المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مدن العراق القديمة - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٩

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 86

- ‌سنتنا التاسعة

- ‌تلو أي تل هوارة

- ‌هيكل أدب

- ‌طبع كتاب الإكليل

- ‌قصر ريدة

- ‌رسالة ذم القواد

- ‌آل الشاوي

- ‌فوائد لغويةٌ

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 87

- ‌كيفية إصلاح العربية

- ‌هيكل أدب

- ‌الزقزفة أو لسان العصافير

- ‌آل الشاوي

- ‌معنى تدمر

- ‌مقاله في أسماء أعضاء الإنسان

- ‌قمرية أم القمرية

- ‌السعاة

- ‌اللشمانية الجلدية

- ‌فَوائِد لُغَويَّةٌ

- ‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 88

- ‌الشمسية في التاريخ

- ‌لسان العصافير

- ‌أيتها الطبيعة

- ‌من كلام الجاحظ

- ‌جامع سراج الدين وترجمة الشيخ

- ‌البسذ والمرجان

- ‌العمارة والكوت

- ‌البغيلة

- ‌آل الشاوي

- ‌الساقور

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة المذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 89

- ‌في نشوار المحاضرة

- ‌تمثال ملك أدب

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌أليلى

- ‌نظمي وذووه

- ‌كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 90

- ‌معجم أسماء النبات

- ‌البيات

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌جنك أو جنكة أو صنكة لا منكة

- ‌كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل

- ‌نظمي وذووه

- ‌الصابئة

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌حب الكتب

- ‌هيكل أدب

- ‌السيرة الحسنة

- ‌زواجنا

- ‌سبيل العز

- ‌الحدائق

- ‌آل الشاوي

- ‌الحياة الصالحة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 91

- ‌أبناء ماجد النجديون

- ‌تحية العلم العراقي

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌في ضرورة معرفة طب البيت

- ‌إرشاد

- ‌الطيارون العراقيون

- ‌الهولة

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌شباب العراق

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌كلمات كردية فارسية الأصل

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ومجاورة

- ‌العدد 92

- ‌البزغالبندية

- ‌حاجات البلاد

- ‌كتاب السموم

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌الأعمال

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌حديقة النصائح

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌آداب المائدة

- ‌برج عجيب في أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكر

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 93

- ‌الخنساء

- ‌تحية العلم

- ‌الراية واللواء وأمثالها

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌مراث وأشعار قديمة مخطوطة

- ‌الزهور

- ‌الحر حر

- ‌الرضم في شمالي العراق

- ‌نظمي وذووه

- ‌التركمان

- ‌فَوائد لُغَوية

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمْذاكَرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 94

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌بدرة وجسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌اليقظة

- ‌نصيحة

- ‌حكم

- ‌أمثلة من كتاب الجماهر للبيروني

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌الراية واللواء وأمثالهما

- ‌لا ضمير بلا دين

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 95

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌موقع هوفة

- ‌في المتحفة العراقية

- ‌تعصب الجهلاء

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌عبدة الشمس

- ‌نخل نجد وتمرها

- ‌البحر الأحمر لا بحر القلزم

- ‌ذييل في المشعشعيين

- ‌الدوالي أو العريش

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌مدن العراق القديمة

‌مدن العراق القديمة

فنسان م. ماريني

تابع

وأسس (نبوبلصر) الكلداني مملكة بابل الحديثة سنة 625ق. م. وبلغت ذروة عظمتها حين اتفق الماذيون والكلدانيون وهجموا على نينوى فسقطت سنة (606 ق. م) وكاد نبو كدراصر الثاني حفيد نبوبلصر يعيد بابل كلها. ولكن من الأسف على طموح هذا الملك ومدينته؛ لان خلفاءه سلكوا في طرق أخر، حتى آكل الترف والسيئات قلب المملكة التي أقامها بنو كدراصر بنشاط مدهش، إذ كان في منهاج هذا الملك الاستعمار الخارجي وتجديد مدينته وإعادة هيكل الآلهة على طول القطر وعرضه. وكان نبو كدراصر الثاني الملك الذي غزا أورشليم الإسرائيليين فاعتقلهم (586 ق. م).

وامتاز عصر نبونيد، ذلك العصر الذي غلب فيه حب الدنيا - ونبونيد آخر ملوك مملكة بابل الحديثة - بمزايا ظاهرة، مع أن هذا الملك لم يكن محراباً ولا سياسياً، بل كان رجلا كثير الولوع بالآثار القديمة، فضلاً عن انه كان مؤرخاً وعالماً أديباً. وكان يدون تواريخه حين أخذت قوة الفرس بالنهوض، بدلا من أن يعيرها التفاته، وقد انتفع الباحث عن آثار آشورية في هذا اليوم كل الانتقال بتلك التواريخ. ويذكر نبونيد مفتخراً كيفية عثوره على الاسطوانات الأساسية لنرأم سن ملك أكد تحت زوايا هيكل (إي ببر) الذي إقامة هذا الملك (نرأم سن) في (سفر) قبل ذلك الزمن بنيف وألفي سنة (راجع ما يخص (سفر)(وأكد) وكان ابنه بلشصر لاهياً بالأكل والشرب عير مكترث لليد الكاتبة فوق الجدار حين كان أبوه يدون الأخبار. وبقيت بابل بعد احتلال الفرس موئلا كبيراً للتجارة كما كانت مركزاً للعلم فتألقت بغناها في عهد حكم الفرس العادل حتى سنة 331ق. م، فظهر الاسكندر من الغرب واخضع دارا ملك الفرس في محاربة اربل. فضعفت شوكة بابل بعد

ص: 421

وفاة الاسكندر سنة 323ق. م. واضمحلت كل الاضمحلال بالنظر إلى ما كانت عليه. وبالتالي لما بنى سلوقس قصبة جديدة له على ضفة دجلة حلت تلك المدينة أي سلوقية محل بابل (راجع ما يخص سلوقية).

برسبا (برس نمرود) على مسافة نصف ساعة من الحلة

بالسيارة

كان يعرف تل برس نمرود، استناداً إلى الحديث المأثور، ببرج بابل وذلك مذ زيارة الحاخام الجوابة بنيامين التطليلي سنة 1173م. وهذا التل مكلل بكتلة بناء ضخمة. ويسرد العرب هنالك روايات ظريفة منقولة عن أسلافهم تتعلق بنمرود وإبراهيم، كما أنها تدل على أن البرق الذي سل الرب سيفه به في غضبه حول البناء المتخذ من الآجر زجاجاً. ولكن لا يشك أبداً في أن برج بابل الحقيقي هو الزقورة المسماة (انتمن انكي) - (دار حجر أساس السماء والأرض) التابعة لهيكل مردوك العظيم في بابل (راجع ما يختص ببابل). على أن مرور الزمان وسارق الآجر لم يبقيا في برج بابل من الأدلة إلا شيئاً قليلا وعليه يتيسر إدراك سهو بنيامين المذكور حين قصد تلك الأصقاع.

ويرى حوالي أساس الزقورة المتخربة في برس نمرود أنقاض هيكل (نبو) اله العلوم والآداب، وكانت تنقل صورته باحتفال جليل في كل رأس سنة ليؤدي فرضه إلى أبيه القهار الإله مردوك في هيكله (إي سجلا) في بابل. وكان المضيف يشايع ضيفه مسافة من الطريق في العودة كما هي العادة عند العرب في هذا اليوم.

وقد قام (جول أوبر) وغيره من الأثريين بالحفر في برس نمرود في أوقات شتى. ولكن حفرياتهم لم تتصل بعضها ببعض. مع أن (رولنصن) لما نقب هنالك عثر على اسطوانات متخذة من الصلصال المشوي في أساس الزقورة. ودل الرقيم في تلك الاسطوانات على أنها تعود إلى عهد نبو كدراصر الثاني ويتضح منها أيضاً أن ذلك الملك الهمام تمكن من أن يبدي كل ما في سعيه العجيب فانه أعاد هياكل الآلهة. كما يتجلى من النوافذ المربعة المعرضة لمرور الهواء في البناء الضخم في زقورات كيش (تل الاحيمر) وعقرقوف. ولا ريب في أن البرج

ص: 422

احرق برمته وكانت الحرارة شديدة جداً بحيث أن الآجر لم يشو فحسب بل صار زجاجاً. وكان للزقورة منظر عجيب جداً حين التهابها في ذلك السهل الواسع (راجع أيضاً ما يخص كيش وعقرقوف).

والأماكن الآخر التي تزاور وأنت تذهب من الحلة هي: النجف وكربلاء وسدة الهندية.

من الديوانية:

يقدمها الجوابة راكباً السيارة من الديوانية إلى (عفك)(عفج) والمسافة 23 ميلا، ثم يقطع الأربعة الأميال الباقية بالقارب وعلى ظهر الحصان.

تقع اخربة (نفر) الهائلة على الضفة اليمنى من عقيق الفرات الأقدام، وعلى الضفة الشرقية من شط النيل القديم. ويتضح أن المدينة كانت سيدة سهل شنعار بأسره من جهة الدين، وذلك منذ الأيام الأول حتى احتلال الفرس. مع أنها لم تتخذ داراً لملوك السلالات المتسيطرة. ويظهر أنها لم تزاحم مجاوراتها العديدات من المدن والممالك في السياسة أو لعلها شاركتهن في السياسة بعض المشاركة. وكان القوم الشمري والقوم البابلي كلاهما يقدم إلى هيكل تلك المدينة الهدايا، وكان هذا الهيكل مرصداً (لانلل) اله الأرض ولزوجته (ننل). وكل ملك عندما حاز إمرة الديار في حينه، بغض النظر عن دولته، كان يرمم هذا الهيكل القديم وزقورته (إي كور): ونعلم أن (أور ننه) ملك لجش، اعاد هذين البناءين منذ أول فجر سنة 2900 ق. م، كما أن (نرأم سن) و (أور نمو) و (آشور بنيبل) جددوها في أوقات بعد ذلك التاريخ. وعليه أضحت قيود الهيكل والنذور التي قدمت إلى الإله والتي حفرت في (نفر) أدلة نفيسة تفصح عن تاريخ سها بابل. وقد عثرت بعثة جامعة (بنسلفانية)(لنفر) على ما يقارب الثلاثة والعشرين ألف صفيحة من سنة 2700 إلى 2100 ق. م وكانت تلك الصفائح محفوظة في خزانة الهيكل.

حفر (و. ن. لفتس) في (نفر) مدة وجيزة سنة 1852. ولكننا حصلنا على نحو جميع أنبائنا الخاصة بهذه المدنية مما كشفته البعثة الأميركية التي

ص: 423

حفرت هنالك حفراً فسيحاً في مدات مختلفة من سنة 1887 وما تعدها.

اسن (اشان تحريات)

لم يكشف موقع هذه البلدة إلا منذ الحرب العظمى، وهي واقعة في تل على مسافة ثمانية عشر ميلا جنوبي (نفر). ولا يعرف شيء من تاريخها قبل سلالة أور الثالثة، وكان من حظها أن حلت محل أور حينما فتحها العيلميون (سنة 2301 ق. م). وحييت سلالة ملوك إسن حياة كلها وقائع مختلفة حتى أبادها الفاتحون العيلميون، وهم من سلالة مدينة (لارسا)

التي كانت تنافس (إسن) ومن ثم أصبحت المدينتان من البلدان التي أذعنت لمملكة بابل الأولى. وتاريخ هذه المدينة بعد ذلك الحين غامض لم يكشف بعد، إلا أن الأستاذ (لنغدن) في زيارة لها قريبه العهد عثر ما يدل على أن نبو كدراصر (بخت نصر) الثاني أعاد بعض الأبنية في إسن في عصر بابل الحديث.

مردة (ونه وسدوم)

يمر خط القطار القائم من بغداد إلى البصرة بهذا الموقع على ثلاثة عشر ميلا شمالي الديوانية وميلين من محطة خان جدول.

تمتد الروابي إلى نحو ميلين من الشرق إلى الغرب وإلى نصف ميل من الشمال إلى الجنوب. ويظهر أن نبوكدراصر أعاد الهيكل والزقورة؛ ولا يعرف من تاريخ هذه المدينة إلَاّ شيء قليل فضلا عن أنها مذكورة في مسلة (منشتوسو) التي وقع عليها (دي مرغان) في (السوس). ولا يمكن معرفة ما تحت الكتل العظيمة الواقعة فوق الروابي والمتركبة من أنقاض عصر بابل الحديث وزمن الفرس إلاًّ بتنقيب دقيق منظم.

أدب (بسمايا أي بسمى)

تقع أخربة هذه المدينة في فلاة على خمسة وعشرين ميلا من جنوب غربي (نفر) وعلى مثل هذه المسافة في غربي شط الحي. ونقب (أي. ج. بنكس) في ذلك الموطن تنقيباً عظيماً سنة 1903 إلى 1904 بالرغم من الصعوبات التي تلقاها هنالك. وكان (بنكس) المذكور قنصلا أميركياً في بغداد في السابق.

ونالت حيناً تلك المدينة المملكة (أي في سنة 3000 ق. م) مجداً لم

ص: 424

يدم طويلا، وذلك حين حازت سلالة ملوك من أدب إمرة سهل شنعار. وأعاد ملوك أكد هيكل هذا البلد المسمى (إي مهك) المرصد لعبادة (أرورو)(ننلل ننخر سج) وقد جدده بعدهم الملك (أورنمو) ومن تبعه من سلالة أور الثالثة. وزقورة ذلك المعبد ذات الأربع الطبقات من اقدم زقورات شمر.

من السماوة

أرك (الوركاء) - (أرك المذكور في التوراة: سفر الخلق 10: 10)

ترى اخربة هذه المدينة، وهي من مدن نمرود، على الضفة الغربية من عقيق الفرات

القديم، وتشتمل على ثلاثة أتل كبيرة، ورواب أخر اصغر حجماً، كما ترى أسوار الملك (أور منو) الهائلة، مؤسس سلالة أور الثالثة، تلك الأسوار التي يبلغ محيطها ستة أميال، وهي على شكل دائرة، وتكاد ترى على حالها الأصلي، ويتخلل آجرها الحصر من حين إلى آخر. وتقع بقايا الهيكل وزقورته في شرقي المدينة. ويعتبر تل (وسوس) المرتفع القائم على يسار المعبد. موضع قصر الملوك، وهم سابقون للملوك السرجونيين في هذه المدينة المملكة، وكانوا أيضاً كهنتها وقضاتها المعروفين (بالفاتشيين).

وقيل أن أرك سيطرت، خمس مرات، في أزمنة مختلفة على جاراتها. في سهل شنعار. بيد أن سلالة أرك الأولى التي ترد في التواريخ القديمة تحتوي على اسم (جلجمش) البطل الشمري، و (تموز) ابن (أينني)(اشتر) الذي ولد ولادة سرية، ولكن تلك الرواية لا تصدق إلا بمنزلة رواية خرافية. وكانت هذه المدينة تحترم احتراماً تاماً في كل زمن، لأنها مقر عبادة اله السماء (انو) والآلة (إينني) ولتلك الآلهة علاقة أيضاً بالهيكل (إي هر سجكلما) في كيش (راجع ما يخص كيش). ولا ريب في انه لو ينقب في (إي أنا) - (دار السماء) - هيكل (انو) في أرك ليعثر فيه على نتائج مفيدة. ولم يفحص هذا الموقع فحصاً منظماً وان (لفتس) حفر فيه مدة قصيرة سنة 1854.

لرسا (سنكرة)

لم ترو أنباء كثيرة من تاريخ لرسا القديم، الني تقع آخربتها على الضفة الغربية من عقيق الفرات الأول، وهي على خمسة عشر ميلا من جنوب شرقي

ص: 425

أرك. ولم يحفر هنالك حفر مرتب على أن (لا يرد) و (لفتس) زراها في نصف القرن المنصرم. ومن سوء الحظ أن هذه المدينة، واراك، ولجش، وكثير من أمثالها من المدن الشمرية يقصدها دائماً أعراب ناهبون يبحثون عن (العنتيكات) أي العاديات، وهذا لاشك فبه.

ونشأت المدينة حوالي (إي ببر) هيكل اله الشمس (ببر) رب العدل والعرافة، وهو ابن اله القمر في أور. (راجع أيضاً ما يختص بسفر). وقد عثر (لأيرد) في اخربة الهيكل على آجر فيه اسم (أور نمو) مؤسس سلالة أور الثالثة. فيظهر انه أعاد ذلك المعبد. ومن غريب الاتفاق أننا لا نعلم شيئاً عن مصير هذه البلدة في المدة التي كانت أور تتألق بعظمتها. غير ما سبق ذكره تلك البلدة التي حلت محل أور بعد أن قصير. ولما سقطت أور سنة 2301

ق. م أتت (لرسا) على عصر عز ومجد، إذ أصبحت مقر سلالة ملوك حكموا هنالك بأتم الاتفاق مع سلالة أخرى في إسن نحو قرن كامل. وبعد زمن من حروب قامت بين المدن بعضها لبعض. تلك الحروب التي نشأت منها سلالة بابل الأولى احتل الفاتحون العيلميون مدينة لرسا. وجعلوها مقراً يهجمون منه على (إسن) وبالتالي دانت المدينتان لمملكة بابل الأولى (راجع ما يخص إسن).

شوروبك (فارة)

ورد عنها في نص بابلي. إنها نشأت قبل الطوفان، ول (شوروبك) اصل عريق جداً. وفي الحقيقة كانت هذه المدينة الموطن المأثور عنه للبطل الوارد اسمه في رواية الطوفان للشمريين، كما أنها الموضع الذي بنيت فيه سفينة نوح. وتقع (شوروبك) الآن في فلاة على ثلاثين ميلا من شمال شرقي أرك. وكانت المدينة قائمة على ضفة الفرات قبل أن يغير مجراه.

وحفر (كلدواي) و (اندرى) و (نلدكى) في هذه المدينة بعض الحفر سنة 1902 إلى 1903 فحصلوا على نتائج هامة.

أما (جوخا)

يظن أن تاريخ هذه البلدة كان ذا حوادث، مع أنها مدينة صغيرة لا يتجاوز طول اخربتها الممتدة شرقاً إلى غرب ثلاثة أرباع الميل. فيظهر أن

ص: 426

(أما) قاومت دائماً ري (لجش) المدينة الكبرى، التي كان يجري الماء إليها في القناة الناشئة من الفرات القديم. الذي سمي بعد ذلك (شط الكار). وعليه نشبت الحروب بين المدينتين، وعقبت الغزوات الواحدة بعد الأخرى، حتى انه في القرن التاسع والعشرين قبل الميلاد أصبحت الحالة في غاية الخطورة، فعاقب (أيناتم) هذه البليدة المتمردة عقاباً شديداً، وأقام حجراً فاصلاً بين تخوم المدينتين وقد اشتهر ذلك الحجر اليوم وعرف (بنصب النسور). وفضلا عن ذلك حفر (أيناتم) قناة أخرى. ولكن نعلم أن ابن أخيه (انتمنا) لما رأى ما يتكبده من جاره المضجر، عزم على جلب الماء من دجلة، بدلا من أن يجليه من الفرات، لكي لا تعتريه مشقات جمة. ولعل لهذا الملك المفكر على العراق فضل وجود (شك الحي) فيه اليوم.

ولكن روح (أما) لن تخمد، كل ما لديها من الجند وهجمت على لجش بقيادة الفاتشي (الكاهن القاضي) هجمة فجائية وسلبتها. وملك لجش حين ذاك (أور كاجنة) فيظهر انه لم يكن محراباً مقداماً مع انه بناء كبير ومهذب في الاجتماعيات. وفي مدة سنة أضحى (لجل زجسي) ملكا في ديار شمر الجنوبية واتخذ (ارك) مقراً له. وحكم فيها خمسة وعشرين عاماً. وضايق في خلالها مدينة كيش، حتى قهره سرجون ملك أكد (سنة 2752 ق. م).

ومن المفيد أن يعرف أن اشتياق (أما) لا كثر مما تستحقه من الماء هنالك اثر في انتخابها آلهاً لها. إذ أن هيكل البلدة ل (شارة) اله النبات ولزوجته (نيدبة)(ننورة) آلهة الحبوب، وأعاد هذا الهيكل (أور نمو) من سلالة أور الثالثة في زمن تال.

وزار (لفتس) هذا الموطن سنة 1854، كما أن (بترس) و (ورد) من بعثة متحفة (بنسلفانية) زاراه في العام عينه. وقصده أيضاً الأثري الألماني (اندرى) في موسم سنة 1902 - 1903. بيد انه لم يحفر في ذلك المحل حفر متتابع إلى هذا الحين.

ص: 427

من محطة أور

أور (المقير) - (أور الكلدانيين المذكورة في التوراة؛ سفر الخلق 11: 28) هي على مسير نحو عشرين دقيقة من محطة أور.

كانت زقورة أور الحمراء الكبيرة، تجلب أنظار محبي البحث منذ غابر الأيام، وهذه الزقورة من احسن زقورات سهل شنعار حفظاً، تلك الزقورات المنتشرة في سائر أنحاء هذا السهل. وقد حفر (لفتس) مدة في أور سنة 1852. وفي السنة التالية، وقع (ج. أي. تيلر) نائب القنصل البريطاني في البصرة على اسطوانات فيها من الرقيم المسماري من عهد نبونيد آخر ملوك بابل، وذلك في الزوايا الأربع من طبقة البرج الثانية، فواصل الحفر. وزار أور أعضاء بعثة جامعة (بنسلفانية) في أوقات بعد ذلك الحين، ثم أرسلت المتحفة البريطانية إلى تلك البلدة المستر (ر. كمبل ثومسن) سنة 1918 والدكتور (هل) سنة 1919.

وفي سنة 1922 باشرت العمل البعثة التي اشتركت فيها المتحفة البريطانية ومتحفة جامعة (بنسلفانية). وكان العمل على قياس كبير، ورئيس البعثة المستر (س. ل. (وولي)، واقتفى سريعاً اثر الجدار المقدس العظيم، وهو الجدار الذي أقامه نبو كدراصر ليحيط به منطقة

الهيكل المسمى (أي جش شرجل) أي دار لنور. كما أن المنقبين وقعوا هنالك على هيكل اله القمر (ننر).

ومن يزر أور، ويصعد إلى الزقورة التي لا تزال طبقتان من طبقاتها الأربع قائمتين، يتيسر له الاطلاع على الأبنية الداخلة بعضها ببعض، والتي حفرت في خلال الأربعة المواسم الماضية. وبنيت هذه الزقورة وزواياها الأربع متجهة نحو الجهات الرئيسة، كما كانت العادة زمنئذ؛ وترى إلى هذا الحين بقايا الدرج في وجه الزقورة الشمالي الغربي. ويظهر أن برج الهيكل احرق برمنة، على ما اتضح من الأبنية الأخر (راجع ما يختص بكيش وعقرقوف) ويظن أن الفاتحين العيلميين احرقوها قبل زمن (أور نمو) مؤسس سلالة أور الثالثة الذي أعاد بناء تلك الزقورة. ولما جددها نبونيد يظهر انه زخرفها بالزليج أي (الآجر المدهون بالطلاء ذو الألوان المتألقة)، ويقتضي أن منظرها في ذلك السهل الفسيح المنبسط كان على جانب عظيم من البهاء.

ص: 428