الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات:
سُكارى: جمع سكران وهو من الخمر. جُنُباً: من أصابته الجنابة كإنزال المنى أو الجماع. الْغائِطِ: المكان المطمئن من الأرض كان بقصد قديما لقضاء الحاجة فجعل كناية عنها أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ: كناية عن الجماع، وحقيقته: اللمس المشترك من الجانبين، فَتَيَمَّمُوا أى: اقصدوا. صَعِيداً:
وجها طاهرا للأرض عَفُوًّا: ذو العفو، وهو محو السيئة من أساسها.
غَفُوراً: ذا المغفرة، وهي ستر الذنب وقد يبقى أثره.
سبب النزول:
روى أن عبد الرحمن بن عوف صنع طعاما وشرابا ودعا نفرا من الصحابة حين كانت الخمر مباحة فأكلوا وشربوا، فلما ثملوا وجاء وقت صلاة المغرب قدموا أحدهم للصلاة فقرأ: قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن نعبد ما تعبدون، فنزلت الآية
فحرموا الخمر وقت الصلاة، وكانوا يشربونها ليلا حتى نزلت آية التحريم الكبرى.
وروى أن السيدة عائشة كانت في سفر ففقدت عقدها فنزل النبي صلى الله عليه وسلم يلتمسه والناس حوله وليسوا على ماء. فنزلت الآية وصلوا بالتيمم
. وقد جاء أسيد بن الحضير إلى مضرب عائشة وجعل يقول: ما أكثر بركتكم يا آل أبى بكر. ما نزل بك يا عائشة أمر تكرهينه إلا جعل الله تعالى فيه للمسلمين فرجا، والظاهر أن صدر الآية نزل لحادثة الخمر وعجزها في حادثة السفر.
المعنى:
لما نهى الله- سبحانه- فيما مضى عن الشرك وارتكاب الكبائر نهى هنا عما يؤدى إليه وهو السكر. يا أيها الذين آمنوا: احذروا أن يكون السكر وصفا لكم عند حضور الصلاة والقيام لها، فتصلوا وأنتم سكارى، وامتثال النهى يكون بترك السكر وقت الصلاة وفيما يقرب منها، والخطاب في الآية موجه للمؤمنين قبل السكر ليجتنبوه.
حتى تعلموا ما تقولون وتدعون به ربكم: إذ السكر يتنافى مع الصلاة التي تحتاج إلى خشوع وخضوع واتجاه لله بالقلب ودعائه باللسان.
ولا تقربوا الصلاة حالة كونكم جنبا إلا في حالة عبور السبيل واجتياز الطريق، وهل المراد بالصلاة حقيقتها؟ أو مكانها؟ الأصح أن يراد بها هذا وذاك، لا تقربوها مع الجنابة أصلا حتى تغتسلوا، والغسل: أن يعم الماء جميع الجسد إذ عند الجنابة توجد حالة عصبية عامة في الجسد يتبعها انحلال عام فيه، وهذا الانحلال يذهب بالغسل.
الصلاة هي الركن الأول العملي في الدين، وهي الصلة بين العبد والرب تتكرر خمس مرات في اليوم، وهي مطلوبة طلبا لا هوادة فيه، إلا أن الطهارة لها قد تتعذر على المسلم لمرض أو عذر، فرخص الشارع الرحيم في التيمم لها حتى لا يعذر في تركها إنسان.
وكان التيمم بالتراب إذ لا يعقل أن يفقده الإنسان بحال من الأحوال بخلاف الماء، على أنا خلقنا من التراب وكانت صورته كما ستعرف لإشعار الشخص بإجراء عملية تشبه الوضوء في أهم أركانه.
وإن كنتم مرضى مرضا يتعذر معه الوضوء أو الغسل، أو في سفر من الأسفار وتعذر استعمال الماء لفقده أو لمشقة السفر، أو أحدثتم حدثا أصغر يوجب الوضوء كخروج شيء من أحد السبيلين
…
إلخ، ما هو معروف في كتب الفقه الإسلامى. أو أحدثتم حدثا أكبر يوجب الغسل- كالجماع مثلا ولم تجدوا الماء لتعذر وجوده واستعماله لسبب من الأسباب.
فاقصدوا وجها للأرض طاهرا لا نجاسة فيه، له غبار عند بعض العلماء والبعض لا يشترط فيكفى حجر صلب
…
وتيمموا.
والخلاصة: أن التيمم رخصة تغنى عن الوضوء والغسل عند تعذر استعمال الماء لسبب من الأسباب التي ذكرت بالتفصيل في كتب الفقه.
وكيفية التيمم: نية وضربتان على تراب ولو كان غبارا من حشية (مرتبة) الأولى للوجه، والثانية لليدين، ثم لك بعد هذا أن تصلى وتقرأ القرآن
…
إلخ، كأنك متوضئ أو مغتسل، وللتيمم أحكام كثيرة في كتب الفقه.