة اسم الكتاب ومؤلفه ولكنه ترك ابيض واكتفي بكتابة (يا حي يا قيوم) في أعلى الإطار و (ارحم من لا يدوم) في أسفله. والكتاب مجموع جداول وقعت في 24 صفحة، وفي كل صفحة حقلان. ذكر فيها ما يصادف الملاح على الساحل أو قربه من بنادر وانهار ورؤوس وجزر وأخوار وجبال وبلاد وقرى ومراس وقلاع وخرائب وأصنام ودندات وغير ذلك. وعلى يمين كل اسم من هذه المواقع ويسارها أرقام درجات العرض والطول. وكلما آتى اسم بندر
مهم كتبه بالحبر الأحمر.
وهاأنا ذا ذاكر بعض هذه الأسماء صارفاً النظر عن أرقام الطول والعرض:
(بندر البصرة المبارك، نهر المناوي، نهر السراجي، نهر السبيليات، نهر فرتادير، رأس أبو الخصيب، غبة سيحان، رأس طريق البحرين، رأس مركز، جزيرة مرخص، خور هابلي، خور ياطني، بندر ساري، رأس التنور، بندر القطيف. . جزيرة البحرين. . جزيرة قاعرابية، جبل سلار، خور قطر، جزيرة دانس، جزيرة حالول، صير أبو نعير، جزيرة بينونة، بندر أبو ظبي، خور أبو موسى، بندر الشارجة. . . بلد الرمس، بلد شعم، بلد بخه، بلد خصب، جزيرة الغنم، رأس المسندم. . جزر بنات سلامة. . جزيرة أم الفيارين، غبة غزيرة. . بندر سحار، بلد صحم، بلد الديل. . جزيرة حابوث. . بلد الغبرة، خوير وعوير وزوير. . . قرية اربق، بندر مطرح، مسقط الأرزاق - بلد قريات، بلد دغمر، بلد ضباب. . صور الفتنة. . رأس الحد. . رأس أبو رصاص. . جزيرة جبلي. . بندر مرباط، بندر طاقة. بندر ظفار. . حصويرالمهرة. بندر صيحوت - بندر الشحر سمعون، بندر المكلا يعقوب - بلد عدن - جبل الفانوس، باب سكندر. . بندر المخا الشادلي. . بندر الحديدة الصديق - السبع الجزر قادحات النار، جزيرة كمران، بندر الحية، بيت الفقيه، بندر جيزان جزيرة العنابين، جزيرة فرسان، خرابة فرسان، جبل النقم أجارنا الله - بندر القنفذة. . جزيرة دقوادي - مرس آدم عليه السلام جزيرة مسماري - بندر الحرمين جدة. . بندر حنين، رأس جنبع (ينبع)، بندر ربقا، بر الحبش - بندر سواد. . بندرمساس، بندر طرفان، جزيرة سواكن - رأس العقيق - بندر مصوع - جزيرة أبو ربية. . بندر زيلع. . سقطرة. . جزر الصابونيات. . رأس حافون. . بندر مقدشوه - أم الحواوين، جزيرة قيامة. . ملندري. . بندر محبس ممباسة - بندر زنجبار - سفالة، خور سفاله سيكوه، جزيرة فيقيه، جزيرة مافيه، بندر هديلان. . رأس الكاب والكلب، بندر سنكاره. . جزيرة الشيخ رم - دس كافري، دس سكري - بندر طوياس - جزيرة مسنبيج - سفاله معمورة، بمدر نوف. . رأس هيني، كاب أبو الفراس). وهنا انقطاع يليه في الصفحة التالية:
(بندر البصرة الفيحاء، جزيرة بلقيس - بندر المحمرة - جزيرة سيحان، دوحه عبادان -
خور أبو موسى - خرابة كوجك - رأس شط بني تميم، بندر أبو شهر - بندر كنقون - بلد بسيتينة - باغ الفرنجي - جزيرة جيس - بندر لنجه - جزيرة هنجام. . جزيرة هرموز، بندر العباس. بندر إبراهيم، بندر كوستك - بندر جاش. . خرابة شهبار، رأس جيونه. . رأس جبل جميل، بندر جوادر. . بندر سورميان. . جزيرة جرنه، جبل مناره، بندر كراشي. . دندة دبة - جزر انكوره 3 - بندر مدى كش. . إسلام نكرجر - دندة رضوي، جبل رضوي - خرابة بهال - جزيرة بيت عكة - شعب كوترنوان - بندر خورميان - صنم ريره كولي نار - جزيرة الديو. . خرابة حويره، سلطان بور، مقام خضر بور. . دندة كهان شمالي، دندة كهان جنوبي، بندر سورت - بندر منبي (بمبي)، كلابه المناره - خرابة كوه مباري. . قلعة سرندوه. . جزيرة دندة واسي، قلعة ديري. . خور بندر قوة جزيرة ازاديو - قلعة مرديس - صنم سورج، بندر منقرور الموره، صنم سومبر. . بندر كالكوت، كاليكوت القديمة. . خرابة كريه، بندر كابل بتن، بندر كلنب سيلان - طوطا جام سيلان، جبل سرنديب - محمود بندر - بندر فلجيري. بندر مدراس - كركندي - جكرنات بور، اسحق بتن - بندر قنجام. . جكرنات شمالي صنم، جكرنات جنوبي صنم - الغريز المركب أبو قنديل - بندر كلكته بنقاله. . خور اكراسي). وهنا انقطاع يعقبه في الصفحة التالية ما يلي:
(فال كان شمالي - جزيرة شتلاكم - جزيرة أميني - اندون، جزيرة كورتي - جزيرة مكيلي، جزيرة كيلاي). . وبها ينتهي الكتاب الثاني.
الكتاب الثالث
الكتاب الثالث وقع في 29 صفحة. كتب في صدره: (وهذا ابتداء مجرات بر الهند ولون مناتخ جباله وعلايمه وصفته ومجاريه ودوابه ويتلوه أيضاً مجرات بر العرب والسواحل ولونه وعبراته بمن الله تعالى). وفي آخر الكتاب ما حرفه: (تم الكتاب بأذن العزيز الوهاب صبح الجمعة وقد مضى من بعد الشروق ساعة 1 دقيقه 12 ولعله في 27 شهر جمادى الآخر وفي 7 شهر كانون الأول من اشهر الرومية وفي 13 منزلة الدبران وفي 19 يوماً في دزنمبر من أشهر الفرنجية وفي 27
القوس وفي 117 يوماُ من النوروز وسنة 1279 من الهجرة النبوية وسنة 1864 من الهجرة المسيحية (كذا) على يد اقل عباد الله راشد ين
صالح ولد حريرة بيده). (الكلمتان الأخيرتان مشوشتان).
قد قسم الكتاب إلى خمسة أبواب:
الباب الأول في منتخ بر الهند وعلائمه ومجاريه وجباله ودوابه. في 11 صفحة.
الباب الثاني في مجرات بر العرب. في 15 صفحة.
الباب الثالث في معرفة مجرات التدبيرة وصفة الباطلي وما يحتاج في الزيادة والنقصان. في صفحة واحدة وخمسة اسطر.
الباب الرابع في استخراج المجرا من الدائرة في صفحتين. ضمنهما وردة الرياح يقابل شعبها أرقام.
الباب الخامس في مقدمة البر بالاختصار. في 9 صفحات.
أول الباب الأول: (افهم أخي أيها الطالب لذلك إذا نتخت شمالي كراشي تنتخ جبل ميز، وهو جبل على سيف البحر رأسه الغربي أعلى من رأسه الشرقي وهو مسلوب الطرفين وفي وسطه هزع وعلى رأسه الغربي جزيرة جرنة جزيرة صغيرة على هيئة القبوس هكذا صفتهما. (وهنا يصور الجبل والجزيرة وهكذا كلما ذكر جبلا أو جزيرة صورهما كما يبدوان للناظر. وفي الكتاب 35 صورة من هذا القبيل. ولنداوم على النقل قال): فإذا كنت عن هذا الجبل إلى جهة المغيب تنظره منقطعاُ عن البر كأنه جزيرة ومعترضاً مطلع ومغيب فإذا كان مرادك سورميان اجعل الجزيرة المذكورة بحريك تكون تظرب في القطب فإذا ضربت فيه أقبظ الحاه تظرب خور سورميان وهي من الجزيرة تحت الجاه زام هكذا وان مرادك كراشي إذا خلف عنك جبل ميز اقبظ الجوزة يظهر لك جبل صغير مثل الدائرة وهو جبل كراشي الذي عليه السراج وإذا ظهرت لك القلعة اقبظ جنوبيها قليل ولا تقارب الرأس الشرقي أن فيه مرقة خارجة منه إلى جهة المطلع. ومطلع هذه المرقة جزراً صغار ثلاث أو أربع فأحذر تسفل إليهن. وفي هذا العصر ملكها الانقريز وجعل لمدخلها علايم بوجات. (من هما يفهم أن هذا الكتاب
ألف بعد دخول الإنكليز الهند. نداوم). وأما البحر إذا كنت من كراشي لنحو المغيب يجيك اسود وان كنت من كراشي لنحو المطلع يجيك البحر اغبث إلى الجكت ثم يخظر إلى أن تعداه ثم يسود على هذه الصفة. وإذا سافرت من كراشي وخرجت من الخور اقبظ إلى أن تصل بحر باع 12 ثم ارجع في مطلع العقرب
والحمارين. وهذا البحر تجيك دندت دبه قدر نصف زام وهي ظاهرة. فإذا قبضت بحر باع 10 يضرب بك رأسها المغيبي وبحر الثمانية تظرب رأسها الشرقي وهي التي خارجة للبحر، وباقي الدندات في البر عنها وهذه صفتها). (وهنا صورة كنها دكة. فيفهم أنه يريد بالدندة الصخرة في البحر وهي ما يسميها الفرنسيون وويقول في مكان آخر:(وأما إذا كنت مقبلا من جهة المغيب أحذر أن تقرب البحر في ستة وسبعة أبواع خوفاُ من الشعب الذي في تلك الأماكن عليهن البحر ربع باع ونصف باع). فيفهم من ذلك أنه إذا كانت الصخره قريبة من وجه البحر ولكن ماء البجر يغطيها فانه يسميها شعباً وإذا كانت ظاهرة فوق سطح الماء يسميها دندنة. ولاشك أن هذه الكلمة مأخوذة من الفارسية دند بمعنى سن.
وهاك كلاماً من أول الباب الثاني: (بندي من صور. الأول إذا خرجت من خور صور اقبظ مغيب النعش إلى عدال رصاغ ثم اقبظ الناقه والعيوق إلى أبو داود وأرجع في مغيب الواقع إلى الخيران واقبظ السماك يضرب بك صيرت مسقط. . . الخ). هكذا يصف ساحل خليج فارس العربي والساحل الجنوبي لجزيرة العرب وساحلي البحر الأحمر وساحل أفريقية الشرقي إلى ما دون زنجبار. ويذكر هناك أسماء جزر كثيرة.
وجاء في الباب الثالث: (إذا حصل مساج دقيقة 50 فزد خمس وعلى الميئة عشر وذلك في وقت معلوم مثل أيام التدبيرة إذا قربت من الجزائر تقوى المايه وترمي إلى نحو الجاه خصوصاُ نوروز 280 فتصير المايه والموجه والريح جميعاً إلى نحو الجاه ويصير الجري قايم قوي الحركة والاصطلاب في الباطلي. . . الخ).
وجاء في الباب الرابع: (في استخراج المجرا من الدائرة. أولا نأخذ
فاضل الطولين وفاضل العرضين أن كانا في جهة واحدة من شمال الأصلي أو فاضل الطولين وجملة العرضين إذا كانا مختلفين الجهة إذا كان الباب في الشمال وأنت في الجنوب وتظرب كل في نفسه وتجمع الجميع ثم جزره والذي يخرج من الجزر هو المسافة ثم اخذ العرض واضربه في قاعدت بعد الجاه وهو ستة وثمانون ونصف والجملة اقسمها على نصف والجملة اقسمها على نصف الطول والمسافة فما خرج انقصه من التسعين والباقي كل خن أحد عشر درجة وربع فما وقع في الخن أو بين الخنين فهو المجرا. . . الخ).
وجاء في أول الباب الخامس: (في مقدمة البر بالاختصار، اعلم أرشدنا الله وإياك
والمسلمين لطريق الهدى والصواب. الأول نبدي أن شاء الله تعالى من رأس الحد ويسمونه رأس الجمجم لأنه جمجمة بر العرب اقرب ما يكون لبر الهند من بر العرب وهو رأس رمل ابيض ولساناً ممدوداً لداغ مخالط البحر في ظلمات الليل يتغلق البحر أيام الخريف من جنوبيه ولم يتغلق من شماليه في أي وقت يكون من الأوقات والأزمان. الأول من رأس الحد إلى مصيرة هذا البر يسما بر الاطراح ومن مصيرة إلى رأس فرتك هذا البر يسما بر الأحقاف ومن فرتك إلى عدن يسما بر الحرز إلى حدود الباب وأما من الباب وهو المندم يسمونه باب سكندر منه إلى حلي بن يعقوب. فهذه تهايم اليمن ومن حلي إلى جبل رضوة هذه تهايم الحجاز ومن جبل رضوة إلى بطن السويس فهذه تهيم الشام ثم رجع البر بميله نحو القصير وهو أول جهة الحبشة الغربية ثم انقاد البر إلى أرض النوبة وسنار والدهالك والدنا كل إلى أن يصل الباب الكبير المتقدم ذكره. . . الخ).
وعلى هذا النمط يصف ساحل أفريقية الشرقي إلى الكاب ثم الغربي إلى الزقاق (مضيق سبتة) وهنا يذكر أمريكا بقوله: (. . . وهو البحر المحيط بالدنيا فانقطع بر ثاني عند مغرب الشمس وهو بر المريكان وقيل برا قليل المجاوزة فيه لأن العرض والطول كيس (كلمة مشوشة) في كتب العرب والتواريخ). ثم يصف البحر المتوسط. ثم يذكر بر الترك والأرس (الروس) ويأجوج ومأجوج والصين ويذكر البحر سنجافورة وساحلي السنجال ثم ساحل الهند الغربي وساحل إيران
إلى البصرة وينعطف إلى الساحل العربي من خليج فارس ويصف بلاده وبقاعه وجزره وقبائله إلى أن يصل إلى رأس الحد نقطة مبدأه.
الكتاب الرابع
الكتاب الرابع يبدأ بقوله. (بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فهذا الكتاب المسما فكرة الهموم والغموم، والعطر المشموم، في العلم المبارك المقسوم، في العلامات والمسافات والنجوم، على جميع الأقطار والأماكن والجهات ليزداد فيه الطالب نبهة وفكرة، ويتنبه الغافل من كل سكره، هذا العلم شواهده مذكورة مشهورة، وفوائده بينة مسرورة، يدلك مع التوفيق، بجوادك في اللجج والطريق أن شربت منه بهنيك، وإن رغبت فيه يكفيك، وان توكلت على مولاك يهديك، فتفترع منه علوماُ كثيرة لا يحصها إلاًّ الله تعالى، فيه معروفة السنين القمرية والشمسية والكبائس وعلم المجاري والنجوم ومنازل القمر وحلول الشمس في البروج وعلم
الأيام والساعات والدقائق وزيادة الليل والنهار والأخذ من بعضهن بعض في الميل الأعظم وحساب الفصول الأربعة. الشتاء والربيع والصيف والخريف ومعرفت الجهات المربعات. الشمال والجنوب والشرق والغرب وأربع الجهات المنحوية شمالي شرقي وشمالي غربي وجنوبي غربي وجنوبي شرقي لأن حلول الشمس في البروج على حساب النوروز اقرب تناولا وأليق بأهل البحر من غيره وان كان يحيل على طول الزمان. . . الخ).
في الصفحة الثامنة شكل مستطيل ملون بلون ترابي قد قسم ثمانية أقسام وكتبت عليه أسماء البروج ثلاثة ثلاثة بشكل حرف مقلوب مائل وعلى يمين المستطيل وشمالية أرقام من 1 إلى 360 وفي أعلاه وأسفله من 10 إلى 90.
وفي الصفحة التاسعة يقول: (الثاني من الفروع في تفصيل الديرة. نعم أخي إن الديرة أربعة أرباع. . الخ). يريد بالديرة الحق أي
وفي الصفحة 13و 14 صور مختلفة للسفن مع أوضاع الشمس. يعقبها خمس صفحات بيض يأتي بعدها ذكر قواعد لتعين الطول في 9 صفحات. يأتي بعدها صفحه عليها جدول عناوينها: (هذا مساج)، (هذا طول)، (هذا عرض)، (هذا صافي المجرا). يليها في الصفحة التي بعدها: (فصل في معرفة استخراج