الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فوائد لغوية
في مجلة الشرق البرازيلية السانباولية
أطلعني صديقي الموقر العلامة صاحب لغة العرب على ما تضمنته مجلة الشرق من الرد عليه بأنه كان قد أخذ على صاحبها الأديب موسى كريم وهمة وهمها في كتابه المسمى ب (تأثيرات سياحة) وهي قوله (السيدة المصون) و (والدته المصون) وليس ذلك الرد لصاحب المجلة بل لجورج مسرة الأستاذ فطلب إلي الأب المحترم أن أكون حكماً في هذه القضية. فلذلك أقول:
أن الأب انستاس اصلح لفظ (المصون) بإضافة الهاء لان الموصوف مؤنث فصارت الصفة (المصونة) فرد عليه جورج مسرة بأن العرب يحبون الحذف كثيراً عند أمن اللبس وان الحذف عنده في هذه اللفظة جائز وان اللبس ممتنع لكون الرجل (صائناً) أبداً ولا يوصف بالمصون مطلقاً، وقد ذكر من الحذفيات ما خرج به عن القضية خروجاً تاماً فنحن لا نتعرض إلَاّ لما يمس المجادل فيه. وتعرضنا مقصور على الأمور التالية الآن:
(1)
قابل هذا الأديب الفاضل (المصون) بطالق وثيب، ومطفل ومتئم ومرضع، مع أن هذه الصفات على اختلاف أوزانها هي أسماء فواعل لا أسماء مفعولات، و (المصونة) اسم مفعول، فالقياس باطل إذن لاختلاف النوعين.
(2)
واحتج بان الصلة حذفت من (مندوب) و (معتوب) في قول بعضهم، ونزيد له على ما ذكره قولهم (مأذون) و (محجور) و (مدلول) و (مشترك) ولكن المحذوفين غير متشابهين، ولزوم التأنيث اشد من لزوم هذه الصلة، ألا ترى انك مع حذفك الصلة ملزم أن تقول للمؤنث (مندوبة ومأذونة ومحجورة ومدلولة ومشتركة) فالتأنيث اللازم لا يستغني عنه، كما في هذا الموضوع.
(3)
واحتج بقوله تعالى في سورة الأعراف (إن رحمة الله قريب من
المحسنين) وقال: (فقد قيل: إن رحمة ذكرت لأنها مضافة إلى المذكر، وقيل: لان قريب صفة لمحذوف مذكر أي أمر قريب) وندحض هذا الاحتجاج بما ذكرناه في المادة الأولى من اختلاف اسم الفاعل واسم المفعول في المعنى، ولا يراد ههنا الشاذ، فالقريب صفة مشبهة باسم الفاعل
والمصون ما علمت، وندحضه بأن (السيدة) ليست مضافة كالرحمة حتى توافقها الحجة، وبأنه لا يصح التقدير بان يقال (السيدة إنسان المصون) لان وضع الهاء اسهل وأدل من هذا التقدير البارد ولان الموصوف النكرة لا يوصف بالمشتق المعرف بال مثل (المصون) فكل ادحاض من هذه الادحاضات مانع للقياس، بله انه جاء في مختار الصحاح (ولم يقل: قريبة لأنه أراد بالرحمة الإحسان، وقال الفراء: القريب في معنى المسافة يذكر ويؤنث، وفي معنى النسب يؤنث بلا خلاف). على أننا لا نذهب إلى هذه الأقاويل بل نعتقد أن (فعيلاً) في اللغة العربية القديمة كان يستوي فيه المذكر والمؤنث والواحد والجمع وهذا القريب من آثاره، ومنها (الرقيق) قال في المختار (والرقيق: المملوك واحد وجمع) و (الصديق) ففي المختار (وقد يقال للجمع والمؤنث: صديق). و (قليل) قال في المختار (وقوم قليلون وقليل أيضاً)، قال الله تعالى:(واذكروا إذا كنتم قليلا فكثركم) وقال السموءل:
تعيرنا أنا قليل عديدنا
…
فقلت لها: إن الكرام قليل
و (كثير) وعليه قوله تعالى في سورة آل عمران (وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فنا وهنوا لما أصابهم في سبيل الله. . .)
(4)
واحتج أيضاً بقوله (لان الرجل صائن أبداً ولا يوصف بالمصون) وهذا قول من لا تحقيق له، فان المصون من الصفات التي تستعمل للرجل قال الشريف الرضي - رح - يمدح بهاء الدولة البويهي:
تهن بمطلع النيروز وابلغ
…
مطالع مثله حيناً فحينا
مرجل كل نائبة مقيماً
…
مديلا للعدى أبداً مصونا
وقال الطغرائي الأبي:
أصالة الرأي صانتني عن الخطل
…
وحلية الفضل زانتني لدى العطل
فهو أذن مصون عن الخطل والأصالة صائنة، واصبح قول الرجل واهياً مدحض الحجة.
(5)
وقال: (ولم لا يجوز ذلك ونحن نصف الرجال والمرأة على السواء بالصور والغيور والقتيل دون تاء للمرأة؟) قلنا: أما (فعول) فقد استويا فيه لئلا يلتبس ب (فعولة) بمعنى مفعولة كركوبة، وأما (فعيل) فلئلا يلتبس ب (فعيل) بمعنى فاعل مثل (عتيق) فراجع لغة العرب (9: 58) وأما جعله (القتيل) من الذي لا يؤنث أبداً فوهم ظاهر فأنها تؤنث إذا لم
يذكر معها الموصوف قال في المصباح المنير (قتلت الأسيرة كما يقال رأيت القتيلة) ومنهم من خالف الأصل فقال (امرأة عدوه) و (وناقة جسورة) وقال الشريف الرضي:
ومن كان ذا نفس تطيع قنوعة
…
رضي بقليل من كثير ثراء
وفي (ك ك ب) من المختار (يقال: كوكب وكوكبة كما قالوا: بياض وبياضة وعجوز وعجوزة) وجاء غيرهن.
(6)
وقال (يمكن المصون أن تجعل صفة لمحذوف مذكر كما بعض الأمثلة التي قدمناها كأننا نقول (السيدة ذات العرض المصون أو العفاف أو الشرف المصون) قلنا: إنباض بغير توتير وفعل بغير تدبير. فانه إن جاز له هذا التقدير كان جديراً بان يقول (السيدة) فقط ويقدر لها في ذاكرته (المصونة) فتقدير كلمة أولى من تقدير كلمتين إذا صارت اللغة تعرف بالتنجيم والرقى والعزائم والزايرجة بل هذه طريقة اختزال جديدة، بل عليها تقول (هذا شريف) وتقدر (غير شريف) فالمسوغ لتقدير كلمتين يجيز تقدير كلمة واحدة بلا ريب فالحقيقة أن تقدير كلمة أو كلمتين ليس بقياسي بل هو وليد شهرة الصفة وطول العهد بها، والصفة لا تنوب عن الموصوف إلَاّ سماعاً لكثرة تداول الألسنة لها ولموصوفها، وحذف هاء التأنيث غير داخل في هذا الباب فما يفيد الإسهاب فيه.
(7)
وان تعجب فعجب قول صاحب تلك المجلة الفاضل في ص 36 (نحن نذكر انه يجوز التذكير والتأنيث في هذه الحال) فعمن ذكر؟ وفي أي كتاب قرأ فذكر الآن؟ وأورد جواب زميله عطية الأستاذ صاحب الفتى ونصه (يجوز أن يقال امرأة مصون باعتبار حملها على الصفات المختصة بالمؤنث كطالق ومرضع وإنها دالة على الثبوت) قلنا: وقد ذكرنا أن تخصيص المصون بالمؤنث غير ممكن لا تصاف المذكر به فسقطت الحجة إذن، ولشدة إصرار الفاضل موسى كريم على غلطه استعمله في هذا العدد الذي تكلمنا على ما فيه وهو دليل على كرهه للحقيقة، وفقه الله تعالى لضبط النفس والرشاد.
أغلاط المجادلين
(8)
قال جورج مسرة الأديب في ص 22: (فالرجاء من حضرة الأب العلامة أن يتساهل معهم بحذفها إكراماً لله) قلنا: والتساهل يقتضي متساهلا (اسم فاعل) ومتساهلا عليه (اسم مفعول) ولا اثر للثاني في قوله. فالصواب أن يقول (يتساهل عليهم في حذفها) أما الله
تعالى فلا يعد تشويه لغة القرآن إكراماً لنفسه. فلا إكرام لله تعالى في حذف هاء المصونة. بل الله نعى عليهم لي ألسنتهم فقال (ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غر مسمع وراعنا، لياً بألسنتهم وطعناً في الدين ولو انهم قالوا سمعنا واطعنا واسمع وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم) وشاهد ما قدمنا هو ما جاء في مادة (غ م ض) من المختار وصورته (وغمض عنه: إذا تساهل عليه في بيع أو شراء) وقد تساهل الأب على صاحب الشرق ولكن الغلط الشنيع لا يتساهل فيه يا أيها الأديب، وقد تساهلت أنا مع الأب عليكم فلم تنجوا من (التساهل).
(9)
وقال صاحب المجلة في ص 36: (وقد نشر الأستاذ اللغوي جورج مسرة مقالا بهذا الصدد في غير مكان من هذا العدد) فمعنى (غير مكان) يلد على انه بدون كان وهو غير مراد ويدل أيضاً على انه نشر المقال في مكانين أو اكثر منهما وهو غير واقع فالقائل مخطئ والصواب (في مكان غير هذا من العدد) كقوله تعالى في سورة يونس (قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن
غير هذا أو بدله).
10 -
ونشر رشيد عطية الأستاذ في ص 43 الانتقاد الأدبي ودعا على إصلاح غلطه إذا كان غالطاً، وقد وصف صعوبة النقد اللغوي فقال:(يضل فيها مهرة الناقدين فضلا عن أمثالي من المتطفلين) فاخطأ لتقديمه العظيم على (فضلا) وهو يؤخر، قال معاوية بن أبي سفيان (إن نساء بني خزاعة لو قدرن أن تقاتلنني فضلا عن لفعلن) وقال أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (ليفهمها الغبي فضلا عن اللقن) وقال الشريف المرتضى في رده على قاضي القضاة (يجب أن يعرفه العوام فضلا عن العلماء) راجع (6: 533) من لغة العرب.
11 -
وقال: (إلى المزالق التي يعثر فيها كثيرون من الكتاب) والمزلقة لا تكون معثرة والأولى ضد الثانية فالأولى (التي يزلق فيها الكتاب).
12 -
وقال: (يقولون: فتشت على عمل والصواب: عن عمل) قلنا: هذا هو المشهور ونذكر إننا خطأنا في مجلة العرفان من خالف هذا المشهور غير إننا نقول حباً للحق: قد عثرنا على هذا في كلام المولدين فقد قال يحيى بن سعيد بن الدهان الموصلي على رواية:
فصرت الآن منحنياً كأني
…
أفتش في التراب على شبابي
وقال القاضي شمس الدين بن خلكان في ترجمة المبرد: (فقعد قدامها يفتش عليه) فالتعبير
ليس بخطأ وكلانا مفرط.
13 -
وقال (ويقولون: يأبى عليه إباؤه، وهذا غلط فاضح لآن الفعل لا يحدث عن المصدر فلا يقال: يأبى الإباء كما لا يقال: يضرب الضرب ويبكي البكاء ونحو ذلك) قلنا: وهذا قول من لا تحقيق له لأن إسناد الفعل إلى المصدر المعنوي ضرب من المبالغة ولذلك قيل (جن جنونه) و (جد جده) قال أبو فراس:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم
…
وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
أجل لا يقال (ضرب الضرب) ولا (بكى البكاء) لأنهما غير معنويين لا لأن ذلك لا يجوز مطلقاً فهذا إفراط في التغليط.
14 -
وقال (ويقولون: مضى لحد الآن سنوات، وهو تعبير عامي والصحيح: مضت حتى الآن) قلنا: وهذا خطأ ظاهر منه لأن الفعل قبل جمع المؤنث مطلقاً يجوز تذكيره وتأنيثه قال ابن عقيل في شرح الألفية: (جاز إثبات التاء وحذفها فتقول: قام الرجال وقامت الرجال. . . وقام الهندات وقامت الهندات). وقال السيوطي: (قام الرجال وقام الهندات على تأولهم بالجمع). فإذا جاز تذكير جمع المؤنث الحقيقي السالم فكيف لا يجوز تأنيث المجازي مثل (سنوات)؟ ومثل الجمع اسمه ومنه قوله تعالى في سورة يوسف: (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه) فكيف هذا يخفى على ناقد لغوي؟؟.
15 -
وقال أصلحه الله (ويقولون: أداه الأسر إلى الثورة، والصواب: أدى به) قلنا: لم يذكر اللغويون سوى (أداه) وهي لغة القرآن وقد غلطنا نحن في لغة العرب من قال (أدى به) ونذكر أننا رأينا (أدى به) في معجم الأدباء لياقوت أو هو من غلط الطبع وكيفما كان الأمر فالذي ضعفه رشيد عطية الأستاذ هو الفصيح وما قواه هو الضعيف فلينظر أي إصلاح هذا؛ قال اسحق ابن خلف:
إن هبت الريح أدته إلى عدن
…
إن كان ما لف منها غير معقود
16 -
وتكلم على (لو) فقال (ويوردون جوابها بصيغة المضارع وحقه أن يكون ماضياً مربوطاً باللام) قلنا: ليس هذا بلازم دائماً قال ابن عقيل في شرح الألفية (ولا بد له (لو) هذه من جواب وجوابها إما فعل ماض أو مضارع منفي بلم، وإذا كان جوابها مثبتاً فالأكثر اقترانه باللام نحو (لو قام زيد لقام عمرو) ويجوز حذفها فتقول (لو قام زيد قام عمرو) وان
كان منفياً ب (لم) لم تصحبها اللام فتقول (لو قام زيد لم يقم عمرو) وان نفي بما فالأكثر تجرده من اللام نحو (لو قام زيد ما قام عمرو) ويجوز اقترانه بها نحو (لو قام زيد لما قام عمرو) ا. هـ. قلنا وفي القرآن الكريم (ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم) و (لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا) و (لو شاء الله ما اقتتلوا) و (قل لو شاء الله ما تلوته عليكم) وقال الشاعر (ولو نعطى
الخيار لما افترقنا). وقال آخر: (لو كنت من مازن لم تستبح ابلي) ويكون فعل الشرط ماضياً ومضارعاً كما رأيت وكقول كثير:
رهبان مدين والذين عهدتهم
…
يبكون من حذر العذاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها
…
خروا لعزة ركعاً وسجودا
وقال تعالى: (ولو يعجل الله للناس الشر استعجالهم بالخير لقضي إليهم أجلهم) وقد يحذف خبرها ويدل عليه ما قبله كقول علي (ع) لحبيب بن مالك صاحب شرطته كما في (1: 277) من شرح ابن أبي الحديد (وأنت ههنا اعظم غناءاً منك لو كنت معهم) وتنوب (لو) عن (إن) الشرطية الوصلية كقوله تعالى (ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم) وراجع (7: 640) من لغة العرب، ولا تؤمن بقول مؤلف تذكرة الكاتب اسعد خليل داغر (وكثيراً ما يستعملون الحرف (لو) مكان (إن) فيقولون. . . لا ارهب جانبهم ولو كن وحدي. . . والصواب: وان كنت) فهو قول من لا يعتمد عليه ولا يركن إليه لأن حلول (لو) محل (إن) قد نبه عليه العلماء ودرسه الطلاب قال المبرد محمد بن يزيد المتوفى سنة (285) هـ في (1: 194) من كاملة تفسيراً لقول الأخطل:
قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهم
…
عن النساء ولو باتت بأطهار
ما نصه (وقوله: ولو باتت بأطهار، ف (لو) أصلها في الكلام أن تدل على عدم وقوع الشيء لعدم وقوع غيره تقول (لو جئتني لأعطيتك ولو كان زيد هناك لضربته) ثم تتسع فتصير في معنى (إن) الواقعة للجزاء تقول: أنت لا تكرمني لو أكرمتك، تريد: وان أكرمتك، قال الله عز وجل: وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين) فما عليك من جهل داغر لهذا ضرر ولا تبعة ولا اقتداء.
17 -
وقال (وقولهم: أخذت ما يقوم بمصارفاتي. ولا أدري من أين أتوا بالمصارفات، فهم يريدون: المصروفات بمعنى النفقات) قلنا: نحن ندله على مأتى المصارفات، فالمصرف
كالمطلب والمذهب والمقصد والمبحث مصدر تعددت أنواعه فاستوجب الجمع فصار (مصارف) ثم جمع جمعاً سالماً فصار (مصارفات)
وجمع الجمع جائز (راجع 9: 52) من لغة العرب و (1: 115) من خزانة الأدب وقال الزمخشري في المفصل: (ويجمع الجمع فيقال في كل أفعل وأفعلة: أفاعل، وفي كل أفعال: أفاعيل، نحو: أكالب وأساور واناعيم، وقالوا: جمائل وجمالات ورجالات وكلابات وبيوتات وحمرات وجزرات وطرقات ومعنات وعوذات ودورات ومصارين وحشاشين).
فمن يتعرض للنقد يجب عليه أن يتبحر ويتبصر.
19 -
وقال (ويقولون: كرت زيارة، وما كان ضره لو قالوا: مزارة فاستغنوا عن الكلمتين بكلمة وتحاشوا اللفظة (كذا) الأجنبية أيضاً) قلنا: نفهم من المزارة أنها باعثة على الزيارة و (مفعلة) صيغة ما يبعث على فعلها غالباً كقولهم: (الولد مجبنة مبخلة) أي يحمل الأب على الجبن والبخل، وتلك الورقة في الحقيقة لا تبعث أحداً على الزيارة وإنما هي مقدمة الزيارة ومن متمماتها بحسب آداب الفرنج الحديثة. فالأولى أن تسمى (الإستئذانية) أو رقعة الزيارة وقوله (وتحاشوا اللفظة) ليس بفصيح فالفصيح (تحاشوا عن اللفظة) ولو كان ما بعد الواو مصدراً أو اسم مصدر لجاز حذف الجار قال الفيومي في مادة (ب د ن) من مصباحه:(وشركة الأبدان: أصلها شركة بالأبدان لكن حذف الباء ثم أضيفت) فعلى هذا يقال (وتحاشي اللفظة) وليس باللغة العالية.
20 -
وقال: (ومن تراكبيهم المشوشة: عسى أن يحل التحكيم السلمي. . . والاصرح أن يقولوا: عسى التحكيم السلمي. . . إن يحل، وهكذا يجب أن يراعى الترتيب في كل تركيب ولا يعمد إلى تقديم وتأخير إلَاّ لغرض بياني أو نحوه) قلنا: ليس هناك تعبير مشوش والحقيقة أن (عسى) تستعمل تامة كما في تعبير الذي استقبحه هذا الناقد على رأي وناقصة كما في العبارة التي ارتضاها هو قال ابن عقيل في شرحه (وأما التامة فهي المسندة إلى (أن) والفعل نحو: عسى أن يقول. . . ف (أن) والفعل في موضع رفع فاعل عسى. . . واستغنت به عن المنصوب الذي هو خبرها، وهذا إذا لم يل الفعل الذي بعد (أن) ظاهر يصح رفعه به، فان وليه نحو: عسى أن يقوم زيد فذهب الأستاذ أبو علي الشلوبيني. . . .) ثم ذكر أن (أن) وما بعدها في محل رفع فاعل (عسى)
على رأي الشلوبيني والمبرد
والسيرافي والفارسي وأجاز الثلاثة المتأخرون أيضاً أن تكون (أن) والفعل في محل نصب خبر مقدم لعسى و (زيد) اسم لها مؤخر ولكنهم لم يعيبوا التعبير المذكور. وجاء في سورة الأعراف: (وان عسى أن يكون قد أقترب أجلهم فبأي حديث يؤمنون) والله الهادي.
دلتاوة:
مصطفى جواد
مستدركات على مختار الصحاح
قال في ح ول: (والتحول: التنقل من موضع إلى موضع. . . والتحول أيضاً الاحتيال) ولم يذكر (تحول بمعنى: تغير وصار)، مع انه قال في ق ب ل (وقد قبلت الريح من باب دخل أي تحولت قبولا) وفي ن ض ض (والناض إذا تحول عيناً بعد أن كان متاعاً).
وقال في ح وط: (وأحاطت الخيل به واحتاطت به) ولم ينقل (أحاط عليه) وهو الناقل في ش ر ب (وفي الحديث: ملعون من أحاط على مشربة)
وقال في ح ش ع: (والتخشع: تكلف المخشوع) ولم يذكر (التخاشع) بمعناه مع انه نقل في س ق ف عن ابن السكيت قوله (لأنه يتخاشع) وذكرها صاحب التاج في مادة م وت
وقال في غ ض ض: غض طرفه: خفضه وغض من صوته) وما أدري لم ذكر معه (من) الاقلالية وهي عارضة كما ورد في وصية لقمان ع في القرآن الكريم ولم يذكر (غضه) فقد قال في خ ف ض (وخفض الصوت: غضه) وهذا هو الأصل في الاستعمال.
وذكر في خ ل ص (وخالصه في العشرة: صافاه) ولم يذكر (فتخالصا) أي تصافيا وقد ذكره في ص ف ا
وفي ن س ب قال: (فلان يناسب فلاناً. . . وبينهما مناسبة أي مشاكلة) ولم يضف الرازي إلى المختار (ناسب الأمر غيره أي لاءمه) مع انه هو القائل في خ ون (قلت: هذا التفسير لا يناسب سبب نزول الآية) لأن المشاكلة مبهمة.
(له)