المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشمسية في التاريخ - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٩

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 86

- ‌سنتنا التاسعة

- ‌تلو أي تل هوارة

- ‌هيكل أدب

- ‌طبع كتاب الإكليل

- ‌قصر ريدة

- ‌رسالة ذم القواد

- ‌آل الشاوي

- ‌فوائد لغويةٌ

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 87

- ‌كيفية إصلاح العربية

- ‌هيكل أدب

- ‌الزقزفة أو لسان العصافير

- ‌آل الشاوي

- ‌معنى تدمر

- ‌مقاله في أسماء أعضاء الإنسان

- ‌قمرية أم القمرية

- ‌السعاة

- ‌اللشمانية الجلدية

- ‌فَوائِد لُغَويَّةٌ

- ‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 88

- ‌الشمسية في التاريخ

- ‌لسان العصافير

- ‌أيتها الطبيعة

- ‌من كلام الجاحظ

- ‌جامع سراج الدين وترجمة الشيخ

- ‌البسذ والمرجان

- ‌العمارة والكوت

- ‌البغيلة

- ‌آل الشاوي

- ‌الساقور

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة المذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 89

- ‌في نشوار المحاضرة

- ‌تمثال ملك أدب

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌أليلى

- ‌نظمي وذووه

- ‌كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 90

- ‌معجم أسماء النبات

- ‌البيات

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌جنك أو جنكة أو صنكة لا منكة

- ‌كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل

- ‌نظمي وذووه

- ‌الصابئة

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌حب الكتب

- ‌هيكل أدب

- ‌السيرة الحسنة

- ‌زواجنا

- ‌سبيل العز

- ‌الحدائق

- ‌آل الشاوي

- ‌الحياة الصالحة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 91

- ‌أبناء ماجد النجديون

- ‌تحية العلم العراقي

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌في ضرورة معرفة طب البيت

- ‌إرشاد

- ‌الطيارون العراقيون

- ‌الهولة

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌شباب العراق

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌كلمات كردية فارسية الأصل

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ومجاورة

- ‌العدد 92

- ‌البزغالبندية

- ‌حاجات البلاد

- ‌كتاب السموم

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌الأعمال

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌حديقة النصائح

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌آداب المائدة

- ‌برج عجيب في أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكر

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 93

- ‌الخنساء

- ‌تحية العلم

- ‌الراية واللواء وأمثالها

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌مراث وأشعار قديمة مخطوطة

- ‌الزهور

- ‌الحر حر

- ‌الرضم في شمالي العراق

- ‌نظمي وذووه

- ‌التركمان

- ‌فَوائد لُغَوية

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمْذاكَرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 94

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌بدرة وجسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌اليقظة

- ‌نصيحة

- ‌حكم

- ‌أمثلة من كتاب الجماهر للبيروني

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌الراية واللواء وأمثالهما

- ‌لا ضمير بلا دين

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 95

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌موقع هوفة

- ‌في المتحفة العراقية

- ‌تعصب الجهلاء

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌عبدة الشمس

- ‌نخل نجد وتمرها

- ‌البحر الأحمر لا بحر القلزم

- ‌ذييل في المشعشعيين

- ‌الدوالي أو العريش

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌الشمسية في التاريخ

‌العدد 88

- بتاريخ: 01 - 03 - 1931

‌الشمسية في التاريخ

كنا قد نشرنا مقالة طويلة عن هذه الفرقة في مجلتنا في (7: 193 إلى 203) ثم أخذنا نبحث عنهم في الأخبار والتواريخ لعلنا نهتدي إلى ما يوضح أمرهم في سابق العهد، فلم نوفق؛ فاستعنا بصديقنا القديم الورتبيد نرسيس صائغيان فهدانا إلى بعض الكتب التي نوهت بهم. من ذلك

- 1682.

فقد جاء في الصفحة 500 ما هذا معناه: (سمي الشمسية بهذا الاسم لأنهم - على ما قيل - يعبدون الشمس. وهذه الفرقة اقل الفرق انتشاراً في الشرق، وعدد أصحابها لا يتجاوز العشرة الآلاف، وهم لا يرون إلَاّ في شمالي العراق وأنحائه. - وليس لهم معابد ولا كنائس يصلون فيها، وهم لا يجتمعون إلَاّ في بعض السراديب بعيدة عن المدن ليتكلموا فيها ويتباحثوا في مواضيع ديانتهم. ويأتون ذلك خفية أية خفية حتى أن الأجانب عن ديانتهم لم يستطيعوا أن يتحققوا شيئاً منها، ولا أن يعرفوا ما يجري في تلك المجتمعات والذين اهتدوا منها إلى النصرانية لم يبوحوا بشيء من أسرار نحلتهم، خوفاً من أن يقتلهم أصحابهم الأقدمون،

ص: 161

إذا ما ثبت لهم انهم أفشوا أسراراً من تلك النحلة، لأنهم يجددون هذا القصد كلما اجتمعوا.

(وقبل نحو ست سنين ذهب شابان إلى حلب الشهباء فعمدها أسقف الأرمن الكاثوليك، بعد أن أنكرا ضلاتهما، لكنهما لم يشاءا أن يفشيا شيئاً من أسرار فرقتهما، مع أن النصارى ألحوا عليهما أن يذكرا شيء منها، أو أن يكشفا شيئاً مما يجري في محافل الفرقة من الشنائع والأعمال الخبيثة للأسباب التي ذكرناها.

(وفي رحلتي إلى ديار بكر عرفت شمسياً كان تاجراً غنياً وبينما كنا منحدرين إلى بغداد، كان يسمي نفسه يوسف في القافلة. واسم يوسف شائع بين النصارى والمسلمين واليهود، وكان يعتم عمة لا ينكرها أصحاب دين من الأديان؛ وكل ذلك لكي يزيد تنكره، ولهذا كان أبناء كل دين يعتقد انه على دين من الأديان، فلم أتمكن من أن أتبين دينه واحكم عليه من النظر إلى أعماله أو ثيابه أو كلامه؛ إذ ما كنت أرى فيه ما يحملني على انه يدين بدين من

الأديان. لأنه ما كان يظهر عملا دينياً يفشي لي ذلك، فكان يعيش كمن غير مربوط برابط من النحل المعروفة، أو يعيش كمن لا دين له. وكان يتكلم كلاماً لا يدل على شيء من الدين وقد قيل لي انه شمسي. فأردت أن أتثبت من الأمر بنفسي، فسألت شاباً مسلماً كان يخدمه عن دين مولاه، فقال لي: إن صاحبي مسلم حنيف مثلي. - وقد قال الخادم ما قال، أما خجلا من أن يبوح لي بحقيقة دين سيده؛ وأما لأنه كان يجهل حقيقة معتقد ذلك الرجل المحفوف بالغوامض والخفايا. أما أجوبة سائر خدمه فكانت أن دين مخدومهم الشمسية. واتفق لي أني رأيت ذات يوم هذا التاجر فرحاً وكان بجانبي؛ فأخذت أجاذبه أطراف كلام مبهم، وبعد أن مضى على حديثنا زمن، تجاسرت وسألته: أأنت نصراني؟ - فقال لي بصوت خافت: نعم. - ولما ألححت عليه أن يذكر لي اسم المذهب الذي ينتمي إليه، غير الكلام للحال ولم يرد أن يزيدني إيضاحاً. وهذا ما دعاني إلى إثبات ما قيل لي عنه أي انه كان شمسياً. - هذا عدا ما كنت أرى اغلب المسلمين ينعتونه بالكافر في كل مرة أرادوا أن يذكروه. وهذا النعت يلصقونه أيضاً بكل نصراني

ص: 162

من أي مذهب أو نحلة كان.

(ولما رأى الباشوات أن ليس للشمسية معابد وانهم يعيشون كالبهائم بلا دين معروف بمناسكه وشعائره ليرجعوا به إلى أمة. طلبوا منهم مراراً أن يسلموا فوعدوهم خيراً، أو انهم يتنصرون ويتخذون مذهباً من مذاهب المسيحية التي اعترفت به دولة السلطان أو تساهلت فيه؛ وإلا يقتلونهم ويبيدونهم عن آخرهم من تلك الديار. وهذا ما أجبرهم على أن ينضموا إلى السريان أو إلى اليعاقبة قبل بضع سنين، اجتناب قتل الترك إياهم، حتى أن النصارى اخذوا من ذلك العهد يعمدون أولاد تلك الفرقة ويدفنون موتاهم من غير أن يذعن أهاليهم للشعائر النصرانية. ولا أن يتخلوا عن شعائرهم الأولى التي يحافظون عليها كل المحافظة، ويتمسكون بها في مجتمعاتهم السرية، ولو انضووا إلى المسلمين على إلحاح الباشوات لما استطاعوا أن يبقوا محافظين على تلك الأعمال.) أهـ كلام الرحالة.

وجاء في المجلة الشهرية الأرمنية التي تصدر في فينة للآباء المخيتاريين مقالة لكريكور فانتيان في ص 12 و13 من سنة 1896 ما هذا معناه:

(الشمسية أو أبناء الشمس وبالأرمنية - أول شهادة بلغت إلينا باللغة الأرمنية ترتقي إلى القرن الحادي عشر للميلاد، واسم الكاتب كريكور ما كستروس (المتوفى سنة 1058) فقد

ذكر الشمسية في جوابه على رسالة وجهت إلى بطريرك السريان، ومن بعد أن ذكر فرقاً دينية كثيرة قال:(وهناك أناس يعبدون الشمس، والذين خدعهم الفرس التابعون لرأي زرادشت الفارسي ويعرفون باسم الشمسية (وبالأرمنية وهم كثيرون في هذه الربوع (أي بين النهرين) وهم يسمون أنفسهم نصارى. . . ونعرف انك لا تجهل سيرتهم الشريرة المفضوحة).

الشهادة الثانية

ترتقي إلى أوائل القرن الثاني عشر للميلاد لصاحبها داويد ورتابيت فقد قال: البولسيون: هم الشمسية.

الشهادة الثالثة

ترتقي إلى المائة الثانية عشرة وهي للجاثليق نرسيس شنورهالي

ص: 163

في رسالته إلى الخوري الأسقفي إلى سميساط تلك الرسالة المسماة (لأجل رجوع الشمسيين). . . تعرفون إن ورد إلينا خط منكم للشمسيين الساكنين في مدينتكم وانهم يريدون ويلتمسون أن ندخلهم في قطيع المسيح، بل أن الأرمن جنساً ولغت يريدون أن يتساووا معهم بالإيمان والروح، أتوا إلى ديواننا وكلمونا ملتمسين ذلك منا بإلحاح، ونحن أفهمناهم ما قرأناه عنهم في الكتب. وما سمعناه من العارفين أمورهم، أي الشرور التي يأتونها قولا وعملا. . . وهكذا بقي الشمسيون في طائفتنا جالسين في ظلمات الشيطان، وأبوا أن يستنيروا بالنور الإلهي على يد القديس غريغوريوس المنور، بل فضلوا الظلمة على النور إلى يومنا هذا. والذين أتوا إلينا، كفروا بشيعتهم بإيمان مغلظة ولعنوا بأفواههم كل من يحفظ في قلبه مثل هذا الكفر، وكل ما سننا لهم من السنن، تعهدوا بالقيام به. أما إذا كان اهتداؤهم عن رياء، مثلما يتوهمه عنهم كثيرون، ويرجعون إلى قيئهم، فنحن لا نضر بشيء. والاسم الذي تسموا به من عهد أجدادهم - وهو الشمسية - سيبدل باسم المسيحيين، ذلك الاسم العظيم العجيب. . .)

فيؤخذ من هذا الكلام أن عنصر الشمسية ولسانهم هما من عنصر الأرمن ولسانهم. وإن كان مثل هذه النتيجة لا يستنتج من كلام الشاهدين الأولين، على أن جماعة من الأدباء لا ترضى بما قاله الجاثليق الأرمني، بل ترى انه لم يورد ما أورده إلَاّ لأن هؤلاء الشمسية

كانوا يعبدون الشمس وبعض العناصر والأشجار على حد ما كان يفعله الأرمن في سابق العهد. ولذا استنتج الجاثليق تلك النتيجة ولاسيما انه رآهم يتكلمون الأرمينة، كما فعل بعض النور (الكاولية أو بني سلسان) المبثوثين في تلك الأرجاء. والذين ينطقون بالأرمنية.

الشهادة الرابعة

من المائة الربعة عشرة للجاثليق مخيتار في رسالته إلى البابا اقليمس الخامس الذي كان في أفنيون (فرنسة)(سكن افنيون في سنة 1309 ومات فيها في 30 نيسان سنة 1314) إذ يذكر أن في ذاك العهد كان شمسية في منازكرد (في أرمينية)

ص: 164

الشهادة الخامسة

من القرن الرابع عشر وهي لمخيتار أبارانتسي إذ يقول: (وعندنا عبدة الشمس (شمسيون) وهم أرمن ويتكلمون الأرمنية واسمهم اريفرتي (كلمة أرمنية معناها عبدة الشمس أو شمسيون) وليس لهم كتابة (خاصة بهم) ولا علوم أدبية. بل يعلم الآباء الأبناء بالتقليد ما تعلمه أجداهم من زرادشت، ويسجدون للشمس حيثما تتجه ويحترمون شجر الحور والسوسن والقطن وغيرها من الأنبتة التي تتجه إلى الشمس ويشبهون أنفسهم بها وإن ذلك الاتجاه يكون بالإيمان والعمل السامي العطر الرائحة. ومن مناسكهم انهم يذبحون الذبائح للموتى ويجودون على الكاهن الأرمني بحسنات. واسم رئيسهم هازربد وهم يجتمعون في السنة مرتين أو أكثر. رجالا ونساء. شيباً وشباناً في مغارة مظلمة جداً. و. . .)

قلنا: إن كان هؤلاء أصلهم من الأرمن. فيجب القول أيضاً انهم يعرفون القراءة والكتابة وإن لهم وقوفاً على الآداب الأرمنية، وإن قيل الخلاف. وكذلك لو قلنا انهم يمتون إلى المجوسية الزرادشتية بنسبهم، والراجح انهم لا أرمن ولا مجوس في النجار. والمظنون أن اسمهم اريفربي (أي عباد الشمس) اسم جنس لا اسم دين ومذهب؛ لأن الأرمن الأقدمين كانوا يعبدون الشمس أيضاً. ومع ذلك لم يلقبوا بذلك اللقب. إن كان من أسماء الأديان. ويشهد على ذلك ما قاله البطريرك اوانيس تلغورانيس من أبناء القرن السادس عشر في بيت شعر له. ودونك معناه:

(لا تشمئز المرأة من الشمسي ولا من التركي ومن الأرمني. إنما إيمانها من تحته من البشر).

فهذا دليل على أن الاسم (اريفرتي) هو اسم جنس (عنصر) لا اسم دين أو نذهب.

الشهادة السادسة

الشهادة السادسة ترتقي إلى المائة الخامسة عشرة. وذلك ظاهر م كلام توما مدزوبتسي حين ذكر تيمورلنك فقال: (وخرب

ص: 165

تيمور مدينة وأربع قرى للشمسيين الوثنيين ودونك أسماءها: شولن وشيماغاخ وصفاري ومراغة وهناك أسماء مدن آخر ليست بأرمنية وهي من مدن إيران فأتلفها تيمور عن آخرها إلَاّ أن هؤلاء الشمسيين كثروا في ماردين وديار بكر بعناية شيطانية.

الشهادة السابعة

الشهادة السابعة هي لدافيد سلاتصورتصي إذ يقول: (. . . والبابونج والهندباء تنظران الشمسي. إذ يتجه هذا الرجل إلى حيث تدور الشمس).

الشهادة الثامنة

الشهادة الثامنة لنيبهر، فقد قال في رحلته إلى العراق أو بين النهرين في سنة 1766:(وينتمي الشمسية إلى أمة اليعاقبة، والظاهر انهم حافظوا على الدين الذي كان سائداً قبل الإسلام وقبل النصرانية في تلك الربوع. ولما أريد قتلهم لأنهم ليسوا من أصحاب الكتب المنزلة انضموا إلى اليعاقبة فراراً من الموت).

خلاصة بحثنا

هذا ما وجدناه مدوناً في أخبار الأرمن. وكان الشمسيون يطوون بساط أيامهم بين ظهرانيهم ولم نجد غيرهم ذكرهم أو تعرض لهم. ولابد أن هناك كتباً نوهت بهم غير ما ذكرناها؛ لكننا لم نقع عليها.

على انه اتضح لنا كل الاتضاح أن ما أفادنا به (هومزد فروش)(راجع لغة العرب 7: 196 و197) كان صحيحاً؛ وإن في ديانة الشمسيين كثيرا من معتقد المجوس (أي اتباع زرادشت) وانهم حافظوا عليها منذ وجود أجداهم في تلك الديار، إذا كانت الزرادشتية سائدة

فيها. وكذلك قل عن الصابئية الحرنانية. وسبب إخفاء ديانتهم عمن حواليهم هو عدم وجود كتب منزلة يعترف بها اليهود والنصارى والمسلمون. وأنت تعلم إن المسلمين لا يعترفون إلَاّ بالتوراة ولزبور والإنجيل، ولا يعتبرون غيرها من الصحف الدينية، وكانوا يقتلون في القرون الوسطى كل من لا يدين بدين أثبته الشرع الإسلامي، وإليك

ص: 166

ما جاء في كتاب الفهرست لابن النديم (ص 320 من طبعة الإفرنج).

سبب إبادة المسلمين لغير أصحاب الكتب المنزلة

قال أبو يوسف إيشع (اليشع) القطيعي النصراني في كتابه في (الكشف عن مذاهب الحرنانيين) المعروفين في عصرنا بالصابة (بالصابئة): إن المأمون اجتاز في آخر أيامه بديار مضر، يريد بلاد الروم للغزو. فتلقاه الناس يدعون له، وفيهم جماعة من الحرنانيين، وكان زيهم إذ ذاك لبس الأقبية، وشعورهم طويلة بوفرات كوفرة قرة. جد سنان بن ثابت. فأنكر المأمون زيهم، وقال لهم: من انتم من الذمة؟ - فقالوا: نحن الحرنانية. فقال: أنصارى أنتم؟ - قالوا: لا. قال: أفيهود أنتم؟ - قالوا: لا. قال: فمجوس انتم؟ - قالوا: لا. - قال لهم: أفلكم كتاب. أم نبي؟ - فمجمجوا في القول. - فقال لهم: فأنتم إذن الزنادقة عبدة الأوثان، وأصحاب الرأس في أيام الرشيد والدي: وانتم حلال دماؤكم لا ذمة لكم. فقالوا: نحن نؤدي الجزية. فقال لهم: إنما تؤخذ الجزية ممن خالف الإسلام من أهل الأديان الذين ذكرهم الله عز وجل في كتابه ولهم كتاب. وصالحه المسلمون عن (على) ذلك؛ فانتم ليس من هؤلاء ولا هؤلاء. فاختاروا الآن أحد أمرين. أما أن تنتحلوا دين الإسلام. أو ديناً من الأديان التي ذكرها الله في كتابه؛ وإلا قتلتكم عن آخركم فأني قد أنظرتكم إلى أن ارجع من سفرتي هذه. فان انتم دخلتم في الإسلام أو في دين من هذه الأديان التي ذكرها الله في كتابه، وإلا أمرت بقتلكم: واستئصال شأفتكم.

ورحل المأمون يريد بلد الروم فغيروا زيهم وحلقوا شعورهم وتركوا لبس الأقبية، وتنصر كثير منهم ولبسوا زنانير، واسلم منهم طائفة، وبقي منهم شرذمة بحالهم وجعلوا يحتالون ويضطربون حتى انتدب لهم شيخ من أهل حران فقيه. فقال لهم: قد وجدت لكم شيئاً تنجون به وتسلمون من القتل. فحملوا إليه مالاً عظيماً من بيت مالهم، أحدثوه منذ أيام الرشيد إلى هذه الغاية أعدوه للنوائب، وأنا اشرح لك أيدك الله السبب في ذلك.

فقال لهم: إذا رجع المأمون من سفره فقولوا له: نحن الصابئون. فهذا اسم دين قد ذكره الله جل اسمه في القرآن. فانتحلوه، فانتم تنجون به.

ص: 167

وقضي أن المأمون توفي في سفرته تلك بالبذندون وانتحلوا هذا الاسم منذ ذلك الوقت، لأنه لم يكن بحران ونواحيها قوم يسمون بالصابة (بالصابئة). فلما اتصل بهم وفاة المأمون ارتد اكثر من كان تنصر، ورجع إلى الحرنانية، وطولوا شعورهم حسبما كانوا عليه قبل مرور المأمون بهم على انهم صابئون، ومنعهم المسلمون من لبس الأقبية لأنه من لبس أصحاب السلطان؛ ومن اسلم منهم لم يمكنه الارتداد خوفاً من أن يقتل؛ فأقاموا متسترين بالإسلام، فكانوا يتزوجون بنساء حرنانيات، ويجعلون الولد الذكر مسلماَ والأنثى حرنانية. وهذه كانت سبيل كل أهل ترعوز وسلمسين القريتين المشهورتين العظيمتين بالقرب من حران إلى منذ نحو عشرين سنة، فان الشيخين المعروفين بابي زرارة وأبي عروبة من علماء شيوخ أهل حران بالفقه والأمر بالمعروف وسائر مشايخ أهل حران وفقهائهم احتسبوا عليهم ومنعوهم من أن يتزوجوا بنساء حرنانيات، أعني صابئات. وقالوا: لا يحل للمسلمين نكاحهم لأنهم ليسوا من أهل الكتاب.

وبحران أيضا منازل كثيرة إلى هذه الغاية بعض أهلها حرنانية ممن كان أقام على دينه في أيام المأمون أو بعضهم مسلمون. وبعضهم نصارى ممن كان دخل في الإسلام، وتنصر في ذلك الوقت إلى هذه الغاية مثل قوم يقال لهم:(بنو ابلوط وبنو قيطران، وغيرهم مشهورين بحران) أهـ كلام ابن النديم.

فيرى من هذا جلياً أن سبب بعض الفرق الدينية هو خوفها من اضطهاد مجاوريهم لهم ولا سيما المسلمون. بل كانوا يخافون الموت لعدم وجود كتب بأيديهم تعتبر منزلة في نظر الغير. ولهذا كانت تلتجئ هذه الفرق أما إلى التكتم والتقية، وأما إلى احتلال الجبال وصياصيها. أو الديار البعيدة عن العمران والحضارة، يرى ذلك في الفرق النصرانية التي حينما كانت تضطهد في سورية وفلسطين كانت تلتجئ إلى الجبال المتوحشة أو إلى بعض ديار جزيرة العرب وذلك قبل الإسلام، حينما كانت تلك الجزيرة ميداناً تنزل فيه البدع والنحل وأنواع الشيع المتمزعة.

الخاتمة

هذا ما وصلت إلينا تتبعاتنا وتحققاتنا في هذا البحث. وإذا كان لأحد القراء ما يزيد الموضوع سعة، فليتفضل به علينا ونشكره عليه سلفاً.

ص: 168

ونحن نكرر هنا شكرنا لحضرة الورتبيد الهمام والمحقق الجليل نرسيس صائغيان الذي لولاه لما وصلنا إلى شيء ولا من هذه التتبعات التاريخية، فهو الذي عربها لنا من المجلة الأرمنية وأملاها علينا.

وفي الختام نتعجب من أن معلمة الإسلام التي ينشرها المستشرقون الإفرنج خالية من هذا الموضوع الطريف. فقد جاء فيها ذكر الشمسية في مظنتها، لكن لا بالمعنى الذي عالجناه في السنة الماضية وفي هذه السنة، بل بمعنى طريقة من طرائق الدراويش اشتهرت باسم شمس الدين أبي الثناء احمد بن أبي البركات محمد السيواسي أو سيواس زاده الذي يعرف أيضاً باسم قره شمس الدين وشمسي وقد توفي في سنة 1009هـ أو 1600 أو 1601 م) إلى آخر ما قال، وليس له أدنى اتصال بما تعرضنا له.

فأنت ترى من هذا أن معلمة الإسلام ناقصة في أمور كثيرة معيبة أيضاً من عدة وجوه، وإن كان كتبتها من ابرع كتاب الغرب وأشدهم إمعانا في المباحث الشرقية.

تكملة لعبادة الشمس عند جاهلية العرب

قال نشوان بن سعيد الحميري في كتابه: (شمس العلوم. ودواء كلام العرب من الكلوم): إن عبد شمس من أسماء العرب: وأول من سمي بهذا الاسم سبأ الأكبر بن يشجب بن يعرب بن قحطان بن هود النبي عليه السلام، لأنه أول من عبد الشمس. وسمي سبأ، لأنه من سبا من العرب. قال فيه بعض أولاده:

ورثنا الملك من جد فجد

وراثة حمير من عبد شمس

وقيل: الشمس: اسم صنم. . .) أهـ المطلوب من نقله.

وقال السيد مرتضى شارح القاموس: (أضيف (عبد شمس) إلى شمس السماء، لأنهم كانوا يعبدونها. وهو أحد الأقوال فيه. وقيل: إلى الصنم والنسبة عبشمي) أهـ - قلنا: ويسمى عابدها عندهم المشمس. قال في التاج (التشميس: عبادة الشمس. يقال: هو مشمس: إذا كان يعبدها؛ نقله الصاغاني.) أهـ

ص: 169