الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يستفاد من الآيات: (100- 103)
1-
يجب علينا ألا نؤمن لغير من اتبع ديننا خاصة إذا أشار علينا بالفرقة والخلاف.
2-
إذا دهانا أمر أو حل بنا خطر نلجأ إلى القرآن والحديث نستهديهما، ونستلهم رأيهما ففيهما الخير والرشاد في الدنيا والآخرة.
3-
الاتحاد وعدم الخلاف والشقاق مع الاعتصام بالعهد والقرآن.
أمرنا الله بالاعتصام بحبله والتمسك بدينه ونهانا عن التفرق والاختلاف فقد أنعم علينا بالإسلام وألف بين قلوبنا بالقرآن والنبي صلى الله عليه وسلم لكنه يعلم أن هناك نفوسا يصدأ قلبها سريعا ولا يجلوها إلا الوعظ والإرشاد والتذكير بالله واليوم الآخر، فأرشدنا إلى ذلك حيث قال: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ (الآية)، فهذه وما بعدها متممة لقوله- تعالى-: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً.
خاطب الله- سبحانه وتعالى الأمة الإسلامية بأسلوب الأمر الصريح فقال:
ولتكن منكم أيها المسلمون أمة لها كيان ونظام. أمة مؤتلفة الأعضاء موحدة الجهات لا ترهب أحدا ولا تخاف شيئا، دينها قول الحق ورفع الظلم ولو كان عند سلطان جائر.
لا تخشى في الله لومة لائم، لها رئاسة وقانون. كل ذلك قد أشارت إليه كلمة واحدة وهي (أمة) إذ هناك فرق بين قولك: جماعة وأمة.
فعلى المسلمين جميعا واجب هو تكوين تلك الأمة. لتكون بهذا الوضع. وعلى الأمة المكونة واجب أن تقوم بمهمة الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والذب عن حياض الدين ورفع منارة الحق والعدل، فالمسلمون جميعا مكلفون بتكوين جماعة خاصة للدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فهذه الجماعة المكونة بهذا الوضع السابق لها حق الإشراف والتكوين والتوجيه والحساب والعمل على خدمة المسلمين، وهذا أشبه بمجلس الأمة! وعلى الأمة جميعا اختيار طائفة خاصة تقوم بتلك المهمة على سبيل الوجوب.
وفي سبيل قيامها بواجبها يجب أن تتوافر فيها شروط العلم الديني والعلوم التي يحتاج
إليها من يخاطب الناس ويؤثر فيهم مع التقوى والتخلق بأخلاق الأنبياء، وأن يكون الداعية مثلا أعلى في الخلق الكامل، ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
فإذا توافرت هذه الشروط فأولئك البعيدون في درجات الكمال هم المفلحون في الدنيا والآخرة، وأمة هداتها وقادتها بهذا الوضع لا بد أن تكون العزة والكرامة لها.
ولا تكونوا- أيها المسلمون- كالذين تفرقوا واختلفوا اختلافا كثيرا كما حصل لليهود والنصارى من بعد ما جاءتهم البينات الواضحات التي تهديهم إلى السبيل لو اتبعوها، وما ذلك إلا لأنهم تركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولم تكن فيهم أمة تهديهم إلى الخير وترشدهم إلى الطريق لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ. كانُوا لا يَتَناهَوْنَ عَنْ مُنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ ما كانُوا يَفْعَلُونَ (الآيتان 78، 79 من سورة المائدة) .
والاختلاف المنهي عنه هو الاختلاف في الأصول العامة للدين وتحكم الهوى وإدخال السياسة المذهبية، والبعد عن مناهل الشريعة والأخذ بالمتشابه.
أما الخلاف في الوسائل وكيفية الأداء كاختلاف المذاهب عندنا في كيفية الوضوء لتعدد فعل النبي صلى الله عليه وسلم ولأن القرآن يسمح بكل صورة قال بها إمام من الأئمة، فلا شيء فيه إذ كلهم من رسول الله ملتمس.
والمسلمون قد اختلفوا شيعا وأحزابا لما تركوا الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وتركوا روح الدين واشتغلوا بالأمور الشكلية.
والأمة التي فيها من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فأولئك جميعا هم المفلحون، وأولئك المختلفون والمتفرقون التاركون الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لهم عذاب عظيم. لا يعرف له حد ولا يدرى له كنه.
يوم تبيض وجوه المؤمنين وتشرق ويسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم، وتسود وجوه المختلفين الذين لم يتواصوا بالحق والصبر من أهل الكتاب والمنافقين، وتظلم وتكتئب حينما يرون ما أعد لهم من العذاب المقيم، فأما الذين اسودت وجوههم فيقال لهم تأنيبا وتوبيخا: أكفرتم بالرسول محمد بعد إيمانكم به؟ فقد كنتم على علم ببعثته وعندكم أوصافه والبشارة به، ولكن كفرتم به حسدا وحقدا، وكانوا قبل البعثة