الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيئًا كان بمكة) (1)(كانوا عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة)(2) فهم موضع ثقة عند الطرفين .. ولم يكتف صلى الله عليه وسلم باختيار رسوله بدقه .. بل اختار له راحلة مميزة .. لقد أركبه صلى الله عليه وسلم على جمله ثم أمره بالانطلاق: فانطلق يخبرهم أن:
النبي صلى الله عليه وسلم يعرض هدنة وقريش تريد قتل رسوله
(بعث صلى الله عليه وسلم خراش بن أمية الخزاعي إلى مكة، وحمله على جمل له يقال له: الثعلب. فلما دخل مكة عقرت به (3) قريش، وأرادوا قتل خراش، فمنعهم الأحابش حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم) (4) ولولا الله ثم تدخل الأحابش لهلك خراش لكن الأحابش وهم حلفاء لقريش فكروا بالعار الذي يجلبه قتل رسول .. أما قريش فقد أعماهم الكفر والحقد في ساعة غضب فضربوا بكل شيء عرض الحائط .. عاد خراش سليمًا معافى. وجاءت كوكبة من الفرسان .. من قوم خراش هل كانوا يريدون نصر خراش أم ماذا؟
من هؤلاء الفرسان وماذا يريدون
إنهم رجال من بني خزاعة وقائدهم اسمه بديل بن ورقاء الخزاعى .. وكانوا من الرجال الذين يظهرون النصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهم وخزاعة محل ثقة النبي صلى الله عليه وسلم (فلما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بديل بن ورقاء في رجال
(1) حديثٌ حسنٌ وهو حديث أحمد الطويل وقد مر معنا (4/ 324).
(2)
حديث صحيح رواه البخاري (2731).
(3)
قطعت إحدى قوائمه.
(4)
حديثٌ حسنٌ وهو حديث أحمد السابق.
خزاعة فقال لهم كقوله لبشير بن سفيان) (1) فقد (جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عيبة (2) نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال:
إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه (3) الحديبية ومعهم العوذ المطافل (4)، وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنا لم نجئ لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم، فإن شاؤوا ماددتهم مدة ويخلوا بيني وبن الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا (5)، وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي (6) ولينفذن الله أمره.
فقال بديل: سأبلغهم ما تقول.
فانطلق حتى أتى قريشًا، قال: إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولًا، فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا.
فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه شيء وقال ذوو الرأي منهم: هات ما سمعته يقول.
(1) حديث أحمد وهو حسن وقد مر معنا (4/ 323).
(2)
أي أن النبي صلى الله عليه وسلم يثق بهم وهم أهل ثقة ونصح له.
(3)
العد هو الماء الذي لا ينقطع.
(4)
أي معهم الإبل ذوات اللبن والأمهات بأطفالهن.
(5)
جعلت بيني وبينهم مدة من الزمن لا حرب فيها.
(6)
أي حتى أقتل.