الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر"(1)"فقال: يا نبي الله ما أكاد أبصر فنفث في عينه"(2)"ودعا له .. فبرأ كأن لم يكن به وجع"(3)"وهز الراية ثلاثًا ثم دفعها إليه"(4) وبعد أن أعطاه الراية أمره بأمر ينضح بالانتصارات .. أمر كالسيف:
لا تلتفت
أخذ فارس خيبر راية الإِسلام منطلقًا إلى حصون خيبر .. لكنه تذكر رسالته التي يحملها في صدره .. رسالته التي أخرجته من داره بمكة .. فهو لا يحتاج إلى دماء هؤلاء اليهود الخونة .. فهل سيلتفت والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال: ("امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك".
فسار علي شيئًا ثم وقف ولم يلتفت [للعزمة] فصرخ: يا رسول الله .. على ماذا أقاتل الناس؟ [أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟].
(1) سنده حسن رواه النسائي في الكبرى 5 - 179 والحاكم 3 - 143 والطبرانيُّ 12 - 98 وغيرهم من طريق الوضاح وهو أبو عوانة قال حدثنا يحيى وهو ابن أبي سليم أبو بلج قال حدثنا عمرو بن ميمون أن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عمرو بن ميمون ثقة مخضرم ويحيى صدوق ربما أخطأ ومن هو الذي لا يخطئ؟ التقريب: 2 - 401.
(2)
سنده حسن رواه النسائي في الكبرى 5 - 179 والحاكم 3 - 143 والطبراني 12 - 98 وغيرهم من طريق الوضاح وهو أبو عوانة قال حدثنا يحيى وهو ابن أبي سليم أبو بلج قال حدثنا عمرو بن ميمون أن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عمرو بن ميمون ثقة مخضرم ويحيى صدوق ربما أخطأ ومن هو الذي لا يخطئ؟ التقريب: 2 - 401.
(3)
صحيح البخاري 3 - 1096.
(4)
سنده حسن رواه النسائي في الكبرى 5 - 179 والحاكم 3 - 143 والطبراني 12 - 98 وغيرهم من طريق الوضاح وهو أبو عوانة قال حدثنا يحيى وهو ابن أبي سليم أبو بلج قال حدثنا عمرو بن ميمون أن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. عمرو بن ميمون ثقة مخضرم ويحيى صدوق ربما أخطأ ومن هو الذي لا يخطئ؟ التقريب: 2 - 401.
قال: "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فإذا فعلوا فقد منعوا منى دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله") (1).
كل هذا التجاوز .. وكل هذه الأجواء الرحبة مفتوحة لليهود .. سيتم التغاضي عن خياناتهم وغدرهم يوم الأحزاب وقبله مقابل ماذا؟
مقابل الدخول في دين الله وعبادته وحده .. فالهدف ليس تطهير حصون خيبر وأرضها .. بل تطهير قلوب ساكنيها من الكفر الذي حول حياتهم وسلوكياتهم إلى خيوط وعقد من المؤامرات السوداء التي تخنق الأمن والأنفاس .. لم يعرض النبي صلى الله عليه وسلم عليهم دفع فدية .. هو الإِسلام أو عقوبة الخيانة .. وبالإِسلام يحتفظون بأموالهم ودمائهم وديارهم .. لكنهم يهود.
أما علي المتوجه كالصاعقة نحوهم فقد قدم له النبي صلى الله عليه وسلم ولأتباعه كلمات كالمطر .. قال صلى الله عليه وسلم لعلي: "انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم .. ثم ادعهم إلى الإِسلام .. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه .. فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم"(2).
قدَّم صلى الله عليه وسلم تلك النصائح لأنه لا يأس مع الدعوة إلى الله .. ولو كنت تخاطب خائنًا حاقدًا متطويًا داخل حصون خيبر ..
انطلق علي حاملًا رايته .. وحاملًا أملًا بدخول هؤلاء القوم في دين الله .. ولما نزل بساحتهم .. دعاهم إلى الإِسلام كما أمر .. لكنه جوبه
(1) صحيح مسلم 4 - 1871 والزيادة صحيحة وهي في ابن حبان 15 - 379 إبراهيم بن الحجاج السامي حدثنا حماد بن سلمة عن بقية سند مسلم وهذا السند صحيح. إبراهيم وحماد ثقتان.
(2)
صحيح البخاري 3 - 1096.
برفض قاطع .. وظن القوم أن هذا الجيش سيعود كما عاد في اليومين السابقين .. بل لقد فتح باب الحصن .. فخرج منه حتف عنيد .. وفارس مرعب .. اسمه مرحب .. وهو يتحدى الجميع مرحب .. مرحب يدعو للمبارزة
خرج مرحب فقال:
قد علمت خيبر أني مرحب
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب
فقال علي:
أنا الذي سمتني أمي حيدرة
كَلَيثِ غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة
فضرب رأس مرحب فقتله (1).
وقتل معه ما تبقى من معنويات اليهود الذين أغلقوا حصونهم بعد هلاك ملكهم فقام علي رضي الله عنه باقتحام حصنهم الأول ثم الذي يليه .. وأثناء ذلك سقط بعض الشهداء من المؤمنين والتحقوا بعامر بن الأكوع رضي الله عنه.
واشتد القتال والاقتحام .. وبدأت أرض خيبر تتحول إلى جديد يكتبه الصحابة بدمائهم .. سلمة بن الأكوع .. فارس بحجم جيش لكنه أصيب .. فأنقذته معجزة ساقها الله على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1) صحيح مسلم 3 - 1440.