الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
رَجُلٍ أكرَى كِراءً فجاوَزَ صاحِبُه ذا الحُلَيفَةِ فقَد وجَبَ كِراؤُه ولا ضَمانَ عَلَيهِ. يُريدُ -واللَّهُ أعلمُ- قَبَضَ [المُكتَرِى ما اكتَرَى]
(1)
وجاوَزَ ذا الحُلَيفَةِ فقَد وجَبَ عَلَيه جَميعُ الكِراءِ إذا لَم يَكُنْ شَرَطَ في الأُجرَةِ أجَلًا، ولا ضَمانَ عَلَيه إذا لَم يَتَعَدَّ.
بابٌّ: الإمامُ يَضمَنُ والمُعَلِّمُ يَغرَمُ مَن صارَ مَقتولًا بتَعزيرِ الإمامِ وتأديبِ المُعَلِّمِ
11782 -
أخبرَنا محمدُ بنُ موسَى بنِ الفَضلِ، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ قال: التَّعزيرُ أدَبٌ لا حَدٌّ مِن حُدودِ اللَّه، وقَد كان يَجوزُ تَركُه، [ألَا تَرَى أنَّ]
(2)
أُمورًا قَد فُعِلَت على عَهدِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كانَت غَيرَ حُدودٍ فلَم يَضرِبْ فيها، مِنها الغُلولُ في سَبيلِ اللَّه وغَيرُ ذَلِكَ، ولَم يُؤتَ بحَدٍّ قَطُّ فعَفا
(3)
. قال: وقيلَ: بَعَثَ عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه إلَى امرأةٍ في شَئٍ بَلَغَه عَنها فأسقَطَت، فاستَشارَ فقالَ له قائلٌ: أنتَ مُؤَدِّبٌ. فقالَ له علىُّ: إنْ كان اجتَهَدَ فقَد أخطأ، وإِن لَم يَجتَهِدْ فقَد غَشَّ، عَلَيكَ الدِّيَةُ. قال: عَزَمتُ عَلَيكَ ألَّا تَجلِسَ حَتَّى تَضرِبَها على قَومِكَ. قال: وقالَ علىُّ بنُ أبى طالِبٍ رضي الله عنه: ما أحَدٌ يَموتُ في حَدٍّ فأجِدُ في نَفسِى مِنه شَيئًا، الحَقُّ قَتلُه، إلَّا مَن ماتَ في حَدِّ خَمرٍ؛ فإِنَّه شَيءٌ رأيناه بعدَ
(1)
في ز: "المكرى ما أكرى".
(2)
في م: "إلَّا أن يرى".
(3)
في حاشية الأصل: "بخطه: فعفاه".
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فمَن ماتَ فيه فدِيَتُه؛ إمّا قال: على بَيتِ المالِ. وإِمّا قال: على عاقِلَةِ الإمامِ
(1)
.
11783 -
وفيما أجازَ لِي أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ رِوايَتَه عنه أن أبا الوَليدِ الفقيهَ أخبَرَهُم قال: حدثنا الماسَرْجِسِىُّ أبو العباسِ، حدثنا شَيْبانُ، حدثنا
(2)
سَلَّامٌ قال: سَمِعتُ الحَسَنَ يقولُ: إنَّ عُمَرَ رضي الله عنه بَلَغَه أنَّ امرأةً بَغِيَّةً يَدخُلُ عَلَيها الرِّجالُ، فبَعَثَ إلَيها رسولا، فأتاها الرَّسولُ فقالَ: أجيبِى أميرَ المُؤمِنينَ. ففَزِعَت فَزْعَةً فوَقَعَتِ الفَزْعَةُ في رَحِمِها، فتَحَرَّكَ ولَدُها، فخَرَجَت، فأخَذَها
(3)
المَخاضُ فألقَتْ غُلامًا جَنينًا، فأُتِيَ عُمَرُ بذَلِكَ، فأرسَلَ إلَى المُهاجِرينَ فقَصَّ عَلَيهِم أمرَها فقالَ: ما تَرَونَ؟ فقالوا: ما نَرَى عَلَيكَ شَيئًا يا أميرَ المُؤمِنينَ؟ إنَّما أنتَ مُعَلِّمٌ ومُؤَدِّبٌ. وفِى القَومِ علىُّ وعَلِىٌّ ساكِتٌ، قال: فما تَقولُ أنتَ يا أبا الحَسَنِ؟ قال: أقولُ: إن كانوا قارَبوكَ في الهَوَى فقَد أثِموا، وإِن كان هذا جُهدَ رأيِهِم فقَد أخطَئوا، وأرَى عَلَيكَ الدِّيَةَ يا أميرَ المُؤمِنينَ. قال: صَدَقتَ. اذهَبْ فاقسِمْها على قَومِكَ.
11784 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو محمدِ ابنُ شَوذَبٍ الواسِطىُّ بها، حدثنا شُعَيبُ بنُ أيّوبَ، حدثنا مُعاويَةُ بنُ هِشامٍ القَصّارُ
(1)
الأم 6/ 173.
(2)
في ص 5: "بن".
(3)
في س: "فأجاءها".