المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌العدد 95 - بتاريخ: 01 - 10 - 1931 ‌ ‌المشعشعيون ومهديهم - - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٩

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 86

- ‌سنتنا التاسعة

- ‌تلو أي تل هوارة

- ‌هيكل أدب

- ‌طبع كتاب الإكليل

- ‌قصر ريدة

- ‌رسالة ذم القواد

- ‌آل الشاوي

- ‌فوائد لغويةٌ

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 87

- ‌كيفية إصلاح العربية

- ‌هيكل أدب

- ‌الزقزفة أو لسان العصافير

- ‌آل الشاوي

- ‌معنى تدمر

- ‌مقاله في أسماء أعضاء الإنسان

- ‌قمرية أم القمرية

- ‌السعاة

- ‌اللشمانية الجلدية

- ‌فَوائِد لُغَويَّةٌ

- ‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 88

- ‌الشمسية في التاريخ

- ‌لسان العصافير

- ‌أيتها الطبيعة

- ‌من كلام الجاحظ

- ‌جامع سراج الدين وترجمة الشيخ

- ‌البسذ والمرجان

- ‌العمارة والكوت

- ‌البغيلة

- ‌آل الشاوي

- ‌الساقور

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة المذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 89

- ‌في نشوار المحاضرة

- ‌تمثال ملك أدب

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌أليلى

- ‌نظمي وذووه

- ‌كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 90

- ‌معجم أسماء النبات

- ‌البيات

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌جنك أو جنكة أو صنكة لا منكة

- ‌كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل

- ‌نظمي وذووه

- ‌الصابئة

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌حب الكتب

- ‌هيكل أدب

- ‌السيرة الحسنة

- ‌زواجنا

- ‌سبيل العز

- ‌الحدائق

- ‌آل الشاوي

- ‌الحياة الصالحة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 91

- ‌أبناء ماجد النجديون

- ‌تحية العلم العراقي

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌في ضرورة معرفة طب البيت

- ‌إرشاد

- ‌الطيارون العراقيون

- ‌الهولة

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌شباب العراق

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌كلمات كردية فارسية الأصل

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ومجاورة

- ‌العدد 92

- ‌البزغالبندية

- ‌حاجات البلاد

- ‌كتاب السموم

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌الأعمال

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌حديقة النصائح

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌آداب المائدة

- ‌برج عجيب في أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكر

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 93

- ‌الخنساء

- ‌تحية العلم

- ‌الراية واللواء وأمثالها

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌مراث وأشعار قديمة مخطوطة

- ‌الزهور

- ‌الحر حر

- ‌الرضم في شمالي العراق

- ‌نظمي وذووه

- ‌التركمان

- ‌فَوائد لُغَوية

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمْذاكَرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 94

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌بدرة وجسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌اليقظة

- ‌نصيحة

- ‌حكم

- ‌أمثلة من كتاب الجماهر للبيروني

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌الراية واللواء وأمثالهما

- ‌لا ضمير بلا دين

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 95

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌موقع هوفة

- ‌في المتحفة العراقية

- ‌تعصب الجهلاء

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌عبدة الشمس

- ‌نخل نجد وتمرها

- ‌البحر الأحمر لا بحر القلزم

- ‌ذييل في المشعشعيين

- ‌الدوالي أو العريش

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌ ‌العدد 95 - بتاريخ: 01 - 10 - 1931 ‌ ‌المشعشعيون ومهديهم -

‌العدد 95

- بتاريخ: 01 - 10 - 1931

‌المشعشعيون ومهديهم

- 2 -

أما المولى كمال الدين خلف المشعشعي المذكور، فقد كان عالماً فاضلاً، ومتكلماً وأديباً وشاعراً ومحدثاً ومحققاً جليل المنزلة، وكان من معاصري الشيخ البهائي المشهور، وله مصنفات منها:(فخر الشيعة) و (سيف الشيعة) في الحديث و (حق اليقين) في الكلام، و (برهان الشيعة) في الإمامة و (الحجة البالغة) في الكلام أيضاً. وكتاب كبير في المنطق والكلام أسمه (الحق المبين) ورسالة في النحو اسمها (سبيل الرشاد) ومنظومة فيه. و (سفينة النجاة) و (المودة في القربى) و (النهج القويم) ورسالة (الاثنا عشرية) و (دليل النجاح) و (شرح دعاء عرفة) للحسين (ع) و (ديوان شعر) عربي وآخر فارسي وغير ذلك - كما في الأمل - وجاء في الرياض أن السيد خلفاً المذكور اجتمع مع الشيخ ميرزا محمد الاسترابادي صاحب (الرجال) في سفر الحج. وكان دعاء (الحسين) - ع - عند ميرزا محمد، فدعوا به في الموقف فقال له خلف:(يا مولانا هذا الدعاء قابل للشرح وينبغي أن تشرحه) فقال ميرزا محمد له: (أنا التمسه منك)

ص: 721

فقال خلف هضماً لنفسه: (وأنا لست بفارس هذا الميدان) فقال: (بل أنت أحق الناس به) قال السيد خلف: (فقبلت التماسه، ولما رجعت إلى الوطن (الحويزة) لم يكن لي هم إلا ذلك) ثم شرحه ولما أتمه بعث بنسخة منه إليه فأعجب بها كل الإعجاب وكانت عنده في خزانته إلى أن توفي، فانتقلت إلى ورثته وقد طلبت نسختها الأكابر إلى السيد خلف وانتسخوها وأسم الشرح:(مظهر الغرائب).

وقد سلب البصر بجفاء أخيه وازداد نور بصيرته، وكان زاهداً مرتاضاً يأكل الجشب ويلبس الخشن اقتداءاً بسيرة آبائه، وكانت عبادته يضرب بها المثل وكان كثير الصيام لم يفته صوم، ولا صلاة نافلة، ولا ختم كلام الله في ليالي الجمعات (قبل أيام عماه) ومع هذا كان من أشجع أهل زمانه وأشدهم بأساً وأسدهم عزماً وأقواهم قلباً. وبعدما توفي رثاه السيد شهاب الدين ابن معتوق (المتوفى بالفالج يوم الأحد 14 شوال سنة 1087 هـ وله (62) سنة) بقصيدة رائية صارع بها قصيدة أبي تمام في (محمد بن حميد الطائي) وكانت وفاته سنة (1074) هـ ومن مرثيته:

مضى خلف الأبرار والسيد الطهر

فصدر العلى من قلبه بعده صفر

وغيب منه في الثرى نير الهدى

فغارت ذكاء الدين وأنكسف البدر

هو الماجد الوهاب ما في يمينه

هو العابد الأواب والشفع والوتر

هو الحر يوم الحرب تثني حرابه

عليه وفي المحراب يعرفه الذكر

فتى يورد الهندي وهو حديدة

ويصدق فيه وهو من علق تبر

يعز على المختار والصنو رزؤه

لعلمهما في انه الولد البر

أجل بني المهدي، لو انه ادعى

وقال: أنا المهدي وأزره الخضر

فمن لليتامى والأرامل بعده

وممن نرجي النفع أن مسنا الضر

لئن سلمت أبناؤه وبنوهم

فويل العدى وليفرح الذئب والنسر

كأن (علياً) بينهم بدر أربع

وعشر أضاءت حوله أنجم زهر

ص: 722

إذا ما (علي) كان في المجد والعلى

سليماً فلا زيد يقول ولا عمرو

ومن أولاد المولى خلف (المولى علي خان) المشعشعي المذكور ومن أجله جمع (معتوق بن شهاب الدين الموسوي) ديوان أبيه، فقد قال في مقدمته:

(وهو المولى النسيب النجيب الحسيب ذو الأصل الطاهر والفضل الباهر الظاهر. الجامع بين فضيلتي السيف والقلم حامل لواء الشريعة المحمدية، ومؤيد دين الملة الحنيفية (أبو الحسين السيد علي خان) ابن المولى كمال الدين خلف الموسوي) وكان فاضلاً عالماً شاعراً أديباً جليل القدر له مؤلفات في الأصول والإمامة وغيرها منها: (النور المبين) في الحديث أربعة مجلدات وموضوعه النص على إمامة علي - ع - و (خير المقال) في الأدب والنبوة وغيرهما و (شرح قصيدته المقصورة) أربعة مجلدات و (تفسير القرآن) أربعة مجلدات و (نكت البيان) في ذلك قال شهاب الدين ابن معتوق سنة (1087) هـ، ص 190.

أيدت دين الحق بعد تأوه

وسددت بالأحكام كل فجاجة

وشفيت علته بكتب قد غدت

مثل الطبائع لاعتدال مزاجه

أسفار صدق كل خصم مبطل

منها سيعلم كاذبات حجاجه

(نور مبين) قد أنار دجى الهوى

ظلم الضلالة في ضياء سراجه

و (غدير ختم) بعدما لعبت به

ريح الشكوك وآض من لجاجه

أمطرته بسحابة سميتها

(خير المقال) وضاق في أمواجه

وأنبت في (نكت البيان) عن الهدى

فأريننا المطموس من منهاجه

وكذاك (منتخب) من التفسير لم

تنسج يدا أحد على منساجه

للاعرجان وان بدت شرفاته

لن يبلغا المعشار من معراجه

وهذا التفسير (منتخب التفاسير) وطريقته فيه أن يذكر أولاً كلام المفسرين الذين كانت تفاسيرهم عنده من النيسابوري والكشاف والقاضي ومجمع البيان وتفسير العياشي وعلي بن إبراهيم، ثم يذكر من فوائد نفسه رداً لكلامهم

ص: 723

أو تنبيهاً على ما لم يفطنوا له، وكان ابتداؤه به في جمادى الآخرة سنة (1086) هـ ووصل في شهر ربيع الأول سنة (1087) إلى تفسير سورة الرحمن، وأما نكت البيان فهو مشتمل على أبواب:(الأول) في تفسير الآيات القرآنيات وتكلم فيه فيما أغفله المفسرون و (الثاني) في شرح الأحاديث المشكلة التي تكلمت العلماء في شرحها والتي لم يتكلموا قبل شرحها، وفي شرح حديث الأسماء و (الثالث) في ذكر ما تكلم فيه مع العلماء السابقين والمعاصرين له في مسائل شتى وباقي الأبواب في إيراد كلمات حكيمة عن الأنبياء والأئمة وأهل الفضل والصوفية، وفي فنون الأدب من الكلام على الشعراء والإيراد عليهم والانتصار لهم، ثم يورد أقسام فنون الشعر من غزل وتشبيب ومديح وفخر ورثاء إلى غير ذلك من الحكايات المستطرفة، وكانت مدة تأليفه خمسة أشهر من سنة (1084). وقيل إن أكثر فوائد السيد نعمة الله الشوشتري الجزائري مأخوذة من تصانيف هذا السيد الوالي وكتب المولى علي خان رسائل إلى الشيخ (علي) سبط الشهيد الثاني في اصفهان يفصل بعض فوائد نفسه وترجمة أحواله وأحوال والده السيد خلف ومنها نقل صاحب الرياض اجتماع المولى خلف مع ميرزا محمد الاسترابادي المذكور، ونقلنا قول صاحب الرياض عن السيد خلف (وأما ولده هذا السيد (علي خان) فقد توفي في عصرنا وخلف أولاداً كثيرة، وقد أخذ حكومة تلك البلاد من أولاده واحداً بعد واحد إلى هذا اليوم وهو عام (سبعة عشر ومائة بعد الألف، وكان بعض أولاده مشتغلَا بتحصيل العلوم في الجملة)، وقد ذكره صاحب السلافة وأثنى عليه، وأورد له أشعاراً، وقد مدحه شعراء عصره من أهل بلاده وغيرهم، وله ديوان شعر بالفارسية، وديوان شعر بالعربية اسمه:(خير جليس ونعم أنيس) ومن شعره قوله في قصيدة:

ولولا حسام المرتضى أصبح الورى

وما فيهم من يعبد الله مسلما

وأبناؤه الغر الكرام الآلي بهم

أنار من الإسلام ما كان مظلما

وأقسم لو قال الأنام بحبهم

لما خلق الرب الكريم جهنما

وما منهم إلا إمام مسود

حسام سطا بحرطما عارض همى

وقال صاحب الرياض: (ومن مؤلفاته أيضاً مجموعة مشتملة على طرائف

ص: 724

المطالب التي أوردها في مؤلفاته الأربعة المذكورة، وقد انتخبها منها مع جم من لطائف سائر المقاصد وأرسلها (كذا) هدية للشيخ (علي) سبط الشهيد الثاني إلى اصبهان، وقد رأيتها في جملة كتبه قدس سره وهي حسنة الفوائد جليلة المطالب).

والسيد (علي خان) هو ممدوح ابن معتوق في أكثر ديوانه ففي ص 62 (وقال يمدحه ويهنئه أيضاً بعيد الفطر سنة 1063) وفي ص 66: (وقال يهنئه بعيد النحر سنة 1064) وآخر مدحه له سنة (1087) لأنها سنة وفاة ابن معتوق - كما قدمنا - وفي ص 50: (وقال يمدح المؤيد بالرحمن السيد علي خان ويذكر وقعته مع الأعراب والكرخ ويهنئه بالظفر) ومنها:

فلله يوم الكرخ موقفه ضحى

وقد سالت الأعراب بالجحفل المجري

أتوه يمدون الرقاب تطاولا

فأضحوا ومنهم ذلك المد للجزر

رموه بحرب كلما قام ساقها

ركض المنايا في القلوب من الذعر

سطوا وسطا كالليث يقدم فتية

يرون عوان الحرب في صورة البكر

ليهنئك نصر عزه يخذل العدى

وفتح يفل المغلقات من الأمر

وفي ص 100 (وقال يمدحه وأولاده ويهنئه بالظفر على الأعراب) ومنها:

واهزمت أحزاب الضلال ولو ونوا

لألحقتهم في أثر سيدهم عمرو

وأخرجتهم في زعمهم عن ديارهم

وما اعتقدوا هذا إلى أول الحشر

وألقوا حبال المنكرات وخيلوا

فعارضتهم في آية السيف لا السحر

أبا السبعة الأطهار لازلت ناظماً

بهم عقد جيد المجد بالأنجم الزهر

وفي ص 106: (وقال يمدح السيد علي خان ويهنئه بعيد الفطر سنة 1074) هـ ومنها:

لولا ورودك للجزيرة ما زهت

وجنات جنات لها بورود

فارقتها فخشيت بعدك أنها

تضحي كما أضحت ديار ثمود

ص: 725

أنقذت أهليها ولو لم تأتهم

ما قوم لوط منهم بسعيد

وفي ص 113: وقال يمدحه ويهنئه بعيد الفطر سنة 1077) هـ ومنها:

لو لم تعد لم للخوز بهجته

ولا تورد يوماً خده الترب

لولا وجودك فيه أهله هلكوا

كذاك يهلك بعد الوابل العشب

لو كنت مولى تجازيهم بما اقترفوا

من الذنوب أذن بادوا بما كسبوا

كسرت جبتهم بالسيف فاجتمعوا

عليك أحزاب ذك الجبت واغتصبوا

هموا بإطفاء نور المجد منك فلا

فتم فيك ويأبى الله ما طلبوا

وفي ص 1043: (وقال يمدحه ويذكر وقعته مع الأعراب ويهنئه بالفطر سنة (1079 هـ) ومنها:

ولم أنس في المنيات يوم تجمعت

قبائل أحزاب العدى والعشائر

عصائب بدو أخطأوا بادئ الهوى

فراموه بالخذلان والله ناصر

أصروا على العصيان سراً واظهروا

له طاعة والكل بالعهد غادر

وقد جحدوا نعمى (علي) وأنكروا

كما جحدوا نص القدير وكابروا

توالوا على عزل الوصي ضلالة

وقد حسنوا الشورى وفيها تشاوروا

فلما التقى الجمعان وانكشف الغطا

وقد غاب ذهن المرء والموت حاضر

فلم يخل منهم هارب من جراحة

فان قيل فيهم سالم فهو نادر

تولوا وخلوا غانيات خدورهم

مبرقعة بالذل وهي سوافر

تنادي ولا فيهم سميع يجيبها

فتلطم حزناً والرؤوس حواسر

فرد عليها سترها بعد هتكه

وبشرها بالأمن مما تحاذر

ألا فأسمعوا يا حاضرون نصيحة

تصدقها إعرابكم والحواضر

عظيم ملوك الفرس تعرف قدره

وتغبطهم فيه وفيك القياصر

وفي ص 148: (وقال يمدحه ويذكر وقعته مع الأعراب في شهره يهنئه بالظفر) ومنها:

ويوم مثل يوم الحشر فيه

تميد الراسيات من الجبال

ص: 726

به الأعلام كالآرام تسري

فتشتبه الرعال مع الرعال

به اجتمعت (بنو لام) جميعاً

تستر جانب الطرف الشمالي

ولاذوا بالحصون فما استفادوا

نجاة بالجدار ولا الجدال

غواة قام بينهم غوي

يمينهم بأنواع المحال

أما علموا بأنك يا (علي)

لباري قوسها يوم النزال

ملأت الرحب حولهم جيوشاً

تكاثر عد حبات الرمال

تركت سراتهم صرعى غداة

وحزت الحمد في ستر العيال

ألا يا معشر الأعراب كفوا

وتوبوا عن خبيثات الفعال

وفي ص 151: (وقال يمدحه ويهنئه بعيد الفطر سنة (1081) هـ ومنها:

فيكم من نهر سابور تأتى

له نصر كيوم النهروان

وكم في التابعين لآل حرب

له من فتكة بكر عوان

وأشرف ما له في الدهر يوم

قضى يوم الصفوف بشهر كان

ومن شعر المولى علي خان بن السيد خلف:

وإني لأخفي لوعتي عن محدثي

وفي القلب ما ينهى الجفون عن الغمض

فلولا رضا الرحمن والصبر والحجى

لما كان بعض القلب يصبر عن بعض

تسيل دموعي من جفوني ولم أقل

مقالا يفيت الأجر مني ولا يرضي

ومن المشعشعيين الذين جاء ذكرهم في ديوان ابن معتوق: (المولى السيد منصور خان بن السيد عبد المطلب الحيدري المذكور) أخو العلامة السيد خلف الماضي ذكره.

ففي ص 19: (وقال يمدح المولى السيد منصور خان بن السيد عبد المطلب الحيدري) ومنها:

كم غزا الصبر باللحاظ كما قد

قد غزت الشوس أنصل (المنصور)

يوم غازت جياده (آل فضل)

بلهام على الكماة قدير

سار وهناً عليهم وأقامت

خيله بالنهار حتى العصير

ص: 727

وأتى منهل (الدويرق) ليلاً

وسرى من معينه في سحير

وأتى (الطيب) و (الدجيل) نهاراً

تقتفيه الأسود فوق النسور

وغدا يطوي القفار إلى أن

نشرت خيله ثراء الثغور

وغدت عوماً بدجلة حتى

صار لجي مائها كالأسير

وأتى بالضحى (الجزيرة) تردى

بأسود تروعها بالزئير

فرماها بها هناك فأضحوا

ما لهم غير عفوه من نصير

اسلموا المال والعيال وولوا

هرباً في النفوس في كل غور

سفهاً منهم عصوه وتبهاً

وضلالاً رماهم بالغرور

وجاء في ص 40: إن للسيد منصور ابناً اسمه (راشد). وفي ص 30 أن له آخر اسمه (بركة) ونص العنوان: (وقال يمدح السيد بركة خان ابن السيد منصور ويهنئه بعيد الفطر). ومثله في ص 33 ومن هذه التهنئة:

قاض بأحكام الشريعة عالم

بقواعد الإرشاد والتبيين

عدل تحكم في البلاد فقام في

مفروض دين الله والمسنون

بلغ الكمال وما تجاوز عمره

عشراً وحاز الملك بالعشرين

مولى يلوذ المذنبون بعفوه

ويفك قيد المجرم المسجون

فبهذا نستدل على أن السيد (بركة) تسلطن على (الحويزة) بعد أبيه (منصور) وفي ص 39 و 46 جاء فيه:

تملك (الخوز) فلتهرب ثعالبه

فقد تكفل جيش الملك قسوره

تولى دولة المهدي فأحيا

مناقبه وقد عفت العظام

وجاء في ص 160 إن للسيد (بركة) سبطين من صهره: للسيد حسن وذكر تهنئة بختنهما سنة (1083).

وجاء في ص 26: (وقال يمدح السيد علي خان بن السيد منصور خان عند قدومه من عند الشاه طغى (كذا) في سنة 1055 ومنها:

لولا إيابك للجزيرة ما صفت

فيها مشارع أمنها المتكدر

لم ألق أطيب بهجة من نشرها

إلا البشارة في إياب الحيدري

ص: 728

ولعل (علياً) هذا كان رهينة عند الشاة من سلطان الحويزة.

ومنهم السيد عبد الله بن السيد علي خان بن خلف المشعشعي كما في ص 179 من الديوان وابنه نصر الله المختون سنة (1085). ومنهم السيد حسين بن السيد علي خان المذكور.

وقد توفي سنة (1080هـ) ورثاه ابن معتوق كما في ص 219 ومنها:

فلو لم يتم الله نور الهدى لنا

بوالده عشنا بسود الغياهب

جواد بأرض الكرختين مقامه

ومعروفه يسري إلى كل طالب

ومنهم السيد محسن بن السيد علي خان وله ابن اسمه (ناصر) كما في ص 222 من الديوان، وقد توفي ناصر سنة (1084 هـ) ورثاه صاحب الديوان وفيها يقول:

فحق لملك (الخوز) يشكو فراقه

فعن غابة قد غاب خير بني الأسد

وحق لعين الحرب تبكي له دماً

فقد فقدت في فقده سيفها الهندي

وجاء في ص 101: (وقال يمدح السيد حيدر خان عند إيابه من عند الشاة). وفي ص 131: (وقال يمدح السيد حيدر خان ويهنئه بعيد الفطر سنة (1079هـ) ففي الإياب يقول:

ما الخوز بعد نداك إلا مقلة

مطروفة فدموعها لا تهجع

ورجعت مسروراً فقرت باللقا

عيناً وقر فؤادها المتفزع

ناداك من نور عليها دوحة

صفو به أزكى الأصول واينع

فوطأت أشرف بقعة قد قدست

ولبست خلعة أن نعلك يخلع

وخصصت بالرؤيا هناك وفزت في

شرف الخطاب ولذ منك المسمع

ونقلنا في (9: 616) من لغة العرب قول نعمة الله الجزائري (لما صارت الواقعة العظمى بين أهل بلادنا وهي الجزيرة وبين جنود السلطان محمد خرجنا منها وتوطنا البلدة المحروسة شوشتر، لكن في كل سنة يطلبنا

ص: 729

سلطان (الحويزة) لأنه كان من أهل العلم والأدب) وتتمة الحديث كما في ص 319 من زهر الربيع: (وكان في تلك الولايات من الأعراب سكان الصحارى وغيرهم من أهل السنة، والخلاف، ما لا يحصى عددهم. فمن الله علينا بالمواعظ لهم والإرشاد لجهالهم حتى دخلوا في دين أمير المؤمنين وصاروا من الشيعة الإمامية). ونقلنا هناك أيضاً قوله: (كتب إلي سلطان (الحويزة) أبياتاً يستحثني على المجيء إليه وأنا يومئذ في شوشتر) والأبيات هي كما في ص 210، 211 من زهر الربيع:

يا أخا بشرنا تأخرت عنا

قد أسأنا ببعد عندك ظنا

كم تمنيت لي صديقاً صدوقاً

فإذا أنت ذلك المتمنى

فبغصن الصبا لما تثنى

وبعهد الصبا وان بان عنا

كن جوابي لكي ترد شبابي

لا تقل للرسول: كنا وكنا

فحكم أبناء المشعشع بقي في الحويزة إلى ما بعد القرن الحادي عشر للهجرة - كما تقدم - ونحن ما نعرف أسم سلطان الحويزة الذي ذكره السيد الجزائري بيد إننا رأينا في التاريخ أن (علي باشا) والي بغداد استعد سنة (1111) لمحاربة قشعم وسار إليهم فحاصرهم، ثم صالحوه على مال وكان المتسلم للبصرة داود خان فخرج من البصرة وتسلمها واليها السابق حسين باشا، وكان في الحويزة (فرج الله خان) فلم يتعرض له الوالي. وفي السنة (1112) أرسل فرج الله خان إلى دالدبان مصطفى باشا والي بغداد الجديد يطلب إليه الأمان ويبذل له تسليم الحويزة، وذلك لأن مصطفى باشا كان قد وصل إلى البصرة وهرب منه أمير قشعم، ثم استأمن إليه على مال فعفا عنه وعاد إلى بغداد. هذا مرادنا وعلى الله اعتمادنا.

مصطفى جواد

(لغة العرب) لم يدر الشرتوني أن في جنوبي العراق وبلاد العرب مواضع ومدناً منها: السوس والخوز والحويزة والطف وغدير خم، فقلبها بالصورة الآتية: الشوس والجزيرة والحوز والصف وغدير ختم، وهذه كلها لا معاني لها تتفق والمعنى، فلتصحح على ما ذكره هنا حضرة الأستاذ المصطفى المدقق المحقق.

ص: 730