الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ابن سلول المليء باليهود والعفن والبغايا والنفاق .. إنه كبعض الحشرات التى لا تجد نفسها إلَّا عند القذارة .. وهم لم يكن كذلك في جاهليته .. لكنه الحسد .. يطيح بالقامات ويجتث من النفوس المكرمات .. أمّا من حاول الدفاع عنه في لحظة من لحظات الضعف البشري حين تمسّها العصبية فله قصة أخرى جعلته يفيق من لحظة السهو القصيرة تلك .. أقصد سعد بن عبادة رضي الله عنه الذي تحدّى سعد بن معاذ أن يقتل عبد الله ابن أبي بن سلول ..
قصة ابن عبادة مع القذف
ابن عبادة الكريم .. والصحابي العظيم الجليل .. يحب قبيلته .. ويتمزّق قلبه لأفعال أحد زعماء قومه المشينة .. يؤلمه ما يقوله عبد الله بن أبي ويتمنى هدايته لكن ابن أبي كان حجرًا .. نزلت الآية تبيِّن أن من قذف يجلد فتحركت الغيرة في دم سعد بن عبادة وغلت .. فتكلم بكلام لم يعجب النبي صلى الله عليه وسلم .. فابتلاه الله بمصيبة وقعت في قومه .. فكانت عارًا على قوم ابن أبي بعد أن كان يتمنى تعليق العار على باب النبي صلى الله عليه وسلم .. فعندما (نزلت هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ (4)}، قال سعد بن عبادة: لهكذا أنزلت يا رسول الله؟! لو أتيت لكاع (1) قد تفخذها رجل، لم يكن لي أن أهيجه ولا أحرّكه، حتى آتي بأربعة شهداء؟ فوالله ما كنت لآتي بأربعة شهداء، حتى يفرغ من حاجته! "إن أنا رأيت لكاع متفخذها
= أخبرني أبو الزبير، أنه سمع جابر وهذا السند صحيح الحجاج والحسن صدوقان وابن جريج وأبو الزبير صرحا بالسماع ورواه البزار عن ابن السائب عن ابن جبير عن ابن عباس، وعن ابن إسحاق عن الزهريّ عن أنس واللفظ له والزيادة للطبري.
(1)
وصف يطلقه سعد هنا على الزوجة التي يراها زوجها وهي تزني.
رجل، فقلت بما رأيت، إن في ظهري لثمانين"، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، أما تسمعون إلى ما يقول سيدكم؟
قالوا: لا تلمه فإنه رجل غيور، ما تزوج فينا قط إلَّا عذراء، ولا طلّق امرأة له، فاجترأ رجل منّا أن يتزوجها "فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإن الله يأبى إلَّا ذاك" (1).
قال سعد: "صدق الله ورسوله" يا رسول الله بأبي وأمي، والله إني لأعرف أنها من الله، وأنهّا حق، ولكن عجبت لو وجدت لكاع قد تفخذها رجل، لم يكن لي أن أهيجه ولا أحرّكه، حتى آتي بأربعة شهداء، والله لا آتي بأربعة شهداء حتى يفرغ من حاجته، فوالله ما لبثوا إلَّا يسيرًا حتى جاء هلال بن أميّة -"ابن عم له"- من حديقة له، فرأى بعينيه، وسمع بأذنيه، فأمسك حتى أصبح، فلما أصبح غدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو جالس مع أصحابه، فقال:
يا رسول الله، إني جئت أهلي عشاء، فوجدت رجلًا مع أهلي، رأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أتاه به، وثقل عليه جدًا، حتى عرف ذلك في وجهه، فقال هلال: والله يا رسول الله، إني لأرى الكراهة في وجهك مما أتيتك به، والله يعلم أني صادق، وما قلت إلَّا حقًا، فإني لأرجو أن يجعل الله فرجًا.
واجتمعت الأنصار فقالوا: ابتلينا بما قال سعد، أيجلد هلال بن أمية، وتبطل شهادته في المسلمين؟ "فشق ذلك على المسلمين، فقال: لا والله لا يجعل في ظهري ثمانين أبدًا، لقد نظرت حتى أيقنت، ولقد استسمعت حتى استشفيت".
(1) أي أن الله لا يقبل إلا حكمه سبحانه.