الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لحكمه، إذا أراد أن يهلك المسيح بن مريم وأمه ومن في الأرض جميعا، فهل يمنعه مانع! والمسيح نفسه يقول: يا بنى إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم، ثم يحذرهم الشرك وعاقبته، ويبين القرآن أن التثليث خطأ، وما من إله إلا إله واحد، لا إله إلا الله سبحانه وتعالى عما يشركون ما قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا ما أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ [المائدة 117] .
على أن المسيح وأمه بشر كبقية البشر إلا أن عيسى رسول من الله وأمه صديقة طاهرة كانا يأكلان الطعام ويذهبان إلى الخلاء، ولهما كل عوارض البشر وصفاتهم، وهما لا يملكان لأنفسهما نفعا ولا ضرا فكيف يعبدان!! هذه هي خلاصة لما في هذه الآيات القرآنية بالنسبة لعيسى ابن مريم. ولقد قرأنا الكثير من الأناجيل فوجدنا فيها آيات متشابهة جعلت النصارى يقولون بالتثليث تارة، وبأن الله هو المسيح مرة أخرى، أما الآيات المحكمة في الإنجيل فلإثبات الوحدانية لله تعالى، ولبيان حقيقة المسيح وهي كما في القرآن مع فارق بسيط جدا (اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون) وكان للوثنية عند اليونان والرومان والمصريين أثر كبير في انحراف النصارى عن تعاليم المسيح المحكمة، ففي إنجيل مرقص الإصحاح السابع الآية 7، 8 (وباطلا يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس. لأنكم تركتم وصية الله وتتمسكون بتقليد الناس) .
المتشابه في الإنجيل:
في إنجيل يوحنا الإصحاح الأول العدد 1 (في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله والكلمة الله) وعندهم أن الكلمة هي المسيح، ينتج أن الله هو المسيح كما وصفهم القرآن وكما جاء في الرسالة الأولى ليوحنا الرسول بالإصحاح الخامس والعدد 7، 8 (فإن الذين يشهدون في السماء هم الأب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد، والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم الواحد) هذا صريح في عقيدة التثليث.
فيم يشهد الثالوث الأول والثالوث الثاني؟ وما هذا الثالوث الثاني، وما الفرق بين الاثنين؟ بأيهما نؤمن وكيف نستسيغ أن الأب والابن وروح القدس والماء والدم يشهدون؟ وما معنى أن الثلاثة هم واحد أو في الواحد أو بالعكس؟ إن هذا لشيء عجاب، ويمكننا أن نرد على دعواهم ألوهية المسيح من الإنجيل نفسه وهي الآيات المحكمة فيه.
1-
في إنجيل متى الرابع والعدد 10: (لما جاء الشيطان للمسيح وهو يجربه وقال له:
إن خررت وسجدت لي أعطيك هذه الممالك جميعا، حينئذ قال يسوع: اذهب يا شيطان لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد) .
وهذه شهادة المسيح بأن الله هو بارئ السموات والأرض وله وحده السجود والعبادة إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (الفاتحة) .
2-
في إنجيل يوحنا الإصحاح السابع عشر العدد 3 يقرر المسيح بأنه رسول الله وأنه رسول الإله الحقيقي (وهذه الحياة الأبدية أن يعرفوك، إنك الإله الحقيقي وحدك، ويسوع المسيح الذي أرسلته) .
وفي الآية الرابعة من الإصحاح نفسه يقول المسيح: (أنا مجدتك على الأرض، العمل الذي أعطيتنى لأعمل قد أكملته) إذا هو عبد خاضع لله قدم له العبادة والتمجيدنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلَّهِ
[سورة النساء آية 172] .
3-
والمسيح رسول قد خلت من قبله الرسل له رسالة خاصة ومهمة خاصة إذا أتمها انتهى، يقول بولس الرسول في الرسالة الأولى لأهل كورنثوس الإصحاح الخامس عشر العدد 28:(ومتى أخضع له الكل فحينئذ الابن نفسه سيخضع للذي أخضع له الكل كي يكون الله الكل في الكل) .
4-
المسيح وأمه كانا يأكلان الطعام، ويذهبان إلى الخلاء ولهما أعراض البشر، وهذا هو المسيح عند إحيائه العازر بعد موته بأربعة أيام وقد ذهب إلى القرية التي مات فيها وتقابل مع أختيه مريم ومرثا ورأى مريم تبكى (فلما رآها يسوع تبكى واليهود الذين جاءوا معها يبكون انزعج بالروح واضطرب وقال: أين وضعتموه؟ قالوا له: يا سيد تعال وانظر، بكى يسوع) .