الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة
أول شرقي (عراقي) إلى أميركة
(تتمة)
بيت الحلبي من بيت صاحب الرحلة
يقفنا القس نصري في كتابه (2: 359) على اصل بين الحلبي وسبب تسميته في قوله:
(وكان للخوري إيليا (صاحب الرحلة) ابن أخ يدعى اسحق فقصد هذا عمه إلى رومية فأجلسه في إحدى مدارس أوربة الشهيرة فنجح اسحق وصار ترجماناً لسفارة دولة إسبانياً في رومية ونال رتباً جليلة، ثم عاد إلى الموصل بعد أن حج إلى القدس الشريف، ولما رأى أن عائلته قد قرضت تزوج بمريم من بيت طربوش التي كانت أختها زوجة عيسى الرسام، ثم قصد حلب بآله، ومن ثم يعرف وصفه بآل بيت الحلبي.) 1هـ
بيت الحلبي في الموصل
وقال القس نصري (2: 360): (وولد لأسحق ابن سماه الياس باسم عمه الخوري ايليا وابن آخر سماه يوسف. وهذان عادا إلى الموصل في أثناء عود الحاج باشا حسين باشا من آل عبد الجليل من مأموريته في حلب إلى الموصل إذ اختار الياس الحلبي المذكور صرافاً واشتريا البيت المعروف إلى يومنا هذا ببيت الحلبي وتناسبا مع بيت الرسام، فسعيا في نشر الكثلكة) أهـ. وروى القس انعامات الكرسي الرسولي على هذا البيت ووفاة جدهم اسحق وهو مسافر بحراً إلى أوربا على ما نقل.
وذكر القس نصري مرراً بيت الحلبي منتصراً للعقيدة الكاثوليكية وموالياً للأباء الدمنكيين من ذلك ذكره لالياس (2: 372) رئيساً لأحد حزبي الطائفة وكانت قد انقسمت بعضها على بعض لأمور طقسية وأمثالها.
وذكرت الياس رحلة سيستيني في سنة 1781 (ص 142) صيرفياً عند والي الموصل سليمان باشا الذي هو من أسرة موصلية (ص 146)(قلت: وهي أسرة عبد الجليل) وقالت الرحلة (145): ودعانا الصيرفي الياس إلى غداء الظهر لكنا رجحنا العشاء عنده. ثم قالت
(ص 146): (وكان عشاؤنا عند الصيرفي الياس ومسكنه دار أنيقة مرتبة وفقاً لذوق أهل ديار بكر، فكانت لنا فرصة نرى فيها النساء داخل بيتهن). ثم وف لبسهن ووضعهن، ثم قال (ص 147):(إن أسرة السنيور الياس حلبية كاثوليكية وهو يتكلم الإيطالية. وله صلة متينة بالمرسلين (الدمنكيين، وكان قد ذكرهم) وكان العشاء على غاية ما يرام من خدمة ومأكل). أهـ
وقال (هويل) في رحلته (ص 53) ما تعريبه:
(وغادرنا قره قوش في 2 نيسان (1788) صباحاً في الساعة السادسة فوصلنا إلى الموصل نحو الساعة التاسعة. . .
فبلغ الخواجا الياس - وهو تاجر قديم ارمني (وهم في ذلك فأنه كلداني) - خبر قدوم ثلاثة رجال أفاضل من الإنكليز، فدعانا أن نذهب عليه وأوفد إلينا خيلا لهذا الغرض فوجدناه في دار بنيت حديثاً وهي نظيفة أنيقة وألم تكن موافقة للذوق الأوربي. . .
وفي 5 نيسان بدأت أخاف أن الدار التي ابتناها حديثاً الخواجا الياس والتي نسكنها تزيد مرض الميجر كا كلود وكان لا يزال متوعكا.
وفي 6 نيسان استأذنا مضيفنا المحبوب الخواجا الياس وغادرنا الموصل. . .) أهـ وللبطريرك يوحنا هرمز المتوفى في سنة 1840 ترجمة لنفسه وقد نقلت
إلى الإنكليزية في كتاب المرسل البروتستاني بادجر المسمى (النساطرة وكتب طقوسهم. . .)(1: 155) وفيها ذكر الياس الحلبي.
وفي كتاب الآثار الجلية في الحوادث الأرضية لياسين بن خير الله العمري الذي كانت ولادته في سنة 1158هـ (1745م) تهكم لصاحبه (بيوسف الحلبي التاجر) وغيره مع استهزاء وتنديد وقذف اليم في أخبار سنة 1192هـ (1779م) وسبب ذلك اختلاف الكلدان بينهم لأمور طقسية وغيرها خاصة بهم وسعي يوسف في تأييد الحزب المسمى حزب المسيحيين. وفي ذخيرة الأذهان للقس نصري في جزءه الثاني عن هذا الاختلاف.
وفي خزانة ديوان الهند (فهرستها ص 211 عدد 730) نسخة من كتاب يتضمن (علم المعرفة الحقيقة. . .) تعريباً من السريانية للراهب السرياني عبد النور الامدي وفي آخر النسخة قوله: (وقد اهتم بكتابة هذه النسخة الأخ المكرم. . . والمسيحي القاثوليقي. . .
الخواجا المبجل القاروي (كذا) الممثل الخواجا جرجيس بن المومن المرحوم الخواجا يوسف الحلبي. . . وقد صار تحريره بيد الضعيف شماس ايليا بن قسيس عبد الأحد الموصلي سنة 1821 في أوائل شهر آذار (الموافقة) هاجرية (كذا) 1236) أهـ
بيت صاحب الرحلة بغدادي الأصل
رأينا في ما ذكره القس نصري أن صاحب الرحلة من نسل البطاركة النساطرة والعشيرة الأبوية وسيبين من نصوص أوردها بشأن نصوص صاحب الرحلة صحة ذلك. أما قول القس عنه انه من نسل البطاركة فهو يريد من نسل بيتهم إذ أن البطاركة لا يتزوجون.
وقال القس (2: 358ح): (إن العائلة الأبوية كانت قاطنة بغداد قبل انتقالها إلى تلحش والقوش) وقال (2: 82): (وكان بطاركة المشارقة بعد الغوائل والحروب التي ثارت في المشرق قد هجروا بغداد وأقام ما يابالاها كرسيه في دير ما يوحنا الذي عمره في مراغة. وبعد خراب الدير اخذوا ينتقلون من مكان إلى مكان إلى أن وصلوا إلى بلاد ما بين النهرين. وأقام بعضهم في دير الربان هرمزد وبعضهم في الموصل وغيرهم في دير ماراوجين. . .) أهـ
وإذ قال يابالاها الذي عمر دير مار يوحنا في مراغة، فهو أذن يابالاها الثالث المتوفى في سنة 1317م وترجمته في كتاب أخبار فطاركة كرسي المشرق من كتاب المجدل المطبوع في رومة في سنة 1896 (2: 122).
وقال القس نصري (2: 75): (خلف يابالاها في الرئاسة العليا على النساطرة طيماثاوس. . . ولما توفي يابالاها اختير طيماثاوس بعد أن فرغ الكرسي ثلاثة اشهر ونودي به جاثليقا سنة 1318م وهو الثاني بهذه الاسم). أهـ
وقال القس أيضاً (2: 83): (المراد بعشيرة الأب (العائلة) أو السلالة التي كان يخرج منها الجاثليق أو البطريرك أبو الآباء للطائفة النسطورية. . . وأول من سيم جاثليقاً من هذه العائلة هو طيماثاوس خليفة يابالاها اليغوري وكان خلفاؤه أيضاً من قرابته العمومية إلى زمان شمعون المعروف بالباصيدي الذي جلس 1480. وسن شمعون الباصيدي هذه العادة بنوع قطعي. . . فعين شمعون المذكور أول مرة خلفاً له من عشيرته وأسامه رئيس أساقفة لكي يتخلفه بعد موته. وقد حذا حذوه كل الجثالقة الذين خلفوه.) أهـ
وقال أيضاً (2: 84): (واقر الجثاقة المشارقة كرسيهم بعد أن رحلوا من بغداد في مراكز شتى ولو كانوا يعودون أحياناً إليها. . . وأخيراً أتوا القوش نحو سنة 1436. وبعد مبادئ الجيل (القرن) السادس عشر كانوا يقيمون غالباً في دير مار هرمزد القريب من القوش. . .) أهـ
وراح القس نصري يروي (2: 88 و148 و150 و153 و176 و186
و194) تبوءوا أبناء هذا البيت للكرسي البطريركي وأنبأنا بأخبارهم حتى أتى إلى زمن صاحب الرحلة ووفاة ايليا الثامن نسطوريا في 8 حزيران سنة 1660 وهو عم صاحب الرحلة، ثم ذكر (2: 223) البطريرك الذي قام مقامه من هذا البيت أيضاً.
ويا ليت القس مصري صرح بمصدره في بغدادية هذا البيت.
ذكر القسيس في رحلة الأب جوزية (يوسف)
وبعد أن بحثت عن صاحب الرحلة في كتب مطبوعة في عصرنا الحاضر وفي ما استخرج من كتاب - أو كتابين - طبعه صاحب الرحلة المار الذكر أرى أن نستطلع كاتباً معاصراً له شافهه فدون بحثاً عنه في كتابين كان طبعهما في زمن كان كل منهما في قيد الحياة.
رحل من رومة الأب جوزيه دي سانتا ماريا من الأباء الكرمليين الحفاة (الذي سقف بعدئذ فعاد إليه اسم بيته سبستياني) قاصداً بلاد ملبار في الهند في سنة 1656 وعاد منها فاجتاز ببغداد فقدم إلى رومة في سنة 1659 فكتب رحلته الأولى وقد جاءت فيها (الص 241) السطور التالية وهذا تعريبها عن الأصل الإيطالي:
(وهذا ما حملني على ترك طريق ما بين النهرين وعلى السير مع دليل البر برفقة الجند ومملوكين اثنين وقسيس اسمه الياس كان نسطورياً ثم تكثلك وهو ابن أخي البطريرك لهذه الطائفة النسطورية. وكان القسيس يقصد السفر إلى رومة تبركا) أهـ.
وفي الطريق قبل وصولهم إلى حلب ذكره الأب جوزيه في سياق الكلام (الص 244 و248) وليس في ذلك كبير أمر وعاد إلى ذكره (الص 275) فقال:
(وكان القسيس الياس من جملة الفقراء على مائدة قداسة يوم خميس الفصح وقد تأثر جداً من هذا المثال لنائب المسيح، وقال انه يريد أن يذيع خبر هذا العمل بين هراقطة بلاده
جميعهم وينقله أيضاً إلى البطريك عمه. ونال القسيس لأخيه عبد المسيح اركدياقونية كنيسة بغداد وحظي أيضاً بمعاونة نقدية إلى بيته من المجمع المقدس) أهـ.
وقفل الأب - وقد صار أسقفاً - راجعاً إلى الهند في سنة 1660 عن طريق الموصل، وعند قدومه إليها روى لنا ملاقاته أخاً للقسيس، وهذا
ما دونه في رحلته الثانية (ص 22 - 23):
(. . . وقدم إلينا الأخ الصغير للقسيس الياس بعض المبردات. وكان القسيس قد رحل معي قبلا من بغداد إلى حلب وكنت أعنته في رومة إعانة جزيلة وأراد أخو القسيس أن يذهب بنا إلى مكان قريب واقع في جبال الكرد يسمى القوش (وهو وطن النبي ناحوم المسمى الكشكو بقصد زيارة ابن عمه بطريرك النساطرة وهو خلف لسلف عمه المتوفى في ضلاله قبل في مدة قصيرة. وكانت وفاته بعد أن كان قد بلغ من العمر عتياً. ولم يكن قد انثنى عن زيغه وان كان القسيس الياس بعد رجوعه من رومة قد أقنعه بغلطه وحرضه على الخضوع للحبر الأعظم وكان تحرضه بلا جدوى لخوفه الذي لا معنى له من قول القائلين انه إفرنجي. وكان عمر البطريرك الجديد - وهو ابن عم
القسيس - أربع عشرة سنة وقد سقف قبل سنة ذلك بسنةكهن بعد أن كان راهباً في رهبانية باسيليوس سنتين. فهكذا يكون مجرى الأمور حينما تقلد المراتب الكنسية بالوراثة لأسرة واحدة حيث لا يحفظ الإيمان خالصاً من الشوائب. وكان يؤمل عبد الله أخو القسيس أن زيارتي للبطريرك ابن عمه تحركه على الطاعة الواجبة للحبر الأعظم. ونما أني كنت في كل دقيقة أترقب السفر أبيت الذهاب إلى القوش. وفضلا عن هذه الحال فأن الأب جيو تاديو كان مريضاً مرضاً عضالاً؛ فلم يسعني أن اتركه وحيداً.) أهـ
غادر الأسقف الكرملي الموصل منحدراً كاسكاً على دجلة إلى بغداد فقص علينا ما يلي (ص 25):
(عند قدومي إلى بغداد رأيت على ضفة دجلة القسيس الياس وكان ينتظرني هناك كل يوم إذ قد بلغة الخبر بسفري إلى هنا. وبمعاونته ومعاونه الآباء المذكورين قبيل هذا (أي الكبوشيين) ركبت دانقاً ووجهتي البصرة. . .) أهـ
ومن هناك أبحر إلى الهند زائرها الكرملي، ثم قدم منها عائداً إلى البصرة في سنة 1664
وصعد دجلة ثم قال (ص 227): (وصلت إلى بغداد فرأيت فيها قافلة كبيرة على وشك السفر، ومن المسافرين معها أخوان اثنان للقسيس الياس، وقد سبق ذكري إياه غير مرة فراقتني الفرصة في ما يخص بالرحلة ولا سيما السرعة في الرحيل لأني كنت ألاحظ جداً حلول زمن البرد والأمطار فصممت على أن أواصل المسير حالا. . .) أهـ
وقال صاحب الرحلة (ص 228) - وهو يسير بين بغداد والموصل - (إنه كان يظن أن عبد الله أخا القسيس الياس يعرف شيئاً من الإيطالية وقد بان له أن ما يحسنه لا يزيد على كلمتين). دعنا نرى أخيراً زائر الهند في حلب متخلياً من وعثاء السفر في هذه البلاد الشاسعة. وهذا ما قاله حين سفره من الموصل إلى حلب الشهباء (ص 230):
(بقي في نينوى عبد المسيح الأخ الكبير للقسيس الياس ورافقنا الأخ الصغير واسمه عبد الله فأشار علينا أن نأخذ معنا زقاً خمراً فحملناه معنا في كيس. . . ولقد أفادنا لأننا كنا نقاسي البرد أناء الليل.) أهـ
وآخر عهدنا بالخوري صاحب الرحلة في سنة 1692 على ما جاء في الكتاب الموصوف في المشرق وفي سنة 1693 على ما جاء في الكتاب الذي ذكره القس نصري إذا صح قوله. وأملي أن يرى المتتبع شيئاً عن هذا الرحالة الباسل وبيته في مدونات ذلك الزمن الغابر فيكشف لنا غطاء آخر عن أمره المنسي أجيالاً.
في 25 نيسان 1931:
يعقوب نعوم سركيس
مطالعة
رأينا في الرحلة أن لصاحبها ابن أخ اسمه يونان وفي ذخيرة الأذهان