الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصبح" (1) أما سبب فعله ذلك فبسيط للغاية إنه يقول "إني سمعت الله يقول ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما" (2) والله لا يكلف نفسًا إلا ما قدر طاقتها .. يقول-صلى الله عليه وسلم: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"(3)
وجد عمرو في القرآن مخرجًا لما هو فيه .. أما رافع الطائي فقد وجد في صاحب الخلال الرائعة بوابة يهرب خلالها مما هو فيه من تشرد وضياع وحياة وضيعة .. ففي طريق العودة توجه رافع بقلبه إلى صاحب الخلال .. إلى رفيقه الرائع أبي بكر الصديق فكانت كلمات الصديق أجمل ما تعلمه وأغلى ما حصل عليه رافع في حياته كلها ..
كلمات أبي بكر لرافع الطائي
يقول رافع "انطلقت معهم حتى إذا رجعوا من المكان الذي حاجتهم فيه أتيت أبا بكر رضي الله عنه فقلت يا ذا الخلال توسمتك من بين أصحابك قال ولم؟ قال: لتعلمني .. قال: قد اجتهدت .. فقلت: أردت أن تخبرني بشيء يسير إذا فعلت كنت معكم ومنكم .. قال: تحفظ أصابعك
(1) سنده صحيح رواه أبو داود 1 - 92 واللفظ له وأحمدُ 4 - 203 والحاكم 1 - 285 والبيهقيُّ 1 - 225 وغيرهم .. عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير المصري عن عمرو بن العاص وهذا السند صحيح يزيد تابعى ثقة فقيه: التقريب 2 - 363 وشيخه المصري ثقة 2 - 82 وعبد الرحمن بن جبير تابعى كبير ثقة عالم بالفرائض التقريب 1 - 475.
(2)
سنده صحيح رواه أبو داود 1 - 92 واللفظ له وأحمدُ 4 - 203 والحاكم 1 - 285 والبيهقيُّ 1 - 225 وغيرهم .. عن يزيد بن أبي حبيب عن عمران بن أبي أنس عن عبد الرحمن بن جبير المصري عن عمرو بن العاص وهذا السند صحيح يزيد تابعى ثقة فقيه: التقريب 2 - 363 وشيخه المصري ثقة 2 - 82 وعبد الرحمن بن جبير تابعى كبير ثقة عالم بالفرائض التقريب 1 - 475.
(3)
حديث صحيح رواه البخاري 6 - 2658.
الخمس؟ قلت: نعم، قال: فذكر شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وتقيم الصلاة الخمس وتخرج زكاة مالك إن كان عندك وتحج البيت وتصوم رمضان .. قال: وخير لا تأمرن على اثنين .. فقلت: وهل تكون الإمرة إلا فيكم أهل المدر .. قال: لعلها تفشو فتبلغك ومن هو في دونك .. إن الله لما بعث نبيه صلى الله عليه وسلم دخل الناس في الإسلام فهم عواذ الله وجيران الله وفي خفرة الله .. إن الأمير إذا كان في قوم فظلموا فلم ينتصر بعضهم من بعض انتقم الله منهم .. ولعمر الله إن الرجل منكم يظل ناتيًا عضله غضبًا لجاره والله من وراء جاره" (1)
اكتفى رافع بوصية الصديق العظيمة واعتنقها وودع أصحابه مؤمنًا بعد أن صاحبهم مشركًا .. ودعهم بغير القلب الذي استقبلهم به وبقي في أرضه ليبدأ حياة بيضاء بالتوحيد .. وغاب الجيش عن ناظريه لكنه لم يغب عن ذاكرته ووجدانه .. أما جيش ذات السلاسل فسافر كالشوق نحو المدينة .. وقد تزامن وصوله مع وصول مسافر حمل معه عجوزًا من بني تميم تقيم في بادية يقال لها الربذة بين مكة والمدينة وهي تبحث عن أحد يحملها إلى النبي-صلى الله عليه وسلم .. هذا المسافر هو أحد الصحابة واسمه الحارث بن حسان وقد أثارت تساؤله تلك الرايات السوداء وتلك الاحتفالية بعودة المحاربين منتصرين محملين بالغنائم وأحاديث السفر. يقول الحارث "خرجت لأشكو العلاء بن الحضرمي إلى رسول الله فمررت بالربذة فإذا عجوز منقطع بها من بني تميم فقالت يا عبد الله إن لي إلى رسول الله حاجة فهل أنت مبلغي إليه .. قال: فحملتها فقدمت المدينة"(2) فـ
(1) حديث صحيح مر معنا وهو حديث رافع السابق.
(2)
حديثٌ حسنٌ رواه البخاري في التاريخ الكبير 2 - 260 والطبريُّ في التفسير: 8 - 220 و 221 من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحارث .. قال: وهذا السند =
"دخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم قائمًا على المنبر يخطب وفلان قائم متقلد السيف فإذا رايات سود تخفق .. قلت: ما هذا قالوا عمرو بن العاص قدم من جيش ذات السلاسل"(1) "فلما نزل رسول الله من على منبره أتيته فاستأذنت فأذن لي .. فقلت: يا رسول الله إن بالباب امرأة من بني تميم وقد سألتني أن أحملها إليك قال: يا بلال .. ائذن لها قال فدخلت فلما جلست قال لي رسول الله: هل بينكم وبين تميم شيء؟ قلت: نعم .. وكانت لنا الدائرة عليهم فإن رأيت أن تجعل الدهناء بيننا وبينهم حاجزًا فعلت.
تقول المرأة: فإلى أين يضطر مضطرك يا رسول الله؟ قال:
قلت: إن مثلي مثل ما قال الأول معزى حملت حتفها وحملتك تكونين على خصمًا أعوذ بالله أن أكون كوافد عاد.
فقال رسول الله وما وافد عاد قلت: على الخبير سقطت:
إن عادًا قحطت فبعثت من يستسقي لها فبعثوا رجالًا فمروا على بكر ابن معاوية فسقاهم الخمر وتغنتهم الجرادتان شهرًا [جاريتان يقال لهما الجرادتان فخرج إلى جبال مهرة فنادى إني لم أجئ لمريض فأداويه ولا لأسير فأفاديه اللَّهم اسق عادًا ما كنت مسقيه فمرت به سحابات سود فنودي منها خذها رمادًا رمددًا لا تبق من عاد أحدًا] ثم فصلوا من عنده
= حسن من أجل الإمام عاصم وقد سبق الحديث عن السند عند الحديث عن الرايات السود.
(1)
حديثٌ حسنٌ رواه البخاري في التاريخ الكبير 2 - 260 والطبريُّ في التفسير: 8 - 220 و 221 من طريق عاصم بن أبي النجود عن أبي وائل عن الحارث .. قال: وهذا السند حسن من أجل الإمام عاصم وقد سبق الحديث عن السند عند الحديث عن الرايات السود.