الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
باب المكاتبة والمذاكرة
1 -
رد تصحيحات
اعترض صديقنا النقاد، مصطفى جواد، (9: 297) على قول ابن فارس في مقالته في أسماء أعضاء الإنسان: (وفي البطن الصفاق وهي جلدة البطن التي تحت الجلدة الظاهرة) فقال: (فقد تنوعت الجلدات. . .) أقول لم يقصد ابن فارس كثرة أنواع الجلدات، وإنما عرف الصفاق هذا التعريف لان الصفاق - وهو الذي تسميه الأطباء البريطون أيضاً - غشاء رقيق مصلي يستبطن جدار البطن ويغشي الأحشاء ويمسكها وهو في رقته كالجلد بل ارق منه ولكنه في طبيعته واتساجه بعيد عن الجلد. فليس ثم من تنوع.
وقال في ص 218 انه لا يرى وجها لزيادة (وأوصهم) بعد كلمة أولادك في كلام الجاحظ في رسالة ذم القواد حين يقول: (فحذر يا أمير المؤمنين أولادك بان يتعلموا) ولكني أرى هذه الزيادة ضرورية لان فعل حذر لا يتعدى بالبناء.
وصحح (ص 219)(اكف (؟) عذارى الألباب) ب (اكتنف. . .) ولكني لا أجد معنى يرتاح إليه في (اكتنف عذارى الألباب). ولعل حاشية الأب بصاحب المجلة اقرب للصواب عند إصلاحها بكلمة (اكفأ)
وصحح كلمة (برود) الواردة في (واجل رمص الغفلة ببرود اليقظة) بكلمة (مرود). وهذا غير الصواب. لأن المرود لا يجلو الرمص إنما الذي يجلوه هو الدواء. وهناك ما جاء في بحر الجواهر: (البرود كل دواء مبرد. واكثر ما يستعمل في أدوية العين، إذا كان أكثرها من أشياء باردة، يقال: بردت عيني مخففاً كحلها بالبرود. . . ج برودات.
الدكتور: داود الجلبي
2 -
كتاب السموم لجنك
كلمت هنا في برلين الأستاذ (رسكا) بخصوص كتاب السموم فقال: إن آنسة اسمها الآنسة ستروس تهيئ نشر كتاب السموم لجنك، وتعتمد على نسختين خطيتين إحداهما من برلين والآخرة من الأستانة وغايتها الحصول على شهادة علامية (دكتوراه) من جامعة برلين،
وأظن أنها في مطالعاتها للبحث عن مطلبها وجدت تفاصيل في الآداب السنسكريتية عن النسخة الهندية الأصلية من هذا الكتاب.
ف. كرنكو
3 -
كتاب الجماهر في معرفة الجواهر لأبي الريحاني
البيروني
أعني بنشر هذا الكتاب النفيس على نفقة المعهد لتاريخ العلوم الطبيعية في برلين. وكان لي تصاوير من النسخة التي في الأسكوريال (في أسبانية) ثم حصلت على نسخة مصورة من نسخة الأستانة. وقد سررت بحصولي على هذه النسخة لأن جميع ما تصورته من الروايات الصحيحة وجدتها في هذه النسخة الإستانبولية، إلَاّ أن النسختين رديئتان. وكان ناسخ الكتاب الذي في الأسكوريال يجهل اللغة العربية، وكلا المخطوطين طافح بالأوهام الغريبة المضحكة. واغلب هذا الضرر واقع في الإعلام العائدة إلى المدن غير المعروفة. والكتاب من اجل التصانيف لأن المؤلف نظم الحجارة الكريمة والمعادن بحسب ثقلها الخاص بها وهو أمر يجهله مؤلفو العرب بنوع عام. وحين يطبع الكتاب تكون معه ترجمته الإنكليزية ليعم نفعه أبناء العرب والغرب واللغة الإنكليزية معروفة في الشرق اكثر من الألمانية.
برلين:
ف. كرنكو
4 -
الجزء الثامن من كتاب الإكليل
بلغنا إلى الصفحة المائة الثالثة من طبع الجزء الثاني من الإكليل. وبعد أن طبعنا اكثر من نصفه، قرأنا في معلمة الإسلام أن الأستاذ د. هـ. ملر سبقنا إلى طبعه. فتأسفنا لكوننا أضعنا وقتنا في أمر كنا في مندوحة عنه. فكتبنا إلى صديقنا الكريم الوفي الأستاذ الدكتور ف. كرنكو أن يفيدنا عما يعلم بخصوص
طبعة الكتاب المذكور فكتب إلينا ما هذا بحروفه:
(لا يهولنكم أن يذهب تعبكم سدى، لكون غيركم سبقكم إلى نشر هذا الكتاب (أي الإكليل) قبل عدة سنوات، لأن ما نشر منه يبلغ زهاء عشرين صفحة تولى بثه بالطبع د. هـ. ملر
المرحوم وعنونه بالألمانية ما معناه: (محافد ومساند في ديار العرب الجنوبية) وقد كتبت إلى مكتبة آتو هراسوفتش في لايبسيك ليرى أمن الممكن الحصول على جزءي (أعمال محفى فينة) اللذين ظهر فيهما المقال المذكور. والذي يبدو لي أن الأمر بعيد المنال. أما نسختي فأنها لا تزال في الهند مع سائر كتبي. وليس في ما نشره الأستاذ ملر القصائد التي ترى في الإكليل. وان كان حفظي صادقاً فانه لم يدرج الطائية التي نشرتها لغة العرب (9: 18 إلى 30) وقد ضم إلى ما نشره من الإكليل ترجمته إلى الألمانية وتعاليق وفيها سلالات من الرقم السبإية التي تذكر بعض المواطن التي يدور عليها الجدال. وقد احدث هذا النشر في وقته نقداً حديداً بقلم المرحوم الكونت دي لندبرج. ويرى بعض هذا النقد في (النقديات العربية) التي نشرها الكونت المشار إليه في ليدن (هولندة) وقد اعتمد الأستاذ ملر على نسخة لندن واستشار أيضاً الجزء العاشر من الإكليل الباحث عن (حاشد وبكيل) المحفوظ في لندن أيضاً. ولم يكن ملر في نظري من كبار علماء العربية. فلما نشر ما نشره الكونت دي لندبرج ترك ما شرع فيه من طبع الإكليل). أهـ
ف. كرنكو
4 -
نصيب العراق من المعلمة والمعجم الحديث
بينما كنت أطالع العدد 380 من جريدة (السياسة) البغدادية، عثرت على مقال للأستاذ رفائيل أفندي بطي عنوانه (مشروعات مصرية في سبيل وحدة البلاد العربية، المجمع والمعجم ودائرة المعارف، اقتراحات ونظرات)، فذكرني ذلك المقال ما كنت قد قرأته في المقتطف وفي غيره من المجلات العلمية، والصحف الإخبارية، عن ذلك المشروع العظيم.
قال صاحب المقال، في مطاوي بحثه: (ومن مهام المجمع أو اللجنة التي ستقوم بوضع المعجم الحديث، أن تدرس لهجات العوام الحالية في كل قطر من الأقطار العربية، لا لكي تهذبها، ليكتب بها أهلها - كما كان رأي الأستاذ
لطفي بك السيد سابقاً، وهو رأي الأستاذ سلامه موسى اليوم - إنما ليستحيي من هذه اللهجات العامية ما يصلح للحياة في عالم الفصاحة وان توحد بينها ما أمكن إلى ذلك سبيلا. لكي تعين هذه الوحدة على الوحدة الفكرية، واللسانية العامة. وعلى هذا النمط لا يمضي وقت طويل حتى تتوحد لهجات الأقطار العربية كلها بلغة فصيحة نقية لا غبار عليها) أهـ.
ولما كنت أحد العراقيين الذين ارصد أوقاته للدرس والتدريس منذ عشرين سنة؛ رأيت من واجبي أن أقوم ببعض تلك الخدمة الأدبية؟ وانشر معجماً لمفردات العوام في العراق، وقد وضعته منذ نحو خمسة عشر عاماً؛ وكنت قد أدرجت طرقاً منه على صفحات هذه المجلة في سنيها الأول ليكون معواناً للقائمين بوضع القاموس العربي العصري.
وعسى أن تخصص حكومتنا العراقية شيئاً من الهبات تقدمه إلى فريق من أدباء هذه الديار، ليتمكنوا من مواصلة أبحاثهم التي تفيد المعلمة والمعجم، وجل أولئك الكتاب من الذي خدموا القضية العربية وجوا بغيابات السجون، ونفوا إلى ديار بعيدة، لا لذنب اقترفوه أو جناية ارتكبوها، بل بكونهم من محبي العرب والعربية. والشيء الغريب: إن فريقاً من المتصدرين أو الجالسين على أريكة المعارف، كانوا من المقاومين للنهضة العربية، فغدقت عليهم الحكومة أموالها فاخروا الثقافة في البلاد ونشروا أساليب تهذيب بالية وكتب بعضهم الفصول الطوال في الجرائد والمجلات منددين بذلك المنهج القديم؛ بيد أن رجال حكومتنا غضوا النظر عنهم، بحجة أن الكتاب يتحاملون عليهم، ويحطون من منزلتهم لأغراض في نفوسهم وحزازات في قلوبهم. وقد تحقق اليوم ما دونه أصحاب تلك المقالات بشهادة تقرير عصبة الأمم. أي أن أساليب الثقافة والتعليم في العراق قديمة بالية لا تلائم حاجة العصر، وعليه يجب إصلاحها.
فان تقاعست حكومتنا - الساهرة على مصلحة العراق - عن مهمتها، وسدت أذنيها عن سماع كلامنا هذا، ولم تساعد أدباء الرافدين بالمال، فسوف يكون نصيبنا ضئيلا جداً في تأليف المعلمة وتنسيقها وزيادة المعجم ويكون إذ ذاك اسم
العراق في مؤخر البلاد العربية الناهضة، لان الأدباء ليسوا بأغنياء، ولا يقوون على القيام بنصيب وافر في نشر علمهم وادبهم، ما لم تساعدهم حكومتهم مساعدة تكفيهم مؤونة النصب في كسب معاشهم، وما يقوم بلوازم أسرهم.
ولا يتوهمن البعض بقولهم أن الحكومة المصرية - وعلى رأسها جلالة الملك فؤاد - غنية بالمال وبالرجال. نعم، قد تكون غنية بالمال وبالرجال أيضاً، ولكن المشروع الذي تريد معالجته لا يتسنى لها وحدها للقيام به. ويعجبني بل يروقني جداً ما جاء في مقال الأستاذ متي أفندي عقراوي مدير دار المعلمين بعنوان (توحيد الثقافة العربية) قوله: بيد أنني لا
أستطيع أن أتصور انه في طاقة أي قطر من الأقطار العربية أن يقوم بثقافة كاملة تبلغ منزلة رفيعة في الرقي والحضارة. كلا أنني لا أتصور انه في استطاعة العراق القيام بذلك وحده. ولا ربوع الشام منفردة، ولا مصر منفصلة، ولا الحجاز ونجد مبتعدتين؛ بل يجب أن تشترك جميع الأقطار العربية، وتتحد معاً فتتعاون وتتضافر، حتى تكون ثقافتها واحدة، قويمة الدعائم ثابتة الأركان) أهـ
إن واجبي المحتوم علي كعراقي مخلص لوطنه، يقوم بنشر المعجم العامي، ودرج مقالات في تاريخ العراق القديم والحديث، وتاريخ مدنه وعادات أهله، إلى غير ذلك من المباحث العصرية.
وعلى ذكر المعلمة العربية والمعجم العصري العربي، عثرت في العدد 276 من (كل شيء) على بحث ظريف بعنوان (نهضة العلم والتعليم ببلاد العراق) موضوعه حديث مع الدكتور قدري بك قنصل العراق بالقاهرة. وقد استهل الكاتب مقاله بقوله: أعرب جلالة ملك العراق في الأيام الأخيرة عن رغبته في إيجاد موسوعة عربية تكون مرجعاً عاماً لأبناء اللغة العربية، وقاموساً شاملا لكل ما يحتاج إليه المتكلمون بالضاد من اصطلاحات قديمة وحديثة حتى تتوحد الثقافة اللغوية بين الشعوب العربية، ويسهل التفاهم بينهم وتزداد هذه اللغة قوة وانتشاراً.
(وقد رأينا بهذه المناسبة أن نتحدث مع سعادة القنصل العراق بالقاهرة عن
اهتمام جلالة الملك فيصل بإيجاد هذه الموسوعة، وعن سعيه المتواصل في سبيل نشر العلم والتعليم ببلاده فتفضل علينا بالحديث الآتي،) وهذا الحديث مدرج في الصفحة الخامسة من (كل شيء).
فيظهر من هذا التصريح أن جلالة ملكنا المحبوب قد صمم على أن يبذل النفس النفيس لتحقيق هذه الأمنية التي يجنى منها فوائد علمية، وفنية، وأدبية. وقد بات أرباب التحقيق التدقيق من أبناء لغة الضاد يتوقعون نشورها في أمد قريب.
رزوق عيسى
5 -
كلام في مسجد قمرية
نقل الصديق الفاضل الأستاذ يعقوب نعوم سركيس في (9: 117) من لغة العرب (وكانوا
قد نصبوا من الجانب الذي من دجلة على مسناة دار العميد وبقرب القمرية منجنيقين عظيمين وهموا بنصب منجنيق آخر على الخان الذي بناه سرخك مقابل التاج) وذلك من حوادث سنة (551) وأستدل بهذا على اشتهار (قمرية) في منتصف القرن الخامس للهجرة على اقل تقدير.
ونحن نرى هذا الدليل ضعيفاً جداً لان الظاهر من (القمرية) أنها محرفة عن (القرية) المحلة المشهورة وهي على دجلة وقد قلنا في (8: 583) من لغة العرب (والقرية هذه يظهر لنا أنها تمتد على دجلة من غربي بغداد من فوق الجسر (كذا والأصوب من تحت) العتيق اليوم إلى ما فرق دار الندوة العراقية (وقد بدلت الآن)) أي فوق جامع قمرية الآن وقبالة النادي العسكري بالشرق ومما يؤيد ورود اسم القرية في هذا التاريخ قول ابن الأثير في حوادث السنة نفسها (وخرب الخليفة قصر عيسى والمربعة والقرية والمستجدة والتجمي) وقال ابن جبير الكناني في رحلته ص 204 طبعة مطبعة السعادة (فأما الجانب الغربي فقد عمه الخراب واستولى عليه وكان المعمور أولا. . . لكنه مع استيلاء الخراب عليه يحتوي على سبع عشرة محلة كل محلة منها مدينة مستقلة وفي كل واحدة منها الحمامان والثلاثة، والثماني منها
بجوامع يصلي فيها الجمعة فأكبرها القرية وهي التي نزلنا فيها بربض منها يعرف بالمربعة على شاطئ دجلة بمقربة من الجسر (لنا مقالة في أجسر بغداد) فالأمر يحتاج إلى دليل غير هذا.
أما العميد المذكور فلم نعرفه بعد على التحقيق ففي (2: 184) من الوفيات ترجمة (محمد بن منصور عميد الملك) وزير البارسلان السلجوقي، وجاء في حوادث سنة (631) من الحوادث الجامعة وفاة أبي حفص عمر بن محمد الفرغاني وانه أقام برباط العميد مدة. فلعله عميد الدولة أبو منصور بن جهم (كذا) الوزير (كما جاء في ص 17) من مناقب بغداد و (ابن جهير) على رواية مختصر الدول ص 324 ورواية الوفيات (2: 179) وقال: بفتح الجيم وكسر الهاء وسكون الياء. . . وبعد راء كما في ص 183 وغلط السمعاني في ضم الجيم.
أما دخول (أل) على القمرية فتحقيقه كما ذكر الأب انستاس وقد ورد في ص 198 من عمدة الطالب: (وكان موسى بن عبد الله بنصيبين وله ولد لها وبغيرها فمن ولده جعفر
الأسود الملقب زنقاحاً ابن محمد بن موسى المذكور، من ولده معمر الضرير بن عبد الله بن زنقاح المذكور يعرف بابن القمرية وبهذا يعرف عقبه) بإدخال (أل) على (قمرية).
وفي ص 42 من مختصر الدول أن اللذين قتلا أبا الكرم صاعد بن توما الحكيم
سنة (622) هما رجلان يعرفان بولدي (قمر الدين) من الأجناد الواسطية فبحث الناصر لدين الله عنهما فعرفا واخرجا إلى موضع قتل الحكيم فشع بطناهما وصلبا على باب المذبح المحاذي لباب الغلة، فالنسبة إلى قمر الدين (القمري) و (القمرية) أيضاً وان جاز على اصطلاح المتأخرين النسبة إلى المركب الإضافي كله كالخبز ارزي والنهر ملكي والنهر خالصي والحصفكي (نسبة إلى حصن كيفا) والنهر بيني (نسبة إلى نهر بين) ويقال (بيل) وكأن رشارد كوك نقل في ص 133 من كتابه (بغداد مدينة السلام) عن تاريخ مساجد بغداد وغيره فقد ذكر في كلامه على خلافة الظاهر العباسي ما نصه (وفي خلال هذا العهد بني المسجد الصغير البهيج مسجد قمرية (بفتح القاف) على الضفة الغربية فوق الجسر وهو كثيراً ما تخرب ولكنه باق إلى اليوم وقد احكم أمره ليكون اصح واحكم اتجاه إلى القبلة) قلنا: وأهل بغداد لا يزالون يسمون بقمرية (بضم القاف).
6 -
في السنين
وورد في ص 118 منها (وفيها أي في سنة 647) والصواب (646) كما في الحوادث الجامعة، وجاء في الحاشية (سنة 659) والأصل (695) كما في الحوادث وفي ص 119 (وكان هذا الذكور) ولعله (المذكور) وفي الحاشية (سنة 615) والصواب (614) كما في تاريخ ابن الأثير وورد فيها (البغدادي) والأصل (للبغدادي).
وأوردنا في (8: 248) من لغة العرب (646) والأصل (649) وتكرر الخطأ في ص 243 وجاء فيها أيضاً (ص 245) والأصل (345)
وفي (9: 86) ورد (ررأيناه) والأصل (ورأيناه) وفي ص 88 (نريد بذلك أن يعلل) والأصل (إن لا يعلل).
7 -
عميد الدولة بن جهير
هو عميد الدولة شرف الدين أبو منصور بن محمد بن محمد بن محمد الثعلبي قال فيه محمد
بن عبد الملك الهمذاني: انتشر عنه الوقار والهيبة والعفة وجودة الرأي وخدم ثلاثة من الخلفاء ووزر لاثنين منهم وكان عليه رسوم كثيرة وصلات جمة وكان نظام الملك يصفه دائماً بأوصاف عظيمة ويشاهده بعين الكافي الشهم ويأخذ
برأيه في أهم الأمور ويقدمه على الكفاءة والصدور ولم يكن يعاب بأشد من الكبر الزائد فان كلماته كانت محفوظة مع ضنه بها. ومن كلمه بكلمة قامت عنده مقام بلوغ الأمل، فمن جملة ذلك ما قاله لولد الشيخ الإمام أبي نصر بن الصباغ: اشتغل وتأدب وإلا كنت صباغاً بغير أب، وذكره ابن السمعاني في كتاب الذيل ومدحه كثير من شعراء عصره وفيه يقول صردر بقصيدته العينية:
قد بان عذرك والخليط مودع
…
وهوى النفوس مع الهوادج يرفع
لك حيثما سرت الركائب لفتة
…
أترى البدور بكل واد تظلع
في الظاعنين من الحمى ظبي له ال
…
أحشاء مرعى والمآقي مكرع
وكان حليماً فقد قصد إليه أبو يعلى بن الهبارية الشاعر والسابق بن أبي مهزول الشاعر المعري ببيتين فيهما تعريض له بنيلة الوزارة بزوجته فأعطاهما خمسين ديناراً، وجد ذلك مفصلا بخط أسامة بن منقذ.
وكان ينوب في وزارة المقتدي العباسي عن والده أبي نصر فخر الدولة محمد ابن محمد بن جهير فلا عزل والده خرج هو إلى نظام الملك أبي الحسن المذكور وزير ملكشاه بن البأرسلان السلجوقي واسترضاه واصلح حاله وعاد إلى بغداد وتولى الوزارة مكان أبيه، وزوجه نظام الملك ابنته (زبيدة) التي توفيت في شعبان سنة (470) وكان تزوجه لها سنة (462) ولما عزل عن الوزارة أعيد إليها بسبب هذه المصاهرة. ثم عزل عن الوزارة وحبس وقيد في شهر رمضان سنة (492) وتوفي في شوال من السنة
مصطفى جواد
8 -
الزقزقة في إيران
الزقزقة معروفة في ديارنا الإيرانية، وتكون بإقحام بعض حروف الهجاء في كلم اللسان الفارسي، فإذا ادخل الفرس الزاي في كلامهم سموه: (زبان
زركري) أي لغة الصياغة. ولعلهم سموها بهذا السم لان غرض المتكلم بها لا يبدو لكل سامع، إذ يجهل كثيرون هذه اللغة، كما أن عمل الصائغ لا يتجلى حسنه أو قبحه أو ما فيه من الخداع والتمويه لكل
واحد، اللهم إلَاّ لمن كان بصيراً في هذه المهنة. وهذه اللغة معروفة في إيران من نحو خمسين سنة واليك مثالا منها:
نقول مثلا في (ميخواهم آب بياشامم): مزي خزا هزم ازا بزي يزا شزام مزم.
وقد يدخلون حرف الراء المهملة والغين المعجمة معاً في كلامهم ويسمون هذه اللغة: (زبان مرغي أي لسان الطائر. وربما ادخلوا الشين المعجمة في كلامهم. أما لغة أدراج الزاي في الكلام، فأظنه معروفاً في كربلاء والكاظمية.
محمد مهدي العلوي
9 -
قبر أبي يوسف صاحب أبي حنيفة في الكاظمية
قال المرحوم الأديب عبد الحميد عباده في هذه المجلة (6: 756): (والصحيح في مدفن أبي يوسف (رح) ما أسلفناه ذكره وحققنا عنه: أي انه لم يذكر له محل دفن معلوم. وبالختام أرجو من المؤرخين والباحثين أن يفيدوني بما لديهم من المعلومات في هذا الباب الخ). فكتب على اثر هذا المقال كاتبان جليلان في هذه المجلة أيضاً (7: 150 إلى 151 و 405 - 407) ما يؤيد صحة القول بان قبر أبي يوسف، في الكاظمية بجوار قبر الإمام موسى الكاظم عليه السلام، فاستحسنت أن اذكر كلام العلامة المؤرخ المتفنن، الميرزا محمد باقر الموسوي الخونساري المتوفى سنة 1313هـ. تعضيداً لرأي الفاضلين؛ قال رحمه الله في كتابه روضات الجنات (4: 226): (ومراده بابي يوسف المذكور هو القاضي أبو
يوسف الفقيه المشهور المدفون في شرقي الصحن المطهر الكاظمي من ارض بغداد، واسمه يعقوب بن إبراهيم بن حبيب وكان من علماء دولة الرشيد). أهـ
محمد مهدي العلوي
10 -
آصف الدولة الهتدي اللكنهوي
كنت قد ذكرت في المجلد الثامن من هذه المجلة شيئاً عن آصف الدولة المهراجا الهندي، وقد عثرت بعد ذلك على ترجمته في كتابين فارسيين: أحدهما الجزء الرابع من آثار الشيعة الإمامية ص 104، والآخر كتاب الجنة العالية للحاج الشيخ علي اكبر النهاوندي (ج 2 ص 37) فرأيت أن ألخص ترجمة بما يلي:
آصف الدولة يحيى خان بن شجاع الدولة بن صفد رجنك (بالكاف الفارسية)، كان من طائفة بيات، التي كان منها حكام نيسابور (نيشابور) منذ أيام الصفويين، وكان دخله السنوي كثيراً جداً ينفقه على مصالحه الشخصية، وفي منافع الناس، وعلى الغرباء والمساكين وذوي رحمه، وكانت البسته مألوفة لا تكلف فيها. توفي في عام 1310هـ (1893م)(على رواية الجواهري) أو في عام 1312هـ (1895م)(على ما رواه النهاوندي) ودفن بجنب دار العزاء الحسيني التي كان قد بناها، وخلف آثاراً تذكر فتشكر على ممر السنين منها:
1 -
بناؤه رباطاً في لكهنو لزائري مشاهد الأئمة في العراق، ولهذا الرباط أوقاف كثيرة.
2 -
حفره النهر المعروف بالهندية في أطراف الحلة لنقل الماء إلى النجف
ولهذا النهر في الوقت الحاضر أهمية للأمور الزراعية في العراق.
3 -
تشييده داراً كبيرة مهمة بقرب داره يقام فيها عزاء الإمام الحسين بن علي شهيد كربلا.
4 -
أبنيته العالية في اكبر آباد وشاه جهان آباد (وكلاهما من تخوم الهند).
5 -
كانت له خزانة كتب نفيسة فيها كتب خط عربية وفارسية في العلوم القديمة والعصرية وكان عدد كتبها. . . مائة وخمسة وعشرين كتاباً منها سبعمائة كتاب بخطوط مصنفيها.
كان هذا الأمير من المسلمين الشيعة وذكر الجواهري انه كان وزيراً للسلطان محمد شاه الهندي واكمل إدارة ملكه بمساعدة الحكومة البريطانية.
محمد مهدي العلوي
11 -
في كلام الجاحظ
1 -
ورد في (9: 175) بين كلام الجاحظ (أين كسرى وكسرى الملوك) والواو زائدة يجب حذفها لأن الثاني هو الأول وليستقيم الوزن.
2 -
وفي ص 176 ورد من قول الجاحظ (فلم يأخذ ولية بعيره) والأصل (وليه) أي ذو أمره وخليفته.
3 -
وفي ص 179 (وليستصغروا جميع ما صنع بهم (كذا)) والفعل (صنع) مبني
للمجهول فلا حاجة إلى التكذية ويراد به (ما يصنع بهم).
4 -
وفيها (ثم يفتخرون بقتله اليهود (كذا) وهو صواب لأن اليهود فاعل مرفوع، وهذا التركيب جائز، قال الزمخشري في المفصل (ويعمل المصدر أعمال الفعل مفرداً كقولك: عجبت من ضرب زي عمراً، ومن ضرب عمر زيد، ومضافاً إلى الفاعل أو إلى المفعول كقولك: أعجبني ضرب الأمير اللص ودق القصار الثوب، وضرب اللص الأمير ودق الثوب القصار).
5 -
وجاء في ص 180 (وفي خلق مهنة ومهينة وهو آدم وحواء) فعلق
به المشهور: ميشه وميشانه) والأوليان مشهورتان أيضاً. قال ابن أبي الحديد عبد الحميد: (فتصور منهما بشران ذكر وأنثى وهما: ميشي وميشانة، وهما بمنزلة آدم وحواء عند المليين ويقال لهما أيضاً: وملهيانة، ويسميهما مجوس خوارزم: مرد ومردانة).
12 -
في كلام الأدباء
1 -
وجاء في ص 163 (وإلا يقتلونهم ويبيدونهم) والصواب (يقتلوهم) لأنه جواب الشرط المحذوف ومنه قول الشاعر:
فطلقها فلست لها بكفء
…
و (إلا يفل) مفرقك الحسام
2 -
وفيها (في جوابه على رسالة) والصواب (عن رسالة)
3 -
وفي ص 164 (تعهدوا بالقيام به) أي عاهدوا وكافلوا، ولم نرفي كتب اللغة التي قرأنا فيها ما يجوز هذا الاستعمال في (تعهد) وخطأ الكاتب اسعد خليل داغر في ص 43 من تذكرته من قال هذا القول، غير أننا رأينا في ص 127 من كتاب عمدة الطالب لأبن عتبة المتوفى سنة (828) هـ ما نصه (ووعدوه النصر وتعهدوا له أن يحاربوا دونه) وهو مضمن معنى (كفلوا) و (تكفلوا) و (زعموا) و (ضمنوا) و (تحملوا) وكلها بمعنى واحد.
4 -
وجاء في ص 168 (إلى التكتم) ونذكر أن أحد النقاد المعاصرين الجامدين لم يجوز (التكتم) واعتراضه بارد جداً فان التكتم مصدر (تكتم) المطاوع ل (كتمه تكتيماً) وروى المبرد في كامله:
ولي صاحب سري المكتم عنده
…
مخاريق نيران بليل تحرق
5 -
وورد في ص 199 (وبعد مشاهدة. . . وذلك بعد أن يحط) والصواب الاكتفاء على
(بعد) واحدة.
6 -
وفيها (وذلك لسماحها إياي استعمالي) والفصيح (لسماحها لي باستعمالي).
7 -
وفي ص 202 (بأزرق واخضر الزاهيين) والصواب (زاهيين) أو (بالأزرق والأخضر الزاهيين) لأن الموصوف نكرة والصفة معرفة.
مصطفى جواد