الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بابُ مَن ورَثَ الإخوَةَ لِلأبِ والأمِّ أوِ الأبِ مَعَ الجَدِّ
12556 -
أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ عليٍّ الحافظُ، أخبرَنا أبو إسحاقَ إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ الأصبَهانِىُّ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارِثِ القَطّانُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عيسَى، أخبرَنا ابنُ المُبارَكِ، أخبرَنا عاصِمٌ، عن الشَّعبِىِّ، أن أوَّلَ جَدًّ ورِثَ في الإسلامِ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه، ماتَ ابنُ فُلانِ بنِ عُمَرَ، فأرادَ عُمَرُ أن يأخُذَ المالَ دونَ إخوَتِه، فقالَ له علىٌّ وزيدٌ: لَيسَ لَكَ ذَلِكَ. فقالَ عُمَرُ: لَولا أن رأيَكُما اجتَمَعَ لَم أرَ أن يَكونَ ابنِى ولا أكونَ أباه
(1)
. هذا مُرسَلٌ؛ الشَّعبِىُّ لَم يُدرِكْ أيّامَ عُمَرَ، غَيرَ أنَّه مُرسَلٌ جَيِّدٌ.
12557 -
أخبرَنا أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ وأبو بكرِ ابنُ الحارِثِ قالا: أخبرَنا علىُّ بنُ عُمَرَ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ النَّيسابورِىُّ، حدثنا بَحرُ بنُ نَصرٍ، حدثنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى ابنُ لَهيعَةَ ويَحيَى بنُ أيّوبَ، عن عُقَيلِ بنِ خالِدٍ، أن سعيدَ بنَ سُلَيمانَ بنِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ حَدَّثَه، عن أبيه، عن جَدَّه زَيدِ بنِ ثابِتٍ، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه استأذَنَ عَلَيه يَومًا فأذِنَ له ورأسُه في يَدِ جاريَةٍ له تُرَجَّلُه، فنَزَعَ رأسَه، فقالَ له عُمَرُ: دَعْها تُرَجَّلُكَ. فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، لَوأرسَلتَ إلَىَّ جِئتُكَ، فقالَ عُمَرُ: إنَّما الحاجَةُ لِى، إنَّى جِئتُكَ لِتَنظُرَ في أمرِ الجَدَّ. فقالَ زَيدٌ: لا واللَّهِ ما نَقولُ
(2)
فيهِ. فقالَ عُمَرُ: لَيسَ
(3)
(1)
أخرجه عبد الرزاق (19041)، والدارمى (2956، 2957) من طريق عاصم به.
(2)
في م: "يقول".
(3)
بعده في م: "هو".
بوَحىٍ حَتَّى نَزيدَ فيه ونَنقُصَ فيه
(1)
؛ إنَّما هو شَيءٌ نَراه، فإِن رأيتُه وافَقَنِى تَبِعتُه وإِلا لَم يَكُنْ عَلَيكَ فيه شَيءٌ. فأبَى زَيدٌ، فخَرَجَ مُغضَبًا قال: قَد جِئتُكَ وأنا أظُنّكَ سَتَفرُغُ مِن حاجَتِى. ثُمَّ أتاه مَرَّةً أُخرَى في السّاعَةِ التى أتاه المَرةَ الأولَى، فلَم يَزَلْ به حَتَّى قال: فسأكتُبُ لَكَ فيه. فكَتَبَه في قِطعَةِ قَتَبٍ
(2)
وضَرَبَ له مَثَلًا، إنَّما مَثَلُه مَثَلُ شَجَرَةٍ نَبَتَت على ساقٍ واحِدٍ فخَرَجَ فيها غُصنٌ، ثُمَّ خَرَجَ في الغُصنِ غُصنٌ آخَرُ، فالسّاقُ يَسقِى الغُصنَ، فإِن قَطَعتَ
(3)
الغُصنَ الأوَّلَ رَجَعَ الماءُ إلَى الغُصنِ يَعنِى الثّانِى، وإِن قَطَعتَ الثّانِى رَجَعَ الماءُ إلَى الأوَّلِ. فأتَى به، فخَطَبَ النّاسَ عُمَرُ ثُمَّ قرأ قِطعَةَ القَتَبِ عَلَيهِم، ثُمَّ قال: إنَّ زَيدَ بنَ ثابِتٍ قَد قال في الجَدِّ قَولًا وقَد أمضَيتُه. قال: وكانَ أوَّلُ جَدٍّ كان، فأرادَ أن يأخُذَ المالَ كُلَّه، مالَ ابنِ ابنِه دونَ إخوَتِه، فقَسَمَه بعدَ ذَلِكَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه
(4)
.
12558 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللَّهِ ابنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حَدَّثَنِى أبو الطاهرِ
(5)
أحمدُ بنُ عمرِو بنِ السَّرحِ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ أبى
(1)
في م: "منه".
(2)
القتب: الخشب الذى يوضع على ظهر البعير ليركب عليه. فتح البارى 9/ 14.
(3)
في م: "قطع".
(4)
الدارقطنى 4/ 93. وأخرجه البخارى في الأدب المفرد (1302) من طريق ابن وهب به مقتصرًا على ذكر أول الأثر دون باقيه.
(5)
في النسخ عدا الأصل: "طاهر".
الزَّنادِ قال: أخَذَ أبو الزَّنادِ هذه الرَّسالَةَ مِن خارِجَةَ بنِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ ومِن كُبَراءِ آلِ زَيدِ بنِ ثابِتٍ: بسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحيمِ، لِعَبدِ اللَّهِ مُعاويَةَ أميرِ المُؤمِنينَ مِن زَيدِ بنِ ثابِتٍ. فذَكَرَ الرَّسالَةَ بطولِها، وفيها: ولَقَد كُنتُ كَلَّمتُ أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه في شأنِ الجَدَّ والِإخوَةِ مِنَ الأبِ كَلامًا شَديدًا، وأنا يَومَئذٍ أحسِبُ أن الإِخوَةَ أقرَبُ حَقًّا في أخيهِم مِنَ الجَدَّ، ويَرَى هو يَومَئذٍ أن الجَدَّ هو أقرَبُ مِنَ الإِخوَةِ، فطالَ تَحاوُرُنا فيه حَتَّى ضَرَبتُ له بَعضَ بَنيه مَثَلاً بميراثِ بَعضهِم دونَ بَعضٍ، فأقبَلَ علىَّ كالمُغتاظِ فقالَ: واللَّهِ الَّذِى لا إلَهَ إلا هو لَو أنَّى قَضَيتُه
(1)
اليَومَ لِبَعضِهِم دونَ بَعضٍ لَقَضَيتُه لِلجَدَّ ولَرأيتُ أنَّه أولَى به، ولَكِن لَعَلَّهُم أن يَكونوا ذَوِى حَقٍّ، ولَعَلَّى لا أُخَيَّبُ سَهمَ أحَدٍ مِنهُم، وسَوفَ أقضِى بَينَهُم إن شاءَ اللَّهُ نَحوَ الَّذِى أرَى يَومَئذٍ. فحَسِبتُه - وأستَغفِرُ اللَّهَ - أن ذَلِكَ مِن آخِرِ كَلامٍ حاوَرتُ فيه أميرَ المُؤمِنينَ عُمَرَ في شأنِ الجَدَّ والإِخوَةِ، ثُمَّ حَسِبتُ أنَّه كان يَقسِمُ بَعدَهُم، ثُمَّ أميرُ المُؤمِنينَ عثمانُ بنُ عَفّانَ بَينَ الجَدَّ والإِخوَةِ نَحوَ الَّذِى كَتَبتُ به إلَيكَ في هذه الصَّحيفَةِ، وحَسِبتُ
(2)
أنَّى قَد وعَيتُ ذَلِكَ فيما حَضَرتُ مِن قَضائِهِما
(3)
.
12559 -
وزادَ فيه غَيرُه عن ابنِ أبى الزَّنادِ، عن أبيه، عن خارِجَةَ بنِ
(1)
في م: "قفيت".
(2)
في س: "وخشيت".
(3)
المصنف في المعرفة (3871). وأخرجه الطبرانى (4860) من طريق ابن أبى الزناد به مختصرًا بنحوه.
زَيدٍ، عن أبيه، أن عُمَرَ بنَ الخطابِ لَمّا استَشارَهُم في ميراثِ الجَدِّ والإِخوَةِ قال زَيدٌ: وكانَ رأيِى يَومَئذٍ أن الإِخوَةَ هُم أولَى بميراثِ أخيهِم مِنَ الجَدِّ، وعُمَرُ بنُ الخطابِ يَرَى يَومَئذٍ أن الجَدَّ أولَى بميراثِ ابنِ ابنِه مِن إخوَتِه. قال زَيدٌ: فضرَبتُ لِعُمَرَ في ذَلِكَ مَثَلًا فقُلتُ له: لَوأن شَجَرَةً تَشَعَّبَ مِن أصلِها غُصنٌ، ثُمَّ تَشَعَّبَ مِن ذَلِكَ الغُصنِ خُوطانِ
(1)
، ذَلِكَ الغُصنُ يَجمَعُ ذَينِكَ الخُوطَينِ دونَ الأصلِ ويَغذوهُما، ألا تَرَى يا أميرَ المُؤمِنينَ أن أحَدَ الخُوطَينِ أقرَبُ إلَى أخيه مِنه إلَى الأصلِ؟ قال زَيدٌ: اضرِبْ له أصلَ الشَّجَرَةِ مَثَلًا لِلجَدِّ، واضرِبِ الغُصنَ الَّذِى تَشَعَّبَ مِنَ الأصلِ مَثَلًا لِلأبِ، واضرِبِ الخُوطَينِ اللَّذَينِ تَشَعَّبا مِنَ الغُصن مَثَلًا للِإخوَةِ
(2)
.
12560 -
أخبرَنا أحمدُ بنُ علىٍّ الأصبَهانِىُّ الحافظُ، أخبرَنا إبراهيمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إبراهيمَ بنِ الحارِثِ القَطّانُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ عيسَى، أخبرَنا ابنُ المُبارَكِ، أخبرَنا سفيانُ، عن عيسَى المَدَنِىِّ، عن الشَّعبِىِّ قال: كان مِن رأي أبى بكرٍ وعُمَرَ رضي الله عنهما أن يَجعَلا الجَدَّ أولَى مِنَ الأخِ، وكانَ عُمَرُ يَكرَهُ الكَلامَ فيه، فلَمّا صارَ عُمَرُ جَدًّا قال: هذا أمرٌ قَد وقَعَ لا بُدَّ لِلنّاسِ مِن مَعرِفَتِه، فأرسَلَ إلَى زَيدِ بنِ ثابِتٍ فسألَه، فقالَ: كان مِن
(3)
رأي أبى بكرٍ رضي الله عنه أن نَجعَلَ الجَدَّ أولَى مِنَ الأخِ. فقالَ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، لا تَجعَلْ شَجَرَةً
(1)
الخوط: الغصن الناعم. التاج 19/ 276 (خ وط).
(2)
أخرجه ابن حزم في الإحكام 7/ 458 من طريق إسماعيل بن أبى أويس عن ابن أبى الزناد به.
(3)
بعده في ز، ص 6:"رأيى و".
نَبَتَت فانشَعَبَ مِنها غُصنٌ، فانشَعَبَ في الغُصنِ غُصنٌ، [فما يَجعَلُ]
(1)
الغُصنَ الأوَّلَ أولَى مِنَ الغُصنِ الثّانِى، وقَد خَرَجَ الغُصنُ مِنَ الغُصنِ؟ قال: فأرسَلَ إلَى عليٍّ رضي الله عنه فسألَه، فقالَ له كما قال زَيدٌ إلا أنَّه جَعَلَه
(2)
سَيلًا سالَ فانشَعَبَ مِنه شُعبَة، ثُمَّ انشَعَبَ مِنه شُعبَتانِ، فقالَ: أرأيتَ لَو أن هذه الشُّعبَةَ الوُسطَى رَجَعَ، ألَيسَ إلَى الشُّعبَتَينِ جَميعًا؟ فقامَ عُمَرُ رضي الله عنه فخَطَبَ النّاسَ فقالَ: هَل مِنكُم مِن أحَدٍ سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذكُرُ الجَدَّ في فريضَةٍ؟ فقامَ رَجُلٌ فقالَ: سَمِعتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَت له فريضَةٌ فيها ذِكرُ الجَدَّ، فأعطاه الثُّلُثَ. فقالَ: مَن كان مَعَه مِنَ الوَرَثَةِ؟ قال: لا أدرِى. قال: لا دَرَيتَ. ثُمَّ خَطَبَ النّاسَ فقالَ: هَل أحَدٌ مِنكُم سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ الجَدَّ في فريضَةٍ؟ فقامَ رَجُلٌ فقالَ: سَمِعتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم ذُكِرَت له فريضَةٌ فيها ذِكرُ الجَدَّ، فأعطاه رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم السُّدُسَ، قال: مَن كان مَعَه مِنَ الوَرَثَةِ؟ قال: لا أدرِى. قال: لا دَرَيتَ. قال الشَّعبِىُّ: وكانَ زَيدُ بنُ ثابِتٍ يَجعَلُه أخًا حَتَّى يَبلُغَ ثَلاثَةً هو ثالِثُهُم، فإِذا زادوا على ذَلِكَ أعطاه الثُّلُثَ، وكانَ علىُّ بنُ أبى طالِبٍ رضي الله عنه يَجعَلُه أخًا حَتَّى يَبلُغَ سِتَّةً هو سادِسُهُم، فإِذا زادوا على ذَلِكَ أعطاه السُّدُسَ
(3)
.
12561 -
ورَواه عبدُ اللَّهِ بنُ الوَليدِ العَدَ عن سُفيانَ بمَعناه، إلا أنَّه
(1)
في ز: "فلا تجعل".
(2)
في م: "جعل".
(3)
أخرجه عبد الرزاق (19058) عن الثور به. وتقدم قولُ عليٍّ عقب (12555).