الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات:
أَوْفُوا الوفاء: الإتيان بالشيء وافيا كاملا لا نقص فيه. بِالْعُقُودِ: بالعهود المؤكدة الموثقة، وهي تشمل عقود الشرع فيما أحل وحرم وفرض، وعقود الناس بعضهم مع بعض في البيع والشراء والمناكحة وغير ذلك. بَهِيمَةُ: وهي ما لا عقل لها، سميت بذلك لإبهام أمرها من جهة نقص نطقها وفهمها وعدم تمييزها وعقلها، وخصها العرف بذوات الأربع من حيوان البر والبحر. الْأَنْعامِ: هي الإبل، والبقر، الشامل للعراب الجواميس، والضأن الشامل للخراف والمعز، وألحق بها الظباء وبقر الوحش وحمره. شَعائِرَ: جمع شعيرة، مأخوذ من الشعور والإعلام، والمراد معالم دينه، وخصت بمناسك الحج. الْهَدْيَ: ما يهدى إلى الحرم ويذبح فيه للفقراء. الْقَلائِدَ: جمع قلادة، وهو ما يعلق في العنق. آمِّينَ:
قاصدين. لا يَجْرِمَنَّكُمْ: لا يحملنكم ولا يكسبنكم. شَنَآنُ: بغضهم بغضا شديدا. الْبِرِّ: ما اطمأن إليه القلب. الْإِثْمِ: كل ذنب ومعصية، وهو ما حاك في الصدر وخفت أن يطلع عليه الغير.
المعنى:
هذا بيان للناس من الله ورسوله، فيا من اتصفتم بالإيمان وتطهرت قلوبكم من دنس الشيطان أوفوا بالعقود التي عقدتموها بينكم وبين الله أو بينكم وبين أنفسكم، أو بينكم وبين الناس. ومن كل ما أمر به الشرع ونهى، أو تعاقدتم عليها كالبيع والشراء والنكاح
…
إلخ،
فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «المسلمون عند شروطهم»
وقال: «كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل»
وقال: «من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد»
فإذا يجب الوفاء بالعقود والعهود، بشرط أن توافق الشرع الشريف.
ولقد أخذ القرآن الكريم يفصل تلك العهود المأخوذة علينا من قبله، مع أن فيها بيانا لنعمه التي تحملنا على الوفاء بالعهود.
أحلت لكم بهيمة الأنعام كلها إلا ما يتلى عليكم من المحرمات العشر الآتية، والأنعام
لا تشمل ذوات الحافر من الخيل والبغال والحمير، وكذلك السباع وكل ما له ناب يعتمد عليه في الاعتداء على غيره.
حالة كونكم غير محلى الصيد في الإحرام، فالذي يجلس في الحرم ولو لم يحرم أو من أحرم بالحج والعمرة ولو لم يكن في الحرم. يحرم عليه الاصطياد والأكل منه.
إن الله يحكم بما يريده من الخير لكم أيها المؤمنون، فانظروا مواقع أحكامه تجدوها عين الخير والصواب.
وانظر- رعاك الله ووفقك- تجد الآية اشتملت على أمر بالوفاء بالعهد ونهى عن نقض الوعد، وإحلال الأنعام، واستثناء بعد استثناء، وإخبارا عن قدرته وحكمته، كل ذلك في سطرين، وتبارك الله أحسن الخالقين.
يا أيها الذين آمنوا: لا تحلوا شعائر الله ولا تتهاونوا في معالم الدين مطلقا خصوصا مناسك الحج ومشاعره، على معنى: لا تتعدوا حدود الله، ومكنوا المسلمين جميعا من أداء مناسك الحج.
ولا تتهاونوا في حرمة الشهر الحرام وهو جنس يشمل الأربعة الحرم (ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب) تلك الأشهر الحرم لا تقاتلوا فيها المشركين كما روى عن ابن عباس وقتادة، ولا تبدلوها بغيرها ولا تعترضوا الهدى الذي أهدى للحرم بالأخذ أو التعرض له حتى لا يصل إلى الكعبة، ولا ذوات القلائد من الأنعام، وخصت بالذكر مع اندراجها في الهدى تشريفا لها واعتناء، وقيل: المراد أصحاب القلائد من الكفار، ولا تعترضوا الآمّين البيت الحرام والقاصدين له، فالمعنى: أن الله يوجب على المسلمين أن يكون زمان الحج ومكانه وقت أمان واطمئنان، لا خوف ولا قلق للحاج حتى يكون آمنا على نفسه وماله فالحجاج يبتغون فضلا من الله ورضوانا، ومن كان كذلك وجبت المحافظة عليه.
وإذا تحللتم وخرجتم من الإحرام وأنتم في غير أرض الحرم فاصطادوا كما تشاءون، فإن المحّرم الصيد وأنتم محرمون أو أنتم في أرض الحرم وإن لم تكونوا محرمين، فإذا تحللتم من هذين فلا إثم عليكم في الصيد وأكله.