الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصديقي البكري الذي زار العراق فأم البصرة في سنة 1139هـ (1726م) وأورد ما يلي في رحلته المسماة كشط الصدا وغسل الران في زيارة العراق وما والاها من البلدان:
(ثم سرنا نحو العمارة وبتنا فيها ليلة الجمعة ثم عدلنا عن شط العمارة سالكين شط السابلة لأن العرب في ذلك الشط (شط العمارة) قطعت السابلة. .) أهـ وكان سفري في سفينة من بغداد إلى البصرة.
فهناك منذ تلك الأيام حاضرة اسمها العمارة والشط التي عليه تلك الحاضرة فما تحت يسمى شط العمارة.
يعقوب نقوم سركيس
البغيلة
بحث أحد الأدباء عن البغيلة في هذه المجلة (8: 43) ثم في كتابه موجز تاريخ البلدان العراقية (ص118). والبغيلة هي التي بدلت الحكومة اسمها بالنعمانية بعد مقاله في المجلة. ومما ذكره الكاتب إن إنشاءها كان في سنة 1303هـ (6 - 1885م) وان السلطان عبد الحميد حينما ابتاع أراضيها أمر ببناء محل للحكومة فكانت البغيلة في تلك السنة مركزاً للحكومة.
هذا ما اطلعنا عليه الكاتب أما جريدة الزوراء في عددها المرقم 1068 والمؤرخ 12 صفر 1300 و11 كانون الأول 1298 (1882م) - أي قبل التاريخ الذي
عينه الكاتب بثلاث سنين - فأنها تقول في كلامها عن الجولة التي قام بها الوالي لتفقد شؤون الألوية، ما هذا بحروفه:
(وان موقعي نهري البغيلة وشاذي الواقعين في قضائي العزيزية والجزيرة والمتخذين مركز ناحية، قابلان للمعمورية فحصل التفضل بالتزام وضع كل منهما في حال قصبة فمن هذين: البغيلة أمر (الوالي) بان يخطط فيها عدة دور ودكاكين بمعرفة المهندس أيضاً. وجرى الامتنان باستحصال الأسباب لتكون قصبة مكملة عن قريب. . .) أهـ
وفضلا عن ذلك تجد في سالنامة بغداد لسنة 1300هـ (1882م)(ص 133) أن البغيلة ناحية مربوطة بقضاء الجزيرة ومديرها (بصيرت) أفندي كما انه جاء مثل ذلك في سالنامة 1301هـ (1883م)(ص135) مع ذكر الأسماء لأعضاء مجلس الإدارة وكذلك ذكر مأمور للأراضي السنية. أما اسمها في سالنامة هذه السنة فانه جاء (بقيان) فالظاهر انه غلط طبع فان لم يكن كذلك وكان اسماً جديداً وضعته الحكومة استبدالا إنها لم تحسن الاختيار مما أوجب الرجوع إلى اسمها البغيلة. ولم يرد (بقيان) إلَاّ في سالنامة تلك السنة فقط.
فالبغيلة أذن كانت مركز ناحية في سنة 1300 وبقيت كذلك بعد تفوض السلطان بالطابو لأراضيها فكان فيها موظف للحكومة وموظف للأراضي السنية في وقت واحد كما رأينا. وبعد ذلك رقع المدير وهو موظف الحكومة وبقي موظف الأراضي السنية بدليل أن سالنامة سنة 1302هـ (1884م)(ص 110) لا تذكر موظفاً في هذه الناحية إلَاّ موظف الأراضي
السنية.
والظاهر أن نواة تأليف هذه القصبة اقدم عهداً من القرن الرابع عشر للهجرة بل ابعد مدى من أواخر القرن الذي سبقه. فقد ذكرت البغيلة في الكتاب الحاوي رحلات المستر ريج المقيم البريطاني (2: 164) بتاريخ 14 أيار سنة 1821 (1237هـ) واليك ما فيه معرباً:
(وفي الساعة التاسعة ونصف مررنا بالبغيلة هكذا صورها) وهي قلعة من الطين على الضفة اليمنى (لدجلة) تعود إلى شفلح (بفتح الشين والفاء وتشديد اللام مع فتحها أيضاً) شيخ زبيد وبقربها مضرب خيامه الخاصة بشخصه أهـ
وقال كيبل (ص 114) بتاريخ 17 آذار سنة 1824 (1240هـ):
(وفي الساعة الثانية بعد الطهر اجتزنا بشفلح (قلعة شفلح) الواقعة على منعطف فجائي للنهر وهي قلعة مبنية بالآجر يقيم فيها شيخ زبيد الزعيم العربي القوي الذي تمتد ديرته من الضفة اليمنى لشط الحي (الغراف) إلى بغداد. .) أهـ
واخبرني ثقة من كبار الرجال ومن الزعماء من زبيد انه كان في صغره قد رأى بقايا قلعة شفلح مبنية بالآجر في موضع القصبة الحالية.
وليس بين البغيلة والكوت أربعون ميلا كما قاله الفاضل، إذ أن في ذلك سهواً بيناً لعل الأميال تقل عن الثلاثين.
هذا ما أردت تبيانه خدمة للتاريخ والحقيقة.
يعقوب نعوم سركيس