الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قل لهم يا محمد: إنما أتبع ما يوحى إلى من ربي فقط وليس لي أن أخترع أو آتى بشيء من عندي، إنما أنا رسول ولست قادرا على إيجاد الآيات التي طلبتموها.
وما لكم تطلبون غير هذا القرآن وهو بصائر من ربكم وحجج وآيات واضحة دالة على صدقى وأنه من عند الله وهو كالبصائر للقلوب التي تنير طريق الفلاح وهو هدى ورحمة، ولكن لقوم يؤمنون بالله وبالحياة الآخرة، فمن آمن به وحافظ عليه وحكم به فأولئك هم المفلحون دون سواهم.
من أدب استماع القرآن والذكر [سورة الأعراف (7) : الآيات 204 الى 206]
وَإِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ وَلا تَكُنْ مِنَ الْغافِلِينَ (205) إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ (206)
المفردات:
فَاسْتَمِعُوا: الاستماع يزيد عن السمع بالإنصات والقصد والنية.
تَضَرُّعاً: من الضراعة والذلة والخضوع. وَخِيفَةً: خائفين. بِالْغُدُوِّ الغدو: جمع غدوة، وهي ما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس. وَالْآصالِ:
جمع أصيل، وهو ما بعد العصر إلى الغروب.
المعنى:
إذا قرئ القرآن الكريم فاستمعوا له بإنصات وأدب، وقصد مع السكون والخشوع
رجاء أن ترحموا من الله فإنه لا يستمع لكلامه بأدب وحسن استماع إلا المخلصون الذين في قلوبهم نور الإيمان وبرد اليقين.
أما من أهمتهم الدنيا وأقضّت مضاجعهم حتى أصبحت قلوبهم خلوا من نور الإيمان تراهم عند سماع القرآن لا ينصتون أبدا بل ويتكلمون في توافه الأمور.
والآية عامة في سماع القرآن في الصلاة والخطبة وغيرهما. أيليق بالمسلم أن يتكلم الله فلا يستمع ويتكلم جاره فيستمع؟! واذكر ربك في نفسك وذلك بذكر أسمائه وصفاته وشكره واستغفاره، والمهم التذكر بالقلب أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ «1» .
اذكره ضارعا متذللا خاضعا خائفا راجيا ثوابه، مع إتمام الاسم وعدم استعمال ما يخل. اذكره بلسانك وقلبك ذكرا دون الجهر وفوق السر، أى: اذكره وسطا بين هذا وذاك وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا «2» .
وأنسب الأوقات للذكر وقت الصباح والمساء، وبقية النهار للعمل وتحصيل الرزق.
وإياك أيها المسلم أن تكون من الغافلين عن ذكر الله بقلبك، واعلم أن الذين عند ربك من الملائكة والمقربين لا يستكبرون عن عبادته ويسبحونه في الليل والنهار، وله وحده يسجدون!! فكيف بك؟! سجود التلاوة: يكون عند ما يسمع المسلم هذه الآية وأمثالها التي ستأتى، وقد شرعه الله لنا إرغاما لمن أبى السجود من المشركين واقتداء بالملائكة المقربين.
وروى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: «اللهم لك سجد سوادي، وبك آمن فؤادي، اللهم ارزقني علما ينفعني وعملا يرفعني» «3»
ولسجود التلاوة أحكام في كتب الفقه.
(1) سورة الرعد آية 28.
(2)
سورة الإسراء آية 10.
(3)
أخرجه ابن أبى شيبة ج 2 ص 20.
(4)
أخرجه مسلم في كتاب الايمان حديث رقم 133.