الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خاصة به الرَّحِيمِ: من يرحم غيره بالفعل وَكانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً وهما في الأصل صفتان مأخوذتان من الرحمة، وهي رقة في القلب تقتضي الإحسان والتفضل بالنعم، والمراد هنا: الإحسان والتفضل بالنعم. الْحَمْدُ لِلَّهِ الحمد: الثناء بالجميل على الجميل الاختياري. رَبِّ الرب: المالك والسيد، وفيه معنى الربوبية والتربية والعناية الْعالَمِينَ: جمع عالم، وهو ما سوى الله، وهو أنواع كعالم الإنسان والحيوان والنباتات
…
إلخ. مالِكِ يَوْمِ الدِّينِ: المراد أن الأمر في قبضة قدرته يوم القيامة إِيَّاكَ نَعْبُدُ العبادة: الطاعة مع غاية الخضوع الناشئ من استشعار القلب عظمة المعبود، و
المعنى:
لا نعبد غيرك. وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ الاستعانة: طلب المعونة منه، أى: نخصك بطلب المعونة. اهْدِنَا: عرفنا ووفقنا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ: الطريق المعتدل، والمراد طريق الإسلام. الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ: المبعدون عن رحمة الله المعاقبون أشد العقاب لأنهم عرفوا الحق وتركوه، وقيل: هم اليهود الضَّالِّينَ: الذين ضلوا الطريق، وقيل: هم النصارى.
آمِّينَ: تقبل منا واستجب دعاءنا، وليست من القرآن ولكن يسن ختم الفاتحة بها.
المعنى:
ابتدأ الله- سبحانه- بالبسملة ليرشدنا إلى أن نبدأ كل أمورنا بها متبركين مستعينين باسمه الكريم، ولا حول ولا قوة إلا به، ثم قال: الثناء بالجميل لله- سبحانه- الواجب الوجود المنزه عن كل نقص، فالحمد ثابت لله. فاحمدوه دون سواه، لأنه مالك الملك ورب العالمين قد تولاهم بعنايته ورعايته، وتفضل على كل موجود بنعمه التي لا تحصى، لا لنفع يعود عليه بل لأنه الرحمن الرحيم، مالك الأمر يوم الجزاء والحساب والقضاء. ومن كانت هذه صفاته- جل شأنه- وجب أن تكون العبادة له دون سواه، ومن تمام عبادته والخضوع له ألا نطلب المعونة من غيره، بل علينا أن نطرق الأسباب الظاهرة بكل ما أوتينا من حيلة وعلم وتجربة، ثم بعد هذا لا نستعين إلا به ولا نتوكل إلا عليه،
وفي الحديث: «اللهمّ أعنّى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك»
تقولها دبر كل صلاة.
ثم أرشدنا إلى طلب الهداية والتوفيق منه حتى نسير على الطريق المستقيم: طريق الحق والعدل، ولما كان الطريق المستقيم: طريقا لا يسلكه إلا القليل وَقَلِيلٌ مِنْ عِبادِيَ الشَّكُورُ «1» وفيه من الوحشة ما فيه، أرشدنا إلى أننا سنكون مع المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء، فهو طريق الذين أنعم الله عليهم بنعمة الإيمان والهداية، ولا شك أنهم غير من عرفوا الحق وابتعدوا عنه كفرا وعنادا أو جهلا وضلالا، فهؤلاء هم المغضوب عليهم الضالون عن طريق الهدى والسداد.
اللهم اقبل منا هذا الثناء، واستجب منا هذا الدعاء، واجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم.
هذه السورة مكية.
والفرق بين السورة المكية والمدنية يمكن إجماله فيما يلي:
1-
المكي ما نزل قبل الهجرة والمدني ما نزل بعدها سواء نزل في المدينة أو ضواحيها أو في مكة عام الفتح أو في غزوة من الغزوات.
2-
المكي أكثر إيجازا لأن المخاطبين به أبلغ العرب ومعظمه تنبيهات وزواجر وبيان لأصول الدين بالإجمال، اقرأ إن شئت: الحاقّة، والقارعة، والواقعة
…
إلخ.
3-
المدني في أسلوبه شيء من الإسهاب، وفيه كثير من خطاب أهل الكتاب، وفيه بيان الأحكام العملية في العبادات والمعاملات الشخصية والمدنية والسياسية والحربية وأصول الحكومة الإسلامية والتشريع فيها
…
إلخ.
(1) سورة سبأ آية رقم 13.