الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره
1.
وفاة ثيودور نولدكى
توفي المستشرق الشهير ثيودور نولدكى الألماني في 29 ديسنبر من سنة 1930 في ال 94 من عمره في كارلسروه. وهو اكبر علماء المشرقيات في ديار الغرب فقد نشر مؤلفات كثيرة لعلماء العرب الأقدمين وأعاد روايتها إلى نصابها الأول وكان النساخ قد مسخوها شر مسخ. ونحن لم نجد بين حملة العلم من بلغ تحقيقه فقد كان فريد عصره، وكان يتقن اللغات الشرقية كلها كالعربية والآرمية والعبرية والصابئية والفلسطينية والحبشية إلى غيرها. وله تصانيف أو تصحيحات أو تحقيقات في جميع هذه الألسنة فضلا عن لغات الغرب كاليونانية واللاتينية والألمانية والفرنسية والإنكليزية والإيطالية واللاتينية والإسبانية. فهو ودي خويه من أساطين المشرقيات في هذه الحقبة الأخيرة.
2.
في المتقن الطبي العراقي
في 29 من شهر ك1 من سنة 1930 أقام رؤساء المتقن الطبي في بغداد حفلة توزيع الجوائز عن السنة الرابعة والمتقن سائر سيره الحثيث في إخراج أبناء لاسكو لابيوس.
3.
وفاة السيد إبراهيم الحيدري
انتقل إلى دار البقاء في 6 ك2 (ديسنبر) السيد إبراهيم الحيدري من داء الكليتين، وقد شيعت جثته إلى مسكنها الأخير في المرقد الكيلاني بموكب حافل مشى فيه المندوب من قبل جلالة ملكنا المعظم والمعتد السامي ورئيس الوزراء والوزراء والأعيان والنواب وسراة القوم.
ولد الفقيد في سنة 1864 ودرس الحقوق في الأستانة وبعد ذلك عين قاضياً فعضواً في مجلس المعارف الكبير فرئيساً للشؤون الشرعية في دائرة الدفتر الخاقاني: ثم أحرز مقام المشيخة الإسلامية في الحكومة العثمانية. وعاد إلى وطنه بغداد بعد الحرب العظمى فعين وزيراً للأوقاف ثم عضواً في
مجلس الأعيان. فنعزي أنجاله الكرام ونطلب لذويه الصبر والأجر.
4.
مكشوفات جديدة في أور
وجد المنقبون في أور قبور ملوك الدولة الثلاثة التي يرجع عهدها إلى سنة 2300 قبل الميلاد.
5.
جدول الإفلاسات في بغداد
سجلت المراجع الرسمية إحصاء للإفلاسات في العاصمة فكانت في سنة 1927: 13 قضية منها قضيتان حسمتا صلحاً.
في 1928: 8 قضايا حسمت كلها في المحاكم.
في سنة 1929: 17 قضي، دفع في واحدة منها الإفلاس.
في سنة 1930: 48 قضية، أربع منها حسمت بالاتفاق.
6.
دار لتعليم الممرضات
أرصدت المبالغ اللازمة في ميزانية 1931 لفتح دار تعلم فيها الممرضات ما يجب أن يعرفنه ليقمن به في التوليد الفني.
7.
تنازل الإنكليز عن خطوطهم البرقية الإيرانية
تنازلت الحكومة البريطانية لإيران عن جميع الخطوط البرقية ودوائرها وما يتعلق بها، وكذلك عن جميع الدوائر البريدية التي لها في أنحاء إيران المختلة والتي تربط إيران بالهند وأوربة. وما ذلك إلَاّ للحزم الذي أبداه الشاه العظيم بهلوي خان فانه اظهر من مضاء الدهاء والسياسة ما ادهش كل إنكليزي لأن إيران لم تتنازل عن شيء بازاء ما حصلت عليه.
وقد عين هذا الشهر (شهر شباط أو فبراير) موعد التسلم. ولذا ترى الحكومة الإيرانية جادة كل الجد لأخذ تلك الدواوين وجلب الفنيين والموظفين اللائقين لتلك الوظائف والمناصب ليتمكنوا من إدارتها بالطرق المتبعة في هذا العصر. وقد أصدرت منشوراً إلى جميع دواوينها لتخبرهم بإرسال الرجال الذين لا لزوم لهم فيها من أهل الفن للاستعانة بهم في الدوائر الجديدة.
8.
نقل القنصلية البريطانية من بوشهر
عمدت الدولة البريطانية نقل قنصليتها من بوشهر (إيران في خليج فارس) إلى جزيرة البحرين، وسيتم التحويل في نيسان (أفريل) من هذه السنة؛ فتصبح البحرين مركزاً عاماً للقنصلية البريطانية في جنوبي إيران. وهكذا تتخلص دولة البهلوي من كل سيطرة أو يد أو إصبع أجنبية.
9.
إصلاح ميناء بوشهر
ميناء أبو شهر من انحس الموانئ. وقد أرصدت الدولة البهلوية مبلغاً لإصلاحه وجعله على طراز الثغور الحديثة وسوف تدعو أهل الفن والصناعة لإصلاحه، وقررت الحكومة أيضاً جر الماء العذب إلى بوشهر بالأنابيب أو القساطل الحديدية. وهكذا يرتاح أهلها من شرب المياه الغمقة أو الراكدة التي تنغش فيها أنواع الجراثيم المرضية.
10.
نقل البريد الجوي
تم الاتفاق بين إيران وفرنسة لنقل البريد الجوي من أوربة وممالك الشرق الأدنى إلى مدينة بوشهر وجنوبي إيران وبالعكس. وبهذه الصورة يتم لإيران الاتصال بالعالم المتمدن والخروج من كل يد أجنبية تضيق على خناقها.
11.
الاضطراب في كردستان
(بلاغ رسمي بحروفه)
جاء في البلاغ الأخير الصادر في 8 كانون الأول 1930 إنه بعد أن طرد رتل صغير من قطعات الجيش العراقي الشيخ محمود وأعوانه الأشقياء من موضع منيع بقرب (حاجي آوا) انجد مخفر الشرطة في سورداش، على مسافة 36 ميلا، شمال غرب السليمانية، وأقام الرتل المذكور في سورداش إلى 17 كانون الأول ثم عاد إلى السليمانية.
وبعد هزيمة الشيخ محمود وأعوانه من الأشقياء في (حاجي آوا) ظلوا ساكنين إلى 3 كانون الثاني، ثم عادوا إلى الظهور بقوة بجوار قرية (سراو) الواقعة على مسافة 37 ميلا إلى جنوب شرقي السليمانية على طريق حلبجة.
وفي 9 كانون الثاني استولى الأشقياء على مخفر الشرطة غير المحصن في (خورمال) وفي 10 منه هجموا على مخفر الشرطة في (شاه نادري) الواقع على مسافة 5 أميال شمال
شرقي سراو (سراب) على طريق بنجوين، وفي 11 منه، سار رتل صغير من قطعات الجيش العراقي من السليمانية. لنجدة (شاه نادري) فوصل إلى (سراو) في 12 منه، ووجد أن الأشقياء قد انسحبوا من شاه نادري وفي خلال ليلة 13 - 14 منه، هاجمت جماعة مؤلفة من نحو 50 رجلا من الأشقياء ثلاث ربايا من معسكر الرتل في (سراو) ولكن الربايا طردتهم بسرعة وفي خلال ليلتي 15 - 16 و 16 - 17 منه أطلق الأشقياء النار على المعسكر مدداً قصيرة.
وفي ليلة 13 - 14 منه استشهد جندي واحد وقتل رجل من الثوار وجرح منهم عدة أشخاص.
12.
مصل الأمراض السارية يعمل في العرق
قدم العاصمة في أواخر كانون الأول حضرة الدكتور خوري المصري المتخصص باستحضار المصول الواقية والشافية للأمراض السارية. وستصل قريباً آلات وأدوات مختبره من القاهرة إلى بغداد.
والنفقات التي تتكبدها خزينتنا لجلب هذه المصول من أوربة وحكومة الهند تبلغ أكثر من لسكي ربية، بينما في وسع الاختصاصي الموما إليه استحضارها جمعيها في العراق وبنفقات لا تتجاوز ثلث ما تتكبده الخزينة اليوم. فعسى أن تقتصد الحكومة من هذا الباب فتستفيد وتفيد.
13.
الحكم على مدير واردات الأوقاف السابق
كانت مديرية الأوقاف العامة أقامت الدعوى في محكمة البداءة في بغداد على الحاج حمدي أفندي الأعظمي، مدير وارادت الوقوف سابقاً، لاستيفائه من خزينة الوقوف مبلغاً قدره نحو من خمسة آلاف ربية، حينما أوفد على الأستانة لجلب مستندات الأوقاف.
فقررت محكمة البداءة في جلسة 18 كانون الثاني (يناير) تأدية المبلغ إلى الأوقاف، لثبوت أخذها من الخزينة (على وجه يخالف أحكام قانون الميزانية).
14.
أمراض الحيوانات في العاصمة
أصاب (أبو هدلان) 585 رأساً من البقر والجاموس في أيام كانون الأول المنصرم (يناير)
فمات منها 145 ولقح ما بقي منها حفظاً لها. واتلف كلب واحد، وحصان واحد.
15.
ارتفاع ماء دجلة
لم يرتفع ماء دجلة في هذه السنة الارتفاع الذي بلغ إليه منذ عدة سنين. وفي ما يلي قدر ارتفاعه في السادس من ك2 (يناير) عن الخمس السنين الأخيرة:
السنة القدم العقدة
1927 5 8
1928 3 9
1929 3 9
1930 1 9
1931 12 6
لم يفض دجلة في ربيع السنة الماضية
وارتفاعه اليوم يربو على أعظم ارتفاع بلغ إليه في سنة 1930 بثلاث أقدام، وبلغ ارتفاع الماء بقرب جسر مود في مساء 8 ك2 (يناير) 105 أقدام فوق وجه البحر؛ وأنت عليم أن بين بغداد وخليج فارس 600 ميل يقطعها من غير أن يهبط اكثر من 100 قدم. وسبب هذا الارتفاع سقوط أمطار غزيرة في شمالي ديارنا وديار الأناضول. فقد فاض الزابان وتدفقت مياههما، ومما يحسن ذكره هنا أن الماء إذا ارتفع في الموصل فانه لا يرتفع في حاضرتنا إلا بعد مرور ثمان وأربعين ساعة. وقد فاض واد قرب قرية (الفاضلية) فجرف بمياهه امرأة مع ابنها حينما كانا يعبرانه.
16.
عجل في بطن عجل
ولدت بقرة علي أفندي المندلاوي أحد موظفي الإدارة المالية في الرمادي (من لواء الدليم) عجلا وعجلة. وكانت العجلة سليمة من كل علة، أما العجل فكان مريضاً، فلما ذبح وشق بطنه وجد فيه عجل آخر. وهو من اغرب الغرائب. والذي عندنا أن ذلك العجل من الوهم والصحيح انه عقدة أمشاج لا غير، فأين الأعجوبة؟
17.
عصائب اللصوص تعود إلى البصرة
كان للصوص البصرة شهرة بعيدة في عهد آل عثمان. وما كننا نظن أن ذيالك العهد يعود
في مثل هذه الأيام. فقد قرأنا في جريدة (الأوقات العراقية) انه حدث في ليلة 24 كانون الأول الأخير في الساعة التاسعة العربية نلصص غريب. كان الزورق البخاري، زورق الحاج مهدي الحاج عباس قادماً من العمارة إلى البصرة. وعند وصوله إلى (الماجدية) قرية قريبة من قرمة علي، هجم عليه لصوص عددهم اثنا عشر مدججين بالأسلحة في بلم (زورق) لهم، ونهبوا أمتعة صاحب الزورق البخاري ودراهمه وكلما كان لركابه.
وفي ليلة 26 من الشهر المذكور هجمت عصابة من أولئك الذعار على دار (يوسف بن مفتاح) في قرية الكباسي، ونهبوا ما فيها من حلى ومصوغات (مخشلات). وقد أفضت التحقيقات في هاتين الحادثتين إلى القبض على عدة رجال، ولما عرضوا على صاحب الدار عرفهم صاحب الزورق الحاج عباس، وظهر أن هذه العصابة هي نفس العصابة التي هجمت على الزورق، وإن هؤلاء الذعار من أصحاب السوابق.
واسم رئيس العصابة في الواقعتين (عبيد الصقر). أما أسماء بقية المتهمين، فهي: تويني بن دفار، عبيد بن طعيم، شاهر بن نصار، طاهر بن نصار، ياسين بن علي، فرهود بن دفار، جبار بن دفار، وزويمل.
ولا يزال التحقيق يجري مجراه لسوق المتهمين إلى القضاء.
18.
إيران وتركية
وصل السردار (انتصار) رئيس الوفد الإيراني إلى طهران في 28 ك1 (يناير) عائداً من لجنة تحديد التخوم المختلطة بين تركية وإيران، ورفع رفيعتين مسهبتين إلى وزارة الخارجية والحربية، عن النتائج التي أفضت إليها اللجنة، والحديث الجاري في الأندية العسكرية: إن إيران لم تر ما عرضته الحكومة التركية من الأرضيين كافياً لحمل دولة البهلوي على التخلي عن شقتها الواقعة في جبل اراراط، وترى بعض هذه المحافل أن لهذا الجبل شأناً خطيراً من الوجهة الحربية وهو ضروري كل الضرورة لحماية الديار الإيرانية، وتصعب المساومة فيه.
19.
الباب الوسطاني
زرنا في هذه الأيام الباب المعروف بالوسطاني، فرأيناه في أسوأ حالة لأننا رأينا (النقابين)
ينزعون من جدرانه إلا الآجر النفيس ليبيعوه. وإذا لجوا في أمرهم هذا لا يبقى أثر لهذا البناء الذي يستدل به على عظمة بغداد السابقة. فنطلب إلى أرباب العقد والحل أن يتداركوا أمر التخريب لئلا يسبق السيف العذل. ورحم الله امرأً حافظ على آثار السلف الصالح.