الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المكاتبة المذاكرة
نظرات شتى
1 -
لسان العصافير
لسان العصافير، معروف في الموصل ويسمونه هناك:(لسان العصفور) واكثر شيوعه بين طلاب المدارس يولعون به تارة، ويتركونه أخرى. وهو معروف أيضاً في بغداد، واكثر شيوعه فيها بين تلميذات مدارس الموسويين على ما روي لي.
2 -
رسالة القواد
اشكر الأدباء الذين اهتموا برسالة ذم القواد، لكاتب العروبة الخالد الذكر أبي عثمان الجاحظ، التي نشرتها وصححت ما أمكنني تصحيحه فيها. فتصحيح صديقنا الأديب يوسف بك غنيمة لكلمة (حالس) ب (حالوش) مفرد حواليش بمعنى وتد لا يخالف المقام، خصوصاً لورود الجمع (حواليش) في الأبيات التي تلت. وأني معجب خاصة بتصحيح الأستاذ اللغوي البارع أ. ف. بقي علينا شيء واحد وهو أننا بعد أن صححنا (حاف كاتشكن) ب (حاق كانشكر) لزمنا أن نوضح معنى حاق في هذه الجملة. فالحيق بالشيء بمعنى الإحاطة به لا يمكن أن يكون المقصود هنا. لأن لابد من أشخاص عدة ليحيطوا بالشيء وهنا كانشكر مفرد ولكن إذا حاق بمعنى حاك كما يقال حاك السيف والقدوم والفأس يحيك حيكا إذا اثر، استقام المعنى وكان مطابقاً لقولنا: اثر عامل الصدود بقلبي.
أما اعتراض صديقنا الفاضل مصطفى جواد على بيت الانبار وذهابه إلى انه بيت النار فغير صحيح. فان الانبار في الحمام هو الجرموز الذي يكون فيه الماء الحار ويكون مرتفعاً قليلا عن مستوى المبازل (الحنفيات) لينفذ منه في القنوات
إلى المبازل (الحنفيات). وما زالت الكلمة مستعملة في الموصل ويلفظونها (عنبار) ويقابلها بالأفرنسية أما بيت النار فالمشهور انه هيكل النار للمجوس المعروف عندهم باسم (آذاركده
3 -
شدخ وشرخ
وجاء في هذه المجلة في عددها السابق أيضاً إنكار كلمة شدخ (9: 144) ومحاولة إصلاحها بشرخ استناداً إلى الطبعة المصرية لفقه اللغة وحدها، حال كون جميع كتب اللغة. الأخرى، ذكرتها بالدال. أرى أن (شدخ) بالدال هو الصحيح وهؤلاء أهل الموصل بدوها وحضرها شهداء أحياءاً ناطقين. فانهم يقولون (شدخ) للغلام إذا شب وطال. وهذا الزبيدي يقول في تاجه:(غلام شادخ شاب كما في الأساس واللسان). وشدخ وشادخ من مادة واحدة. وكون كلمة شدخ تفيد أيضاً معنى الولد لغير تمام إذا كان سقطاً لا ينفي المعنى الأول. فكم من كلمة أفادت معاني كثيرة لا بل كم من كلمة أفادت معاني متضادة!
4 -
التلفزيون والراديو
ولقد أعجبتني كثيراً ترجمتكم للتلفزيون بالمباصرة والراديو بالنث. بارك الله فيكم.
داود الجلبي
(ل. ع) لم ننكر فعل (شدخ) وإنما أنكرنا أن يكون الشدخ بمعنى الشرخ فالشرخ على ما في التاج: (أول الشباب ونضارته وقوته وهو مصدر يقع على الواحد والاثنين والجمع. وقيل: هو جمع شارخ، مثل شارب وشرب. وقال شمر: الشرخ الشباب، وهو اسم يقع موقع الجمع. قال لبيد:
شرخاً صقوراً يافعاً وأمردا
وفي الحديث: اقتلوا شيوخ المشركين واستحيوا شرخهم. . . وجمع الشرخ: شروخ وشرخ (بضم فتشديد). أهـ وأما الشرخ فبعيد عن هذا كله وهيهات أن يأتي بمعناه. ولو فرضنا أن عوام العرب كلها قالت: الشدخ هي الشرخ ولم يقلها الفصحاء، فليس ذلك حجة على الفصحاء، لأن اللغة تعتبر في فصحائها الثقات لا في ماسخيها الإذناب.
5 -
في الزقزقة
ورد خطأ في هجاء الكلمات على قاعدة الزقزقة فكلمة (رايح) وردت في السطر السادس (رزايزح) وفي السطر الخامس (ريزايزح) والصواب الأول وفي السطر السادس (المزح رزاقزا) والصواب (المزاحرزاقرزة) أي المحرقة. وورد في السطر السابع لفظ (حالك)
هكذا (سيزايزح تزك) والصواب (حزالزك)، وجاء في السطر العاشر (مزن سزان ازستزارزي) والصواب (مزشزان ازاشتزارزي) فالأصل (مشان اشتري).
وجاء في السطر الحادي العشر (وزارزع هزو) والصواب (وزابزاعرزه) أو (بزاعدزو) على اللهجة السورية وهي (وبعده)
وفي السطر الثالث عشر (هزونزا أزي لزا) والصواب (هزونزاك ازارا زوح) لان الأصل (هناك أروح)
وفي السطر الخامس عشر (سزامزيع) والصواب (جزامزيع) أي جمع
قواعد الزقزقة
1 -
أن يكسع الحرف في الكلمة بزاي إلَاّ الحرف الأخير فلا يكسع بل يبقى وحده فتقول في (كيف): كزيف وفي (من) مزن.
2 -
أن يوضع بعد الزاي الكاسعة حرف مد من جنس الحرف الذي قبلها باستثناء الزي الأخيرة وحف العلة مقل (غوزرفزه) فقد وضع الواو بعد الزاي الأولى وهو مناسب لحركة ما قبلها أي الغين فتقول في (أنام): أزانزام، وفي (إلى) ازيلزا؛ وقد يحذف أن كان واواً.
3 -
حرف العلة لا يكسع بزاي فتقول في حليت (حزالزيب) لا (حزالزيزب) وقد ذكرناه.
4 -
الحرف الذي للمعنى إذا كان مفرداً في المبنى يوضع بعد زاي كسعه مد يجانس حركته، فتقول في الواو والفاء (وزا)(فزا) وفي لام الجر (لزي).
وهذه الزقزقة كانت في آخر عهد الترك بالعراق مستفيضة أوسع الاستفاضة
بين الصبيان والأحداث في بغداد فكانوا يتصرفون بالحروف الكاسعة فيكسعون بالكاف مثلا فيقولون في (وين رايح): وكين ركايكح، وفي (إلى البستان): إكالكل بكستكان وفي (أحوش رمان): اكاحكوش، ركماكان.
وقد يستعملون النون قبل الباء الكاسعة فيقولون في تاخذ (تنباخنبذ) وفي آكل (انباكنبل) وفي نروح (ننبارنبوح) وهلم جرا.
ومن المؤكد أن الحروف ما عدا حرف المد كلها يكسع بها ولكن هذه اللغية قد تضاءلت الآن كل التضاؤل فلا يستعملها الصبيان إلَاّ شذوذاً.
6 -
في مقال ابن فارس
1 -
ورد في ص 113 (والريان: كثير الماء الحسن البشرة) والأولى (الكثير الماء الحسن البشرة) ليستوي الخبران في التحلي بأل كقوله تعالى (هو الغفور الودود) أما الإضافة فهي لفظية لا تفيد تعريفاً.
2 -
وفي السطر 13 ما نصه (وفيها الرواجب وهي عصب ظاهر الكف) وفي السطر 16 (والرواجب بطون عقد الأصابع) وهذا تناقض ظاهر ونوع من الارتياب والتوقف الذي استبعدتموه عن ابن فارس.
3 -
وجاء في ص 111 سطر 13 (وجلدة الرأس هي الفروة فظاهرها: البشرة وباطنها الأدمة وذلك في الجلد كله) وفي ص 115 (وفي البطن الصفاق وهي جلدة البطن التي تحت الجلدة الظاهرة) فقد تنوعت الجلدات.
4 -
وفي ص 115 أيضاً (وهي أربع وعشرون فقرة، والفقرة والجمع فقار) والأصل (فقر) كعنب، هذا الذي ذكره اللغويون واستعملوه، أما الفقار كسحاب فهو جمع فقارة كسحابة بمعنى الفقرة ولسنا ننكر مجيء (فعلة) كإبرة على (فعال) كلجام فهو مقيس عندنا مثل (ذهبة ذهاب) و (رمة رمام) و (رهمة رهام) و (عقصة عقاص) و (كفة كفاف) و (لمة لمام) و (لقحة لقاح) و (ليطة لياط) و (مرة مرار) لكن المستعمل المروي في جمع الفقرة هو (فقر) كما ذكرنا، وقال ابن خلكان في (2: 348) من الوفيات (ويقال: ذو الفقار بكسر الفاء أيضاً جمع فقرة بكسر الفاء وسكون القاف ولم يأت مثله في الجموع إلَاّ قولهم: (إبرة إبار) ولا نعلم مصدر نقله والشهير اثبت.
7 -
عود إلى رسالة ذم القواد
1 -
ورد في (9: 26) من لغة العرب (ومعز ترد به الأحزان وخاصة تذهب بالصنيعة) قيل في الحاشية (كذا في الأصل ولا يظهر له معنى يطمئن إليه) وارى أن الأصل (الضغينة) وهي الحقد. والخاصة الصالحة تذهب بحقد الإنسان. قال ابن الطقطقى في ص 130 من الفخري (روي أن المنصور أحضر يوماً أنساناً ذكر له انه وثب على عامله ببعض النواحي فقال له المنصور: ويحك أنت المتوثب على فلان العامل؟ والله لأنثرن من لحمك اكثر مما يبقى منه على عظمك، وكان شيخاً كبيراً فانشد بصوت ضعيف:
أتروض عرسك بعدما هرمت
…
ومن العناء رياضة الهرم؟
فقال المنصور: يا ربيع ما يقول؟ قال: يقول:
العبد عبدكم والأمر أمركم
…
فهل عذابك عني اليوم مصروف؟
فقال: (قد عفونا عنه فلينصرف) فالربيع بن يونس كان يذهب بالضغينة وهو من الخاصة (ووردت هذه الحكاية في ص 204 من جمهرة الأمثال).
2 -
وورد في ص 27 (فحذر يا أمير المؤمنين أولادك (وأوصهم) بأن يتعلموا) ولا نرى وجهاً لهذه الزيادة لان (حذر) الثلاثي قد أتى بمعنى (تيقظ وتأهب) و (حذره تحذيراً) من ذلك السنخ فمعنى (حذرهم بأن يتعلموا: أيقظهم بالتعلم) ووجود (أوصهم) يترك (حذر) مبهماً وما كل الحذوف متساوية.
3 -
وجاء في ص 33 (في مقدار ثوب ثماني (يماني) فما) والأولى (يمان) بالنقص والتنوين قال في المختار (اليمن بلاد للعرب والنسبة إليهم يمني ويمان مخففة والألف عوض من ياء النسب فلا يجتمعان قال سيبويه: وبعضهم يقول: يمني بالتشديد، وقوم يمانية ويمانون مثل ثمانية وثمانون) قلنا: والتشديد يكون في الشعر قال العرحي وهو أمية بن خلف:
أني أتيحت لي يمانية
…
إحدى بني الحارث من مذحج
يمانياً يظل يشد كيراً
…
وينفخ دائماً على لهب الشواظ
4 -
وفي ص 33 (فلو رميت بفأس ما سقط إلَاّ على كتف) ولعل الأصل (سقطت) لأن الفأس مؤنثة وإنما يكون حذف التاء من الفعل المؤنث إذا كان الفاعل مؤخراً عن (إلا) قال ابن هشام في ص 68 من شرح قطر الندى (وكان الظاهر أن يجوز في نحو: ما قام إلَاّ هند، والوجهان ويترجح التأنيث كما في قولك: حضر القاضي امرأة. ولكنهم أوجبوا فيه ترك التاء في النثر لأن ما بعد (إلا) ليس الفاعل في الحقيقة وإنما هو بدل من فاعل مقدر قبل إلا).
5 -
وجاء في حاشية ص 35 (الطلل من السفينة: جلالها عن ابن سيدة والجمع أطلال وهي شراعها) قلنا: وكذلك في القاموس لكنه قال (والجل. . . وبالفتح: الشراع ويضم جمعه جلول) فالطلل إذن: الجل، بالأفراد لا بالجمع وهذا الوهم كوهم الفيومي في المصباح
فانه قال (المعى: المصران) وقد قال قبل هذا (والمصير: المعى والجمع مصران. . . ثم المصارين)
6 -
وجاء في ص 37 (فراع كواعب الآداب واكف عذارى الألباب) والأولى (اكتنف عذارى الألباب) والمعنى متصل متسق.
7 -
وجاء فيها أيضاً (ونظمته الفطنة ووصل (واتصلت) جواهر معانيه في سموط ألفاظه) والأولى (ووضن جواهر معانيه في سموط ألفاظه أي نضدت وشبكت قال تعالى (على سرر موضونة) وقال كثير في الموضن بمعنى المنضد.
عرفت لسعدى بعد عشرين حجة
…
بما درس نؤي في المحلة منحن
قديم كوقف العاج ثبت حواؤه
…
مغادر أوتاد برضم (موضن)
8 -
وفي ص 31 (وأجل رمص الغفلة ببرود اليقظة) والأولى (بمرود اليقظة) قال في المختار (والمرود بالكسر: الميل)
9 -
وفي ص 38 أيضاً (ثم اجمعوا (على) أن ابلغ) وحذف حرف الجر
ههنا مطرد كما ذكرنا غير مرة، وقد ذكر الأب انستاس أن (ألقت) الذي نقلناه عن جمهرة الأمثال هو الفث، وهو عين الصواب، لكن طبعة الهند (ومنها النسخة التي عندنا) أخذته بالتاء المثناة من فوق فوهمنا نحن فما اكثر فساد هذه الطبعة!
8 -
في قضايا شتى
1 -
ورد في ص 15 من ذلك الجزء (ومما يؤسف له انه لم يرد في تلك الكتابة) والصواب (منه) لأن اللام تفيد انه محبوب مع انه مكروه راجع (7: 240) ويقال (يؤسف به) وكلاهما بمعنى.
2 -
وفي ص 14 (في كلامه عن تل هوارة، والفصيح (على تل هوارة) وان كان المتكلم عليه معنوياً جاء أمران (فيه) و (عليه).
3 -
وفي ص 16 (من الخشب المنخور) والصواب (النخر) و (المنخر) لأن (نخر) الثلاثي لازم وغلط هذا الغلط صاحب المنجد الأب لويس معلوف فقد قال في مادة (أكل) ما صورته (أكل أكلا وتأكل السن أو العود: صار منخوراً وسقط) والمنجد حافل بالأغلاط العظيمة التي يؤلف في تصويبها كتاب مستقل.
9 -
تابع لنقد المجمل
ونقلنا في (9: 69) من لغة العرب أن حسان بن ثابت كان جباناً جداً ثم رأينا في (ص 135) من نكت الهميان في نكت العميان قول مؤلفه الصفدي (وقد رأيت بعضهم ينكر جبنه واعتذر له بأنه كان يهاجي قريشاً ويذكر مثالبهم ومساوئهم ولم يبلغنا أن أحداً عيره بالجبن والفرار من الحروب وقد هجا الحارث بن هشام بقوله:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني
…
فنجوت منجى الحارث بن هشام
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم
…
ونجا برأس طمرة ولجام
وما أجابه بما ينقض عليه ويطعن عليه بل اعتذر رضي الله عنه عن فراره بقوله. . . وقال ابن الكلبي: إن حسان كان لساناً شجاعاً فأصابته علة أحدثت له الجبن فكان بعد ذلك لا يقدر أن ينظر إلى قتال ولا يشهده).
مصطفى جواد