الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة
أول شرقي (عراقي) إلى أميركة
كان الأب إنطوان رباط نشر في أجزاء السنة الثامنة من المشرق (سنة 1905) رحلة بعنوان (رحلة أول شرقي إلى أميركة) ابتدأ بها من بغداد في سنة 1668 صاحبها الخوري إلياس ابن القسيس حنا الكلداني الموصلي من بيت عمون ثم نشر له أيضاً في السنة التاسعة من المشرق نبذة في تاريخ البيرو ونبذة غيرها. وبعد ذلك ضم الأب كل ما في تلك المجلة في سفر طبعه في سنة 1906. وهذه الرحلة هي التي ابحث الآن عن أخبار صاحبها. وبعيد هذا عثر الناشر على نبذة عن المؤلف وردت في آخر كتاب يحوي مجموع صلوات كان قد وصفه المستشرق شنورر في فهرسته للمطبوعات العربية في سنة 1811 فسر الأب ذلك سروراً جماً أبداه في المشرق (9 (1906): 471) مع نشره ما وجده. وهو هذا بحروفه مع بعض الطي الذي أعوض عنه بالنقط فانه لا يمس الموضوع.
(قد طبع هذا الكتاب المبارك في مدينة رومية العظما في أيام رياسة. . . بابا مارايننوسنيوس الثاني عشر. قد طبعه من ماله ورزقه القسيس ايلياس باسم خوري البغدادي ابن قسيس حنا الموصلي من نسل البطاركة المشرقين من طائفة الكلدانيين من عيلة بيت عمون الذي قبل مواهب من الكرسي الرسولي (كذا)
الاوله: (اركدياقون على كنيسة بغداد. والثانية: روتونوطاريو أبو سطوليكو والثالثة: حامل صليب مار بطرس والرابعة: كونته ده بالاتينو
والخامسة: كاهن كنيسة ملك إسبانية. . .
وقد وقف على طبع هذا الكتاب المبارك أحقر عبيد الله اندوراس من مدينة حلب باسم كوالير ابن مقدسي عبد الله الكلداني الموصلي. . .
انطبع في مجمع انتشار الإيمان المقدس في مدينة رومية سنة 1692. . .) أهـ.
وقبل أن يبلغ خبر طبعة هذه الرحلة إلى سلامة موسى رأى أن يصف في المقتطف (35 (1909): 860) نسخة في خزانة ديوان الهند في لندن فطلب المقتطف من مشتركيه في بغداد أن يعلموه بما يعرفونه عن صاحب الرحلة وفي الوقت نفسه طلب من الواصف أن
يخبره بحجم الكتاب - ولابد أن ذلك كان استعداداً لطبعه - فأجاب موسى ملتمسه (المقتطف 35 (1909): 1112) ثم قال أن صاحب فهرست الخزانة يقول أن نسخها منقولة في الشرق لكنه لم يذكر الموضع، وحينذاك أوقف المقتطف على خبر الطبعة. وفي تلك الغضون أشار المشرق (12 (1909) 798) إلى المقتطف انه سبق فنشر الرحلة قبل وصف سلامة موسى.
وذكر الرحلة في المشرق صاحبه في كتابه المسمى المخطوطات العربية للمكتبة النصرانية الذي كان بدأ نشره (20 (1922): 58) ثم عاد فاخبرنا (22 (1924): 355) أن القس الفاضل بولس سباط السرياني وصف في (مجلة الشرق المسيحي) نسخة من هذه الرحلة وانه قد اتضح له من وصف القس أنها النسخة التي نقل عنها الأب رباط نسخة طبعته. وذكر القس سباط المار الذكر نسخته في كتابه بالفرنسية المسمى خزانة مخطوطات بولس سباط السرياني الحلبي، المطبوع بمصر في سنة 1928 (ص 62) بعد أن كان نشره في تلك المجلة الفرنسية. ولكتاب المخطوطات العربية للمكتبة النصرانية طبعه على حده بعد أن تم ننشره في المشرق.
وإذ قد سر الأب رباط بما قف عليه من خبر صاحب الرحلة وأبدى المقتطف رغبة في الحصول على معلومات من مشتركيه البغداديين عن صاحب الرحلة كما
رأينا أحببت - وان مر زمن طويل على ذلك - أن اجمع ما وقفت عليه في إثناء مطالعتي وفي إلقاء نظرات على كتاب بالإيطالية من نتف عن الرحالة وأسرته وغير ذلك معتقداً أن بعض القراء الكرام يلتذون بهذه الأخبار ويحدو ببعضهم الأمر إلى التتبع والبحث عن صاحب الرحلة وما يتعلق به.
نسخة ديوان الهند
لفت نظر سلامة موسى قول صاحب فهرست الخزانة. خزانة ديوان الهند (فهرستها ص 207 عدد 719) أن نسختها مكتوبة في الشرق لكنه موضع النسخ. والظاهر أن صاحب الفهرست لم يجد صراحة في ذلك وان (سلامة) رغب في الوقوف على الأمر. ولو رأى عراقي النسخة وانعم النظر فيها لعله يستخرج محل نسخها من إمارة يجدها فيها. مع أن النسخة بعيدة فلا يسعني إلا أقول عنها استنبطها من الوصف.
قال (سلامة في المقتطف (35: 1112). (إن في النسخة قوله: دفع شماس كوركيس لشماس حنا عشرين بغدادية ثمن نسخ هذا الكتاب) أهـ. ومن يراجع (الفهرست) ير فيه خاتمة للكتاب عد سلامة نفسه في غنى عن نقلها برمتها ولذا اقتضب الفقرة التي أورد نقلها. وهاأنا ذا انقل ذلك لا قابل الخاتمة خاتمة نسخة الدكتور الجلبي، التي سيأتي الكلام عليها وسيظهر قدم هذه على نسخة خزانة الديوان ويستنتج محل كتابتها مما فيها.
وهذه هي الخاتمة بحروفها: (قد تكمل هذا الكتاب بعون الله الوهاب في بورط صانتا ماريا التي هي لمينة كادس على يد الحقير الكوالير اندوراس ابن مقدسي عبد الله الكلداني في أول شهر آذار المبارك سنة ألف وستمائة وتسعة وتسعين مسيحية في أول نساخته.
ونساخته الثانية في شهر كانون الأول عشرين يوم في سنة 1751 مسيحية
والمجد لله دائماً.) أه
ثم قال الفهرست ما تعريبه وقد أبقى بالعربية الألفاظ التي أضعها بين قويسات: (والصفحات الثلاث الأخيرة تحوي مضامين الكتاب، وفي الأخر تعليق لشماس كوركيس) فيه انه دفع إلى (مقدسي شماس حنا) لنسخ الكتاب تسعة وعشرين (بغدادية) أي ثلاث بغداديات ونصف بغدادية عن كل كراسة وفي صدر الكتاب تعليق عن مشتراه في تاريخ سنة 1786. وهناك كتابة بالخط الأسطرنجيلي وهي: (بسم الله تيمناً وتبارك بذكره القديم.) أهـ
ولكي نعرف محل كتابة هذه النسخة على وجه التقريب انقل ما قاله القس خدر الكلداني في رحلته (المشرق 13 (1910): 659) في تاريخ سنة 1728 وهذا كلامه: (. . . قرش اسكوت روماني. وكل اسكوت عشر جوليات. والجولية هي البغدادية السالكة في الموصل.) أهـ. ويتضح من جنس هذه
النقود المدفوعة أجرة أن كتابة النسخة كانت في مدينة تدرج فيها البغدادية ولا بد أنها بغداد أو الموصل. ويرجح الورتبيد الفاضل نرسيس صائغيان أنها بغداد لأنه يظن أن المستنسخ هو الشماس كوركيس ابن الشماس عيسى غنيمة من أهل بغداد وسكانها لعادته اقتناء الكتب ولمعاصرته رجلا اسمه المقدسي حنا من سكنة بغداد أيضاً.
نسختان غير المحكي عنهما
1 -
نسخة الدكتور الجلبي
رأينا أنه لم يتيسر لناشر الرحلة أن يقف حين طبعها إلا على نسخة واحدة ولم يصل إليه إذ ذاك خبر نسخة ديوان الهند وقد جاءنا في السنوات الأخيرة كتاب مخطوطات الموصل للأستاذ الدكتور داود بك الجلبي (ص 269) بوصف نسخة عند صاحبه ينقص منها ورقتان في الأول وفي آخرها مثل ما في نسخة خزانة الديوان إلا قوله: (في أول نساخته) فأنها كما أنه عوض في هذه النسخة عن قول نسخة الديوان (ونساخته الثانية. . .) بما يلي: (وقد صار الفراغ منه يوم الخميس في ستة وعشرين من شهور (كذا) تموز سنة 1748 مسيحية.) أهـ فيتضح من هذا أن نسخة الدكتور اقدم بثلاث سنوات من النسخة التي في ديوان ويبين من اتفاق ما فيهم في الآخر أن نسخة الديوان منقولة من نسخة الدكتور أو أن كلا منهما منقولة من أم واحدة لأن كلمة (ادار) وردت في كلتيهما بدال مهملة.
2 -
نسختي
هذا ما كان من نسخة الدكتور وكان للمنقب في أخبار السلف من المسيحيين الورتبيد نرسيس صائغيان نسخة اقتناها قبل نحو عقدين من السنين فأهداها إلي قبل بضع سنين وهذا وصفها وأنا آسف لنقصها.
طولها 22 سنتمتراً وعرضها 16 وفي كل صفحة 17 سطراً صفحاتها 196 خطها فصيح لكنه ليس بالمتقن ومداده اسود باهت وورقها ثخين وجنسه يحملنا على قول بان عمرها يتجاوز قرناً ونصف قرن على الارجح، وكانت مسلوخة من جلدها فصحفتها وليس على أوراقها أرقام إنما معلم على أول صفحة من كل كراس رقمه وكذلك على آخر كل صفحة منه وهو يحوي 16 صفحة ونقصها في الأول كبير فأنه ثلاثة كراريس ونصف وفي وسطها نقص آخر من الكراس التاسع والعاشر قدره 16 صفحة. وفي الفصل العاشر دائرة ضمنها صورة مظهر من مظاهر السماء الذي مما لم ير الناشر حاجة إلى طبعه وقد اكتفى بنشر نبذتين تاريخيتين. والصورة من صنع يد لا تحسن الرسم كيد صبي من الصبيان كما انك تجد في الفصل الحادي عشر صورة أحرف جاء عنها في المطبوع (ص 77ح) أن الأصل غفل منها.
وآخر فصل في مخطوطي هو الفصل السادس عشر وينتهي الموجود منه برواية الأعجوبة الرابعة للعذراء مريم عليها السلام. وجملته الأخيرة هي: (فهكذا يا اخوة عملت مريم البتول عجائب كثيرة في كل المسكونة وهي ظاهرة للناس.) فالنقص ما بقي من هذا الفصل مع الفصل السابع عشر الذي به يتم الكتاب.
وفي ضمن الدائرة الحاوية صورة مظهر السماء أدخلت يد حديثة قوله: (هذا الكتاب مال يوسف ابن بحو.) أهـ.
(مطالعة): ومما نستفيده من هذه النسخة أنها أفصحت عن كلمة لم يحسن
قراءتها ناشر الرحلة. كنت قرأت في النص 35 من المطبوعة كلمة (برنج) ثم جمعها (برانج) وفي حاشية للناشر أن الكلمة فارسية ومعناها النحاس وهو يظن أنها بمعنى خابية أو برنية فرأيت أن القراءة غير صحيحة ولا بد أن تكون (برنخ) وهي كلمة معروفة في بغداد والموصل يراد بها أنبوب من خزف قطره واسع حسب حاجة صاحبه إليه ويكون طوله نحو نصف متر، وإذا أراد أحدهم أن يتخذ مدخنة أو مسيلا ينحدر من علو، صف واحداً راكباً في رأس واحد. وسياق الكلام في الرحلة يقضي أن تكون الكلمة (برنخ) وجمعها (برانخ) كما أن النسخة التي عندي تصورها على هذا الوجه. ويقال في المفرد (بربق) بإبدال الخاء قافاً. وقد بان لي أن على الكلمة مسحة آرامية فسألت عن ذلك حضرة الأب صاحب المجلة فقال:(البربخ) وجمعها البرابخ مأخوذة من الارمية (لا من المصرية كما في اللسان والتاج) وهي من (بربوعا) ويقال فيها أيضاً (بربوقا) بمعناها وبمعنى الكراز أو القرقار أو الكوز أو الدبة أو الزجاجة.
(عن دليل الراغبين في لغة الآراميين).
نسخة أسرة المؤلف
كان القس بطرس قد ألف كتاباً اسمه ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارفة والمغاربة من السريان طبع جزءه الأول في مطبعة الأباء الدمنكيين بالموصل في سنة 1905 وشرع في طبع جزءه الثاني هنالك أيضاً في سنة 1913 ثم حدث ما أوقفه عن الطبع بعد أن أنجز منه 448 صفحة فذكر فيه رحالتنا مع اقتباس من المشرق. ومما فيه (2: 359) قوله عن الرحلة: (رؤي هذا الكتاب عند نعمان الحلبي). وسيأتي الكلام على نعمان أنه من بيت
كاتب الرحلة.
تذكرت هذه الرواية حينما زرت الموصل في خريف 1921 ترويحاً للنفس فجمعتني الصداقة القديمة بالوجيه الكريم يوسف أفندي نعمان آل الحلبي فأخذنا يوماً نتجاذب أطراف الكلام عن أسرته الطيبة الأرومة فسألته عن هذه
النسخة التي كانت لوالده أنه كان وجدها في تركة أبيه وكانت في داره عند مغادرته الحدباء وقت نزوحه منها قبل ثمان وثلاثين سنة قاصداً الناصرية قاعدة لواء المنتفق بوظيفة مدير البرق والبريد وأنه لم يرها عند رجوعه وقد فقد معها ما كان إرثاً من والده من نفائس الأوراق، فقد حرمتنا الأيام الوقوف على هذه النسخة التي ربما من التعاليق عن أسرته ما ليس في غيرها. ويوسف أفندي هو وحيد بيته الحلبي اليوم.
أسفار صاحب الرحلة
اخبرنا القس نصري (2: 358) خلال كلامه على مساعدة بيت الحلبي للمرسلين الدمنكيين والذب عنهم ما جاء في آخر كتاب مطبوع عن صاحب الرحلة واصله وهو كآخر الكتاب الموصوف في المشرق نقلا عن شنورر والمطبوع في سنة 1692 مع زيادة تعريف أنه من نسل (البطاركة والعشيرة الأبوية وأنه قصد رومية سنة 1659) إلا أن القس نصري قال أن ما ذكره جاء في آخر كتاب الصلوات المسمى (الحيوة) الذي طبعه الخوري ايليا في سنة 1693 في رومة. ثم قال (2: 359): (يظهر أن الخوري الموما إليه قد سافر إلى رومية مرتين لأنه في هذه السياحة (أي المطبوعة) ذكر أيضاً أنه رحل من بغداد سنة 1668 وأنه كان ابن أخ اسمه يونان أنجز دروسه في عاصمة الكثلكة سنة 1670 فينتج أن ما خلا سفرته التي فيها طبع كتاب (بستان الحياة) قصد رومية مرة أخرى لزيارة ابن أخيه يونان الآخر) أهـ. ويظهر لي أن الكتاب الذي سماه القس نصري (الحيوة) المطبوع في رومة سنة 1693 والكتاب الذي سماه (بستان الحياة) هو واحد، والذي يظهر لي أيضاً كأن هذا الكتاب هو غير المطبوع في سنة 1692 الذي قال عنه المشرق لا اسم له بالعربية. والذي يسوقني إلى هذا الظن أي أنهما إثناء اختلاف الاسم وسنة الطبع والأسماء العربية للمراتب