الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
زواج زينب فرح وتحول
في حياة الصحابة والأمّة .. أحداث كثيرة في ذلك الزواج .. آداب وتشريعات .. ومظاهر سرور صاحبت ذلك الزواج الكريم .. تعالوا نتجوّل في تقاسيم ذلك الفرح المليح ..
سنبدأ أولًا بـ:
الوليمة والهدايا والمعجزات
يقول أحد الذين حضروا وشاركوا في تلك الوليمة: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أولم على امرأة من نسائه ما أولم على زينب، فإنه ذبح شاةً)(1)، (ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه أكثر أو أفضل مما أولم على زينب)(2)(أطعمهم خبزًا ولحمًا حتى تركوه)(3) شبعًا.
لم يشارك أنس بن مالك في الأكل فقط .. بل ساهم مع أمّه أم سليم رضي الله عنها في زيادة مساحات الفرح .. يقول رضي الله عنه: (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أطعمنا الخبز واللحم حين امتد النهار، فخرج الناس وبقي رجال يتحدّثون في البيت بعد الطعام، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم واتّبعته، فجعل يتتبع حُجُرَ نسائه يسلّم عليهن، ويقلن: يا رسول الله، كيف وجدت أهلك)(4). ويحدّثنا أنس عن هدية أمّه فيقول: (فصنعت أمي -أم سليم- حيسًا، فجعلته في تور (5)"من حجارة" فقالت: يا أنس .. اذهب
(1) حديث صحيح رواه مسلم زواج زينب.
(2)
حديث صحيح رواه مسلم زواج زينب.
(3)
حديث صحيح رواه مسلم زواج زينب.
(4)
حديث صحيح رواه مسلم زواج زينب.
(5)
إناء. والحيس تمر وسمن وأقط.
بهذا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقل: بعثت هذا إليك أمى، وهي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منّا قليل يا رسول الله ..
فذهبت بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: إن أمي تقرئك السلام، وتقول: إن هذا لك منّا قليل يا رسول الله. فقال: ضعه. ثم قال:
اذهب، فادع لي فلانًا، وفلانًا، وفلانًا، ومن لقيت "من المسلمين" وسمّى رجلًا، قال: فدعوت من سمّى ومن لقيت.
قلت لأنس: عدد كم كانوا؟ قال: زهاء ثلاثمائة، وقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس .. هات التور "وضع النبي صلى الله عليه وسلم يده على الطعام، فدعا فيه، وقال ما شاء الله أن يقول" فدخلوا حتى امتلأت الصفة والحجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليتحلّق عشرة عشرة، وليأكل كل إنسان مما يليه. فأكلوا حتى شبعوا، فخرجت طائفة ودخلت طائفة حتى أكلوا كلّهم، فقال لي: يا أنس ارفع، فرفعت فما أدري حين وضعت كان أكثر أم حين رفعت، وجلس طوائف منهم يتحدّثون في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس، وزوجته مولية وجهها إلى الحائط، فثقلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم "فأطالوا عليه الحديث"، فجعل النبي يستحي منهم أن يقول لهم شيئًا "فأخذ كأنه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا فلما رأى ذلك قام، فلما قام، قام من قام من القوم، فقعد ثلاثة" فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم على نسائه، "فمشى، فمشيت معه حتى بلغ حجرة عائشة، ثم ظنّ أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم جلوس مكانهم، فرجع، فرجعت الثانية، حتى بلغ حجرة عائشة" ثم رجع "فرجعت"، فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رجع ظنوا أنهم قد ثقلوا عليه، فابتدروا الباب، فخرجوا كلّهم، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أرخى الستر، ودخل وأنا جالس في الحجرة، فلم يلبث