الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
له) (1) فضل معها .. وكان أضل منها .. لا أدري ما فعلت به الدنيا .. ولا ما فعلت ضالته .. فقد تركه الصحابة وشأنه .. وتوجهوا خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي انحدر من تلك الثنية على أرض يقال لها: الحديبية وعندما لامست أخفاف ناقة النبي صلى الله عليه وسلم "القصواء" أرض الحديبية توقفت فجأة وبركت.
القصواء تبرك في الحديبية
والصحابة يصيحون بها .. يحثونها على النهوض ويقولون: حل .. حل .. لكنها لم تنهض ولم تتزحزح عن مكانها. فقد (سار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به، راحلته، فقال الناس: حل .. حل.
فألحت (2)، فقالوا: خلأت (3) القصواء.
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل") (4) وهو الله الذي حبس الفيل عن دخول مكة .. وهدم الكعبة ثم قال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسى بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها)(5)(والله لا تدعوني قريش اليوم، إلى خطة يسألوني فيها صلة الرحم إلا أعطيتهم إياها)(6) (ثم زجرها، فوثبت،
(1) حديث صحيح رواه مسلم - صفات المنافقين.
(2)
بقيت في مكانها.
(3)
حرنت.
(4)
حديث صحيح رواه البخاري (2731).
(5)
حديث البخاري الطويل (2731).
(6)
حديث البخاري الطويل (2731).
فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل يتبرضه الناس تبرضًا) (1) أي نزل في مكان اجتمع فيه ماء قليل يستسقي منه الناس تبرضًا أي بأكفهم .. وكان فيها بئر يقول عنه البراء رضي الله عنه: (الحديبية بئر فترحناها حتى لم نترك فيها قطرة فجلس النبي صلى الله عليه وسلم على شفير البئر فدعا بماء، فمضمض ومج في البئر)(2)(لم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش)(3) لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال للناس: (انزلوا، فقالوا يا رسول الله ما بالوادي من ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله سهمًا من كنانته)(4)(ثم أمرهم أن يجعلوه فيه)(5)(فأعطاه رجلًا من أصحابه، فنزل في قليب من تلك القلب، فغرزه فيه، فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعطن)(6) وبركت حوله رواحلهم فارتوت عروقهم .. واطمأنت نفوسهم .. وشكروا خالقهم على هذه النعمة العظيمة .. والمعجزة الخارقة التي أجراها سبحانه على يد نبيه صلى الله عليه وسلم .. الذي توقف في هذه الأرض بوحي من الله.
وهو الآن يستدعي أحد أصحابه واسمه: خراش بن أمية الخزاعي ليكلفه بمهمة خطيرة .. وقد اختاره صلى الله عليه وسلم من قبيلة خزاعة (وكانت خزاعة في عيبة (7) رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمها، ومشركها، لا يخفون على رسول الله صلى الله عليه وسلم
(1) حديث صحيح رواه البخاري (2731).
(2)
حديث صحيح رواه البخاري (3577)،
(3)
حديث صحيح رواه البخاري (2731).
(4)
حديث البخاري الطويل (2731).
(5)
حديث صحيح رواه البخاري (2731).
(6)
حديث البخاري الطويل (2731).
(7)
يثق بهم ويثقون به.