المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أصل اليزيدية وتاريخهم - مجلة لغة العرب العراقية - جـ ٩

[أنستاس الكرملي]

فهرس الكتاب

- ‌العدد 86

- ‌سنتنا التاسعة

- ‌تلو أي تل هوارة

- ‌هيكل أدب

- ‌طبع كتاب الإكليل

- ‌قصر ريدة

- ‌رسالة ذم القواد

- ‌آل الشاوي

- ‌فوائد لغويةٌ

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 87

- ‌كيفية إصلاح العربية

- ‌هيكل أدب

- ‌الزقزفة أو لسان العصافير

- ‌آل الشاوي

- ‌معنى تدمر

- ‌مقاله في أسماء أعضاء الإنسان

- ‌قمرية أم القمرية

- ‌السعاة

- ‌اللشمانية الجلدية

- ‌فَوائِد لُغَويَّةٌ

- ‌بابُ المكاتبة والمذاكرةَ

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 88

- ‌الشمسية في التاريخ

- ‌لسان العصافير

- ‌أيتها الطبيعة

- ‌من كلام الجاحظ

- ‌جامع سراج الدين وترجمة الشيخ

- ‌البسذ والمرجان

- ‌العمارة والكوت

- ‌البغيلة

- ‌آل الشاوي

- ‌الساقور

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة المذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 89

- ‌في نشوار المحاضرة

- ‌تمثال ملك أدب

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌أليلى

- ‌نظمي وذووه

- ‌كتاب نفيس في البلاغة مجهول المؤلف

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 90

- ‌معجم أسماء النبات

- ‌البيات

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌جنك أو جنكة أو صنكة لا منكة

- ‌كتاب الفاضل في صفة الأدب الكامل

- ‌نظمي وذووه

- ‌الصابئة

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌حب الكتب

- ‌هيكل أدب

- ‌السيرة الحسنة

- ‌زواجنا

- ‌سبيل العز

- ‌الحدائق

- ‌آل الشاوي

- ‌الحياة الصالحة

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 91

- ‌أبناء ماجد النجديون

- ‌تحية العلم العراقي

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌إلى كاتب المشرق الناكر الإحسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌في ضرورة معرفة طب البيت

- ‌إرشاد

- ‌الطيارون العراقيون

- ‌الهولة

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌شباب العراق

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌كلمات كردية فارسية الأصل

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق ومجاورة

- ‌العدد 92

- ‌البزغالبندية

- ‌حاجات البلاد

- ‌كتاب السموم

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌من دفائن رسائل الجاحظ

- ‌كره العرب للحياكة

- ‌الأعمال

- ‌صاحب رحلة أول شرقي إلى أميركة

- ‌حديقة النصائح

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌آداب المائدة

- ‌برج عجيب في أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكر

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 93

- ‌الخنساء

- ‌تحية العلم

- ‌الراية واللواء وأمثالها

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌مراث وأشعار قديمة مخطوطة

- ‌الزهور

- ‌الحر حر

- ‌الرضم في شمالي العراق

- ‌نظمي وذووه

- ‌التركمان

- ‌فَوائد لُغَوية

- ‌بابُ المُكَاتَبَة والمْذاكَرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌بابُ المُشَارفَةَ والانِتِقادِ

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 94

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌بدرة وجسان

- ‌مدن العراق القديمة

- ‌اليقظة

- ‌نصيحة

- ‌حكم

- ‌أمثلة من كتاب الجماهر للبيروني

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌الراية واللواء وأمثالهما

- ‌لا ضمير بلا دين

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌فوائد لغوية

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

- ‌العدد 95

- ‌المشعشعيون ومهديهم

- ‌موقع هوفة

- ‌في المتحفة العراقية

- ‌تعصب الجهلاء

- ‌كنوز هيكل أدب

- ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

- ‌عبدة الشمس

- ‌نخل نجد وتمرها

- ‌البحر الأحمر لا بحر القلزم

- ‌ذييل في المشعشعيين

- ‌الدوالي أو العريش

- ‌فوائد لغوية

- ‌باب المكاتبة والمذاكرة

- ‌أسئلة وأجوبة

- ‌باب المشارفة والانتقاد

- ‌تاريخ وقائع الشهر في العراق وما جاوره

الفصل: ‌أصل اليزيدية وتاريخهم

‌أصل اليزيدية وتاريخهم

4 -

أخلاف عدي

جمود العصور التالية:

لم تقف العصور الإسلامية التالية لعدي بن مسافر في جمودها عند أخلافه وحدهم، بل نراها - على اختلاف نزعاتها - قد اكتسبت أوضاعاً خاصة، وأشكالا معروفة من الجمود لم تخرج بها عن التقليد في كل شيء.

ولم يكتفوا بتقليد الرأي، بل صاروا يقلدون الغير في العمل؛ فعقمت العصور المذكورة عن أن تلد إلا أفذاذا قليلين، لم يتمكنوا من أن يحركوا هذا الجماد، بل الصخرة الصماء.

اشتغلوا بالعجائب، ونسبوا الخوارق لمقلديهم، ونقلوا عنهم لينالوا مكانتهم و (بهجة الأسرار) و (جامع كرامات الأولياء) و (القلائد) و (الكواكب الدرية) وغيرها من كتب مشحونة أمثال ذلك؛ فنقلت أموراً خارقة عن عدي. وهي لمن وسم بالعلو والمشيخة، بحيث لا يدعنا ذاك أن نستغرب ما يقال عن اليزيدية. فإذا كان أولئك لم يدركوا حقيقة طرائق القوم. فمن الأولى أن لا يدركها أميون، يقضي محيطهم، وتدعو بيئتهم قسراً إلى أن يلازموا تلك الأمية الموافقة، أو المقاربة للامية. ولعلها السبب في تحريم القراءة والكتابة.

ولا عجب أن يدخل الغلو بين ظهرانيهم، وقد دب بين جماعاتنا قبلهم، أو بصورة مساوقة. ومنشأ ذلك الجمود العام. فلا يوجه اللوم إلى صنف دون نف. اللهم إلا تفاوتاً في الدرجات، (ظلمات بعضها فوق بعض) فعلة الجمود وبيلة استولت على الكل فلم يسلم منها قوم أو مذهب، وهي منشأ الغلو الأخير.

وعلى كل حال أن الجمود في التصوف خاصة، كان متأخراً عن الفقه، والكلام، واللغة. وذلك لان ظهوره كان متأخراً لما شعر الناس بالحاجة إليه. ثم ناله ما نال غيره.

ص: 520

أخلاف عدي وإمامتهم:

قبل أن يستولي الجمود التام على أهل هذه الطريقة، خلف عدياً جماعة، قاموا مقامه، وتأثروا بمبدئه؛ وكانوا ممن يصلح للإرشاد، بخلاف ما هم عليه اليوم، فان الإمامة صارت

اليوم ارثية، وشملت الولاية الدينية والمدنية. يعتقد القوم في أمرائهم الرياسة العامة، ويعتبرونهم كأئمة، وهذه الرياسة أشبه بالخلافة والإمامة عند سائر الفرق الإسلامية، وقد حصل أميرهم سعيد بك ابن علي بك في هذه الأيام على تولية أوقاف الشيخ عدي وأقرنت بالإرادة الملكية المطاعة بتاريخ 15 آذار سنة 1931 الموافق 6 ذي القعدة سنة 1349 (راجع العدد 964) بتاريخ 2 نيسان سنة 1931 من الوقائع العراقية). وذلك بعد منازعة وقعت بينه وبين إسماعيل بك من أمرائهم أيضاً. وقد أوضح صاحب تاريخ الموصل الفاضل سليمان الصائغ هذه الرياسة، ولكنه أكب الإمارة شكلا والرياسة الدينية شكلا آخر؛ والصحيح أنهما في واحد ولكنها على ما يظهر تخويل في بادئ الأمر فانحصرت في بيت وهذا نص ما قاله بحروفه:

(يرأس الأمة اليزيدية جمعاء، أمير من شيعتهم، يسمونه أمير الشيخان الواقعة في شمال شرقي الموصل، على مسافة 45 كيلو متراً، وأهم قرى الشيخان؛ قرية بيت عذري، الشهيرة في تاريخ الكلدان، حيث يقيم أميرهم. ولهذا الأمير سلطة مطلقة على اليزيدية، وتحت أمره أمراء ثانويون، يخضعون له، ويبلغون أوامره إلى جميع النواحي، ورئيسهم الديني الأعلى، هو الشيخ الأكبر، ويدعونه (بابا شيخ) وتحت يده جملة من الشيوخ يتلقون أوامره في متعلقات الدين، ينفذونها في الشعب كل في مركزه وناحيته وللشيخ الأكبر فقط حق التشريع في الأمور الدينية كتحديد الصوم والصلوات والتحريم إلى غير ذلك (كذا). ومن يتعد على أوامر الأمير الأكبر أو الشيخ الأكبر، يعرض نفسه إلى اشد القصاصات، وهو استباحة بيته وأمواله. وهاتان الرتبتان: الإمارة والمشيخة محصورتان في عائلتين، يتقلدها السلف عن

ص: 521

الخلف أهـ

1 -

أبو البركات صخر بن صخر:

هذا هو ابن عدي بن مسافر، وفي اكثر المواطن يذكر بكنتيه إلا في صحيفة 11 من البهجة فأنه ذكر باسمه صخر، وكذا صاحب القلائد ذكره باسمه وافي جبال هكار، حيث كان يسكن عمه وتعرف به، فأوضح له درجة قرابته منه. جاءه من المواطن الذي ولد فيه عدي. وهو بيت فأر من أرض بقاع العزيز. في سفح جبل لبنان (راجع ص 215 و217 من البهجة).

ولما تحقق منه الصلاح والتقوى. والمقدرة على الإرشاد. قال: أبو البركات يخلفني (215

منها). وهذه الإشارة كانت السبب لانتقال الإمارة والإمامة معاً إلى أولاده وحفدته. ومثل هذه الأمور لا تحتاج إلى سبب قوي ولا إلى ن صريح. والعمدة التأكيد والوثوق من الأمر. أما اليوم فالأهلية التي توسمها الشيخ عدي لا تراعي البتة. ولعل هذا هو العامل المهم لضياع طريقة الشيخ بتولي إخلاف أضاعوا طريقته وأثروا في التغيير، إما لجهل وأما لتقوية الخلاف وحفظاً لإثبات شخصية بارزة.

تمكن هذا وأمثاله من تثبيت العقيدة والطريقة وتمكينهما، فأذعن لهم القوم وبدا لهم صلاحهم على تتالي الأيام. وهذا يعد عاملا آخر لاعتبار الوراثة في الولاية وعلى هذا جرى اليزيدية إلى الآن.

ما قيل عنه:

هو من إجلاء مشايخ المشرق، ونبلاء العارفين، وأركان هذا الشأن، وأئمة الدعاة إليه، واعيان العلماء بسبله علماً وعملا، وزهداً وتحقيقاً، صحب

ص: 522

عمه وهاجر إليه، وإليه كان ينتمي وخلفه - بعد وفاته - في المشيخة بزاويته في لالش بجل هكار. وكان عمه يثني عليه ويقدمه. ويعد من إبدال الدهر.

لقي غير واحد من المشايخ، وانتهت إليه رياسة هذا الأمر في وقته، في تربية المريدين السالكين، وكشف مشكلات احوالهم، وتبيين مهمات أمورهم وتخرج عليه غير واحد من الصلحاء.) أهـ (البهجة ص 215 والقلائد ص 106 و107).

وزادوا، انه أحد من أظهره الله تعالى إلى الوجود. وصرفه في الكون، وملكه الأسرار ومكنه من الأحوال، وظهر على يديه الخوارق، وانطقه بالمغيبات. إلى آخر ما هنالك.

ومن ثم لا يلام هؤلاء اليزيدية إذا اعتقدوا اكبر منها ونسبوا التصرفات الأخرى والخوارق الواسعة النطاق.

صفته:

قال في البهجة: (كان كامل الآداب، حسن الأخلاق، ظريف الشمائل، ذا سمت وبهاء، وصمت وحياء، محباً لأهل الدين، مكرماً لأهل العلم، وافر العقل، كثير الكرم، شديد التواضع. . .) أهـ وقد حكى في البهجة حادثة زواجه، فلا نرى فائدة في ذكرها.

اعتقاده:

وله أقوال في التنزيه والصفات قال:

1 -

من رأيته يدعي مع الله حالا أو مقاماً، وهو يجوز في اعتقاده على الله عز وجل تشبيهاً أو تمثيلا، أو تحديداً، فاعلم انه كاذب.

2 -

كما أن الله تعالى لا يجوز في حقه تحديد، ولا تشبيه، كذلك صفاته ولو لم يرد الشرع بذلك، لكان العقل يوجبه بالضرورة وينفي ما سواه.

3 -

كما أن الزيادة على الحق كفر، كذلك النقص منه، وكما أن التشبيه جحود، كذلك التعطيل، وكما أن الزيادة على معالم السنة بدعة.

كذلك التأويل في صفات الله سبحانه، إلا بما ورد به النص أو الجأ إليه البرهان.

ص: 523

4 -

العروة الوثقى الوقوف عندما جاء الله تعالى ورسوله (ص) من غير زيادة ولا نقص.

وقد اجمل ذلك بقوله: وما رأيت أحداً من المشايخ الذين يقتدي بهم إلا على هذا السبيل. (البهجة 215)

كلامه على لسان أهل الحقائق:

للصوفية درر كلمات هي العمدة في السلوك، والمعول عليها في مناهج الحياة، وقد يكون القول الواحد صالحاً لان يسلك المرء بموجبه. وقد قصر هؤلاء حياتهم على النظر في الحكمة من طريق العزلة والانقطاع. ولا يعول على سند صحيح وصل إلينا عنهم أقوى من الحكم التي نطقوا بها، فهو نتائج تجاربهم ومجاهداتهم، وملخص آدابهم، وصفوة طريقتهم. وكل أحد يؤخذ بقوله ويرد إلا الأنبياء (ع). وإليك أيها القارئ اشهر أقوال المترجم على لسان أهل الحقائق:

1 -

من سكر بكأس المحبة، لا يصحو إلا بمشاهدة محبوبه، فان السكر ليلة صباحه المشاهدة، كما أن الصدق ثمرها المجاهدة.

2 -

أصول المحبة في ثلاثة أشياء (كذا في القلائد، وفي البهجة أصول الأصول في ثلاثة): الوفاء، والأدب، والمروءة. فالوفاء انفراد القلب بفردانيته والثبات على مشاهدته والمؤانسة بنور أزليته. وأما الأدب، فمراعاة الخطرات، وحفظ الاوقات، والانقطاع عن

المقاطعات. وأما المروءة، فالقيام على الذكر بالصفاء قولا وفعلا، والسر عن الأغيار ظاهراً وباطناً، وحفظ الأوقات لرعاية ما هو آت، واستدراك الأوقات، فإذا وجدت هذه الخصال في العبد، وجد لذة الوصال، وخاف حرقة البين، وهاج في سره نار الاشتياق.

3 -

إذا احكم العبد أساسه في الرضا، وصل إلى درجات المقربين.

4 -

براهينه:

أ - برهان العابدين زكاة أعمالهم.

ب - وبرهان العارفين صفاء أحوالهم.

ج - وبرهان المحبين بقاء أنفاسهم.

ص: 524

د - وبرهان العالمين نشر عجائب قدرة في أسرارهم.

هـ - وبرهان المقربين إجابة الأكوان لدعائهم بأخبارهم عن مولاهم.

5 -

المحبة: وله، وسكر، وخمود، وذكر، واستغراق، وفكر، وحيرة، وذعر فمن ادعى المحبة فبرهانه نضح الفؤاد، وتقطيع الأكباد، وإعدام الأشباح، وبذل الأرواح. . .

6 -

القلب الجزوع، هلوع، والسر الممنوع فجوع.

أقواله الأخرى:

نكتفي هنا بذكر جوهرة فريدة له قال:

1 -

الحق أقوى من أن يقوى باطل. (راجع. بهجة الأسرار ص 214)

وهذا القول ينبغي أن يسير بموجبه كل صاحب مبدأ، ويجعله نصب عينيه بخلاف ما نراه من أصحاب النحل، والمبادئ الأخرى، وما يتخذونه من الوسائل والدعايات وطرق نشرها، خصوصاً نسبة الخوارق والكرامات العديدة لهم للتفاخر والمزاحمة. ومن كان همه معرفة حقيقة الرجل من أقواله وآثاره فلا يعدو ذلك وينتظر ما سواه.

معاصروه والآخذون عنه:

أشهر المعاصرين الآخذين عنه:

1 -

عمر بن المعدني. 2 - الشيخ أبو محمد عبد الله الدمشقي. 3 - أبو الفتح نصر بن رضوان بن مروان الداراني (وفي البهجة ورد نروان عوض مروان) - 4 - علي

الحميدي الشيباني (وفي القلائد ذكر المعاصر الشيخ نصر الله بن علي الحميدي لا أبوه) - 5 - أبو البركات بن معدان العراقي. 6 - الشيخ أبو العشائر. - 7 - أبو الفضل معالي بن نبهان التميمي الموصلي (البهجة والقلائد).

وفاته:

لم يعين صاحب البهجة ولا صاحب القلائد تاريخ وفاته. وإنما جاء في القلائد (ص 108) انه سكن لالش وبقي إلى أن مات بها مسناً، ودفن عند عمه وقبره بها ظاهر يزار رضي الله عنه. أهـ

ص: 525

2 -

أبو المفاخر عدي بن أبي البركات:

وهذا أيضاً مشهور بالصلاح والتقوى كوالده واخذ عنه، وكان ممن أثنى عليه ابن تيمية. ترجمة صاحب القلائد وافرده بالذكر ونعته بقوله:

(الشيخ الأصيل. . . كان من أعيان مشايخ العراق المعتبرين، صاحب كرامات وأحوال. . . إلى أن يقول: صحب والده، واخذ عنه، ولقي غير واحد من المشايخ المشرق (رض). وانتهت إليه الرياسة في وقته في تربية المريدين، بجبل الهكار وما يليه. وتخرج بصحبته غير واحد.

وكان كريماً ظريفاً، ذا سمت وحياء، ومحباً لأهل الدين، مكرماً لأهل العلم وافر العقل، شديد التواضع، واجمع العلماء والمشايخ على تبجيله، واحترامه، وقصد بالزيارات، واشتهر ذكره في الآفاق (رض) ولم اقف على تاريخ مولده، ولا وفاته. أهـ

فيرى من هذا انه نعته بما نعت به والده. فكأنه حذا حذوه، ولم يزد عليه، أو أن ما قاله مما ينعت به أمثاله (راجع النعوت لباقي المشايخ في القلائد).

لم نتمكن من العثور على قول له. وهذا هو خاتمة أكابر الرجال من آل عدي وأقاربه. وأما من جاء بعد هؤلاء فلم يحصل على شهرتهم، ولا نال مكانتهم ولكنهم على كل حال أسسوا الزعامة لكرد تلك الأنحاء كنا تقدم بحيث لم يستطع أن يزاحمهم غيرهم. وبسبب هذا الاعتماد والوثوق، رسخت الرياسة في حفدتهم إلى يومنا هذا. وغاية ما يقال عن المترجم أن وقف عندما تلقى من اسلافه، وراعى وصاياهم بقدر ما تمكن عليه، وقد نقلت عنه

بعض الأقوال عام 618هـ.

3 -

الشيخ حسن بن أبي المفاخر عدي:

ذكره ابن تيمية في وصيته الكبرى (ج1 ص 300) من مجموع رسائله فقال: (وفي زمن الشيخ حسن زادوا أشياء باطلة نظماً ونثراً وغلواً في الشيخ عدي وفي يزيد بأشياء مخافة لما كان عليه الشيخ عدي الكبير. . . (إلى أن قال) وابتلوا بروافض عادوهم وقتلوا الشيخ حسناً. وجرت فتن لا يحبها الله

ص: 526

ولا رسوله. . .) أهـ

ولعله إلى هذه الفتن أشار التاريخ المجهول المنسوب للفوطي قال:

(في هذه السنة (سنة 652هـ) جرت بين أصحاب الشيخ عدي بن مسافر وأصحاب بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل محاربة كان سببها أن بدر الدين كان كثير التثقيل على أولاد الشيخ عدي ويكلفهم مالا على وجه المساعدة فأطلقوا ألسنتهم فيه فأرسل طائفة من عسكره إليهم فقاتلوهم قالا شديداً فانهزمت الأكراد العدوية وقتل منهم جماعة كثيرة واسروا منهم جماعة فصلب بدر الدين منهم مائة وذبح مائة وأمر بتقطيع أعضاء أميرهم وتعليقها على أبواب الموصل وأرسل من نبش الشيخ عدياً من ضريحه واحرق عظامه) أهـ

ومن المستبعد أن يمون هذا الأمير هو الشيخ حسن وان كانت حوادث هذا التاريخ متسلسلة إلا انه لم يصرح باسم الأمير، لان السخاوي قال في تحفة الأحباب موافقاً لما جاء في فوات الوفيات:(وتخلف من بعده أخوه صخر (صحيحها ابن أخيه) وتفرق أولاده (أولاد ابن الأخ) في البلاد واقبل إليهم العباد فنزل منهم بالموصل الشيخ شمس الدين الحسن بن أبي المفاخر عدي بن أبي البركات. . . الملقب بتاج العارفين أبي محمد شيخ الأكراد. . . كان من رجال العالم دهاءً ورأياً وحزماً وله فضل وأدب (وزاد في الفوات: وشعر وتصانيف في التصوف) وله اتباع ومريدون يبالغون فيه، توفي شهيداً في سنة 644هـ (قال في الفوات: خاف منه بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل فقبض عليه وحبسه ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل خوفاً من الأكراد لأنهم يشنون الغارات على بلاده فخشي أن يأمرهم بأدنى إشارة فيخربون بلاد الموصل. وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ لا بد أن يرجع. . . وينتظرون خروجه. وما يعتقدون انه قتل. وكانت قتلته سنة 644هـ) وله من العمر 53 سنة. . .

وزاد أحمد باشا تيمور نقلا عن ذخائر القصر في تراجم نبلاء العصر (ص 20) انه اختلى ست سنوات صنف فيها كتاب الجلوة لأرباب الخلوة وانشد من الشعر:

ص: 527