الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلَّا يسيرًا حتى خرج عليّ، وأنزلت هذه الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقرأهن على الناس:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ (1) إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} (2)، (قال أنس: أنا أحدث الناس عهدًا بهذه الآيات، وحجبن نساء النبي صلى الله عليه وسلم) (3)، بعد هذا الموقف المحرج أمرت نساء النبي صلى الله عليه وسلم بالحجاب .. وكان:
لنزول الحجاب قصة
فقد كان عمر بن الخطاب قبل نزول الحجاب يقترح على النبي صلى الله عليه وسلم أن يحجب نساءه .. أنس بن مالك أيضًا يحدّثنا بذلك فيقول:
(قال عمر بن الخطاب: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لو حجبت عن أمّهات المؤمنين، فإنه يدخل عليك البر والفاجر، فنزلت آية الحجاب)(4)، وتقول
(1) أي لا تتطفلوا تترقبون نضج الطعام ثم تعرضون أنفسكم للدخول دون دعوة.
(2)
حديث صحيح رواه مسلم والزوائد له أيضًا -باب زواج زينب .. وأكملت الآية لأن الحديث يقول: إلى آخر الآية بعد كلمة: يؤذي النبي.
(3)
حديث صحيح رواه مسلم والزوائد له أيضًا -باب زواج زينب .. وأكملت الآية لأن الحديث يقول: إلى آخر الآية بعد كلمة: يؤذي النبي.
(4)
سنده صحيح رواه ابن جرير (10/ 324) حدثنا ابن بشار، حدثنا ابن أبي -عدي، عن حميد عن أنس، وحميد تابعي ثقة سمع من أنس، واسم ابن أبي عدي: محمَّد بن إبراهيم وهو ثقة- التقريب (2/ 141) وابن بشار هو الثقة محمَّد بن بشار -التقريب (2/ 147).
عائشة رضي الله عنها: (إن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم كن يخرجن بالليل إذ تبرزن إلى المناصع، وهو صعيد أفيح، وكان عمر يقول: يا رسول الله، احجب نساءك، فلم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت امرأة طويلة، فناداها عمر بصوته الأعلى: قد عرفناك يا سودة -حرصًا أن ينزل الحجاب- قال: فأنزل الله الحجاب)(1)، وفي حادثة أخرى .. كرّر عمر بن الخطاب تلك الأمنية .. كان رضي الله عنه أجرأ من غيره في البوح بما يضمره ويضمره غيره من إجلال لبيت النبوّة .. تقول عائشة رضي الله عنها:
(كنت آكل مع النبي صلى الله عليه وسلم حيسًا في قعب، فمر عمر، فدعاه، فأكل، فأصابت أصبعه إصبعي، فقال: أوه، لو أطاع فيكن ما رأتكن عين، فنزل الحجاب)(2) ولكن فيما بعد .. فالحجاب لم ينزل بعد هذه الأحداث مباشرة .. تعالوا نسأل أنس بن مالك .. من أعلم الناس بنزول الحجاب؟ قال رضي الله عنه: (أنا أعلم الناس بالحجاب، لقد كان أُبيُّ بن كعب يسألني عنه، قال أنس:
أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عروسًا بزينب بنت جحش، وكان تزوجها بالمدينة، فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار، فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجلس معه رجال بعد ما قام القوم، حتى قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمشى،
(1) سنده صحيح رواه جرير من طريقين أحدهما قوي عن الزهري عن عروة عن عائشة، وهذا إسناده كالذهب، والطريق القوية هي: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثني عمرو ابن عبد الله بن وهب حدثني يونس .. وأحمدُ صدوق من رجال مسلم، وعمه ثقة من رجال البخاري ويونس بن بكير حسن الحديث من رجال مسلم. والطريق الثانية: حدثني أبو أيوب النهراني، حدثنا يزيد بن عبد ربه، حدثني ابن حرة عن الزبيدي.
(2)
سنده قوي رواه ابن أبي حاتم (تفسير ابن كثير- الأحزاب 53) حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان عن مسعر عن موسى بن أبي كثير عن مجاهد عن عائشة ..