الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أسئلة وأجوبة
أميركي وأميركاني
س. طرابلس الغرب. السيد م. م. ن. كان وقع جدال بينكم وين الأستاذ ضومط في مسألة النسبة إلى أميركة. وهل يقال أميركي أو أميركاني. وكان رأيكم أنكم ترجحون الأميركي على الأميركاني. وكان رأي الأستاذ ضومط أن الأميركاني هو الأصح، أفبقيتم على رأيكم أم ماذا؟
ج. الذي عندنا أن الأميركي هو الأرجح والأميركاني هو المرجوح الضعيف. بل نذهب إلى أن من يقول: أميركاني. فاسد الذوق العربي وحشية لأن الناطقين بالضاد لا يجمعون أداتي صفة في كلمة واحدة: ولما جمعهما بعضهم فيه اسقطوا اللفظة من الذوق العربي وقالوا عنها إنها وحشية أو وعرة أو متوعرة ففي الأميركاني (ياء النسبة العربية) فيها أداة الصفة الإفرنجية وهي أن. . اللاتينية الأصل من. . فاجتمع فيها أداتان لتلميح الصفة: الأداة الإفرنجية والأداة العربية، وهما في نهاية القبح. وقلنا: هما في نهاية القبح (لأن السلف استبشعوا وجود مثل هاتين الأداتين في الكلمة العربية الواحدة، وان كانتا عربيتين فكيف لا يستبشعوهما إذا جاورت الأداة العربية الوصفية الأداة الأعجمية التي من جنسها. أما أن الناطقين بالضاد استنكروا اجتماع الأداتين الوصفيتين في الكلمة العربية الواحدة فظاهر من قول صاحب المصباح المنير في مادة وح ش: (وكل شيء يستوحش عن الناس فهو وحش ووحشي، كأن الياء للتوكيد كما في قوله: والدهر بالإنسان دواري، أي كثير الدوران) أهـ. فأنت ترى من هذا أن الدوار هو الكثير الدوران. ثم زيد دورانه تأكيداً بياء التأكيد، فاجتمع في معنى الدوار زيادة، لكن هذه الزيادة أخرجته عن المأنوس من الكلام إلى وحشيه. وعلى هذا الوجه فسد ذوق القائل، وعلى هذا يقاس قولك: الأميركاني
فإن الألف والنون الزائدتين على أميركة تدن على النسبة فإذا زدت الياء عليهما خرجت الكلمة عن مأنوس الكلام إلى وحشية فأصبحت لا تألف إلَاّ الوحوش من الناس، ولهذا وجب على الأديب السليم الذوق أن لا يقول إلَاّ (أميركي) وبهذا القدر كفاية وقد قصدنا أن لا نرجع إليه البتة.
جفر وشرح
س. مصر القاهرة. قرأت في فقه اللغة للثعالبي الذي طبعه الأب لويس شيخو في سنة 1885 في ص 81 في ترتيب سن الغلام ما هذا نصه: (يقال للصبي إذا ولد: رضيع وطفل، ثم فطيم، ثم دارج، ثم حفر (وفي نسخة: جفر وهو تصحيف). ثم يافع، ثم شدخ، ثم مطبخ (كمحدث) ثم كوكب.) أهـ وقرأت في النسخة المطبوعة في مصر بالمطبعة العمومية سنة 1318 في ص 95 ما هذا نصه. ثم دارج ثم حفر ثم يافع ثم شرخ ثم مطبخ (كمعظم) فأين الرواية الصحيحة؟
ج. عليكم أن تعلموا قبل كل شيء أن الأب لويس شيخو لم يكن لغوياً مدققاً بل أديباً وفي كل ما تولى طبعه من مصنفات الأقدمين من الأغلاط ما أنزلها في عيون المحققين. ومن الجملة فقه اللغة هذا فانه طافح بالأوهام اللغوية. فذكر النسختين المصرية والبيروتية الحفر (بالحاء المهملة) بعد الدارج خطأ واضح والصواب جفر (بجيم في الأول) قال في التاج: (ومن الجاز الجفر (بفتح الأول): الصبي إذا انتفخ لحمه واكل، وصارت له كرش وقد جفر وتجفر وقال ابن الأعرابي: والغلام جفر. وفي حديث حليمة ظئر النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان يشب في اليوم شباب الصبي في الشهر فبلغ ستاً وهو جفر. وفي حديث أبي اليسر: فخرج إلى ابن له جفر أهـ؟
أما شدخ بالدال فغلط كبير لا وجه له. والصواب شرخ بالراء كما في الطبعة المصرية أما الشدخ بالدال (وزان سبب) فمعناه الولد لغير تمام إذا كان سقطا رطباً رخصاً لم يشتد، فكيف يكون هذا وقد ذكره بعد اليافع، فلا جرم أن الشرخ بالراء هو الصواب وما في النسخة الشيخوية غلط شنيع.
أما المطبخ فالصواب كمحدث أي بتشديد الباء المكسورة وهو الشاب الممتلئ.
وما في النسخة اليسوعية غلط ظاهر.
والعجيب في هذه الألفاظ الاصطلاحية أن صاحب تاج العروس اخطأ أيضاً في إيرادها في مادة طبخ فانه ذكر ترتيب سن الغلام نقلاً عن ابن الأعرابي وأورد الحفر (بالحاء المهملة) والشدخ (بالدال) وكل ذلك خطأ ظاهر. أما صاحب اللسان فقد قال: جفر بالجيم، لكنه اخطأ في قوله: شدخ بالدال. والصواب ما ذكرناه، أي بالراء. فانظر كيف أن كتبنا اللغوية طافحة
بالأوهام مع انه يجب أن تكون من اصح ما يمكن.
التلفزيون أو المباصرة
باريس. ج س. في لغتنا الفرنسية كلمة حديثة الوضع هي تلفزيون ومعناها النظر إلى الشيء عن بعد بواسطة آله اخترعوها، والكلمة منحوتة من كلمتين: يونانية (تلي) أي بعد، ولاتينية (فزيو)، أي نظر ومحصلها: النظر عن بعد، فهل في لغتكم كلمة تفيد هذا المفاد؟
ج. نعم. ولغتنا لا تحتاج إلى ما تحتاجون إليه من لغتين. إذ في شبابها وقوتها غنى عن غيرها. وهذه الكلمة هي (المباصرة) قال الجوهري: باصرته إذا أشرفت تنظر إليه من بعيد. فهل في لغات الأقدمين أو المحدثين من لغة فيها من قوة الولادة ما في لساننا العدناني العجيب؟ ذلكم ما ندعكم تفكرون فيه سنين بل قروناً.
النث أي الراديو
القاهرة. ك. ش. أكثرت الصحف في هذه الأيام من ذكر (الراديو) ويريدون بها آلة توصل إليك الأغنية والخطب ونحوهما عن بعد، فهل يمكن أن نجد لها مقابلاً في لساننا؟
نعم هي النث. قال اللغويون: نث الخبر: أفشاه. وقيل النث في الأصل إفشاء السر. ثم يتوسع فيه. فيقال: في ما يذاع عن بعد مما يظن انه خفي لا يجاوز الموطن الذي يجري فيه.