‌باب الصدقة في الأقربين - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٢

عَلَيه كان في سَبيلِ اللَّهِ". قالَت: فأحِجَّنِى على ناضِحِكَ. فقُلتُ: ذاكَ نَعتَقِبُه أنا وابنُكِ. قالَت: فبِع ثَمَرَتَكَ. فضحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِن حِرصِها على الحَجَّ، وقالَ إبراهيمُ بنُ الحَجّاجِ في حَديثِه: فضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَجَبًا مِن حِرصِها على الحَجِّ. قال: فإِنَّها أمَرَتنِى أن أسألَكَ: ما يَعدِلُ حَجَّةً مَعَكَ؟ قال: "أقرِئْها السَّلامَ ورَحمَةَ اللَّهِ، وأخبِرْها أنَّهُا تَعدِلُ حَجَّة مَعِى عُمرَةٌ في رَمَضانَ". قال القاضى

(1)

: هَكَذا رَواه عبدُ الوارِثِ عن عامِرٍ الأحوَلِ عن بكرٍ عن ابنِ عباسٍ

(2)

. وزادَ هِشامٌ في إسنادِه رَجُلًا.

‌

‌بابُ الصَّدَقَةِ في الأقرَبينَ

12043 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنِي أبو الحَسَنِ عليُّ بنُ محمدِ بنِ سَختُويَه، حَدَّثَنَا الحَسَنُ بنُ علىِّ بنِ زيادٍ، حَدَّثَنَا ابنُ أبى أوَيسٍ، حَدَّثَنِي خالِى مالكٌ، عن إسحاقَ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ أبى طَلحَةَ أنَّه سَمِعَ أنَسَ بنَ مالكٍ يقولُ: كان أبو طَلحَةَ أكثَرَ أنصارِىٍّ بالمَدينَةِ مالًا مِن نَخلٍ، وكانَت

(3)

أحَبُّ أموالَه إلَيه بئرًا تُسَمَّى بَيرَحاءَ

(4)

، وكانَت مُستَقبِلَةَ المَسجِدِ، وكانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدخُلُها ويَشرَبُ مِن ماءٍ كان فيها طيِّبٍ. قال أنَسٌ: فلَمّا نَزَلَت

هذه الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92]. قامَ أبو طَلحَةَ إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ، إنَّ اللَّهَ يقولُ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} . وإِنَّ أحَبَّ أموالى

(1)

إلَيَّ بَيرَحاءُ، وإِنَّها صَدَقَةٌ للهِ أرجو برَّها وذُخرَها عِندَ اللَّهِ، فضَعْها يا رسولَ اللَّهِ حَيثُ أراكَ اللَّهُ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"ذَلِكَ مالٌ رائحٌ وقَد سَمِعتُ ما قُلتَ، وِإنِّى أرَى أن تَجعَلَها في الأقرَبينَ"، قال أبو طَلحَةَ: أفعَلُ يا رسولَ اللَّهِ. فقَسَمَها أبو طَلحَةَ في أقارِبِه وبَنِى عَمِّه

(2)

. قال إسماعيلُ: يَعنِى بالمالِ الرّائحِ؛ الَّذِى يَغدو بخَيرٍ ويَروحُ بخَيرٍ. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن إسماعيلَ بنِ أبى أوَيسٍ، ورَواه مسلمٌ عن يَحيَى بنِ يَحيَى عن مالكٍ

(3)

.

12044 -

أخبرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا عليُّ بنُ عيسَى، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ عمرٍو الحَرَشِيُّ وموسَى بنُ محمدٍ الذُّهلِيُّ قالا: حَدَّثَنَا يَحيَى بنُ يَحيَى قال: قَرأتُ على مالكٍ. فذَكَرَه بنَحوِه إلَّا أنَّه قال: فضَعْها يا رسولَ اللَّهِ حَيثُ شِئتَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "بَخْ! ذَلِكَ مالٌ رائحٌ"

(4)

.

12045 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حَدَّثَنَا أبو العباسِ محمدُ

ابنُ يَعقوبَ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ إسحاقَ الصَّغانِيُّ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بنُ سالِمٍ، حَدَّثَنَا بَهزٌ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بنُ سلمةَ، حَدَّثَنَا ثابِتٌ، عن أنَسٍ قال: لَمَّا نَزَلَت هذه الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} . قال أبو طَلحَةَ: أُرَى رَبَّنا يَسألُنا مِن أموالِنا، فأُشهِدُكَ يا رسولَ اللهِ أنِّى قَد جَعَلتُ أرضِى بَريحاءَ

(1)

للهِ. قال: فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "اجعَلْها في قَرابَتِكَ". قال: فجَعَلَها في حَسّانَ بنِ ثابِتٍ وأُبَيِّ بنِ كَعبٍ

(2)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ حاتِمٍ عن بَهزِ بنِ أسَدٍ

(3)

.

12046 -

وقالَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه فيما يَحتَجُّ به على الأنصارِ يَومَ السَّقيفَةِ: بَعَثَ اللهُ محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهُدَى ودينِ الحَقِّ، فدَعا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلَى الإِسلامِ، فأخَذَ اللهُ بقُلوبِنا ونَواصينا إلَى ما دَعا إلَيه، وكُنَّا مَعشَرَ المُهاجِرينَ أوَّلَ النّاسِ إسلامًا، ونَحنُ عَشيرَتُه وأقارِبُه. أخبرَناه أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ البَغدادِيُّ، حَدَّثَنَا محمدُ بنُ عمرِو بنِ خالِدٍ، حَدَّثَنَا أبي، حَدَّثَنَا ابنُ لَهيعَةَ، عن أبى الأسوَدِ، عن عُروةَ بنِ الزُّبَيرِ (ح) وأخبرَنا أبو الحُسَينِ ابنُ الفَضلِ، أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ عَتّابٍ، حَدَّثَنَا القاسِمُ بنُ عبدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا ابنُ أبى أوَيسٍ، حَدَّثَنَا