الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بكلمة تماثلها في
المعنى
وتختلف في اللفظ، واسمعوا أيها المؤمنون القرآن سماع قبول، وللكافرين واليهود عذاب مؤلم شديد، وهذا أدب للمؤمنين وتشنيع على اليهود فما زال الكلام معهم، لا يود الذين كفروا بالله سواء كانوا من أهل الكتاب أو المشركين أن ينزل الله عليكم خيرا أبدا كالقرآن والرسالة ولكن الله العليم القادر الحكيم يختص بالنبوة والخير من يشاء من عباده اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ [سورة الأنعام آية 124] عند من يقوم بها ويؤديها خير قيام.
آيات النسخ [سورة البقرة (2) : الآيات 106 الى 108]
ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (106) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (107) أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (108)
المفردات:
(ما ننسخ) النسخ: إزالة الصورة عن الشيء وإثباتها في غيره. نُنْسِها:
نجعلها تنسى، من أنساه الشيء: أذهبه من قبله، أو ننسئها: نؤجلها.
سبب النزول:
روى أنهم طعنوا في النسخ فقالوا: ألا ترون إلى محمد يأمر أصحابه بأمره ثم ينهاهم عنه ويقول اليوم ما يرجع عنه غدا؟ فنزلت.
المعنى:
القرآن الكريم نزل منجما تبعا للحوادث والظروف وهو تنزيل من حكيم عليم بالخبايا، فالحكم المستفاد من الآية يدور مع المصلحة للأمة فمتى وجدت المصلحة في
الحكم بقي وإلا فلا، فتارة تبقى الآية كما هي لأن المصلحة في ذلك، وتارة يذهب لفظها ومعناها أو أحدهما وتؤجل إلى أجل أو تنسى من القلوب، كل ذلك للمصلحة العامة للأمة، فالنسخ ضروري في الأحكام خصوصا عند الأمة الناشئة بسبب تطورها سريعا، فما يصلح علاجا اليوم قد لا يصلح غدا، شأن المربى والطبيب الماهر مع مريضه.
ولم يكن النسخ لجهل الشارع بالحكم الأخير، ولكن كان الشارع يتدرج ويعالج تبعا للظروف والأحوال، انظر إليه حيث عالج الخمر وكيف نسخ الحكم فيها؟ حتى وصل النهاية، وكذا آيات القتال نجد أن النسخ كان لحكمة عالية من حكيم خبير هو أدرى بخلقه، حتى استقرت الأحوال واستوت الأمة قائمة لها كيان لم يبق نسخ، أليس هذا أولى من بقاء الأحكام لا تتغير تبعا للظروف الطارئة فيضطر إلى هجرها وعدم قبولها؟
فالله لم ينسخ آية أو يؤجلها إلا ويأتى بخير منها للعباد أو مثلها على الأقل، أليس الله على كل شيء قديرا؟ أليس لله ملك السموات والأرض فهو يملك أموركم ويدبرها على حسب المصلحة وليس لكم ولى سواه يتولى أموركم ولا نصير ينصركم غيره- سبحانه وتعالى.
هذا رأى بعض العلماء في النسخ والقول به، وبعضهم يرى أنه لا نسخ أبدا بالمرة وكل آية قيل إن فيها نسخا أوّلوها تأويلا سائغا ببيان أن كل آية في موضوع فلم تنسخ إحداهما الأخرى، انظر إلى آيات العدة الآتية، وآيات القتال، وسنبينها إن شاء الله في موضعها.
بل أتريدون أن تطلبوا من رسولكم كما كانت تطلب آباؤكم اليهود من موسى- عليه السلام؟ فقد طلبوا منه أن يريهم الله جهرة وغير ذلك مما كانت عاقبته وخيمة عليهم، ومن يترك الثقة في القرآن ويشك في أحكامه ويطلب غيرها فقد ضل السبيل السوى.